التصفح للزوار محدود

قــــــــدمي الغاليـــــــــة ...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كل عامٍ و الجميعُ بخير

// الأيــــــــــــــــــــــام //

إياك أن تسأل ِ الأيام عن عمري
فلكم كذَّبت في قولها أيامي
تقول بيضاءَ و هي كاذبة ٌ
و تأتيك مرعبة ً كسود ِ الغمامِ
مرَّت عليَّ من السنين 3 لم تكتمل
أمضيتها من دون أوجاع ٍ و لا آلام ِ
و قضيتُ في كفن الحياة 20 عاماً
عانيتُ فيها الأمرَّ من الأسقام ِ
فأدركت أن الأحلام ليست لي
بعد أن دمَّرت قليل أحلامي
و أنشبت مخالبها في كامل ِ أضلعي
و استقرت أخيراً في نقيِّ عظامي
لتقول لي : كفِّي عن السير ِ سالمة ً
و امضي حياتك كلها في الإعتصام ِ
فرضيتُ بما تلتِ الأيامُ من حدثٍ
و وضعت ملحاً على الجراح ِِ العظام ِ
و شكوتُ همِّي للإلهِ ضعيفة ً
علِّي أُريح النفس بدمع الكلام ِ
فكل ما أرجوه منه حياة ً قصيرة ً
أحياها في كنفِ الغاليين ِ و في سلام ِ
الأربعاء 16/11/2005

