التصفح للزوار محدود

القلب في العلم الحديث

القلب في العلم الحديث​
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم/ أ. سندس محمد رشدي
ان للقلب وظيفة اساسية للجسم وهي ضخ الدم الى جميع انحاء الجسم,وتزويدها بالاوكسجين , و تتوقف حياة الانسان على عمله او توقفه عن العمل,هذا ماتعلمناه في المدرسة في مراحل الدراسة المختلفة..
وقد تحدث القران الكريم في ايات متعددة عن القلب , ويعتقد كثيرون ان القلب الذي يتحدث عنه القران هو قلب اخر غير عضو القلب الموجود في صدورنا ,ويعتقد اخرون ان القلب المذكور في القران هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح ,بينما لايزال القلب مبهما عند اخرين و لايعرف عنه الا القليل...
من المعلوم عندنا والثابت علميا ان للقلب وظيفة اساسية للجسم وهي انه يعمل كمضخة لنقل الدم الى اعضاء الجسم,حيث يقوم بضخ أكثر من سبعين ألف لتر من الدم في اليوم الواحد بلا توقف أو كلل،وهذا يجعل القلب محطة ضخ رئيسية للدم منه إلى الأعضاء لتزودها بالأوكسجين المحمل في الدم القادم من الرئتين.
ولكن هناك سؤال يتردد في اذهاننا وهو,هل للقلب دور آخر؟
انه سؤال وجيه ,ويستحق العناء لتلقي الاجابة عليه..
لقد تطورت عمليات زراعة القلب مع بداية القرن الحادي والعشرين, وتطورت معها العلوم المتعلقة بوظائف القلب ودوره في جسم وحياة الانسان وتطورت معها نظرة الاطباء للقلب, فقد بدأ الاطباء يلاحظون ظاهرة غريبة وهي تغير الحالةالنفسية للمريض الذي تتم له عملية زراعة القلب (عملية استبدال القلب),الى درجة تصل الى التغير في معتقداته ومايحبه ومايكرهه,بل حتى ايمانه ايضا في بعض الحالات,حيث تتحول معتقداته ومايحبه ومايكره الى معتقدات ونمط تفكير وشخصية الشخص الذي اخذ منه القلب.. بدرجة كبيرة جدا ؟؟؟؟!!!
فماهي عملية زراعة القلب
انها هي عبارة عن استبدال قلب انسان بقلب إنسان آخر, حيث إن الإنسان الذي يموت بسبب حادث أو صدمة مفاجئة أو بحادث قتل مثلاً أو يموت منتحراً، لا يموت قلبه على الفور بل يبقى لفترة محددة فإذا ما أدرك الأطباء هذا المريض وانتزعوا قلبه ووضعوه في سائل خاص وأشرفوا عليه فإنه يبقى أيضاً لفترة أطول و يستفاد منه لعلاج مريض آخر يحتاج لاستبدال قلب, فقد يكون لدينا مريض مصابا بانسداد كامل لجميع شرايين قلبه ومشرفا على الموت أو مريضا مصابا بفشل القلب ,في هذه الحالة يقوم الاطباء باستبدال قلبه بقلب شخص اخر ممن اشرنا اليهم, ويعيش بهذا القلب الجديد ...لكن مما لاحظه الأطباء هو ,أن هؤلاء المرضى الذين تم استبدال قلوبهم بقلوب أخرى تحدث لهم تغييرات عميقة في تصرفاتهم أو في شخصيتهم بشكل ملفت للنظر,,,,,كماذكرنا سابقا.
إن هذا الأمر اثار ملاحظة الاطباء وجعلهم يعيدون النظر في رؤيتهم ونظرتهم لحقيقة القلب ودوره في الجسم ..

مرضى اجريت لهم عملية زراعة القلب

- تم زراعة قلب لفتاة عمرها 8 سنوات وكان القلب مأخوذاً من فتاة مقتولة عمرها 10 سنوات وبعد الزرع أصيبت الفتاة بكوابيس مفزعة فقد كانت ترى قاتلاً يقتل فتاة ,مما ادت الى ارهاق الفتاة نفسيا مما حدى بوالدها للذهاب بها الى الطبيب النفسيواستشارته بشانها, كانت الصور التي حلمت بها واضحة ومحددة لدرجة أن الطبيب والأم اخبرا الشرطة بصورة القاتل الذي ظهر في أحلام ابنتهم وبواسطة هذه الصفات قبضت الشرطة على قاتل الفتاة المقتولة وكان ما أخبرته الفتاة دقيقا جداً !!!!!!
- قام الدكتور البرفسور Gary Schwart اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا, ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
وقال الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم الطبيبة : "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي "! .
وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصل حيث كان مصابا بخلل في الجهة اليسرى من دماغه تعيق حركته.
ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.

