التصفح للزوار محدود

العنف ضد المرأة .. ثمرة ضغوط

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
27744.jpg

العنف ضد المرأة.. ثمرة ضغوط اقتصادية وسياسية ومفاهيم خاطئة
العنف ضد المرأة يعتبر بكل المقاييس جريمة في حق الرجل قبل المرأة، وهو جريمة ترفضها الأديان السماوية والقيم الحضارية والمبادئ الأخلاقية والأعراف الإنسانية، باعتبار أن المرأة شريكاً أصيلاً للرجل في كل شيء منذ أن خلق الله آدم وعلمه الأسماء كلها وأمر الملائكة
09.10.2009 11:01


العنف ضد المرأة يعتبر بكل المقاييس جريمة في حق الرجل قبل المرأة، وهو جريمة ترفضها الأديان السماوية والقيم الحضارية والمبادئ الأخلاقية والأعراف الإنسانية، باعتبار أن المرأة شريكاً أصيلاً للرجل في كل شيء منذ أن خلق الله آدم وعلمه الأسماء كلها وأمر الملائكة أن يسجدوا له، ثم خلق من ضلعه أُمنا حواء وأسكنهما الجنة حتى أخرجهما منها وأمرهما بالهبوط إلى الأرض عقابا لهما على عصيان أمره واباع وسوسة الشيطان لتستمر الحرب بين أبناء أدم وحواء والشيطان اللعين فأصبحت رسالته منذ ذلك الوقت إيقاع العداوة والبغضاء بين الرجل والمرأة.

وحول الأسباب الرئيسة للعنف ضد المرأة، اعتبرت الدكتورة عزة كريم مدير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، أن المرأة نفسها تمثل أحد العوامل الرئيسة لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه رد فعل طبيعيا، مما يجعل الآخر يتمادى في غيه أكثر وأكثر وقد تتجلى هذه الحالة عندما تفتقد المرأة الملاذ الآمن والحماية.

وأضافت: أن الجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه تعتبر عاملا أساسيا للعنف.

مشيرة إلى أن الجهل قد يكون من الطرفين، فجهل المرأة بحقوقها وواجباتها من ناحية، وجهل الآخر بهذه الحقوق من ناحية أخرى قد يؤدي إلى التجاوز، مضيفة أن تدني المستوى الثقافي للأسر وللأفراد والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين بالأخص إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى يخلق التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له فيحاول تعويض هذا النقص باحثا عن المناسبات التي يمكن انتقاصها واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب.

ونوهت كريم إلى أن العادات والتقاليد أيضا تعد من أهم الأسباب لتفشي العنف ضد المرأة، وذلك نظرا لوجود أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى ما يؤدي ذلك إلى تحقير الأنثى، وفي المقابل تعظيم الذكر ودوره.


لافتة إلى أن المجتمع الذكوري دائما ما يعطي الحق للرجال للهيمنة والتسلط وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعود الأنثى على تقبل ذلك والرضوخ إليه إذ انها لا تحمل ذنباً سوى أنها ولدت أنثى.


ولفتت إلى أن الظروف الاقتصادية تتحمل النصيب الأكبر في مسؤولية العنف ضد المرأة، كما ان الخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة والتضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد أو الجماعة ما يجعل الحصول على لقمة العيش صعبا، وهو ما يشكل عنصر ضغط نفسي كبير على الآخر ويدفعه للعنف، وهنا يمثل العامل الاقتصادي 45 في المائة من أسباب ودوافع العنف ضد المرأة.


ولم تنس مدير المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر أن تشير إلى العنف الذي يمكن أن تتعرض له المرأة من جانب الحكومات والسلطات، وذلك بسن القوانين التي تعنّف المرأة أو التي من شأنها أن تؤيد من يقوم بممارسة العنف ضدها، أو عدم الانتصار لها عندما تمد يدها طالبة أخذ العون منهم.


أشكال العنف


من جانبها أكدت الدكتورة داليا مؤمن أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس على تنوع أشكال العنف ضد المرأة وصوره، منبهة إلى أن جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي أصبحت تمثل ظاهرة خطيرة لابد أن نتوقف عندها كثيرا لما لها من تأثيرات نفسية واجتماعية أكثر خطورة وأشد عنفا.


