من نماذج التعامل مع الإعاقة

كريم أبو العبد

Well-known member
نماذج التعامل مع الإعاقة في الإعلام
" الإعاقة هي جزء من الحياة الإنسانية وهي بأي شكل من الأشكال لا تنتقص من حق الفرد من العيش باستقلالية والتمتع بتقرير المصير وحق الاختيار والمساهمة في المجتمع والحصول على عمل لائق والتمتع بالاندماج في الحياة الاقتصادية ، الثقافية ، والتعليمية في المجتمع " ( ADA )
تحتل وسائل الإعلام موقعاً مميزاً وفريداً في المجتمع كونها الوسيلة المثلى للتواصل ونقل المعلومات إلى أفراد المجتمع ، الأمر الذي يمكنها من بناء الرأي العام بالشكل الذي تريده فتجعله ينظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة من المنظور الذي تريد . وتؤثر الكلمات والصور التي تستعملها وسائل الإعلام إما في خلق فكرة إيجابية ودقيقة عن ذوي الإعاقة أو في خلق نماذج عديمة الإحساس تعزز الصورة النمطية المتوارثة عبر التاريخ عن ذوي الإعاقة الأمر الذي يروج بشكل أو بآخر لمزيد من التمييز ضدهم .
يعد ذوو الإعاقة أكبر أقلية في العالم حيث يوجد ثمانون في المائة منهم في المجتمعات النامية وقد وضعت لورين كيسلر ثلاثة أنواع أو نماذج للصحافة/الإعلام البديل الذي يفسر هذه العلاقة:
أولاً : نموذج الاستبعاد، أي أن وسائل الإعلام الرئيسة تعمل على استبعاد أي تغطية أو إشارة لموضوع هذه الفئة من فئات المجتمع .
ثانياً : النموذج الانتقائي، أي أن تعمد وسائل الإعلام على انتقاء جوانب معينة من اهتمامات تلك الفئة، وعادة يتم التركيز على أحداث مثل المظاهرات والاحتجاجات لتلك الفئات مع تهميش متعمد للقضايا التي تتبناها تلك الفئات .
ثالثاً : النموذج النمطي، أي أن التغطية تتم لهذه الفئات، ولكنها تتم في إطار من التغطية النمطية المعتادة، والتي تكون في غالبها سلبية الاتجاه.
وباستقراء واقع التغطيات الإعلامية ومراجعة الأدبيات العلمية في هذا الخصوص، يمكن الاستنتاج أن العلاقة بين وسائل الإعلام وبين موضوعات وقضايا ذوي الإعاقة هي علاقة نمطية، أي تجسد النموذج الثالث الذي طرحته لورين كيسلر.

وقد أشار كوريجان وزملاؤه Corrigan إلى التفريق بين الوصمة البنائية structural stigma والوصمة الشخصية personal stigma حيث أن البنائية أو الاجتماعية هي نتاج لمواقف واتجاهات قوى سياسية واجتماعية لتهميش فئة أو مجموعة من الناس في المجتمع، وتقييد فرصها في الحصول على حقوقها، أما الوصمة الشخصية فهي العمليات النفسية التي تتراكم لدى الفرد وتتجسد في تمييز سلبي ضد فئة أو شريحة في المجتمع.
وفي تحليل سيسيولوجي للإعاقة أوضح روبر Roper نموذجين:
أولهما : عن النموذج الفردي الذي يركز على الإعاقة على أنها مشكلة فردية، ويجب على المعاق أن يحاول أن يتغلب على إعاقته من خلال المعالجات الطبية في أغلب الأحيان .
وثانيهما : النموذج الاجتماعي الذي يركز على مفهوم أن المجتمع هو مصدر الإعاقة لدى الأفراد، حيث لا يتمكن هؤلاء الأشخاص ذو الإعاقة من التغلب على مشكلات إعاقاتهم.
وأشار روبر أن النموذج الفردي هو الأكثر انتشارا ورواجا، وخاصة في وسائل الإعلام، وهو النموذج الذي يعكس الكثير من السلبيات عن صورة المعاق في المجتمع.

