التصفح للزوار محدود

مفهوم الاعاقة بين الفرد والمجتمع

برزان سليمان

Well-known member
مفهوم الاعاقة بين الفرد والمجتمع الأخصائي :برزان سليمان تعريف التربية الخاصة : هي مجموعة من البرامج والخدمات الهادفة والمنظمة, تقدم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة,وفقطرقوأساليب تعليم وأدوات خاصة ,للوصول بهم الى أفضل أداء ممكن . أما الفئات الذين تشملها التربية الخاصة هي: 1- الموهوبين والمتفوقين. 2- اضطرابات اللغة والكلام (التواصل). 3- الإعاقات النمائية ومنها (التوحد autism–تشتت الانتباه- النشاط الزائد ) 4- الإعاقات السمعية . 5- الإعاقات البصرية. 6- صعوبات التعلم. 7- الإعاقة الذهنية (العقلية). 8- الإعاقة الجسمية والصحية. 9- الاضطرابات السلوكية . 10- الإعاقات الشديدة والمتعددة. حيث تشمل التربية الخاصة جميع فئات الإعاقة مع الموهبة أما الإعاقة فهي جزء من التربية الخاصة وتشمل تسع أنواع أوفئات من الإعاقات التي ذكرت سابقا . تعريف الإعاقة :الإعاقة هي :ضعف أو قصور يصيب جانبا هاما من الإنسان أو وظيفة هامة لديه ,ينخفض معها أداؤه المتصل بذلك الجانب أو الوظيفة انخفاضا ملحوظا عن الفرد العادي ,وتصيب الفرد من الرحلة العمرية ما قبل الولادة –المرحلة الجنينية –وحتى العمر 18 سنة . ويذكر الأستاذ نعيم الرفاعي أن التحديد الدقيق والشامل للإعاقة ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية : 1- أن الإعاقة موجودة في تكوين الإنسان وليست خارجة عنه ,إنها موجودة في ذلك الجانب من الإنسان الذي يقوم بوظيفة معينة وليست في المحيط المادي أو الاجتماعي حوله ,فالإنسان الذي كف بصره يغدو ذو إعاقة بسبب مما هي عيناه . 2- أن الإعاقة على درجات من حيث مستواها أو شدتها, كالإعاقة البسيطة والمتوسطة والشديدة. 3- أن الإعاقة تكون مستقرة وطويلة مدة البقاء, وهذا ما يميزها عن المرض حيث أن المرض قابل للشفاء أما الإعاقة غير قابلة للشفاء وإنما التطور لأفضل أداء ممكن. 4- أن الإعاقة يجب أن تكون في جانب هام من تكوين الإنسان وسلوكه وتفاعله مع المحيط حوله ليكون إنسانا ذو إعاقة ,فلا نقول عن إنسان أنه ذو إعاقة إذا قطعت السبابة من أصابع يده ,ولكنه يسمى ذو إعاقة إذا أصيبت عيناه بأذى شديد يجعل بصره معدوما أو ضعيفا جدا. عوامل تكوين الإعاقة وانتشارها إن العوامل المسببة للإعاقة بأنواعها متعددة ومختلفة ,فقد تكون العوامل ما قبل الولادة إذ يتعرض الجنين خلال مرحلة اكتمال نموه في رحم الأم ، وأثناء أشهر الحمل به الى عوامل تسبب إعاقته وقد يتعرض الى عوامل أثناء ولادته أو بعدها خلال مراحل نموه وحياته الى صعوبات وأمراض تؤدي أيضا" الى أعاقته وفي جميع هذه الحالات فقد تكون هذه العوامل جينية (وراثية)أو غير جينية أو بسبب أمراض مختلفة ويمكننا أن نقسم تلك العوامل الى ثلاثة أقسام رئيسة على أساس المرحلة التي حدثت فيها الإعاقة وهي على النحو التالي : 1-عوامل ما قبل الولادة : وهي العوامل التي تؤثر في الطفل قبل ميلاده وتؤدي الى إعاقته 2-عوامل مصاحبة لعملية الولادة : وهي العوامل الي تؤثر في الطفل أثناء ولادته وتؤدي الى إعاقته 3-عوامل ما بعد الولادة : وهي العوامل التي تؤثر في الطفل بعد الميلاد وفي سنيه الأولى وتؤدي الى إعاقته . 