التصفح للزوار محدود

الدلائل التشخيصية لاضطراب الأوتيزم

محمدكمال

Active member
الأوتيزم كما نعلم هو اضطراب في النمو يتميز ببداية الأعراض قبل تمام سن الثلاث سنوات والسبيل الدقيق لمعرفة تلك الأعراض هي المقابلات التي تتم مع الوالدين الذين يعتبران محوراً هاماً في التعرف على الأوتيزم، فكما أكدت في كتابي السابق فالأوتيزم يحتاج إلى فترة معايشة طويلة مع الطفل المصاب به وذلك لأن الأعراض المصاحبة للأوتيزم تتباين وتختلف من طفل لأخر من حيث النوع والشدة وتظل التقارير الوالدية هي المحك الرئيس لعملية التشخيص وخاصة في مراحل العمر المبكرة . ومن خلال مقابلاتي الدائمة مع آباء وأمهات أطفال الأوتيزم يمكنني القول أن المخاوف الوالدية تنشأ غالباً قبل تمام العام الأول من الميلاد حيث يلاحظ الآباء اختلاف طفلهم عن باقي الأطفال الآخرين في كثير من المناحي، فغياب الكلام البسيط بأحرف بسيطة واختلاف الحركة والعزلة الرهيبة التي يظهرها هؤلاء الأطفال في عامهم الأول من النمو دائماً ما تؤرق آبائهم وتكون بالنسبة للمتخصصين في عملية التشخيص مؤشرات وعلامات دالة لحدوث الاضطراب، ومع أن الوضع الراهن يتيح للمتخصصين والممارسين الحقيقيين لمجال تشخيص الأوتيزم التعرف على الأوتيزم منذ فترة مبكرة أو على الأقل الانتباه إلى وجود شيء غريب يحيط بهذا الطفل إلا أن كثير من الحالات الأخرى تصر على أن تمنح الأوتيزم لقب الإعاقة المحيرة بمعنى أن هناك فئة من الأطفال المصابين بالأوتيزم يعيشون عامهم الأول بصورة طبيعية تماماً بل وأكثر من ذلك قد يعيشون ثلاث أعوام كاملة بدون أي مؤشرات أو منبهات تدل على وجود أي نوع من أي خطر موجود وفجأة تحدث الانتكاسة فيضيع الكلام ويضيع معه التواصل والتفاعل الاجتماعي فيتشتت الانتباه ويختفي الاتصال بالعين. ولا بد من التأكيد على أن تحديد مجموعة من الدلائل التشخيصية للأوتيزم في مراحل العمر المبكرة عملية ليست سهلة وتحتاج إلى خبرة وممارسة حقيقية، فالسوك الذي يظهره الطفل في عامه الأول أو يحجبه له دلالة هامة وكلينيكية في تشخيص الحالة المتوقعة له، وللتعرف على الدلائل المبكرة للإصابة بالأوتيزم في مراحل العمر المبكرة ينبغي عقد مقارنة بين ما يعرف بالنمو النموذجي وغير ذلك من أنماط النمو الأخرى، ومع قناعتي التامة بعدم عقلانية أن يسير جميع الأطفال وفق نظام نمائي واحد من حيث السرعة والمظاهر إلا أن نقص أو غياب أحد مظاهر النمو بشكل كامل في الوقت الذي ينبغي أن يظهر فيه هو مؤشر خطورة لحدوث خلل ما . ولتوضيح ما أقصده بذلك ففي العام الأول من ميلاد الطفل يستطيع معظم الأطفال قبل اكتمال تمام العام الأول أن ينتبهوا إلى الأشياء من حولهم، الأصوات، الحركات، الألعاب، وغير ذلك من المثيرات وقد يختلف الأطفال في ذلك بحيث يستطيع بعضهم اكتساب تلك المهارة في الشهر الخامس وبعضهم في الشهر السابع وآخرون قد يتأخرون قليلاً حتى الشهر الثامن أما أن ينتهي العام الأول من دون إظهار هذه المهارة فهذا مؤشر هام على وجود اضطراب ما مصاحب لهذا الطفل. وعلى الرغم من الاتفاق على مجموعة من الدلائل التشخيصية للأوتيزم في عمر السنوات الثلاثة الأولى كغياب الكلام أو شذوذه والسلوكيات النمطية التكرارية القالبية وضعف مهارات الانتباه والتواصل الاجتماعي إلا أن أكثر المظاهر والدلائل التشخيصية المبكرة جداً للأوتيزم هي غياب الترابط بالطريقة الطبيعية المعتادة مع الآخرين وخاصة الأم. كما يظهر الأطفال المصابين بالأوتيزم بعض العلامات المبكرة وخاصة في العام الميلادي الأول كصعوبات تنظيم الحافز وصعوبات النوم والحساسية غير العادية للمثيرات وخاصة التلامس الجسدي. وتشير نتائج الدراسات