وما تواجهه الشرائح المهمشة في المجتمع يقودها إلى البحث عن بدائل إعلامية، وقد ذكر وينستون أنه خلال عامي 1998-1999م قام بحصر أكثر من 1200 شكل إعلامي يجسد اهتماما بذوي الإعاقة، على شكل صحف ومجلات ونشرات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، وأعمدة صحافية. وقد أشارت رانسوم Ransom إلى ثلاثة أنماط خاصة بذوي الإعاقة ، وهذه الأنماط، هي:

1 - الإعلام الحركي/السياسي، الذي يهتم بالمطالبة بحقوق المعاقين ضمن الحركة الاجتماعية للتغيير في المجتمع .
2 - إعلام الدمج، الذي يسعى إلى دمج ذوي الإعاقة في مختلف شؤون الحياة في المجتمع .
3 - إعلام الاهتمامات الخاصة، الذي يتناول موضوعات الأشخاص ذوي الإعاقة على أنه ضمن الموضوعات الإعلامية المتخصصة في الوسائل الإعلامية.

أتمنى أن نرتقي في التعامل مع قضايا الإعاقة إلى النموذج الرابع " النموذج الحقوقي " وأن يتفهم المختصون في الإعلام أن القضايا المتعلقة بذوي الإعاقة تعبر عن حقوقهم كبشر بالدرجة الأولى وأن ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع .
تحياتي
 
التعديل الأخير:
رد: من نماذج التعامل مع الإعاقة

بارك الله فيك على الطرح القيم
وذوي الاعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع
ولهم الحق في هذه الرعاية الاعلامية
جزاك الله خيرا
 
رد: من نماذج التعامل مع الإعاقة

نماذج التعامل مع الإعاقة في الإعلام
" الإعاقة هي جزء من الحياة الإنسانية وهي بأي شكل من الأشكال لا تنتقص من حق الفرد من العيش باستقلالية والتمتع بتقرير المصير وحق الاختيار والمساهمة في المجتمع والحصول على عمل لائق والتمتع بالاندماج في الحياة الاقتصادية ، الثقافية ، والتعليمية في المجتمع " ( ada )
تحتل وسائل الإعلام موقعاً مميزاً وفريداً في المجتمع كونها الوسيلة المثلى للتواصل ونقل المعلومات إلى أفراد المجتمع ، الأمر الذي يمكنها من بناء الرأي العام بالشكل الذي تريده فتجعله ينظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة من المنظور الذي تريد . وتؤثر الكلمات والصور التي تستعملها وسائل الإعلام إما في خلق فكرة إيجابية ودقيقة عن ذوي الإعاقة أو في خلق نماذج عديمة الإحساس تعزز الصورة النمطية المتوارثة عبر التاريخ عن ذوي الإعاقة الأمر الذي يروج بشكل أو بآخر لمزيد من التمييز ضدهم .
يعد ذوو الإعاقة أكبر أقلية في العالم حيث يوجد ثمانون في المائة منهم في المجتمعات النامية وقد وضعت لورين كيسلر ثلاثة أنواع أو نماذج للصحافة/الإعلام البديل الذي يفسر هذه العلاقة:
أولاً : نموذج الاستبعاد، أي أن وسائل الإعلام الرئيسة تعمل على استبعاد أي تغطية أو إشارة لموضوع هذه الفئة من فئات المجتمع .
ثانياً : النموذج الانتقائي، أي أن تعمد وسائل الإعلام على انتقاء جوانب معينة من اهتمامات تلك الفئة، وعادة يتم التركيز على أحداث مثل المظاهرات والاحتجاجات لتلك الفئات مع تهميش متعمد للقضايا التي تتبناها تلك الفئات .
ثالثاً : النموذج النمطي، أي أن التغطية تتم لهذه الفئات، ولكنها تتم في إطار من التغطية النمطية المعتادة، والتي تكون في غالبها سلبية الاتجاه.
وباستقراء واقع التغطيات الإعلامية ومراجعة الأدبيات العلمية في هذا الخصوص، يمكن الاستنتاج أن العلاقة بين وسائل الإعلام وبين موضوعات وقضايا ذوي الإعاقة هي علاقة نمطية، أي تجسد النموذج الثالث الذي طرحته لورين كيسلر.

