التصفح للزوار محدود

مساعدات تركية تستقبلها صحراء إثيوبيا ويصدها معبر رفح!

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
25313.jpg

مساعدات تركية تستقبلها صحراء إثيوبيا ويصدها معبر رفح!
انخرط شيخ القبيلة الفقيرة المسلمة في أقاصي إثيوبيا في موجة حارة من البكاء.. ففي تلك الليلة كان قد قرر أن يرتد بقبيلته عن الإسلام بعد أن ناجى ربه طوال الليل معتذرا
29.07.2009 17:58


انخرط شيخ القبيلة الفقيرة المسلمة في أقاصي إثيوبيا في موجة حارة من البكاء.. ففي تلك الليلة كان قد قرر أن يرتد بقبيلته عن الإسلام بعد أن ناجى ربه طوال الليل معتذرا: "يا رب قلت لنا إن المسلمين إخوة يساعد بعضهم البعض.. ولكن لم يساعدنا أحد منهم، وقلت إنك ترسل ملائكة الرحمة للمؤمنين الصابرين.. لكنك لم ترسل لنا أحدا.. اعذرنا إن تركنا ديننا لتقبل المنظمات المسيحية مساعدتنا".. وما إن هبت نسمات الفجر حتى حملت معها ملائكة الرحمة، محملين بالنجدة ومشاعر الإخوة.
إنهم عدد من مسئولي وأفراد منظمة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) بعد أن قطعوا أكثر من ألف كم في أراضٍ وعرة من أديس أبابا حتى وصلوا إلى هذه القبيلة المسلمة؛ ليقدموا لها نصيبها من المساعدات التي توزعها على المعوزين من مسلمي القارة السوداء.

والمفارقة أن الصحراء والجبال الوعرة وغياب وسائل النقل والاتصال الحديثة لم تمنع وصول إغاثات المنظمة لتلك القبيلة النائية، لكن المنظمة فشلت خلال الأيام الماضية من الوصول لقطاع غزة برغم قربه من مقراتها وتوافر جميع وسائل الاتصال العصرية التي يمكن أن تصل إليه، وذلك بسبب إغلاق معبر رفح الحدودي بينها وبين مصر، المنفذ الوحيد لغزة على العالم الخارجي

وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها "إسلام أون لاين.نت" مع مسئول المنظمة بالشرق الأوسط عمر كيسمن، خلال محاولته اليائسة لإيصال المساعدات إلى غزة.

* نبدأ من آخر الأحداث.. ما مصير شحنة المساعدات الأخيرة التي حملتوها إلى مصر لإدخالها غزة؟

- بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وبالتحديد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، علمنا أن معبر رفح مفتوح فأعددنا مساعدات تحوي أكثر من ألف طن من الأغذية والأدوية والمولدات الكهربائية، ولكن لطول الإجراءات الخاصة باستخراج التصاريح لم نفلح في إخراج الحمولة من ميناء بورسعيد المصري قبل إغلاق المعبر.

وعندما أغلق بالفعل ناشدنا السلطات السماح بإدخال الحمولة التي ستتعرض للتلف إذا ما بقيت في انتظار موعد آخر غير معلوم لفتح المعبر، ولكن للأسف سمحت السلطات المصرية فقط بإدخال الأدوية، وظلت بقية الحمولة من غذاء وخلافه في انتظار تصريح من إسرائيل لكنها رفضت بدورها.

ولم نجد بدا من أن نرسل المساعدات إلى وجهة أخرى غير غزة قبل أن تتعرض للتلف، فأرسلنا منها 500 طن (نصف الحمولة) إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قبل أيام، ونستعد لإرسال الـ 500 طن الباقية لها أيضا.

* هل يعني هذا أن مساعداتكم في الفترة القريبة ستتوقف لغزة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان؟

- مساعداتنا لفلسطين متواصلة منذ 15 عاما سواء في الضفة الغربية أو غزة، سواء في شكل بناء مدارس جديدة أو مراكز أيتام أو خدمات طبية وغذائية وغيرها، وإن كانت تركزت في الأشهر الأخيرة على غزة بسبب الحرب.

ومنذ اليوم الثاني لاندلاع الحرب على غزة أرسلنا 5 طائرات من تبرعات الشعب التركي إلى رفح والتي دخلت بسهولة؛ كما فتحنا مكتبا لأول مرة بالقطاع لنتعرف على المساعدات التي يحتاجها خاصة في ظل الحصار.

أما في الأيام القادمة فإذا لم يتم فتح المعبر فسنضطر إلى شراء الأغذية والمواد الرمضانية اللازمة من داخل غزة نفسها، برغم ارتفاع تكلفتها ولكننا سنتحملها على كل حال.