خاصة ما يترتب على الظاهرة من ارتكاب المزيد من العنف ضد الضحية، وليس ضد الجاني نظرا للثقافة المتبعة في المجتمعات العربية، وكثيرا ما تكون النتيجة الطبيعية لتلك الجريمة البشعة انتحار الضحية للتخلص من العار الذي لحق بها، أو قتلها من قبل أهلها للتطهر من العار الذي أصابهم.


وقالت: إن ظاهرة التحرش الجنسي أصبحت لافتة للنظر بشكل كبير وتعددت وتنوعت أساليبها في أماكن كثيرة ابتداء من المدارس والجامعات ومرورا بأماكن العمل ووسائل المواصلات والحفلات الغنائية ودور السينما والمسارح بل وصل الأمر إلى تفشي الظاهرة في الشوارع والميادين العامة، والأخطر من كل ذلك، التحرش الجنسي داخل الأسرة الواحدة، حيث يكون في السر، ويتم التكتم عليه خوفا من الفضيحة، ما أفقد الأنثى الشعور بالأمان في أي مكان.


وأَضافت: إذا كان عنف الأزواج ضد الزوجات يمثل أكثر صور العنف تفشيا نظرا للموروث الثقافي والاجتماعي فإن الأكثر ألما على النفس وما يتعارض مع كل القيم والمبادئ والأخلاق والأعراف هو الاعتداءات الناتجة عن عقوق الوالدين واعتداء الأبناء على الآباء والأمهات سواء بالسب والقذف أو حتى بالضرب وظاهرة قتل الأبناء للوالدين، والتي برزت مؤخرا كحلقة بالغة المأساوية من العقوق غير المبرر الذي يتعارض مع كل الأديان والحضارات والقيم والمبادئ والأخلاق والأعراف.


فكرة الرجولة


ومن جانبها، أكدت أماني خليل منسقة حملة سن قانون لتجريم العنف ضد النساء والناشطة بمركز «النديم» أن فكرة الرجولة الراسخة في المجتمع المصري تقوم على أساس أن الرجل يفرض نفسه بالقوة وليس بالتفاهم، وكذلك ترسخ مفهوم الأنوثة يجب أن تكون ضعيفة، وهناك إشكالية كبرى أدت لتوريث المفاهيم الخاطئة ما جعل البعض يمارسها دون تفكير عقلاني، ما دفع الرجل لممارسة العنف ضد المرأة وكأنها حق من حقوقه ويسانده المجتمع في ذلك بكل أسف.


وتابعت «لذلك فنحن نحتاج إلى تعاون وتكاتف من مؤسسات المجتمع المدني والدولة للمساهمة في تغيير هذه المفاهيم»، لافتة إلى أن العنف ضد المرأة ليس قاصرا على فئة معينة من النساء أو مجتمع محدد، وإنما على جميع المستويات، الأميات والعاملات والمتعلمات والمثقفات وذوات المراكز الاجتماعية الرفيعة.


وأشارت إلى أنه قد تم تقديم مشروع لسن قانون لتجريم العنف ضد النساء إلى مجلس الشعب «البرلمان المصري» في عام 2008 ولكن لم يتم الرد عليه حتى الآن بلا سبب مقنع أو محدد.


وحول الخطوط العريضة لمشروع تجريم العنف ضد المرأة، أوضحت أن المشروع يهدف إلى تغيير بنود قسيمة الزواج عن طريق وضع شروط مكتوبة فيها، ويمكن حذف شرط أو إضافة آخر على المكتوب حسب الاتفاق بين المقبلين على الزواج، كما يتضمن أيضا توفير الحماية والمأوى لبعض السيدات اللاتي يتعرضن للعنف والطرد من منازلهن عبر توفير مأوى لاستضافتهن.

مسؤولية الإعلام

أما مدير مناهضة العنف ضد المرأة بمركز قضايا المرأة المصرية وحيد دسوقي، فقد أكد على أن القانون المقترح يعيد المجتمع إلى رشده بالإضافة إلى الثقافة والتوعية، خاصة وأن المرأة المصرية تتسم بالضعف والاستكانة وهي متسامحة بطبيعتها ومغلوبة على أمرها في الكثير من الأحوال وتشعر بالإحباط لأنه ليس لديها ما يمكن أن تفعله في مواجهة العنف الواقع عليها من قبل زوجها.