التي اهتمت بتشخيص الأوتيزم والتعرف على دلالاته بشكل مبكر إلى أن أكثر الدلائل التشخيصية انتشار في وقت مبكر من مرحلة النمو هي ضعف الانتباه البصري والتجاوب الوجداني للمثيرات الاجتماعية وغير الاجتماعية، فمعظم الأطفال الرضع المصابين بالأوتيزم يكون انتباههم البصري بالنسبة للآخرين ضعيف جداً، كما أن قدرتهم على التعلق بالآخرين أو البحث عنهم عادة ما تكون منخفضة مقارنة بالأطفال سليمي النمو، كما يتميز هؤلاء الأطفال بغياب الابتسامة الصريحة التي دائماً ما تعتري أوجه الرضع عند محاولات مداعبتهم وحملهم. كما يعد ضعف القدرة على الانتباه عند مناداة الطفل بإسمه خاصة في سن عشرة شهور من أكثر الدلائل التشخيصية المبكرة للإصابة بالأوتيزم، فقد قام بارانك Baranek (1999) بدراسة مقارنة بين مجموعة من الأطفال المصابين بالأوتيزم ومجموعة أخرى ضابطة من سليمي النمو حيث كان متوسط أعمار المجموعتين تسعة أشهر كانت الدراسة منصبة على السلوكيات الاجتماعية والمعرفية المبكرة ( النظر-التحديق-الاستجابة للاسم-استجابة اللمس الاجتماعي-التعبيرات الوجدانية) وكذلك السلوكيات التكرارية وسلوكيات التجنب، وقد توصلت الدراسة إلى أن أكثر الدلائل التشخيصية المميزة للأوتيزم في المراحل العمرية المبكرة هي الاستجابة السيئة تجاه مناداة الطفل باسمه، هذا ولقد أكدت الدراسة على أن الأوتيزم يتضح ويستدل عليه في الأشهر الأخيرة من العام الأول للميلاد ليس فقط من خلال الاستجابة السيئة للمناداة بل أيضاً من خلال الاهتمام المنخفض بالمثيرات البصرية غير الاجتماعية وكذلك من خلال المثيرات الحسية غير العادية. وفي دراسة أخرى قام بها أوسترلينج Osterling (2002) بهدف الوصول إلى أكثر الدلائل التشخيصية المبكرة للأوتيزم من خلال تحليل تلك السلوكيات الصادرة من مجموعة كبيرة من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم من عشر إلى اثنا عشر شهراً، توصلت الدراسة إلى أن أطفال الأوتيزم يختلفون عن الأطفال العاديين في نقطتين هامتين هما: التوجه نحو الاسم وكذلك التوجه نحو الأشخاص علاوة على إهمال الاهتمام بتلك الأشياء التي يمسكها الأشخاص. وتفترح العديد من الدراسات الأخرى التي قارنت سلوكيات أطفال الأوتيزم في مرحلة عمرية مبكرة أقل من عامين بسلوكيات مجموعة من الأطفال الآخرين سواء سليمي النمو أو مضطربي النمو أن أكثر الدلائل التشخيصية المعبرة عن الأوتيزم في مراحل العمر المبكرة تتمثل في ضعف عملية التفاعل الاجتماعي سواء الثنائي منه أو الثلاثي وهو ما يمكن التعبير عنه بمصطلح الانتباه المشترك، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من السلوكيات التي تتمثل في تفضيل العزلة وضعف التواصل بالعين ونقص الاهتمام بالأنشطة والألعاب التفاعلية. ومع الاستمرار في عملية النمو يبدأ ظهور مزيد من العلامات والدلائل التشخيصية للأوتيزم والمتمثلة في نقص الوعي بالآخرين والتقليد المعاق أو الناقص لسلوكيات الآخر واللعب الاجتماعي الغريب بالإضافة إلى ضعف القدرة على اللعب التخيلي والتواصل الاجتماعي الفعال مع الأقران.ومن الجدير بالذكر هنا التأكيد على السنوات الأولى في عمر أطفال الأوتيزم تتميز بتأخرات وانحرافات نمائية في جوانب معينة دون غيرها، وأن هذه الانحرافات في عملية النمو تستمر وتتجلى بصورة أكبر مع تقدم الطفل في العمر وخاصة إذا ما لم يتعرض إلى ما يعرف بعملية التدخل المبكر الناجم عن تشخيص صحيح مبكر أيضاً، وتتمثل تلك المظاهر النمائية المعاقة في الأوتيزم في مهارات التواصل والتكيف بالإضافة إلى المهارات المعرفية. فأطفال الأوتيزم غالباً ما يفتقدون القدرة على التخطيط والمرونة في التفكير والعمل. ولقد أوضحت الدراسات التي قارنت بروفيلات النمو لأطفال الأوتيزم والأطفال ذوي اضطرابات أخرى للنمو ما يلي :
