التصفح للزوار محدود

نبذة عن التعامل مع التوحد من خلال البرامج

بيان ذياب

إختصاصية تقييم تربوي
بين برنامج تحليل السلوك التطبيقي وبرنامج سن رايز تعاملي مع الطفل المصاب بالتوحد أمسك العصا من النصف هل تعرف كيف ؟ سؤال لم يطرح ابدا علينا بل فقط كانت تلك جملة تقال عندما نمر بمواقف تجبرنا على الانفعال والانحياز لأحد طرفي العصا لذلك يقال لنا وقتها أمسك العصا من النصف حتى تستطيع التحكم وهذا الحال ينطبق بكل تأكيد على كل شيء بحياتنا بما فيها التعامل مع أطفال التوحد ، فكيف يمكن لك التعامل بطريقة وسطية مع أطفال التوحد وهم بشر مثلنا يغضبون ويحزنون ويفرحون ويقلقون يمتلكون كامل المشاعر الانسانية ولو أردنا أن نعرفهم بمسمى يعطيهم حقهم كاملا بالوصف فهم بشر يبنون ردود افعالهم بناءا على تصرفات الاشخاص المحيطين بهم وهم كذلك مشاعرهم تتسم بالبساطة خالية من لغة التعقيد التي نمتاز بها نحن كبشر عاديين ، وبالتالي فإذا كان يمتلكون هذه السمات مالذي يجعل سلوكاتهم محط الأنظار ؟ الجواب مختصره أنهم يبالغون بردود افعالهم تجاه الاشياء والاشخاص ، وكمثال للطرح من الممكن لطفل توحد أن يغضب بشدة إذا منع من ركوب الأرجوحة بالمنتزه لسبب أن أهلهم لا يملكون الوقت لذلك ما يجعله يتصرف بعنف زائد قد يقوم بالقاء نفسه على الارض أو ضرب نفسه او ضرب الآخرين هنا نقول انه يمتلك مشاعر مثله مثلنا لكنه بالغ ولم يتقبل أن يمنع وهذا يعود بنا للقول أن كانت مشكلة التوحد كمشكلة تكمن بالسلوك فما الاستراتيجيه الأنجح للتعامل معهم . والواقع أن مشكلة التوحد تكمن بالمربع المعروف تواصل تفاعل عدم مرونة بالأفكار والسلوك ومشاكل حسية ، وبما أن التواصل ينقسم لشقين لغة لفظية ولغة ايمائية فأن الطفل التوحد الذي يعتبر لغته الاساسية بالصور فكل ما يراه موجود وله معنى واحد وكل ملا يراه لا وجود له فالصاروخ على سبيل المثال موجود لكن طفل التوحد قد لا يراه بالتالي هو غير موجود بمفرادته والكرسي على سبيل المثال هو ذاته المقعد الا ان طفل التوحد يسجله بمفرد واحد وهو كرسي ولا يعرف ما هو المقعد هنا نجد ان فرصة اكتساب طفل التوحد للغة محدودة نظرا لاعتباره ان كل شيء مفهومه محسوس بمعنى يستطيع رؤيته والاحساس به لكن الواقع يقول غير ذلك فهنالك ما لا يمكن تصويره بصورة معينة مثل كلمة هنا وهناك فقد تكون هنا هي ذاتها هناك بالنسبة لشخص آخر لكن التوحدي يسجلها على أنها مكان محدد اسمه هناك ولا يميز انه اسم اشارة للمكان وهذا بالتالي يؤثر على جانب التفاعل خاصة ان التفاعل يبنى على لغة مشتركة بينما لغة المصاب بالتوحد هي ما يهتم به فحسب ولا معنى لاهتمامات الاخرين وبالتالي سيصعب عليه تشكيل علاقات صداقة وتشارك هنا ينتج محدودية المفردات اللغوية وقلة التفاعل عدم مرونة بالسلوك وبالتفكير فعلى سبيل المثال عندما يهتم الطفل التوحدي مثلا بالشيبس فهو اينما سيجد شيبس سيأخذه بغض النظر أن كان يخصه ام لا هو يفهم أنها نوع من الطعام يحبه وهذا ناجم عن سلوك خاطىء وتفكير خاطىء بهذا يصبح لدينا ثلاث ركائز تميز الطفل المصاب بالتوحد ونأتي للركيزة الرابع والتي لها دور كبير بافساد التعلم فنجد أن الطفل التوحدي مثلا يكره الصوت العالي او يحبه يكره ملامس معينة ويحب ملامس معينة يخاف الارتفاعات او يصعد على اماكن مرتفعة للغاية وهذا ناجم عن مشاكل حسية تحدث معه فلا وسط في هذه الامور وعندما مثلا ينزعج من صوت عالي فأنه قد يقوم بضرب الاشخاص وهذا حلها أن يتعود بالتدريج على هذه الاشياء المزعجة لأنها ضرورة بالحياة فلا يمكن عزله عن الاصوات المرتفعة او الاماكن المرتفعة او ملامس معينة فهو معرض لتحدث له بالتالي التقبل بالتدريجي لها أمر لا بد منه. ومنهذا المنطلق صممت كثير من البرامج للتوحد وكل برنامج يعالج جانب من الاربعة جوانب التي ذكرناها سابقا فبرنامج بيكس وسن رايز يطوران التواصل واللغة على حساب السلوك وبرنامج تحليل السلوك التطبيقي ييضبط السلوك ويكسبه مفاهيم المجتمع العادية على حساب التواصل اما التفاعل الاجتماعي فله اللعب التفاعلي والقصص الاجتماعية والتكامل الحسي مختص بالمشاكل الحسية وحيث انه لا يمكن الاستغناء عن جميع هذه البرامج هنا تكمن طريقة امساك العصا من النصف فعندما أكون امام طفل توحدي غير ناطق أو مفرداته قليلا استعمل سن رايز لفترة بحيث ازيد قدرة الطفل على التواصل والتفاعل وعندما يصبح السلوك خارج السيطرة استعمل تحليل السلوك التطبيقي ، وبهذا نجد أن عالم التوحد لو استخدمت فيه كل البرامج بما يتناسب مع الحالة وبقدر مناسب فأنها تعطي نتيجة اكبر مما لو استخدم كل برنامج على حدة .
 
رد: نبذة عن التعامل مع التوحد من خلال البرامج

الله يجزيك الخير أختي بيان ويجعله بميزان حسناتك
الله يكثر من أمثالك
أشكرك جدا على هذا الوعي والإلمام
 

عودة
أعلى