1- عوامل ما قبل الولادة : قد تنشأ الإعاقة نتيجة لعوامل تؤثر في الطفل قبل ولادته وتتضمن هذه العوامل أنواعا" متعددة منها ما هو وراثي ومنها ما يحدث نتيجة طفرات في المورثات في أثناء تكوين الأجنة وهناك حالات يرث فيها الجنين عيوبا" في تكوين الخلايا العصبية تؤدي الى إعاقته . وتنقسم عوامل ما قبل الولادة الى قسمين أساسيين : العوامل الجينية (ا)- عوامل وراثية مباشرة :وهي الأمراض الوراثية التي تنتقل عن طريق الجينات الوراثية السائدة أو المتنحية ,فالأولى تظهر جيلا بعد جيل بنسبة1-3 حسب قوانين ماندل للوراثة ,أما الثانية فتبقى كامنة لا تظهر إلا إذا توافرت لها شروط معينة لظهورها عند ذاك تظهر عند أحد سلالة الأسرة , فمثلا قد يحمل الأجداد أو الآباء للأب أو للأم الجينات المتنحية للتخلف العقلي ,ويكون في هذه الحالة تخلف عقلي متنح إلا أنه يظهر بعد عدة أجيال لدى أحد سلالة الأسرة إذا ما توافرت الشروط الملائمة لظهوره ,فيكون عند ذاك أحد أعضاء تلك الأسرة متخلفا عقليا . (ب)- عوامل وراثية غير مباشرة : وهي العوامل التي تحدث نتيجة طفرات في المورثات في أثناء تكوين الأجنة مثل حالات العيوب المخية وحالات الاضطراب في تكوين الخلايا وحالات العامل RH)). وهذا العامل غالبا ما يتكرر ذكره ويقصد به اختلاف فصيلة الدم بين الوالدين. فمن المعروف أن دم كل شخص يحتوي على العامل RH+ وهو السائد بينما يحتوي دم 10-16 % من الأفراد على العامل RH- فإذا اتفق لأب فصيلة دمه RH+ ودم الأم RH- ففي هذه الحالة فان دم الطفل قد يحتوي على العامل RH+ لكونه السائد وبذلك يتعارض مع فصيلة دم الأم RH- وهذا التعارض يؤدي الى مضاعفات قد تسبب التخلف العقلي أو الشلل أو العمى .غير أن الطب أصبح يمتلك من الوسائل الوقائية ما يمكنه من إعطاء الأم الحقن اللازمة لسلامة الجنين. (ج)- الاضطرابات في عملية التمثل والبناء : وتحدث نتيجة لطفرة في الجينات الأمر الذي يؤدي الى تخلف عقلي , إلا أن كثيرا من اضطرابات هذه العملية أمكن للطب معالجتها . العوامل غير الجينية وتشمل هذه المجموعة العوامل التي تؤثر في الجنين أثناء فترة الحمل وليست لها علاقة بالجينات وهذه العوامل تتصل بأمراض كالحصبة الألمانية ومرض الزهري واضطرابات الغدد الصم . 2- عوامل أثناء الولادة: وهي العوامل التي تصاحب عملية الولادة مثل: الولادة العسيرة والاختناق الناجم عن نقص الأوكسجين أو السقوط.وهي إما تحدث الولادة:م نتيجة لاضطراب في إمداد الجنين بالأوكسجين أثناء الولادة بسبب اضطرابات الدورة الدموية لمشيمة التابع أو التواء الحبل السري أو غيرها من العوامل أو الاختناق المكتسب ويصاب به الوليد بعد الولادة مباشرة بسبب ضعفه أو إصابته بعيوب خلقية. 3- عوامل بعد الولادة : وتنتج هذه العوامل نتيجة لتعرض المولود لأمراض متعددة منها الكساح الذي يصيبه بسبب نقص الفيتامين (د) والحمى القرمزية , واليرقان والحصبة وشلل الأطفال .