مشيرا إلى أن الإعلام العربي يساعد في تكريس ذلك الوضع ونشر تلك الثقافة، وخاصة أجهزة التليفزيون العربية بقنواتها المختلفة التي تحرص على عرض المرأة في الوطن العربي في وضع الذليلة والمهانة، ولا يعرض صورة المكافحة، مطالبا بضرورة تغيير هذه المفاهيم الخاطئة والأفكار الهدامة والثقافة البعيدة كل البعد عن قيمنا الدينية التي كرمت المرأة وأعطتها كافة الحقوق ووضعتها في مكانة التكريم والتمييز.

رأي الدين

وأكد الشيخ فرحات المنجي من كبار علماء الأزهر الشريف على تكريم الدين الإسلامي للمرأة وحرصه على صون كرامتها والحفاظ على عفتها ووضعها في مكانة رفيعة تحفظ لها كامل حقوقها، مشيرا إلى أنه للأسف بدلا من أن نلتزم بالشرع ونتقي االله في النساء كما حثنا على ذلك رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» ليكن لنا سكنا كما أمر االله عز بان نستبدل عادات الجاهلية وقيمها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

وطالب المنجي بالرجوع إلى الشريعة التي تعطي للمرأة كامل حقوقها وتضمن لها عزتها وتحفظ كرامتها وتقدم لها الحماية والحصانة الكاملة، وفي ذلك يقول رب العزة في سورة البقرة «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف» وفي سورة النساء «وعاشروهن بالمعروف».

وينظر إليها كإنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه، وأنها مساوية له في جميع الأحكام إلا ما خرج بالدليل في سورة النساء «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء».

ضحايا العنف الأسري

مديحة الجمل (45 عاما) زوجة شاء حظها العاثر أن تكون أحدى ضحايا العنف الأسري بعد تعرضها المستمر لاعتداءات مبرحة من زوجها حتى وجدت نفسها مضطرة للجوء إلى محكمة الأسرة للحصول على الطلاق هربا من بطش وتنكيل زوجها لها.

وتروي مديحة قصتها فتقول: إن مثلها مثل أي سيدة في العالم كانت تحلم بتكوين بيت وإنجاب أطفال وأن تعطيهم الحب والحنان الذي حرمت منه منذ وقت مبكر من حياتها عندما توفي والدها وتزوجت أمها بآخر نظرا لظروفها المالية الصعبة.

مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تنسى تلك القسوة والعنف الذي كانت تلاقيه من زوج أمها الذي كان يتفنن في ضربها وتعذيبها، على الرغم من أنها كانت في نهاية التعليم الإعدادي، حتى قرر إخراجها من المدرسة كي لا ينفق على تعليمها ثم أجبرها على العمل في البيوت كخادمة ليستولي على ما تحصل عليه من راتب كل شهر، وإذا أخفت عنه شيئا،كان يكيل لها العذاب.

ومع مرور بضع سنوات عندما لاحظت استمرار زوج أمها في متابعتها بنظراته الجائعة، ثم ما لبث أن بدا يتحرش بها. وعندما اشتكت لأمها عنفتها على اعتبار أنها تدعي ذلك للوقيعة بينها وبين زوجها، وهو ما شجع الزوج على التمادي في ذلك.

البيان
 
رد: العنف ضد المرأة .. ثمرة ضغوط

أن المجتمع الذكوري دائما ما يعطي الحق للرجال للهيمنة والتسلط وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعود الأنثى على تقبل ذلك والرضوخ إليه إذ انها لا تحمل ذنباً سوى أنها ولدت أنثى.
نعم اخي فارس المجتمع من الاسباب الرئيسية التي تعطي الرجل حق اهانه المراة وضربها والتقليل من شانها بااعتبار انه احسن منها من وجهة نظر المجمتع
فينشئ الرجل محشو بتلك الافكار مما يؤدي الى العنف بكافة اشكاله بالاضافةايضا لاننسى دور الاسرة والتربية الخاطئة للرجل
شكرا اخوي فارس على المعلومات
 
رد: العنف ضد المرأة .. ثمرة ضغوط

على تكريم الدين الإسلامي للمرأة وحرصه على صون كرامتها والحفاظ على عفتها ووضعها في مكانة رفيعة تحفظ لها كامل حقوقها، مشيرا إلى أنه للأسف بدلا من أن نلتزم بالشرع ونتقي االله في النساء كما حثنا على ذلك رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» ليكن لنا سكنا كما أمر االله عز بان نستبدل عادات الجاهلية وقيمها بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
 

عودة
أعلى