التصفح للزوار محدود

لماذا يبتلي اللهُ عبده المؤمن بالشهوة ؟!

الجنه مبتغاي

Well-known member
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد :


* جُبِلَ بنو آدم على حٌـبِّ الشهوات , قال تعالى : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } (14) سورة آل عمران

قال السعدي - رحمه الله - : (يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية , وخصَّ هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا , وغيرها تبعٌ لها , قال تعالى : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا } فلمَّا زُيِّنت لهم هذه المذكورات بما فيها من الدواعي المثيرات , تعلَّقت بها نفوسهم , ومالتْ إليها قلوبهم , وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين :

قسمٌ جعلوها هي المقصود , فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها , فشغلتهم عمَّا خُلِقوا له .. فهؤلاء كانت زاداً لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب .
والقسم الثاني : عرفوا المقصود منها , وأنَّ الله جعلها ابتلاءً وامتحاناً لعباده , ليعلمَمن يُقدِّم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته , فجعلوها وسيلة لهم وطريقاً يتزودون منها لآخرتهم, ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته , قدْ صحبوها بأبدانهم , وفارقوها بقلوبهم .. فهؤلاء صارت لهم زاداً إلى ربهم
) انتهى .


واعلم أنَّ من أعظم أسباب محبة الله عز وجل للعبد , إيثارهُ رضا ربه جل وعلا .

قال أبو حازم - رحمه الله - : ( شيئان إذا عملتَ بهما أصبتَ خير الدنيا والآخرة , لا أطْوَلَ عليك : تحمُّل ما تكره إذا أحبَّه الله , وتترك ما تحب إذا كرهه الله )


لكن : لماذا يبتلي اللهُ عبده المؤمن بالشهوة ؟!

قال ابن قيِّم الجوزية - رحمه الله - : ( ما ابتلى اللهُ سبحانه عبدَهُ المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل النفس إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منه وأنفع وأخير وأدوم , وليجاهد نفسه على تركها لله , فتورثه هذه المجاهدة محبة الله والوصول إلى المحبوب الأعلى , فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها ؛ صَرَفَ ذلك الشوق والإرادة بشوق أعظم , ومحبةٍ أكبر , وهي محبة الله عز وجل ) " الفوائد " .

( وليسَ مَن آثر محبوبة مع منازعة نفسه , كمن آثره مع عدم منازعتها , فلماذا كان صالحو البشر أفضل من الملائكة ؟ لأنَّ اللائكة ليس لديهم شهوات ومنازعات , منقادون إلى الله بطبيعتهم , يسبحون الليل والنهار لا يفترون ... لكن الذي الذي يسبح ويعبد دون أن يفتر , مع منازعة نفسه والشهوات ومع هذه العوائق والعلائق هو صامدٌ صابر ؛ هذا أعلى .
ولماذا كانت المرأة من البشر من أهل الجنة أفضل من الحور العين ؟ كانت أفضل بمجاهدتها نفسها , ومراغمتها نفسها , والتغلب على الشهوات وصبرها وصلاتها وصومها وعبادتها .. فهي بهذا أحسن من الحور العين .

فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات :
* إما حجاباً له عنه
* أو حجاباً له يوصِله إلى رضاه
)

من كلام الشيخ محمد بن صالح المنجد - حفظه الله -
 
رد: لماذا يبتلي اللهُ عبده المؤمن بالشهوة ؟!

اسأل الله ان يعيننا على فعل الخيرات
وترك المنكرات والشهوات
واتباع الهوى
جزاك الله خير اختي
وبورك في علمك وعملك
كل التقدير
 
رد: لماذا يبتلي اللهُ عبده المؤمن بالشهوة ؟!

اسأل الله ان يعيننا على فعل الخيرات
وترك المنكرات والشهوات
واتباع الهوى
جزاك الله خير اختي
وبورك في علمك وعملك
كل التقدير

اللهم امين - بارك الله فيج اختي
وكل الشكر لج على مرورج العطر وردج الجميل
 

عودة
أعلى