- تقول الدكتورة linda Russek: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
- غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!
- وهناك المئات والمئات من الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة بعد زراعة القلب ولايسعنا ذكرها هنا ونكتفي بهذا القدر.
ذاكرة خلايا الجسد والقلب
اشرف الدكتور (جاك كوبلاند) ايضا على أكثر من 700 حالة زراعة قلب ,ووجد هذا الطبيب في كل حالة تغييرات عميقة في شخصيتهم ...
فما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟
يقول العلماء والاطباء ,أن في القلب مراكز خاصة بالذاكرة تُشرف على عمل الدماغ،وهذا يعني ان قلب الإنسان ليس مجرد مضخة لضخ الدم ,انما يوجد في هذا القلب برامج أودعها الله تبارك وتعالى تتحكم في عمل هذا القلب وتستقبل هذه البرامج المعلومات وكل ما يسمعه ويراه الإنسان,ويقوم بتخزينه في القلب ثمّ يصدر القلب أوامره إلى الدماغ ليقوم بأداء مهامه.
ممايوضح إن مركز العقل هو القلب وليس الدماغ كما قال تعالى: (..لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا..) [الأعراف: 179] وقال في آية أخرى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا..) [الحج: 46] (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
وهنا تتجلى أمامنا عظمة القرآن وعظمة العلوم القرانية ,تتجلى أمامنا هذه الآيات العظيمة عندما قال رب العزة تبارك وتعالى: (..لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا..)! وتتجلى اهمية التفكر في ايات القران الكريم بتجرد , واهمية العلم واجراء البحوث العلمية التي توضح مفاهيم كتابنا الكريم.
ومن جهة اخرى قام أحد العلماء الباحثين في جامعة كاليفورنيا منذ أشهر قليلة ببحث حيث أخذ بعض الخلايا من قلب إنسان وقام بدراستها دراسة معمقة فوجد أن هذه الخلايا تصدر ترددات صوتية خاصة بها، ولكن هذه الترددات غير مسموعة، يعني هي في المجال غير المسموع الذي لا يسمعه الإنسان بسبب ضعف هذه الترددات فاستخدم ما يسمى كمبيوتر ذري من أجل التقاط الإشارات الصادرة من هذه الخلايا ووجد بأنها ترددات صوتية تصدرها خلايا القلب، وهنا نتذكر أن الله تبارك وتعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 44] وقال أيضاً: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ذاكرة الرئتين!
ولكن هنالك شيء آخر يتعلق بمحتوى الصدر أو الرئتين فعندما قام العلماء باستبدال الرئتين لأشخاص لديهم خلل كبير في عمل هاتين الرئتين استبدلوا هذه الرئة برئة شخص آخر أيضاً شخص مات حديثاً, فوجدوا ايضا حدوث تغيرات عميقة على هذا المريض في شخصيته وفي تصرفاته وفيما يحب ويكره ايضا كما في حالة زراعة القلب.
حتى إن أحد المرضى الذين تم استبدال القلب والرئتين له معا أي محتوى الصدر كاملاً، بقلب ورئتين من طفل , وبعد العملية ذهب الشاب الذي تم زراعة القلب والرئتين له ,إلى أهل ذلك الطفل الذي تبرع له بقلبه ورئتيه ,فوجد أنه يعرف هذا البيت من قبل مع أنها كانت المرة الأولى التي يدخل فيها هذا البيت ووجد أيضاً أنه يعرف كثيراً عن حياة هذا الشاب وعندما جاءت والدة ذلك الطفل وأظهرت أمامه بعض أبيات الشعر التي كتبها الطفل قبل أن يموت استطاع ذلك الشاب أن يكمل كثير من العبارات والأبيات مع أنه لم يقرأها من قبل.
وهنا وصل بعض الباحثين إلى نتيجة ثانية توازي بأهميتها النتيجة الأولى وهي أن الرئتين أيضاً لديهما ذاكرة ولديهما نوع من تخزين الأحداث أو المعلومات ,فالصدر مستودع للمعلومات والبرامج ايضا . وإذا تأملنا القرآن العظيم نجد أن الله تبارك وتعالى قد أشار بوضوح كامل إلى هذه الحقيقة وأنه عليم بذات الصدور, وقال في آية أخرى يخاطب المؤمنين: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
التفسير المنطقي هو أن الدماغ يختزن المعلومات ولكن بإشراف الرئتين والقلب، أي أن في صدر الإنسان (في قلبه ورئتيه) مستودع من الخفايا والعقد نفسية والذكريات، هو الذي يوجه الدماغ في عمله، أي أن الدماغ تابع لمحتوى الصدر(القلب والرئتين)، وبالتالي عندما يتغير محتوى الصدر بزرع القلب أو الرئتين، فإن الرئة الجديدة تبدأ بممارسة نشاطها وتأثيرها على الدماغ حتى تحدث فيه التغيير المناسب لها. كما أن محتوى الصدر مسؤول عن الذاكرة لدى الإنسان. يقول تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].
زراعة القلب الاصطناعي
هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة
Washington Post تحقيقا صحفيا حول رجل يدعى peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل".
أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، وفقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!!
إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها.
نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان،ويؤكد الدكتور
J. Andrew Armour ان هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.
إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب ,والقلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة .
ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين الصدر(القلب والرئتين) والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع .
واخيرا اقول لماذا لانفهم الايات القرانية كماهي أو نفعمها بصورة جزئية؟ولماذا لانتدبرها بتجرد ولماذا لايقوم علماؤنا بتوضيح مفاهيم القران علميا؟,لماذاننتظر علماء الغرب ليقوموا باثبات ايات قراننا الكريم وتوضيحها علميا,لنفهمها ولنؤمن بها,مع انه كتابنا وهو الذي انزله الينا خالق حكيم عليم خبير وجميع مافيه حق وصحيح!!!؟؟؟؟


 

عودة
أعلى