رأت عينيها النور و كان لاسمها وجودٌ في هذه الحياة و لها فيها مكان , زهرة ً ندية ًما لبثت أن تفتحت للحياة حتى لاقت لها الحياةُ
بعاصفةٍ كسَّرت بعض عزيمتها , ما كان بمقدورها الوقوف بمفردها و الحمد لله فقد جعلها الله في روضة ٍ غناءَ و الأزهار من حولها
حانية ً حنونة ...
خلقها الله كما يحب و يريد و أحب لها و أراد أن تتميز عن باقي خلقه فمنحها قدماً مميزة , لا تتساءلوا كيف فالله أحبها فابتلاها و امتحنها منذ طفولتها
بقدمها الغالية التي كانت سليمة و لا تزال سليمة و الحمد لله إلا أنها متميزة عن الأخرى و لها طريقتها في التحرك و السير ...
الحمد لله على كل حال دائماً و أبداً
بكاءٌ مفاجىءٌ و طويل , استغرابٌ و تهدئة ٌ و بحث ٌعن السبب , يتفاجىء الأهل بحشرة تسقط من ثيابها , يقتلونها , يحاولون إسكات الطفلة فتنام
تستيقظ الوالدة الغالية الحنون لتشعر بحرارة طفلتها المرتفعة و من ثم الطبيب الذي يعطها إبرة و يقول أن السبب هو التهاب لوزات , طبعاً و للأسف الطفلة الصغيرة لم تكن بعدُ قد استكملت لقاحاتها, تنام الطفلة
و تستيقظ الغالية لتجد طفلتها و قد شلت عن الحركة تماماً , يبدأ التعب و الهم و الحزن باقتحام المنزل الحاني و تبدأ رحلات العلاج و زيارات
الأطباء لينتهي الأمر بعزم الوالد ِ الغالي على الإهتمام بطفلتهِ التي لا تعي شيئاً من الذي هي فيه و مما ستكون عليه مستقبلاً ...
يحاول أن يقدم لها كل ما يقدر عليه بعون الله , أحضر كتاب للمعالجة الفيزيائية و بدأ يقرأ التمارين و يطبقها على جسد طفلته الذي و بإرادة الله
و عونه تجاوب مع العلاج و الحمد لله و بقيت قدمها اليمين الغالية متميزة فكان لها شكلها الخاص و حركتها الخاصة و لكنها و الحمد لله رائعة , استجاب الجسد الطاهر للعلاج و لكن لم تستجب القدمين للخطوات !!!
كما كل الأطفال كانت تلك الصغيرة متعلقة بوالدتها أيما تعلق ؟؟؟ و كان لزاماً على أختها التي تكبرها بستِ سنواتٍ أو يزيد أن تحملها دائماً لترافقَ والدتها أينما ذهبت , تحملها على ظهرها كما لو أنها تلاعبها و تلك الصغيرة كانت شقية و تتفنن في جلوسها و حركتها على ظهر أختها فكانت بحركة صغيرة تصعد لتجلس على كتفي أختها حفظها الله و تسعد بما تفعل , حتى جاء يومٌ أغرٌ منتظر ذهبت فيه الوالدة الغالية لبيتٍ في الحارة و استيقظت طفلتها باكية ً لغياب الوالدة و طالبة ً الذهاب إليها !!! تتساءلون في أنفسكم هل ذهبت يا ترى ؟؟؟ لكن كيف و هي لا تمشي ؟ إذاً ربما أخذتها أختها كالعادة ,,,,,,, لا .. لا تذكر أنها ذهبت !!! تذكر أنها كانت لا تكاد تقف حتى تعود لتستقبل الأرضَ بجسدٍ نحيلٍ ضعيفٍ منكسر , هي لا تعلم للآن أهذا الذي تتذكره هو ما حدث معها بحق أم أنها جعلت ترسم في ذاكرتها صوراً متتالية لواقع حدث بالفعل لكنها لا تذكره بل تطبق له صوراً تلائم حديث أهلها عما جرى في ذلك اليوم الرائع حيث وضعتها أختها الكبرى أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما !! أولهما المشي و ثانيهما عدم الذهاب للغالية , فإما أن تمشي و تذهب و إما لا تمشي و لا تذهب ,,, طبعاً بالنسبة لها كان أحلاهما مر !!! لكنها تريد والدتها الحبيبة فماذا تفعل و لا خيار أمامها سوى المشي لترى ذاك الوجه الكريم , إذاً تريد أمها فلا بد إذاً من محاولةٍ للمشي و ربما تنجح و عندها تضمن أنها لن توضع أمام هذين الخيارين مجدداً , نعم حاولت و حاولت و حاولت , تقف لتقع و لا تكاد تقف أصلاً حتى تقع , كانت المسافة ُ المطلوبُ اجتيازها مشياً قصيرةً جداً لكنها بالنسبة لها طويلة ً جداً و صعبة الإجتياز , لكنها تريد أمها !!! وقفت ... نعم وقفت وقفت وقفت و لم تكتفي بالوقوف فقط فهي تريد الغالية , مشت و مشت و مشت و مشت و لا تزال حتى هذا اليوم تمشي و بطريقتها الخاصة و الحمد لله ...
فرحٌ ما بعده فرح حل في هذا البيت الكريم و لله الحمد و الشكر على ما أنعم و أعطى ...
اشترى لها الوالد الكريم بسكليت لتدريب قدميها جيداً على الحركةً و تمرين العضلات و جعل لها في وسط أرض البيت بركة ماءٍ صغيرة تسبح بها لذات الهدف و لا تزال هذه البركة للآن في البيت الكريم و لها محبة كبيرة في قلبها سيما و أنها تذكرها بضحكاتٍ طفوليةٍ غرقت في مائها ...
ذهبت للمدرسة و كانت من الناجحين دائماً و الحمد لله و درست بكالوريا علمي إلا أن مجموع العلامات لم يؤهلها لدراسة أي معهد ملتزم , أي تلتزم الدولة بتوظيف طلابه بعد سنتين من الدراسة فيه , بل كان المعهد غير ملتزم و في محافظة ثانية و هي إنطوائية جداً و لا تقدر على العيش في مكان بعيد عن أهلها أبداً , مع هذا سجلت في المعهد و أجَّلت دراسته سنة كونها كانت على اتفاق مع الأهل بأن تجري عملية لقدمها عسى أن تحمل هذه العملية تحسن و لو بسيط و لا يهم من أي ناحية فالمهم هو التحسن فقط و كانت العملية / تطويل وتر آشيل / ... بعيداً عن الأدوية و الآلام و المعاناة كان هناك تحسنٌ بشكل القدم و هذا مفرحٌ جداً بالنسبة لها ,,, مرَّت ستة أشهر ٍ و أجرت عملية ًثانية / إيثاق ثلاثي و إيثاق مفصل مشطي / أيضاً عدة أشهر ٍ بين جبصين و معالجة فيزيائية و كان التحسن في الشكل الخارجي ملحوظٌ جداً بالنسبة لها و مريحاً نفسياً و جسدياً , أما المشية فكانت ذاتها و لم تتغير و لم يزعجها هذا و الحمد لله دائماً و أبداً ...
طبعاً لم تدرس المعهد و حاولت كثيراً أن تتوظف و لكن عبثاً , و مع وجود مؤسسة الشؤون الإجتماعية كان الأمر يبدو لها أشبه بالمستحيل و ينمِّي في داخلها كرهاً لهذا المجتمع اللامبالي أبداً , فكان عليها هي أن تبحث عن شاغر و تسأل و ما إلى ذلك و السؤال الذي يطرح نفسه : ما عمل الشؤون الإجتماعية إذاً ؟؟؟ أن تدوِّن في ملفاتها أسماء و أرقام فقط , لا أريد الكتابة عن هذا لأني بحق أكره ذلك و أكره هذه المؤسسة عندنا ...
أحياناً تشعرُ أنها تلمس الفرح َو السعادةَ في أيامها القادمة و كأنها تعيشها الآن رغم أنها مجهولة و أحياناً لا ترى إلاَّ السواد ...
هي لا ترى نفسها معاقة مع أنها تضطر لكتابة هذه الكلمةِ أحياناً أو عبارة / ذوي الإحتياجات الخاصة / و ربما هذه الثانية هي الأصح !!! فهي قادرة على خدمة نفسها و من حولها أيضاً و الحمد لله , كل ما في الأمر ِ أن لها قدمها الخاصة و مشيتها الخاصة و إن أعاقتها قدمها الغالية عن فعل أمر ٍ ما أو إتمامه بمساعدة أحد فهذا لا يعني أنها معاقة و إلا فإنَّ من يجرح إصبعه أو من يشعرُ بألمٍ في رأسه أو أي عضو ٍ آخرَ في جسده سيعتبرُ معاقاً ...!
هي لا تعترض على الكلمة لكنها تعترض على الفهم الخاطىء من قبل الكثيرين و بالنسبة لها فهي فخورةٌ بنفسها و بقدمها و بإعاقتها و فرحة جداً جداً بقدمها الغاليةِ تلك التي تراها قد أبعدتها بحق عما لا يحبه الله لها و لا يرضاه و الحمد لله ...


