التصفح للزوار محدود

العيد في فلسطين

أماني عثمان

Well-known member
بالتهاني والفرح يحتفل المسلمون في كل مكان بعيد الاضحى المبارك, لكن للعيد شكل آخر في مدينة جنين شمال فلسطين, فالاحتلال ينغص فرحتهم والعيد يفتح جراحهم وسط استمرار الحرب الاسرائيلية.. وتقول اللاجئة عائشة نغنغية من مخيم جنين أن "الوان المعاناة القاسية جعلت اعيادنا احزان ودموع وآلام, فمنذ 50 عاما لم نشعر باي طعم للفرح اعيادنا تتساوى مع احزاننا ومناسباتنا تمتزج بالعذاب الذي يفرضه الاحتلال".
"ام عدنان" تلك اللاجئة التي تصر على الصمود في منزلها في مخيم جنين رغم قيام الاحتلال بهدم اجزاء منه لدى اعتقال ابنها نضال لم تستعد ككل النساء بتجهيز حلوى وكعك العيد بل توجهت مع ابنائها لضريح ابنها الشهيد اسامة وزينته بالورود, وقالت: "في صبيحة العيد قبل اربع سنوات استشهد اسامة, وكلما يأتي العيد نتمنى لسنة واحدة ان تعيش اسرتي كباقي البشر والمسلمين فتارة ابنائي مطاردين واخرى معتقلين, ونستقبل العيد هذا العام وبيتنا لا زال مهدم شاهد على وحشية الاحتلال وبفقدان ابني اسامة الذي قتلوه في العيد بدم بارد, ونضال الذي يقضي حكما بالسجن 17 عاما في سجون الاحتلال فاي معنى او فرحة للعيد وسط هذه الظروف القاسية؟"
استقبلوا العيد مشردين..
ورغم اصرارهم على الصمود في مواجهة عدوان وحرب الاحتلال فان العبأ الاكبر الذي يثقل كاهل الفلسطينين استمرار الحملة الاسرائيلية التي بدات في مخيم جنين قبل اسبوع والواضح، كما تقول عائلة حسن الرزي، "انها لن تنتهي فقد حرمنا الاحتلال فرحة العيد.. فقد استولوا على منزلنا وطردونا منه ومنعونا من العودة اليه حتى تنتهي الحملة العسكرية".
ويقول رجا ابو الهيجاء: "عائلتي تتكون من 11 نفر وبعد احتلال الجنود لمنزلنا وطردنا منه لم يبقى لنا مأوى, وما يحزنني ان الاحتلال الذي حرمني اثنين من ابنائي استشهدا خلال الانتفاضة الحالية يحرمني من جمع شمل عائلتي وحرم اطفالي واحفادي من فرحة العيد, فاي ظلم اكبر من هذا الذي نعيشه"؟
عيد وفرحة العيد المسلوبة..
وبينما لم تتمكن عشرات العائلات من المشاركة في طقوس العيد بعدما استولت قوات الاحتلال على منازلها, فان المداهمات والاعتقالات وعمليات اطلاق النارالمستمرة من قوات الاحتلال فرضت على الفلسطينين حالة من الخوف والقلق. ويقول مؤيد العامر ان "الاحتلال اغتصب كل معاني الفرح" من حياة عائلته وفرض على زوجته واطفاله ايام عيد مريرة وحزينة. فقد اصيب ابنه عيد (9 سنوات) بعيار معدني في الراس اطلقه الجنود عليه داخل منزله. ويضيف: "كانت امنية ابني عيد ان يشتري العاب وملابس جديدة في العيد فاذا به يتلقى رصاصه تفقده الوعي وتجعله يمكث في المستشفى تحت العناية المكثفة دون معرفة مصيره حتى اليوم الثالث للعيد, ومنذ تلك اللحظة واشقاءه يبكون ورفضوا شراء ملابس العيد من شدة حزنهم, فمن اين يمكن ان نشعر بطعم ومعنى العيد وفلذة كبدي في غيبوبة نجهل مصيره؟ هذا قدرنا ان يتحكم الاحتلال حتى باعيادنا".
ساندي وجراح العيد..
