مأساة طفل وإرادة أسرة

وكسلر

بكالوريوس إختصاصي نفسي
مأساة "كودي" درس في الإرادة لأسر الاطفال المعاقين
عندما ولد كودي ماكاسلاند في فورت وورث في ولاية تكساس الأمريكية قال الأطباء إنه لن يعيش طويلاً لأن هناك خللاً كبيراً في جسده الصغير، وعندما خاب توقعهم قالوا إنه لن يتمكن من المشي لأن عظاماً كثيرة كانت مفقودة في أسفل ساقه. وعندما بلغ الشهر الخامس عشر اتخذ والداه قراراً بمنحه أفضل فرصة للعيش، إذ لم يشعر بالأسف على وضعه. وكانت تينا ماكاسلاند حاملاً في الأسبوع السابع والعشرين عندما هبط الطفل إلى أسفل الرحم وطلب إليها الأطباء ملازمة السرير، وكانت ساقاه مختفيتين في قناة الولادة لذلك لم تظهر أي مشاكل أثناء تصوير الجنين، وبعد سبعة أسابيع وتحديداً في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2001 أجرى الأطباء في مركز بايلور الطبي عملية قيصرية لاستخراج الطفل قبل الموعد المحدد لولادته بستة أسابيع.

وعند إخراج الطفل شعر الجميع بالوجوم، وكان والده مايك ماكسلاند إلى جانب زوجته عندما شاهد ابنه الذي كان أصغر طفل يشاهده في حياته كانت ساقاه مطويتين ووزنه أقل من كيلوجرام، وعلم الزوجان لاحقاً أن ابنهما يعاني من بعض التشوه وقال الأطباء لمايك عندما كان يشاهد ابنه في الحاضنة إنه سيموت. وبدأت تينا في المشي بعد ستة ساعات من توليدها ونقل الطفل كودي إلى المركز الطبي التاسع لجامعة بايلور، وقال الأطباء هناك انه سيعيش لكنه سيحتاج إلى عملية لتصحيح طريقة عمل القولون، وبعد ذلك تحدث الأطباء عن إجراء جراحة لقلبه، وكثرت التشخيصات المتضاربة. وبعد 23 يوماً من ولادة الطفل أخذه والداه إلى البيت، وكان عرضة للإصابة بمزيد من الأمراض لدرجة أن الأطباء نصحوا بإبقائه بعيداً عن الناس، ومراكز التسوق. وذات يوم عندما كانت أمه تحمله أخذ يسعل وانقطع نفسه، فاتصلت برجال الإسعاف الذين وصلوا بسرعة وقدموا له الأوكسجين، ونقلوه إلى المستشفى وقال الأطباء إن لديه مشكلات في الجهاز الهضمي وأجريت له ست عمليات. وأمضى الطفل ثلث عامه الأول في المستشفيات وبلغت تكاليف علاجه 750 ألف دولار، ولكن الأطباء لم يتوصلوا إلى تشخيص صحيح لمشكلة ساقيه. وأوصى بعضهم ببتر الساق اليمنى عند الركبة نظراً لعدم وجود عظام فيها، وأثبتت صور الرنين المغناطيسي أن العظام غير موجودة في الساقين وكان من الأفضل بتر الساقين من فوق الركبة، ووافق مايك على ذلك معترفاً أنه أفضل حل للصبي، وفي 21 يناير/كانون الثاني 2003 تمت عملية البتر وكان كودي في الشهر الخامس عشر.

وحصل كودي على ساقين صناعيتين في مارس/آذار ،2003 وبدأ المشي بمساعدة متخصص آخر، وتمكن كودي من المشي بمفرده للمرة الأولى في سبتمبر/ايلول ،2003 وعندما كان في بيت جده. وفي سبتمبر/أيلول 2004 حصل كودي على ساقين صناعيتين يمكن ثنيهما من عند الركبة، ويعتقد الأطباء أن كودي سيكون قادراً على التنسيق بين حركة ساقيه والركبتين بحرية في غضون عام واحد.

ويقول الدكتور توني هيرنج الذي اشرف على جراحة كودي “إنه قوي ومبتهج وهو أمر يدهشني، أعتقد أن ذلك ناجم عن دعم الوالدين له” وتساعد دروس السباحة وركوب الخيل كودي على بناء القوة والتوازن، ويحضر كودي دروساً في مدرسة جيلينهوب للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، وهو يعرف الحروف الأبجدية والعد حتى عشرة ويستطيع أن يمشي الآن ببط، وثبات في الغالب، غير أنه يمسك يد شخص آخر أو يتكئ على الجدار لتحقيق التوازن. وترى تينا وزوجها مايك انه لا حدود لقدرات كودي، فهما يؤكدان انه سيكون قادراً على التزلج والغوص وتسلق الجبال وستحاول أمه مساعدته للتفاعل مع الآخرين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة حتى لا يشعر بالوحدة. وتقول تينا: “بعض الأطفال ينظرون إلى كودي ويقولون إنه “الرجل الروبوت” ولا أعتقد بأنه سينزعج من ذلك”.
 
رد: مأساة طفل وإرادة أسرة

أراده قويه هي من جعلتهم يقومون بهذا

شكرا لك أستاذ وكسلر دائما ما تحسسنا بالامل
 
رد: مأساة طفل وإرادة أسرة

أراده قويه هي من جعلتهم يقومون بهذا

شكرا لك أستاذ وكسلر دائما ما تحسسنا بالامل

اهلا بك رحمة ربي واشكر لك هذا التواصل المتميز دوما
دمت بخير
 

عودة
أعلى