ومن العوامل التي تحدث الإعاقة الحوادث المختلفة التي يتعرض لها الطفل مثل السقوط على مناطق حساسة من الجسم والحروق والإصابات بالصعقات الكهربائية وحوادث الطرق وبعض من ضروب القسوة والضرب في عقاب الطفل . وهناك عوامل يتعذر تشخيصها , وعوامل تتصل بالتخلف الثقافي والتربوي والاقتصادي وسوء الظروف السكنية وسوء التغذية والكثافة السكانية وخلو البيئة والمدرسة من حوافز التعلم, والقيم المتخلفة التي تقود الى حالات من التخلف التربوي والبطء في التعلم ."د0غسان أبو فخر-التربية الخاصة-جامعة دمشق-2002 "أما بالنسبة لانتشارها فتشير الإحصاءات العالمية الى أن نسبة انتشارالاعاقة في العالم تصل الى 10% من مجموع السكان أما في محافظة الحسكة فقد وصلت نسبة المسجلين ذوي الإعاقة الى 12% من مجموع السكان علما أن العديد من الإعاقات غير واردة في السجلات الرسمية مثل صعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية وبعض الإعاقات النمائية ,أي أن نسبة ذوي الإعاقة تفوق النسبة المذكورة بكثير , أما أهم الحلول المقترحة من أجل تفادي هذه المشكلة وتخفيضها ,تكمن في تأهيل طرفي المعادلة وهما الأفراد ذوي الإعاقة والمجتمع . تأهيل الأفراد ذوي الإعاقة : تتركز خطة التأهيل الفردية للمعوقين على مجالات مختلفة من البرامج التأهيلية و إن اختيار البرامج المناسب يعتمد بشكل أساسي على الاحتياجات التأهيلية للفرد المعاق و على قدراته و إمكاناته و ميوله و استعداداته وان وضع خطة التأهيل يجب أن تتركز على الفرد المعوق وعلى البيئة التي يعيش فيها ويمكن تحديد برامج وأنشطة التأهيل بالتالي : التأهيل الطبي : إن التأهيل الطبي هو جزء لا يتجزأ من عملية التأهيل الشاملة المستمرة وهو أحد أركانها الأساسية وتبرز أهميته من حيث أنه يشكل الأساس لعملية التأهيل حيث أنه بإمكان التشخيص المبكر والرعاية الصحية والطبية لأي حالات الاضطراب الجسدي والعقلي لدى الفرد أن يحد من شدتها وتفاقمها إذا ما اكتشفت في وقت مبكر, ويهدف التأهيل الطبي الى تحسين أو تعديل الحالة الجسمية أو العقلية لذوي الإعاقة بشكل يمكنه من استعادة قدرته على العمل والقيام بما يلزمه من نشاطات الرعاية الذاتية في الحياة العامة كما يهدف الى العمل على الوقاية من تكرار حصول حالة العجز. التأهيل النفسي: تلعب الظروف النفسية للفرد المعوق و أسرته دورا بارزا وحيويا في تحويل حالة العجز الى حالة تقبل وتكيف ,ولا بد من التذكير من أن الآثار النفسية التي تتركها حالة العجز على حياة الفرد وعلى حياة أفراد أسرته غالبا ما تكون من الدرجة العميقة التي تحتاج الى جهد أكبر للتخفيف منها . يقول الشناوي في كتابه (تأهيل المعوقين وإرشادهم) :إن من أهم مظاهر الضغوط النفسية التي يتعرض لها أفراد الأسرة هي الشعور بالخجل أو الدونية أو الذنب أو انكارالاعاقة أو الحماية الزائدة أو الرفض أو إخفاء الطفل المعاق وانعزاله عن الحياة الاجتماعية وعدم مشاركته في مظاهرها. ويهدف التأهيل النفسي لذوي الإعاقة الى مساعدة الشخص ذو الإعاقة على فهم وتقدير خصائصه النفسية ومعرفة إمكاناته