التصفح للزوار محدود

العجوز لم تعد شريرة

العجوز لم تعد شريرة




39158130.gif



من قصص الطفولة ترسبت في ذهني صورة العجوز الشريرة ،
قصص الأطفال دائما ترسمها وتصورها هكذا ،
الساحرة الشريرة امرأة عجوز تستند إلي عصاها والمرأة
في قصص سندريلا أو الأميرة النائمة أو حتى حواديت
جدتي الريفية تؤكد هذا المعني وتضيف المزيد من التفاصيل للصورة.





39158130.gif





الوجه مجعد لا يفارقه العبوس والأنف معقوف والصوت
عالي متهدج يثير القلق والطبع حاد قاسي لا يعرف
الرحمة والشر مجاني ، فهي تمارس الشر وتؤذي
من حولها بلا سبب وبلا مقابل ، وخاصة إذا كانت تتعامل
مع الأميرة الجميلة الشابة البريئة.




39158130.gif





واجهتها يوما وتعاملت معها مباشرة حين تزوجت ،
إنها حماتي فقد كانت صورة لخيال المرأة الشريرة ،
أحاول مراضاتها فلا ترضى وأجلب لها هدية فتلقيها جانبا
وتبدأ الهمسات تكثر في أذني ، تقول زوجة الابن الأكبر
(لا فائدة معها دعيها وشأنها) وتقول زوجة الابن الأصغر
(أنت طيبة جدا تضيعين وقتك مع من لا تقدر)



39158130.gif



كنت لا أراها إلا في الإجازات والمناسبات لبعد المسافة
بيننا وإصرارها على ملازمة بيتها ، أما من ينصحونني
فهن من يعاشرنها ويعشن معها في نفس البيت ، بيتها ،
صحيح كل منهما في شقتها ولكن التعامل اليومي بينهن لا ينقطع.




39158130.gif



تعبت العجوز يوما تعبا شديدا وجاءت عندي في بيتي
في القاهرة للعلاج ، وبدأت أتعايش معها وأستنتج
من تعاملي اليومي لماذا هي هكذا ؟





كانت مريضة تعاني ولا تجد من يحنو عليها ،
حتى أنها تستغرب أن تمتد إليها يد بالخير ،
تتأوه في المساء وتنتابها رغبة ملحة في الذهاب للحمام
فتجدنا بين يديها ، تصحو مبكرة جدا
فتساعدها ابنتي (حفيدتها) في تناول الطعام وتقدم لها كوب
(الينسون) الذي تحبه.




39158130.gif



وهكذا سارت الأمور ، هدأت السيدة واستكانت
وتعافت نسبيا ولكننا قررنا أن تبقى معنا ،
فهي ليست شريرة بل الأشرار هم من كانوا يعاملونها
بإهمال ويتركونها وحدها تعاني في وحدتها
وتتخبط في دياجير شيخوختها الواهنة.




39158130.gif




كيف كانوا يتوقعون أن تكون سعيدة مستبشرة
وقد تحولت حياتها لسلسلة من الألم والعذاب ؟ ،
كانت قد كفت عن استجداء المساعدة لأنها يئست
ممن حولها حتى أبناء بطنها ، فكل ما يملكونه
هو سؤال سريع بصوت متضجر (كيف حال صحتك يا حاجة ؟
هل تريدين شيئا ؟) ثم يختفون قبل أن يسمعوا الإجابة.




وماذا كان بوسعها أن تقول ؟ هل تقول نعم أريد
كل شئ وليس شيئا واحدا ؟ أريد رد الجميل وتطبيق بر الأم ،
أريد حبك وصبرك يا بني كما منحته لك سابقا حتى صرت رجلا ،
أريد مؤانستك أنت وأولادك لأشعر أن لي عائلة ،
أريد اللمسة الإنسانية.



39158130.gif




يحتاج البشر دوما للتلامس الحاني وبدونه يستوحشون الحياة ،
تحتاج السيدة العجوز احتضان ابنها لها وتقبيل رأسها
والتربيت على يدها ، تحتاج أن تلمس يد حفيدها الوليد
وتسمع مناغاته وهو في حجرها ، تحتاج من يستمع لكلامها
المبعثر ويلم شعث ذكرياتها الحلوة ويستجلب لها
لمحة من الماضي السعيد.




39158130.gif




تحتاج من يقرأ لها ومعها ما تعرفه من آيات القرآن الكريم
ويؤكد معها أساسيات الإسلام ، ويبشرها بالخير والرحمة ،
تحتاج من يشعرها أن حياتها لها معني ووجودها ليس عبئا علي أحد ،
تحتاج ألا تشعر أنها شريرة لمجرد أنها ما زالت على قيد الحياة
وسط أناس ضاقوا بها ويريدون تعجل أجلها.