ولم تحتفل الطفلة ساندي (12 عاما) واشقائها الاصغر منها سنا بالعيد للعام الثالث على التوالي في ظل غياب والدتها قاهرة السعدي في السجون الاسرائيلية حيث تمضي حكما بالسجن المؤبد. وتقول: "منذ اعتقال والدتي اعتقلوا معها الاعياد والسعادة والفرح ولم يبقى لي ولاخوتي سوى الحزن, ورغم محاولة اقاربي شراء هدايا وملابس لنا بالعيد رفضناها لانه لا معنى لاي عيد وامي تقبع خلف القضبان يغتصبون سنوات عمرها ويمنعونا حتى من زيارتها".
وتضيف وهي تبكي: "انا حزينة يا عالم من يقبل ان ينهض صباح العيد فلا يجد اما تعايده وتجهزه وتهنئه يوم العيد, اسود لحظات حياتي".
صور اخرى..
وفي غمرة هذه الاحزان التي تفقد العيد معانيه لدى شرائح كثيرة في المجتمع الفلسطيني, فان المواطن محمد علي تركمان بدى اكثر حزنا وتاثرا لانه للعام الخامس على التوالي لا زال عاجزا عن توفير احتياجات اسرته للعيد. ويقول: "رغم فرحنا بهذه المناسبة وحرصنا على تادية شعائرها الدينية الا انني اتقطع حسرة لاني لا اتمكن من ايجاد عمل يوفر لي حتى هدية اطفالي للعيد, فالاحتلال يفرض الطوق والحصار ويحرمنا العمل واذا كنت عاجزا عن توفير قوت اطفالي فمن اين بملابس وهدايا العيد". ويشكل محمد نموذجا لالاف العائلات التي تعيش ظروف القهر والفقر منذ قيام الاحتلال بفرض الطوق الامني لاجهاض الانتفاضة. وتؤكد مصادر لجنة اموال الزكاة ان معدلات الفقر والبطالة سجلت أعلى معدلاتها في محافظة جنين فيما اصبحت اللجنة والكثير من المؤسسات الخيرية عاجزة عن القيام بدورها بسبب ما يسمى الحرب الامريكية والاسرائيلية على الارهاب. وبينما يتوجه مئات المواطنين لمقار الجمعيات المختلفة بحثا عن المساعدات التي كانت توزع في الاعياد للتخفيف من معاناة المواطنين فان تلك الجمعيات كما يقول مدير جمعية الاحسان تراجعت نشاطاتها وبرامجها لان الاحتلال يصعد من حربه ضدها بالمداهمات والاغلاقات وبالضغوط التي مورست بدعم من امريكا ومنعت عشرات الجمعيات الخيرية العربية والناشطة في اوروبا من الاستمرار في مشاريعها وبرامجها بذريعة الارهاب. ويضيف: "معدل نشاطنا تراجع بنسبة 100%, وهناك معاناة قاسية تبرز في الاعياد بشكل خاص فهذه الحرب الظالمة دفع ثمنها الفقراء والمحتاجون والعاطلون عن العمل جراء الاحتلال".
ركود ودمار..
وتتجلى صورة المعاناة الحقيقية في اسواق جنين التي تفتقد، كما يقول التاجر مأمون الاسمر، لزحمة العيد وحركة الشراء القوية فرغم ان الاعياد تعتبر اهم المناسبات للنهوض والحركة التجارية الا ان الوضع لم يتحسن خاصة هذه الايام حيث تستمر الحملة الاسرائيلية بينما ادى الحصار لفقدان غالبية المواطنين لمصدر رزقهم لذلك فان الوضع لم يتغير في العيد ووقفته واستمرت حالة الركود والشلل الاقتصادي.
وقال التاجر محمود استيتي ان الاقبال على شراء مستلزمات كان متدنياً, بينما قال ماهر سمودي صاحب معرض ملابس ان مبيعاته في العيد كانت كمبيعاته في يوم عادي.. أما التاجر فارس محمود صاحب نوفوثيه ملابس للاطفال لم تتجاوز مبيعاته الـ 500 دولار خلال الأسبوع الذي سبق العيد.