· يعاني معظم أطفال الأوتيزم من تأخر نسبي في المهارات الاجتماعية بينما يظهرون تقدماً ملموساً على مستوى المهارات الحركية.
· بعض أطفال الأوتيزم يمرون بمشكلات طفيفة أثناء اكتسابهم المهارات الحركية المختلفة كالتقليد الحركي والتنسيق.
· إن أكثر السلوكيات المميزة لأطفال الأوتيزم هي نقر الأصابع وهز الجسم وغياب الاستجابة الطبيعية الصحيحة للمثيرات.
ومع النمو الزمني لطفل الأوتيزم وصولاً إلى سن الثلاث أو الأربع سنوات يكون سلوكه مختلف نوعًا ما ويمكن تميزه عن سلوكيات الأطفال الآخرين سواء عاديين أو معاقين، إذ يصبح التوظيف الاجتماعي والتواصلي أقل تباعداً من مساراته المتوقعة أثناء هذه الفترة وفقاً لمنحنى النمو النموذجي، ففي هذه المرحلة العمرية يلاحظ على طفل الأوتيزم ضعف العلاقات الطبيعية مع الأقران وغياب أو محدودية اللعب الاجتماعي علاوة على ظهور السلوكيات النمطية التكرارية بصورة أكثر حدة وقالبية. وبوجه عام يمكن القول أن الأعطاب التي يعانيها أطفال الأوتيزم في السلوك والفهم الاجتماعي هي أكثر الدلائل المميزة للأوتيزم وتتمثل هذه الأعطاب منذ مرحلة الميلاد وحتى المراحل المتأخرة في الطفولة في فشل تكوين العلاقات والصداقات مع الأطفال الأقران ونقص الترابط الطبيعي مع أفراد الأسرة وتفضيل الوحدة والعزلة والاتصال البصري الضعيف واستخدام الإيماءات بشكل ضئيل جداً ونقص المبادرة في عملية التواصل. وعلى أية حال، يعد الدليل التشخيصي للأمراض النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM-IV (1994) احد المحكات الرئيسة لعملية التشخيص المتعلقة بالإصابة بالأوتيزم، وفيه يشخص الأوتيزم طبقاً لمدى توافر علامة واحدة في كل جزء أ،ب،ج بالإضافة إلى ستة على الأقل من المجموع :
أ ) خلل في التفاعل الاجتماعي : ويتجلى فيما يلي :
1) العجز في استخدام السلوك غير اللفظي ( الإيماءات وتعبيرات الوجه )
2) الفشل في تنمية العلاقات مع الآخرين وفقاً لمستوى النمو .
3) نقص الاهتمام والتفاعل مع الآخرين .
4) ضعف في التبادل العاطفي والاجتماعي مع الآخرين.
ب) ضعف كيفي في عملية التواصل : ويتجلى فيم يلي :
1) عدم النطق أو تأخر في اكتساب القدرة على الكلام.
2) ليس لديه قدرة ولا رغبة في البدء أو الاستمرار في الحديث والكلام التلقائي.
3) ترديد بعض الكلمات بصفة متكررة / أو استعمال كلمات غريبة غير مفهومة .
4) ضعف مهارات اللعب التخيلي والقدرة على التقليد الاجتماعي.
ج) نشاطات وأفعال متكررة : ويتجلى فيما يلي :
1) الانشغال بنشاط أو نشاطين بصفة متكررة ومحددة.
2) الانشغال الدائم بأجزاء من الأشياء وليس بكلها.
3) حركات عضلية متكررة ( رفرفة باليدين أو الأصابع – دوران حول الذات ) .
4) انعدام المرونة والتمسك بالروتين ( القالبية ) .
كما قدمت منظمة الصحة العالمية WHO (1994) دليلا تشخيصياً للأوتيزم يشتمل على ما يلي :
أ) العجز في النمو في واحدة على الأقل من :
1- اللغة المستخدمة في عملية التواصل.
2- التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
3- اللعب الرمزي والتخيلي والوظيفي.
ب) العجز في التفاعل الاجتماعي:
1- الإخفاق في الاتصال بالعين، وانعدام لغة الجسد.
2- قلة الاستمتاع في مشاركة الآخرين.
3- العجز في الاستجابات العاطفية تجاه الآخرين.
4- الفشل في نمو العلاقات التي تتضمن مشاركة الاهتمامات والأنشطة والمشاعر مع الآخرين.
ج) العجز الوصفي في الاتصال :
1- تأخر الكلام.
2- الشذوذ في نبرة الصوت .
3- ضعف المبادأة في عملية التواصل .
4- الببغائية .