* هل تقتصر مساعداتكم لغزة على الطعام والدواء وغيرها من مواد الإغاثة العاجلة؟

- صحيح أن الغذاء أمر عاجل، لكن الناس خلال الصراعات يحتاجون إلى مشاريع أخرى تقويهم على الصمود؛ ولذا فإن أحد أهم مشاريعنا بغزة الآن هو "الإغاثة التعليمية والثقافية" التي نقدمها للطلاب والخريجين في غزة؛ حيث بدأنا مشروع تدريب الطلاب والخريجين، خاصة في مجال الطب والهندسة، على يد أكاديميين من داخل تركيا عبر الإنترنت، كما سننفذ مشروع آخر –حال رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع- خاص بتدريب هذه الكوادر وجها لوجه عبر مراكز متخصصة داخل غزة نفسها، أو استقدام هؤلاء في دورات تدريبية داخل تركيا.

هذا بالإضافة إلى مشروعاتنا التنموية التقليدية الأخرى مثل إنشاء مستشفى ببيت حانون في غزة ، وإرسال 2000 منزل متنقلا لإيواء من تهدمت بيوتهم، وفتح مراكز للأيتام نتحمل جميع تكاليفها، وكذلك حفلات الزفاف الجماعي، إضافة إلى مشروعي شنطة المدرسة وشنطة رمضان.

* تقولون إن هدفكم الأكبر هو مد جسور الأخوة بين مسلمي العالم، وإعلاء شأن المسلم المحتاج ليتحول إلى إنسان منتج، كيف تنفذون هذا الهدف؟

- تركز كثير من منظمات الإغاثة في العالم الإسلامي على مناطق الأزمات المشهورة إعلاميا، مثل غزة وأفغانستان والعراق والسودان، ويغيب عنها مناطق إسلامية بعيدة تعاني أكثر، مثل مسلمي جنوب تايلاند وجنوب الفلبين ومسلمي ميانمار، ونحن نقوم بإرسال مساعدات لهم.

كما تنبهنا لوجود أقليات مسلمة في دول بعيدة مثل الأرجنتين، فقبل 4 سنوات كانت المعلومات عن مسلمي هذه الدولة شحيحة للغاية، ولكنْ زميل لنا عرف خلال لقائه مسلما أرجنتينيا في الحج أن هذا البلد به ما بين 30-40 ألف مسلم يحيون ظروفا صعبة جدا، والآن تصلهم مساعدتنا، وكذلك الأمر في البرازيل وكوبا والولايات المتحدة، ومساعدتنا تغطي حتى الآن 100 دولة.

وفي مظهر آخر من مظاهر التقريب بين قلوب وعقول المسلمين في العالم، فإننا ننظم حفلا سنويا في مركز المنظمة بإستانبول يحضره أيتاما ممن ترعاهم المنظمة من جميع أنحاء الدول الـ 100 التي تصلها مساعدتنا، هدفنا منه أن يتعرف الطفل المسلم الإثيوبي على أخيه المسلم الإندونيسي على البرازيلي على الأمريكي على السوداني وهكذا.

* ماذا تفعلون لكي تحققوا هدفكم في "إعلاء شأن" من يتلقى منكم المساعدة، خاصة من الأطفال والشباب؟

- نسعى لأن يكون المحتاج المسلم صاحب مهارات تساعده مستقبلا على إغناء نفسه ومساعدة بلده؛ ففي مراكز الأيتام مثلا ومنذ 11 عاما نحرص على تعليمهم الحاسب الآلي وحرفا مهنية، ونقدم للمتفوقين منهم منحا دراسية كل عام في جامعات تركيا، ونتيجة لذلك فإنه في إثيوبيا مثلا يشغل الآن عدد من أيتامنا مراكز مرموقة في الحكومة، لأن معرفة الحاسب الآلي هناك من أسرع السبل للتوظيف في أجهزة الدولة.

وبعد أن كنا نرسل أطباء أتراكا إلى إفريقيا لعلاج المسلمين غير القادرين هناك، فإننا الآن لسنا بحاجة لذلك في بعض المناطق، ففي إحدى البلدان الإفريقية يقوم 6 أطباء حصلوا على شهادة الطب من خلال المنح الدراسية في تركيا بهذه المهمة في بلدهم.

* هل ممكن أن تحدثنا عما لمستموه من تأثير غياب المساعدات على بعض المناطق التي يعاني فيها المسلمون؟

- قد يضطر مسلمون في مناطق نائية بإفريقيا إلى تغيير دينهم من أجل الحصول على مساعدات غذائية من منظمات لا تقدم مساعداتها سوى للمسيحيين مثلا، وإذا قدمتها لمسلمين تشترط ارتدادهم عن دينهم، ونحن كمسلمين أول من نتحمل المسئولية عن ذلك.

وقد رأيت بعض الأمثلة، وساعدنا الله تعالى على إغاثتهم قبل ارتدادهم، فقبل أعوام قليلة وخلال زيارتي لإثيوبيا توجهت بناء على طلب من أخ اسمه محمد الحبشي إلى منطقة بعيدة بمسافة ألف كم من العاصمة، مجردة من الكهرباء ووسائل الاتصال والمعيشة الحديثة، لمساعدة قبيلة مسلمة فقيرة تقع بين قبيلتين مسيحيتين.