39158130.gif




رعايتها صعبة لكنها تفك لك ألغاز الحياة وتجعلك تقف
وجها لوجه أمام حقيقتها ، دنيا زائلة فانية ،
بعد أن تمتلك كل شئ فيها تجد بين يديك قبض الريح
وأمام عينيك سراب الأماني ، الجمال والشباب والصحة
لا نمتلكها بل هي سحابة صيف تظللنا بعض الوقت ثم تنقشع ،
السعادة الزوجية والاستمتاع بالجاه والولد حالة مؤقتة إلى زوال ،
لا يبقى إلا شيء واحد: العمل الصالح الذي يوضع في ميزان الحسنات ،
أما المال فهو وإن بقي للنهاية فإن غيرنا هو من يتمتع به
ثم نتركه وراءنا ونمضي.




39158130.gif



نمضي من دنيا قدمنا إليها ونحن نبكي والناس من حولنا
يضحكون ويحتفلون فرحا بقدومنا ، إلي آخرة يتعجلون مفارقتنا
إليها ويكادوا يدفعوننا دفعا للنهاية ضجرا ومللا من وجودنا وظلنا
الثقيل علي قلوبهم.



39158130.gif




نحن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه أما إذا نضب المعين
وأتى عليه المرض والشيخوخة والوهن فمن أين نعطي ؟
نحن هنا نستحق الأخذ ممن سبق وأعطيناهم




فإذا وجدنا اليد الحانية والقلب المفتوح والوجه البشوش
فسوف نستسلم لراحة آخر العمر ..




ووقتها لن تكون العجوز شريرة.




العجوز لم تعد شريرة



39158130.gif




من أروع ما قرأت



39158130.gif



كلمة من القلب




1.jpg





كيف نواجه هذا النكران؟




3961_01238092454.jpg




عندما نعطي بغير حساب ...
عندما ندفع من راحتنا ... من فرحنا
نعطي لماذا ... هل لنفرح ... أو لنبتهج
لا فنحن نعطي ليفرح من هم حولنا ...
لنرسم الابتسامة على محياهم ...
لنرضي ربنا ...





1.jpg




لكي نشعر بأننا نقدم شي لمن أحبهم قلبنا ...



ولكن ... يأتي مايصدمنا ...
f28bd87f06004cc74c95d880a6914a72.jpg



انه الاستنكار من منهم حولنا ...الاستياء ...



لماذا نقدمه لهم ...




1.jpg





ان أصعب شعور لا تتحمله أقوى نفس بشرية مهما اتسمت بالقوة ...



هو النكران ...


نكران ماعملنا به فنحن لا نريد الشكر


ولا الثناء ...








1.jpg




ولكن لا نريد النكران ...



انها كسكين غرست بالقلب كصفعة أفقنا بها من سباتنا...


أعادت لنا حساباتنا ...


كيف نواجه هذا النكران ؟







m0dy_net-01214061939.jpg


 
رد: العجوز لم تعد شريرة

هذا مايحتاجه كبار السن لمسة حانية واحتواء من ابنائهم
حتى يشعروا بالامان وبالدفء العائلي فهم اعطوا الكثير
في حال صحتهم وبانتظار ان يأخذو ولو جزء قليل وليس
من المعقول ان نقابل هذا الجميل بالنكران فالله عز وجل قرن عبادتة
ببر الوالدين حيث قال ( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدي احسانا )
نسال الله ان يصلح احوالنا وان يجعلنا من البارين بوالدينا
البتول جزيل الشكر لكِ
 
رد: العجوز لم تعد شريرة


كيف كانوا يتوقعون أن تكون سعيدة مستبشرة
وقد تحولت حياتها لسلسلة من الألم والعذاب ؟ ،
كانت قد كفت عن استجداء المساعدة لأنها يئست
ممن حولها حتى أبناء بطنها ، فكل ما يملكونه
هو سؤال سريع بصوت متضجر (كيف حال صحتك يا حاجة ؟
هل تريدين شيئا ؟) ثم يختفون قبل أن يسمعوا الإجابة.

العجوز لم تعد شريرة




39158130.gif




العجوز لم تعد شريرة



نحن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه أما إذا نضب المعين
وأتى عليه المرض والشيخوخة والوهن فمن أين نعطي ؟
نحن هنا نستحق الأخذ ممن سبق وأعطيناهم



فإذا وجدنا اليد الحانية والقلب المفتوح والوجه البشوش
فسوف نستسلم لراحة آخر العمر ..

ووقتها لن تكون العجوز شريرة.