الجسمية والعقلية والوصول الى أقصى درجة التوافق الشخصي والاجتماعي والمهني والعمل على تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة التي تخلفها الإعاقة , كذلك مساعدة الأسرة على فهم وتقدير وتقبل الإعاقة,وتدريبها على أساليب رعاية وتدريب الطفل التأهيل الاجتماعي : إن دمج ذوي الإعاقة في الحياة العامة للمجتمع تعتبر الهدف النهائي لعملية التأهيل كما يهدف التأهيل الاجتماعي الى مساعدة الشخص ذو الإعاقة على التكيف الاجتماعي ليستطيع أن يندمج ويشارك في نشاطات الحياة المختلفة في المجتمع ومن هنا يمكن تعريف التأهيل الاجتماعي على أنه "العمل على تكييف ذوي الإعاقة في المجتمع الذي يعيش فيه من خلال بعض النشاطات الموجهة نحو الفرد والمجتمع". التأهيل الأكاديمي والتربوي: إن عملية التأهيل التربوي وبغض النظر عن المكان التربوي الذي تطبق فيه تهدف الى تزويد الطفل ذي الإعاقة بالمعلومات والمهارات الضرورية التي تلبي احتياجاته التربوية الخاصة.ومن هذه الخدمات : 1- خدمات المدارس النهارية:باحتوائها المختصين في مجال التربية الخاصة وغرف مساندة وصفوف خاصة مثل معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعيا بالحسكةالذي يقوم بتقديم مختلف الخدمات التأهيلية والتربوي والتعليمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية . 2 2 - خدمات الإقامة الداخلية والتي يقيم فيها الأطفال ذوي الإعاقة بهدف تأهيلهم وتعليمهم. 3-الخدمات البيتية التي إما تقدم لتريب الوالدين أوللأطفال الذين لا يمكن نقلهم من البيت الى مكان آخر وهناك برامج وخدمات تأهيلي تربوية تغطي جميع الأطفال ذوي الإعاقة . التأهيل المهني: يشير المغلوث في كتابه (رعاية تأهيل المعوقين – 1999) الا أن التأهيل المهني يعني: جعل المعوق يسترد أقصى ما يملك من قدرات بدنية وذهنية واجتماعية ومهنية واقتصادية . ويهدف التأهيل المهني الى إعادة الاستخدام بصورة مرضية في عمل مناسب وهذه هي الذروة التي يتوخى الوصول إليها في عملية تختلف مراحلها باختلاف الأفراد أنفسهم . أما أهم خطوات عملية التأهيل المهني هي: الإحالة- برنامج التأهيل الفردي- التقييم المهني- التدريب المهني- التشغيل- المتابعة. خاتمة : إن التخفيف من الإعاقة وأعباءها مسؤولية مشتركة يحملها كلا من الفرد ذي الإعاقة والمجتمع ولا يحملها الفرد فقط لأن الغاية من تأهيل الأفراد ذوي الإعاقة هي دمجهم في المجتمع ,فإذا كان المجتمع غير مهيأ لتقبل هذه الشريحة لن يكون للجهود التي تبذل لهذه الغاية نتائج ايجابية تذكر, فإذا شبهنا الفرد ذي الإعاقة بالبذرة والمجتمع بالتربة ,لن تستطيع البذرة التفاعل مع التربة والإنتاج من خلالها ,إن لم تكن التربة مهيأة أصلا لاستقبالها وتقبلها,وبالتالي فان المختصين في مجال التربية الخاصة ,لابد أن يعملوا على تأهيل الأفراد ذوي الإعاقة والمجتمع معا ,بخطين متوازيين للوصول الى الهدف النهائي وهو دمج ذوي الإعاقة مع المجتمع .
 
التعديل الأخير:
رد: مفهوم الاعاقة بين الفرد والمجتمع

نتمنى الدعاء بالخير,والاستفادة من الموضوع
 

عودة
أعلى