وعندما وصلنا إلى هناك استقبلنا رئيس القبيلة وبعض شيوخها، وعندما عرف هدفنا انخرط في بكاء شديد، وقال: "نحن مسلمون فقراء وسط قبيلتين مسيحيتين، دائما ما نرى منظمات الإغاثة المسيحية تأتي للقبيلة الأولى وتوزع عليها المساعدات، ثم تمر علينا بلا اهتمام، وتصل إلى القبيلة الثانية بنصيبها من المساعدات، وكنت أفكر لماذا لا يأتي إلينا نحن منظمات إسلامية".

وتابع: "في ليلة قررت بعد طول تردد أن أتحول وقبيلتي إلى المسيحية لكي يكون لنا نصيب من المساعدات المسيحية، وظللت أصلي طوال الليل وأنا أقول لله: إنك دائما ما تقول إن المسلمين إخوة يساعدون بعضهم البعض.. وإن الله يرسل ملائكة الرحمة في أوقات الأزمات للمؤمنين الصابرين، ولكننا لم يساعدنا أحد، ولم نر هذه الملائكة.. فسامحني لأنك لم تبقِ لي إلا أن أترك هذا الدين".. "وبعد الفجر وجدتكم أمامنا.. إنكم أنتم ملائكة الرحمة التي وعدنا الله بها".

وما زالت مساعدتنا لا تنقطع إلى هذه القبيلة حتى الآن، وزدنا على ذلك بتوعيتهم دينيا، وذكرناهم بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته وصلوا في مراحل التأزم والجوع إلى درجة أنهم كانوا يربطون بطونهم بالحجارة من الجوع، ومع ذلك لم يفكروا في تغيير دينهم.

مثال آخر على تعميق أواصر الود بين الإخوة، من خلال مساعدتنا أنه خلال الزلزال المدمر الذي ضرب كشمير عام 2004، وبعد أن قطع بعض إخوتنا في المنظمة نحو 5 كم مشيا على الأقدام وسط جبال وعرة ليصلوا إلى الضحايا في الأماكن البعيدة، دخلوا إلى بيت صغير مهدم ووجدوا فيه سيدة عجوز.

ولما قدمنا لها المساعدات باسم إخوتها من الشعب التركي بكت بشدة، قالت: "صحيح أنني لم أذق طعاما منذ 3 أيام، ولكنني كنت أرسلت ما أملك من ذهب ورثته عن جدتي إلى تركيا خلال الزلزال الذي ضربها في عام 1999، والآن فقط عرفت أن الله تعالى تقبل تبرعي بعد أن أرسلكم أنتم من تركيا إلي في نفس الظروف ولنفس الهدف في هذا المكان البعيد".

* هل تقتصر مساعداتكم على المسلمين؟

- بشكل أساسي نعم، فأموال الإغاثة نجمعها من المسلمين بهدف أن تصل إلى إخوتهم في المناطق الفقيرة، ولكننا في نفس الوقت لا نمتنع عن نجدة من نصادفه من المحتاجين من غير المسلمين.

وأذكر أنه في عام 2007 كنا نوزع مساعدات على قبيلة مسلمة بزيمبابوي في إفريقيا، وخلال التوزيع تجمهر حولنا أشخاص بدا مظهرهم مختلفا عن أفراد القبيلة، ولما سألنا عنهم، قيل لنا إنهم من قبيلة مسيحية مجاورة أرهقهم الجوع كما أرهقنا؛ فقررنا فورا أن نرسل لهم مساعدات.

وبعد قليل جاءنا شيخ القبيلة ليسألنا: "هل وزعتم المساعدات علينا من أنفسكم أم بأمر من دينكم؟"، فأجبناه: "بل بأمر ديننا، فأنتم عباد الله مثلنا"، وبعد يومين خرج رئيس القبيلة بشيوخها وأفرادها الـ 3 آلاف إلى الصحراء وأعلنوا الشهادة، وما تزال مساعدتنا تصل إليهم، مصحوبة بكتب دعوية ودعاة يعلمونهم أمور دينهم.

إفتكار البنداري
إسلام أون لاين.نت
 
بارك الله فيك اخي الكريم

فارس عمر

قاتل الله اليهود واعوانهم من العرب والمحسوبين على المسلمين

وبارك الله بتركيا ومن حذى حذوها
 
علينا واجب تجاه بعضنا كمسلمين عند الحاجة .
يجب علينا تأديته بأشكال متعددة .
لا ننتظر الأعداء حتى يسمحون لنا .
ولا ننتظر بعض الحكام أيضاً .
شكراً لمشاعرك الإسلامية الصادقة أخي الحبيب : الشجاع .
لا يكفي أن نكون مسلمين فقط بالتسمية .
يجب أن نشعر بالام المحتاجين ونمد يد العون لهم .
 

عودة
أعلى