ما تتصدق به اليوم هو مطعمك وملبسك في الجنة

نورة محمد

Well-known member

الصدقة التي تقدمها اليوم هي مأكلك وملبسك وفراشك يوم القيامة،عن عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وأقناء معلقة -والقنو عذق النخل-،وقنو منها حشف،ومعه عصا،فطعن بالعصى القنو،قال:"لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها ان صاحب هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة"حسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود.قال ابن الأثير في النهاية:الحشف:اليابس الفاسد من التمر،وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص.
قال السندي رحمه الله تعالى في حاشيته على النسائي:"(يأكل حشفا)أي جزاء حشف فسمي الجزاء باسم الأصل،ويحتمل ان يجعل الجزاء من جنس الأصل ويخلق الله تعالى في هذا الرجل شهاء الحشف فيأكله،فلا ينافي ذلك قوله تعالى:" ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ".والله تعالى أعلم"
فأطب من الآن مسكنك وومطعمك وملبسك في الجنة،بالتصدق بالجيد،وتذكر صدقة طلحة رضي الله تعالى عنه حينما تصدق بأطيب ما لديه.
وليس معنى هذا أنه لا يجوز للمسلم أن يتصدق بردئ أبدا،فيحرم المساكين مما فيه من الخير،ويحرم نفسه من الأجر،وليجعل مع هذا الردئ شيئا من الطيب،حتى لا يكون ممن يتيمم الخبيث فيتصدق به،والله جل شأنه يقول:" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون "فالمراد بالخبيث هنا الردئ،أي لا تقصدوا الخبيث في حال ألا تنفقوا الا منه.لأن محل النهي أن يخرج الرجل صدقته من خصوص ردئ ماله.
 

عودة
أعلى