وأجمع رويرز Roeyers (1995) أهم العلامات والدلائل المميزة للأوتيزم في النقاط التالية :
· مقاومة التغيير.
· الهلوسة أثناء النوم.
· الإصرار على الروتين.
· الصعوبة في فهم الانفعالات.
· فقدان الاستجابة للآخرين.
· ضعف القدرة العقلية العامة.
· ترديد الكلمات دون فهم لمعناها.
· قصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
ويذكر أن أكثر الدلائل وأبرزها في عملية تشخيص الإصابة بالأوتيزم تتبدى ما بين الشهر الثلاثين والشهر السادس والثلاثين من الميلاد، وتتمثل هذه الدلائل في :
· ضحك أو قهقهة غير مناسبة.
· عدمالخوفمنالخطر.
· عدمحساسيةللألم.
· مقاومة (رفض) احتضانأوتدليلالآخرينله. .
· لعبتكراريروتينيغيرعادي؛مهاراتبدنيةأولفظيةغيرعادية..
· تجنبالتواصلالبصري. .
· تفضيلالوحدةوالانفرادبالذات.
· صعوبةفيالتعبيرعنالاحتياجات؛وربمااستخدامالإيماءات. .
· تعلقمرضيغيرمناسببالأشياء. .
· استجابةغيرمناسبةللأصوات،وربماعدماستجابةعلىالإطلاق. .
· تدورالأشياء؛أوالدورانالسريعحولالذات. .
· صعوبةفيالتفاعلمعالآخرين. .
· رفضالتغيروالإصرارعلىالروتين.
 
رد: الدلائل التشخيصية لاضطراب الأوتيزم

جزاك الله خير على الموضوع القيييم..
وهل السرحاان في عمر 5 اشهر يعتبر من اعراض التوحد المبكر؟
ولي عوده للموضوع انشاء الله..
 
رد: الدلائل التشخيصية لاضطراب الأوتيزم

معنى الكلام ان لما يكبر ابني راح تزيد عنده الاعراض
لا حول ولا قوه الا بالله
 

عودة
أعلى