ويضيف "جميعنا تضررنا من الاحتلال الذي يحاربنا حتى في اعيادنا".
"اللهم انصر شعبنا ووحد صفوفنا لنحقق النصر المبين"، بهذه الكلمات استقبلت والدة الشهيد محمود طوالبه قائد سرايا القدس عيد الاضحى المبارك وبشموخ واباء.. جلست والدة طوالبه قرب ضريحه وقالت لمراسلنا "في العيد نزداد شموخا رغم كل معاناتنا.. رغم حزننا العميق في العيد فاننا نستشعر بمعاني الايمان العظيمة التي تنزرع في قلوب شعبنا المصمم على الحرية.. وفي هذا اليوم نخاطب الشهداء لنقول لهم انا على دربكم ماضون وشعبكم لن يتخلى عنكم ولن يفرط بتضحياتكم مهما مارس العدو من بطش وعدوان".
الغاء المراسم..
ففي مخيم جنين الغيت كافة مراسم الاحتفال بالعيد واقتصرت على زيارة اضرحة الشهداء فبعد صلاة العيد يتوجه الاهالي لمقابر المخيم التي تزينت بصور الشهداء والرايات والاعلام والتف الاهالي حول اسر الشهداء لمؤازرتهم.
وقالت والدة الشهيد زياد العامر قائد كتائب شهداء الاقصى "نتذكر اليوم بطولات الشهداء لنستمد منها العزيمة والقوة والارادة لمواصل المشوار على عهدهم.. لن نفرط برايتهم وكل فلسطيني يفخر ببطولات ابنائنا". وتضيف: "لقد تحولت حياتنا لاحزان برحيل الاحبة ولكن ما يخفف عنا التفاف شعبنا حول اهدافهم لذلك ندعو الجميع للتماسك والوحدة".
وقالت والدة الشهيد محمود ابو حلوة قائد كتائب القسام "في العيد لا ننسى الشهداء وهم دوما معنا، ولكن مساحات الحزن تكبر عندما تأتي الاعياد ونفتقد الاحبة الذين حرمنا المحتل منهم، لذلك في العيد نقول لهم انا على عهدهم باقون لن نفرط بدمائكم مهما مارس الاحتلال ففلسطين ارضنا وحقنا وسندافع عنها ونحميها".
امنيات..
وفي العيد تتمنى اسر الشهداء ان يعز الله شعبنا بالنصر. وقالت والدة الشهيد مصعب جبر والتي يقبع زوجها الشيخ ابراهيم في السجون: "قدمنا للقبور لنتذكر ابنائنا ونصلي لله العلي القدير ان يحقق امنياتهم ويعزز صمودنا وايماننا حتى ننتزع النصر من الجلاد الذي نقول له: لن نركع او نستكين نفخر بالشهداء ونشمخ بالاسرى ونتمنى لهم الفرج القريب امنيتنا بالعيد ان يعود الينا الاسرى لنفرح بالنصر على الاحتلال".
وقالت والدة الشهيد يوسف العامر قائد سرايا القدس: "من بين اضرحة الشهداء وجهنا دعواتنا وصلواتنا للعلي القدير ان يثبتنا على العهد ويمدنا بالعزيمة لنواصل مشوارهم.. امنيتي ان تتحرر ارض فلسطين من المحتل".
وقالت والدة الشهيد احمد ابو البهاء: "امنيتي كام تتحسر على رحيل ابنها ان يحمي الله شباب فلسطين من الاحتلال ويمنحهم القوة والعزيمة، وكلما جاء عيد صليت لله العلي القدير ان لا يذهب تعب ونضال ابنائنا هكذا ونحن نامل من المقاومة ان تثار للشهداء وتحقق اهدافهم".
 
الله يفرج هم أهالينا في فلسطين ويرجع المسجد الأقصى للامة الأسلامية
وتكون الفرحة الكبيرة لنا جميعا ويكون قلب كل أم فرحان بكل الأعياد
 
كل عام وفلسطين الحبيبه بخير
اسال الله ان يفرج هم اخواننا الفلسطينيين ويعيد الاقصى للامة الاسلاميه
 

عودة
أعلى