عندما أدخل لمواضيعـك
يارائعة
أعرف أني سأخرج
محملة بأكثر من الحكمة

أثابك الله
على تلك القصـــــــــة الفـــــــــــارقة

العجوز .. لم تعد شريرة

و على ماأتبعتيها من مقتطفات مباركة
جدا شاكرة

قصة يحلو لي أن أغفو
على وقع أحرفها الطيبة المباركة الشارحة
و صورها الجميلة الرائعة

العجوز الطيبة

أجدد لك الشكر
حتــى أغفووووووو
 
رد: العجوز لم تعد شريرة

البتول
ادمعت عيني عند قرائتي
اسال الله ان يجعلني بارة بهم
قصة وحكمة ولا اروع
غفر الله لنا ولمن لايعلم
جزاكِ الله خيرا اختي الغالية
 
رد: العجوز لم تعد شريرة

هذا مايحتاجه كبار السن لمسة حانية واحتواء من ابنائهم
حتى يشعروا بالامان وبالدفء العائلي فهم اعطوا الكثير
في حال صحتهم وبانتظار ان يأخذو ولو جزء قليل وليس
من المعقول ان نقابل هذا الجميل بالنكران فالله عز وجل قرن عبادتة
ببر الوالدين حيث قال ( وقضي ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدي احسانا )
نسال الله ان يصلح احوالنا وان يجعلنا من البارين بوالدينا
البتول جزيل الشكر لكِ

كلام سليم

شكراً لكِ الاخت صمت الليالى
 
رد: العجوز لم تعد شريرة

عندما أدخل لمواضيعـك
يارائعة
أعرف أني سأخرج
محملة بأكثر من الحكمة

أثابك الله
على تلك القصـــــــــة الفـــــــــــارقة

العجوز .. لم تعد شريرة

و على ماأتبعتيها من مقتطفات مباركة
جدا شاكرة

قصة يحلو لي أن أغفو
على وقع أحرفها الطيبة المباركة الشارحة
و صورها الجميلة الرائعة

العجوز الطيبة

أجدد لك الشكر
حتــى أغفووووووو

وكم يسعدنى تواجدك هنا معى الاخت مهتمة

شكراً لكِ
 
رد: العجوز لم تعد شريرة

رأيت والدتي رحمها الله , بعد أن تزوجت واستقريت بعيداً عنها .وصار لزوجتي حماة . يعني والدتي كانت حماتها
ثم رأيت زوجتي بعد أن تزوج واحد من أبنائي واستقر بعيدا ورزق ديلارا وفارس الصغير . وصارت لزوجة ابني حماة . يعني زوجتي صارت حماتها .
ويمكن عن قريب اسمع انكِ صرتِ حماة لزوجة ابنك - يا ست بتول 2 - ولهلأ ما عرفت ليش غيرتي اسمكِ
المهم .... انتِ خلطتي حالتين مختلفتين ببعضهما . حالة الحماة , وحالة الأم العجوز .
الحماية حالة . والأم العجوز حالة تانية . مع ان معاناة الأم العجوز , تبدأ فعلا من يوم تزويج أبنائها .
الأم عندما تزوج أحد أبنائها , وهي تفعل المستحيل من أجل ذلك , وتبذل كثير من الجهد , ونشاهد الفرح الحقيقي يوم زاج ابنها . لكن سبحان الله . مهما قدم لها الأبن من الطاعة والبر , يبقى لديها ذلك الشعور الفطري , بأن ابنها الذي هو قطعة منها , هو كيان ملك لها وحدها , لا يجوز لأنثى أخرى الحصول عليه وامتلاكه - هكذا تظن الأم , ان الزوجة هي المالكة الجديدة لابنها - من هنا تبدأ الأم - وهنا اقصد الأم قبل ان تصبح عجوزا ومسنة - من هنا لا يعجبها العجب في كنتها . حتى انها تترصد أصغر التفاصيل والأخطاء والسهوات لدى الكنة . الإبن , ذلك المسكين الحائر بين مشاعر والدته ورغبات زوجته .
لأجل ذلك , على الكنّة فهم هذه الحالة . لا يمكن تغيير مشاعر الحماة مهما كانت تلك الأم , مثقفة أو غير مثقفة . وعلى الإبن ان يكون حكيماً . يبقى الدور الرئيسي وصمام الأمان منوط بالوالد , إن كان على قيد الحياة , يستطيع تهدئة كل شيء بحكمته وخبرته
لن أدخل في نقاش حالة الأم العجوز المسنة , فذلك أمر كبير جداً أتركه لم هو أعلم مني في الشرع والأخلاق , ليكتب الكثير عنه .
لكِ الشكر ست بتول 2 خليتيني ارجع اكتب بالمنتدى .
 
