المشاكل التخاطبية واللغوية لدى التوحد

بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة قرب موعد اليوم العالمي للتوحد 2أبريل من كل عام .
يسعدني أن أقدم لكم نشرة توعوية قمت بتصميمها لكل من يتعامل مع التوحد.
بعنوان :-( المشاكل التخاطبية واللغوية لدى الطفل التوحدي )
أتمنى من الله عز وجل أن يستفيد منها الجميع.

لا شك أن اضطراب النمو اللغوي من أهم الأعراض المميزة لحالات التوحد والمعايير المهمة في تشخيصها .. وهنا لابد من التأكيد على أن عدم استخدام اللغة ليس راجعاً إلى عدم رغبة الطفل في الكلام , أو إلى أن الدافعية تنقصه , ولكنه يرجع إلى قصور أو خلل وظيفي في المراكز العصبية بالمخ المسئولة عن اللغة والكلام والتعامل مع الرموز , والواقعة على النصف الأيسر من المخ .. ويؤكد هذا التفسير أنه عندما يتم التدريب المبكر للطفل التوحدي يؤدي ذلك إلى تكوين حصيلة لغوية من بعض الكلمات ومع ذلك فإنه يتعثر في تكوين الجمل ووضع الكلمات في مكانها الصحيح , أو الاستدعاء من الذاكرة لمعاني الرموز في معظم ما يسمعه من الكلام الموجه إليه , كما يعجز المخ عن إرسال الإجابة من مراكز اللغة والكلام على قشرة المخ إلى مركز الحركة الواقع أيضا على قشرة المخ الذي يقوم بدوره بإرسال الإشارات العصبية بالتسلسل والترتيب الصحيح إلى عضلات أعضاء الكلام في الصدر والحنجرة والفم لينطق بها الطفل صحيحة مفهومة .. وبالتالي يضطرب الكلام ولا يستطيع من يحادثه أن يفهم ما يقصده أو يريد أن يعبر عنه طفل التوحد .
ويزيد الموقف تعقيداً افتقاد هذا الطفل المهارات الاجتماعية الأساسية للتفاعل الاجتماعي والقدرة على التواصل وتكوين العلاقات والخروج من العالم المغلق الذي يعيش فيه الفرد المصاب بالتوحد بكسر الحلقة المفرغة التي تربط القصور اللغوي والتواصل بالنمو الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين .
وفي كثير من حالات التوحد , يبدأ ظهور مؤشرات هذا القصور أو الاضطراب في النمو اللغوي مبكراً في حياة الطفل , وربما في الأشهر الثلاثة الأولى حيث يلاحظ الهدوء غير الطبيعي , وغياب المناغاة المعتادة عند الطفل السليم في هذه الفترة , وفي قلة أو توقف الأصوات التي يصدرها وفي مناسبتها للموقف ومعانيها بالنسبة إلى ما يطلبه أو يريده من أمه ,

فهي غالباً عشوائية عديمة المعنى لا تستهدف أي نوع من التواصل بعكس الطفل السليم الذي يكتسب مبكراً مهارات وتفهم التواصل استقبالا أو تعبيراً , حتى قبل أن يتكلم أو يكتسب حصيلة لغوية ولو بسيطة .
وقد ينطق طفل التوحد كلمة معينة , ولكنه يعجز عن استعمالها أو نطقها ثانية ولكنه قد يعود وينطقها بعد يوم أو أسبوع أو حتى بعد سنة كاملة.
ومن أهم مظاهر اضطراب اللغة عندما يوجه إليه سؤال مثل :
أنت تريد الشرب ؟ فإن إجابته تكون مجرد إعادة ترديد السؤال أو الكلمة الأخيرة منه دون أي إجابة , وهو ما نسميه ظاهرة رجع الصدى كما يخلط بين الضمائر ( أنا — أنت — هو— هي ) وقد يجيب عن السؤال ليس بعد توجيهه إليه , بل ربما يعيد ترديده بعد فترة زمنية قد تطول أو تقصر , وقد يتفوه الطفل بسؤال مثل : ” أنت تحب اللعب بالكرة ” موجهاً كلامه إلي أبيه أو إلى طفل آخر , بينما هو يقصد أن يقول إن هو ذاته يحب أن يلعب بالكرة .
هذا فضلاً عن أنه لا يدرك أن نطق كلمات الجملة ليس وحده الذي ينقل المعنى إلي المستمع , ولكن كيفية النطق والتنغيم في النطق يمكن أن يضيف معاني أخرى إلي الكلمات والجمل , كما ينطبق هذا أيضا على نوعية واختلاف الصوت الذي تنطق به .
هذا وتقدر نسبة أطفال التوحد الذين يعانون من تعذر استخدام اللغة كلية في التخاطب والتواصل , حتى لو تقدم به العمر والتدريب بحوالي 50 % بينما البعض يمكن أن يستوعب حصيلة لغوية مناسبة , بل يستمتع باستعمالها وكذلك بالأرقام والعمليات الحسابية كما يتمتع البعض— ذو الذكاء المرتفع — بالقدرة على ذلك وعلى القراءة قبل إتمام العام الخامس من عمرهم وبدرجة إتقان عالية ولكنهم قلة , وغالباً لا يدركون معاني ما يقرأون .

أوجه الاختلاف بين التوحد الإعاقة العقلية في اللغة
1- طفل الإعاقة العقلية من الممكن أن يبني حصيلة لغوية وأن يكتسب نمواً في اللغة , ولو أنه قد يتأخر في بنائها إلى حد ما , ولكنه يستخدم حتى القليل منها مبكراً في التواصل مع أفراد أسرته وأقرانه .
2- طفل الإعاقة العقلية لا يعاني من مشكلة رجع الصدى التي يعاني منها طفل التوحد الذي يعيد نطق آخر كلمة أو كلمتين من أي سؤال أو كلام وجه إليه .
3- طفل الإعاقة العقلية لا يعاني من قصور في استعمال الضمائر كما يفعل طفل التوحد الذي يخلط بين ” أنا “ أنت “ , فيستعمل كلا منهما مكان الأخر وكذلك بالنسبة إلى غيرها من الضمائر .
4- طفل التوحد غالبا نموه اللغوي متوقف أو محدود للغاية وحتى إذا وجدت لديه حصيلة قليلة من المفردات , فمن النادر أن يستخدمها في التواصل ... ومن هنا يأتي قصور قدرات التعبير اللغوي أو استقباله , وإذا حدث وتكلم فإن كلامه يكون مضطرباً وخالياً من النغمات الصوتية التعبيرية التي تضفي على الكلمات معاني إضافية بعكس طفل الإعاقة العقلية .
5- عجز طفل التوحد عن التواصل لا يقتصر فقط على التواصل اللغوي بل يمتد أيضا ليشمل التواصل غير اللغوي بالعيون— بتعبير الوجه — بحركة الأيدي والحركات البدنية وتنغيم الكلمات بينما لا يحدث ذلك في حالة التخلف العقلي ( إلا في الحالات التي تعاني الإعاقة العقلية الشديدة ) .

 
رد: المشاكل التخاطبية واللغوية لدى التوحد

استاذ أيمن
موضوع متكامل وواضح
جزاك الله خيراً على هذا الطرح وعلى هذا المجهود
اتمنى أن تعم الفائده
دمت ودام عطائك
 
رد: المشاكل التخاطبية واللغوية لدى التوحد

بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذة الفاضلة :- شاطئ الأمل أشكرك على مرورك الكريم على الموضوع
وتقبلي تحياتي
 

عودة
أعلى