هذه أنـــــــــــــــــــــــا ... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
 
التعديل الأخير:
اسلوب جميل في طرح قصتك
شكرا لك اختي الكريمه واهلا بك بين اخوتك واخواتك
 
الحمد لله أن كانت هذه آراؤكم بما كتبت
شكراً لمروركم الكريم و المشجع و إن شاء الله لا أكتب إلا ما يرضي الله و يعجبكم
شكراً لدعاؤكم الطيب و لكم مني مثله و يزيد
 
ايتها الحمامة البيضاء
رايتك طرت وحلقتى بجناحيك
على موضوعى (رسالة الى الرجال)
ولن تحطى علية ..
فكان يجب ان انعم بهديل الحمام
عموما : عجبت باسلوبك وقصتك
تقبل تحياتــــــــــــــــى
ابن النيـــــــل
 
سعدنا بوجوودك معنا وأهلا بكِ كاخت بيننا
واهنئك على الاسلووب الجميل في الطرح
باركَ الله فيكي
 
بار الله فيج وعسااج ع القوه ياارب

بس القصيده مب واضحه فالبدايه والاسلوب رائع جدا

اتمنى لك مزيد من التقدم والله يعطيج الصحه والعافيه

ومرحبا فيك في منتدى التحدي

تقبلي تحياتي

مروض الحب
 
ما شاء الله على الاسلوب الرااااائع في طرح قصتك
أختي الغاليه أسأل الله عز و جل أن يشفيك
و أهلا بيك بيننا أختا عزيزه
 
شكراً لك يا ابن النيل على ما كتبت , لقد قلت لي أني / لن أحط على موضوعك / و الأجدر
أن تقول لم أحط عليه رغم أني قرأته لكن ليس في حينه بل بعد حفظه و الرد يكون بعد القراءة
و الرد الآن بانتظارك , شكراً لمرورك الكريم و ردك ...
الحمد لله و المحبة لدينها شكراً لمروركما الكريم و سعيدة بأن الأسلوب أعجبكما ...
مروض الحب مرورك كريم و مشكور على الرد و إعجابك بالأسلوب , أما القصيدة كما أسميتها
فما هي إلاَّ قصة قصيرة لما جرى لقدمي الغالية , و لكل منا أيامه التي يصفها كما عاشها
و كما يراها و أنا وصفتها كما عشتها و رأيتها ...
منــــــــورين ...
 
واضح انك بليغة ايتها
الحمامة البيضاء
فعلا كان يجب ان اقول لم بدلا لن
لانة كان يجب ان افهم بانك ستعودى
واتشرف بمروركــــــــــــــــــ
 
التعديل الأخير:
ابداع رائع فى سرد قصتك لابد انكى تمتلكين حس فكرى وادبى عالى وبالنسبة لقصتك اعجبنى انك فخورة بنفسك وعندك ثقة بالزات وبذلك تسطيعين المضى قدما دائما اتمنى ان يوفقك الله فيما يحب ويرضا واتمنى لك المزيد من التقدم بإزن الله وتحقيق كل ما تتنمينه
 
كل الشكر لمرورك الكريم همس الطيور و للدعاء الذي كتبت
أتمنى لك التوفيق و الإستفادة في منتدانا
شكراً لك
 
شكراً لمرورك أخت دمعة عمر, أبعد الله عنك دموع الحزن و جزاك كل خير
شكراً لك ...
 
تأخرت كثيراً بالرد عليك فمعذرة منك و هذا يجعلني أشكرك جزيل الشكر لمرورك الكريم على موضوعي
شكراً لك
 
هي لا تعترض على الكلمة لكنها تعترض على الفهم الخاطىء من قبل الكثيرين و بالنسبة لها فهي فخورةٌ بنفسها و بقدمها و بإعاقتها و فرحة جداً جداً بقدمها الغاليةِ تلك التي تراها قد أبعدتها بحق عما لا يحبه الله لها و لا يرضاه و الحمد لله ...


ونحن ايضا فخورين وسعداء بوجودك اختي الحبيبه بيننا 00

اسلوب رائع لسردك 0
وباذن الله تكوني دائما كالحمامة تحلقين بعيدا في سماء الابداع والتألق 0

والله يوفقك دائما لما يحبه ويرضاه 00

دمتي بسعاده وهناء في احضان اسرتك الغاليه 0
 
و أنا بدوري فخورة بإطلالتك الراقية على موضوعي و شاكرة لك مرورك الكريم و رأيك الطيب بما كتبت
شكراً لك على الدعاء الطيب يا طيبة و أدام الله عليك و على عائلتك الصحة و العافية بإذنه تعالى ...
 

عودة
أعلى