رد: العجوز لم تعد شريرة

رأيت والدتي رحمها الله , بعد أن تزوجت واستقريت بعيداً عنها .وصار لزوجتي حماة . يعني والدتي كانت حماتها
ثم رأيت زوجتي بعد أن تزوج واحد من أبنائي واستقر بعيدا ورزق ديلارا وفارس الصغير . وصارت لزوجة ابني حماة . يعني زوجتي صارت حماتها .
ويمكن عن قريب اسمع انكِ صرتِ حماة لزوجة ابنك - يا ست بتول 2 - ولهلأ ما عرفت ليش غيرتي اسمكِ

ولا انا ولكن تاتى قريب جداً منى


المهم .... انتِ خلطتي حالتين مختلفتين ببعضهما . حالة الحماة , وحالة الأم العجوز .

ليس خلط ولكن المقصود الحما عندما يكبر سنها والام ايضاً وتكون عايشة وسط اولادها

الحماية حالة . والأم العجوز حالة تانية . مع ان معاناة الأم العجوز , تبدأ فعلا من يوم تزويج أبنائها .

الأم عندما تزوج أحد أبنائها , وهي تفعل المستحيل من أجل ذلك , وتبذل كثير من الجهد , ونشاهد الفرح الحقيقي يوم زواج ابنها . لكن سبحان الله . مهما قدم لها الأبن من الطاعة والبر , يبقى لديها ذلك الشعور الفطري , بأن ابنها الذي هو قطعة منها , هو كيان ملك لها وحدها , لا يجوز لأنثى أخرى الحصول عليه وامتلاكه - هكذا تظن الأم ,

الام فارس ابنها بيكون له وضع خاص جداً عندها وخصوصاً لو الابن هو اقرب لها من اى انسان اخر ودائماً الابن بيكون احن مخلوق على الام ولذلك لا تستطيع ان تجد الاهتمام بها قل من قبل الابن واكيد بيكون السبب الزوجة وبرغم ان الام مرت بنفس التجربة ولكن صعب جداً عليها انها تكون على الهامش بالنسبة له بعد ان كانت كل شيئ فى حياته


ان الزوجة هي المالكة الجديدة لابنها - من هنا تبدأ الأم - وهنا اقصد الأم قبل ان تصبح عجوزا ومسنة - من هنا لا يعجبها العجب في كنتها . حتى انها تترصد أصغر التفاصيل والأخطاء والسهوات لدى الكنة . الإبن , ذلك المسكين الحائر بين مشاعر والدته ورغبات زوجته .

بيكون مسكين فعلا ولكن ليس دائماً الامهات بتكون هكذا ومع ذلك انا عن نفسى ربنا يعين الى هتتزوج ابنى

لأجل ذلك , على الكنّة فهم هذه الحالة . لا يمكن تغيير مشاعر الحماة مهما كانت تلك الأم , مثقفة أو غير مثقفة . وعلى الإبن ان يكون حكيماً . يبقى الدور الرئيسي وصمام الأمان منوط بالوالد , إن كان على قيد الحياة , يستطيع تهدئة كل شيء بحكمته وخبرته

لا الوالد ولا غيره يستطيع ان يعوض الام حنان واهتمام الابن ابداً

لن أدخل في نقاش حالة الأم العجوز المسنة , فذلك أمر كبير جداً أتركه لم هو أعلم مني في الشرع والأخلاق , ليكتب الكثير عنه .
لكِ الشكر ست بتول 2 خليتيني ارجع اكتب بالمنتدى .

اولا انا سعيدة جداً لرجوعك للكتابه واكون انا السبب ومن هنا ورايح سوف انقب كثيراً لأجد شيئ يستفز قلمك للمشاركة فانا فعلا لى زمن لم اقرء لك لا تعليق ولا مواضيع

ثانياً المشكلة التى ناقشها الموضوع عمليه اهمال الام العجوز وهى الحما ايضاً من قبل الجميع مجرد انهم يطمئنوا عليها او يضعوا لها الاكل كأنها شيئ مهمل ولا يتخيلوا ان لها احاسيس والاهتمام ولو القليل سوف يسعدها

كل انسان له مشاغله ولكن ليس لدرجه تركهم لحالهم وفقط الاهتمام يكون عن طريق توفير الحاجات العادية لهم

معظم الامراض التى تصيب الانسان عموماً والمسن بوجه خاص هو شعورهم بعدم الاهتمام

شكراً لك فارس كم انا سعيدة بتواجدك هنا وابداء رأيك
 
التعديل الأخير:

عودة
أعلى