وقد أشار كوريجان وزملاؤه corrigan إلى التفريق بين الوصمة البنائية structural stigma والوصمة الشخصية personal stigma حيث أن البنائية أو الاجتماعية هي نتاج لمواقف واتجاهات قوى سياسية واجتماعية لتهميش فئة أو مجموعة من الناس في المجتمع، وتقييد فرصها في الحصول على حقوقها، أما الوصمة الشخصية فهي العمليات النفسية التي تتراكم لدى الفرد وتتجسد في تمييز سلبي ضد فئة أو شريحة في المجتمع.
وفي تحليل سيسيولوجي للإعاقة أوضح روبر roper نموذجين:
أولهما : عن النموذج الفردي الذي يركز على الإعاقة على أنها مشكلة فردية، ويجب على المعاق أن يحاول أن يتغلب على إعاقته من خلال المعالجات الطبية في أغلب الأحيان .
وثانيهما : النموذج الاجتماعي الذي يركز على مفهوم أن المجتمع هو مصدر الإعاقة لدى الأفراد، حيث لا يتمكن هؤلاء الأشخاص ذو الإعاقة من التغلب على مشكلات إعاقاتهم.
وأشار روبر أن النموذج الفردي هو الأكثر انتشارا ورواجا، وخاصة في وسائل الإعلام، وهو النموذج الذي يعكس الكثير من السلبيات عن صورة المعاق في المجتمع.

وما تواجهه الشرائح المهمشة في المجتمع يقودها إلى البحث عن بدائل إعلامية، وقد ذكر وينستون أنه خلال عامي 1998-1999م قام بحصر أكثر من 1200 شكل إعلامي يجسد اهتماما بذوي الإعاقة، على شكل صحف ومجلات ونشرات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، وأعمدة صحافية. وقد أشارت رانسوم ransom إلى ثلاثة أنماط خاصة بذوي الإعاقة ، وهذه الأنماط، هي:

1 - الإعلام الحركي/السياسي، الذي يهتم بالمطالبة بحقوق المعاقين ضمن الحركة الاجتماعية للتغيير في المجتمع .
2 - إعلام الدمج، الذي يسعى إلى دمج ذوي الإعاقة في مختلف شؤون الحياة في المجتمع .
3 - إعلام الاهتمامات الخاصة، الذي يتناول موضوعات الأشخاص ذوي الإعاقة على أنه ضمن الموضوعات الإعلامية المتخصصة في الوسائل الإعلامية.

أتمنى أن نرتقي في التعامل مع قضايا الإعاقة إلى النموذج الرابع " النموذج الحقوقي " وأن يتفهم المختصون في الإعلام أن القضايا المتعلقة بذوي الإعاقة تعبر عن حقوقهم كبشر بالدرجة الأولى وأن ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع .
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا "اخي كريم" علي الموضوع المهم


لقد ذكرتي بالمبادرة الطيبة التي قام بها اخي" اسير التحدي" اذ قام باعداد برنامج اذاعي يعني بقضايا ذوي الاعاقة وكم مهم ان يكون داخل الاعلام من هوا من ذوي الاعاقة يتكلم بلسان حالهم ويحاول في تغير النظرة السلبية للمجتمع تجاه ذي الاعاقة...
 
رد: من نماذج التعامل مع الإعاقة

بارك الله فيك على الطرح القيم
وذوي الاعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع
ولهم الحق في هذه الرعاية الاعلامية
جزاك الله خيرا
تحياتي لكِ أختي " متحدية واحد " يلعب الإعلام دوراً مهماً في نشر الوعي والتأثير على الاتجاهات في المجتمع أتمنى أن يكون هناك وسائل إعلام تتبنى قضايا الإعاقة ويعمل فيها أشخاص من ذوي الإعاقة أنفسهم ! ولا أريد أن أحلم بقناة فضائية لذوي الإعاقة . :17::11::11::11:
 
رد: من نماذج التعامل مع الإعاقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا "اخي كريم" علي الموضوع المهم

لقد ذكرتي بالمبادرة الطيبة التي قام بها اخي" اسير التحدي" اذ قام باعداد برنامج اذاعي يعني بقضايا ذوي الاعاقة وكم مهم ان يكون داخل الاعلام من هوا من ذوي الاعاقة يتكلم بلسان حالهم ويحاول في تغير النظرة السلبية للمجتمع تجاه ذي الاعاقة...

الأخت العزيزة " الفراشة " ما أجمل أن نتحدث نحن عن أنفسنا لا أن يتحدث الأخرون عنا بالنيابة !
تحياتي
 

عودة
أعلى