التصفح للزوار محدود

ما حجم عقلك؟

ابن السلاطين

Well-known member
عندما يكون هناك جدال حاد بين طرفين، أو تكون هناك شرارة مشتعلة في الجو، غالبا ما أسمع من هم على قدر من الحكمة والعقلانية يقولون لأحد الأطراف المتشاحنة: «لا تصغّر عقلك» أو «كبّر عقلك»، فأستغرب حينها وأظل أفكر، كيف للواحد منّا أن يصغّر عقله أو يكبّره؟ وكيف لنا أن نتحكم بحجوم عقولنا؟ فهل تستطيع أن تزيد أو تقلل من سعتها؟ فللعقل حجم ثابت لا يتغير! وبعد تفكير عميق علمت أن المقصود من كبّر أو صغّر عقلك هو مقدار فهمك للأمور وكيفية معالجتك للمشكلات، فتستطيع أن تصغّر عقلك في الموضوع حتى تجعل «من الحبّة قُبّة» وتجعل الشرارة المشتعلة تتحول إلى نيران ملتهبة، وتستطيع أن تكبّر عقلك وتبسّط الأمور لتحاول أن تطفئ الشرارة قدر الإمكان، فعقولنا هي المسؤولة عن تصرفاتنا، وهي أساس أفعالنا وسلوكياتنا، فلك أن تسأل نفسك: ما حجم عقلي؟ وكيف لي أن أتحكم بحجمه؟ فجوابي لك أن تكبّر أو تصغّر اهتمامك على حسب الموقف الذي تمر به، ولا تجعل لعقلك حجما محددا فتظل الأمور في نظرك إما كبيرة دوما أو صغيرة دوما، فمداركنا قابلة للتمدد والانكماش، وعلى قدر التمدد والانكماش يكون التحجيم أو التعظيم ولم يكن عمر الإنسان دليلا على حجم عقله أبدا، فربّ شيخ كبير تجد عقله بحجم حبة الرمل ورب ولد صغير توسعت مداركه وكبر عقله فوازن الأمور.
لك يا قارئ أن تتخيل عقلك كهذه السماء الواسعة الممتدة و لك الحرية في الرؤية من خلال منظار صغير متى تشاء، لترى النجوم عن قرب، فيحلو لك المنظر.
ولك أيضا أن تتخيل عقلك كلوحة رائعة تراها كاملة تارة و ترى بعض أجزائها تارة أخرى . هكذا ستكون المواقف جميلة في نظرك دوما وستكون المشكلات في نظرك جزءا من لوحتك الجميلة فتتعامل معها على قدر جمال اللوحة،
فحجم عقلك دليلك لحل مشاكلك وجمال لوحتك منظارك لرؤيتك للأمور.

اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم وأكرمنا بنور الفهم
 
التعديل الأخير:
رد: ما حجم عقلك؟

بارك الله بك وجازك خير
 
رد: ما حجم عقلك؟

بارك الله فيك اخي على الموضوع
نتظر التفاعل الاكثر
 
رد: ما حجم عقلك؟

ابن السلاطين
تجعل لعقلك حجما محددا فتظل الأمور في نظرك إما كبيرة دوما أو صغيرة دوما،
متميز في طرحك دائماً
اللهم آمين
طبت وطاب نقلك

 
رد: ما حجم عقلك؟

شكرا اخي ابن السلاطين علي رزانة العقل وعلي رزانة فكرك واختيارك لموضوع جميل... لك من اجمل التحيات واعبقها .. تحياتي
 

عودة
أعلى