التصفح للزوار محدود

عقبات في طريق دمج الطلبة المعاقين

عاشقة البسمة

ناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقةمشرفة منتدى أخبار ال
عقبات في طريق دمج الطلبة المعاقين

أهمها عدم تهيئة المباني وغياب المستلزمات التربوية والكوادر المؤهلة

• د. فاطمة طاهر: وزارة التربية تسعي لحل مشكلة نقص الأساتذة المتخصصين

• نورة يوسف الدرويش: بعض الحالات صعب التعامل معها في المدارس

• د. أمينة الهيل : دعم مستمر لمدارس الدمج وتهيئتها حسب نوع إعاقة الطالب

• موسي عبد المجيد: الدمج التربوي يشمل الإعاقات البصرية والسمعية والعقلية


تحقيق - إيمان نصار

في الماضي كانت العزلة تحاصر الطفل المعاق بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فلا إمكانات لتأهيله ودمجه اجتماعيا، ليكون عضوا فاعلا ومؤثرا ومحاطا بكافة وسائل الرعاية.

وبمرور الأيام تغيرت الصورة للأفضل، فتزايد أهمية العمل علي رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع آليات واضحة المعالم لدمجهم اجتماعياً في مجالات الدراسة والعمل والأنشطة الاجتماعية.

ولعل أهم قضايا رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة هو كيفية دمج الأطفال من خلال برامج تربوية ودراسية قادرة علي تحقيق تلك الأهداف.

في دولة قطر صدرت العديد من التشريعات الوطنية التي تولي اهتماما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة تمثل في تحديد ماهيتهم وبيان حقوقهم ودور الدولة تجاههم، كان أهمها القانون الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في عام 2004 والذي يكفل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ليكون أول قانون قطري يعد خصيصاً لرعاية هذه الفئة، حيث يتضمن القانون مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومفهوم التأهيل والرعاية وما يجب أن يقدم لهم من خدمات وما يجب أن يتمتعوا به من حقوق.

وقد حرص المشرع القطري علي كفالة حق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم فجاء في الفقرة الأولي من المادة الثانية من القانون رقم (2) لسنة 2004 ليؤكد علي تمتع ذوي الاحتياجات الخاصة بالحق في التربية والتعليم والتأهيل كل حسب قدراته، كما أكد في المادة 3-4 من ذات القانون علي ضرورة تقديم البرامج التعليمية والتأهيلية المناسبة ، وبرامج التربية الخاصة وتوفير وإعداد الكوادر الفنية المؤهلة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

الراية الأسبوعية ترصد من خلال هذا التحقيق مسيرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، والي أي حد نجحت الآليات المتبعة من أجل تحقيق ذلك الدمج؟ وقبل ذلك ما هي المعوقات والتي تواجه بعض المؤسسات التربوية في دمج المعاقين؟

نورة يوسف الدرويش - مديرة مدرسة المطار القديم الابتدائية بنات - أكدت أن عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس تشوبها بعض المعوقات، خاصة في المرحلة الابتدائية فهناك بعض الحالات صعب التعامل معها، ولا تتناسب معها عملية الدمج، وخاصة ممن لديهم صعوبة في التعلم أو النطق، أو ممن لديهم إعاقة حركية.

وأشارت إلى أن المدرسة التي تديرها يوجد بها نحو عشرين طالبة، البعض منهن من يصعب التعامل معهن، موضحة أنها أبلغت لجنة التقييم بأمر الطالبات اللواتي يصعب التعامل معهن، ووعدت اللجنة بعمل اللازم لنقلهن إلى مراكز خاصة، ولكن دون جدوى.

وأضافت نورة الدرويش: هناك عوامل تساعد علي نجاح عملية الدمج في المدارس أهمها تهيئة المكان من جميع المستلزمات، ووفرة عدد المعلمات والمعلمين المختصين في هذا المجال، لذلك يجب زيادة عدد معلمات التربية الخاصة والرياضة في المدارس التي يتم الدمج فيها، إلى جانب زيادة عدد عاملات النظافة لتقديم خدمة أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة.
الدكتورة فاطمة طاهر منسقة الدمج الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم تؤكد أن تجربة الدمج ناجحة بدليل نجاح عدد كبير من الطلاب وحصولهم علي مستويات عالية، وبعضهم تجاوز برامج الدمج.

وأشارت الدكتورة فاطمة طاهر إلى مراحل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، ففي عام 2001 -2002 كانت المرحلة التنفيذية، حيث تضمنت توفير الخدمات المساندة، والمستلزمات والإمكانيات مثل غرف المصادر، والتخاطب، وتم اختيار مدرسة خليفة للبنات، ومدرسة القادسية النموذجية، وفي عام 2003-2004 كانت المرحلة الثانية وهي مرحلة التطبيق الفعلي حيث ضمت مدرسة القادسية النموذجية واحتوت علي اثني عشر طالبا، ومدرسة خليفة التي ضمت ثلاث عشرة طالبة.

أما عام 2004-2005 فكانت المرحلة الثالثة حيث تحولت مدرسة خليفة إلى مدرسة مستقلة ، وتم افتتاح مدرسة الشقب الابتدائية للبنات، حيث بلغ عدد الطالبات فيها نحو ستة وعشرين طالبة، بالإضافة إلى مدرسة القادسية والتي ضمت تسعة وعشرين طالباً مشيرة إلى إن هذه الفترة شهدت تحويل خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي إلى مستشفي حمد الطبية.

وأضافت : أما عام 2005-2006 فكانت المرحلة الرابعة، حيث تم افتتاح مدارس جديدة لبرنامج الدمج،ومنها مدرسة الشقب وضمت أربعة وثلاثين طالبة ، ومدرسة الرشاد النموذجية واحتوت علي ثلاثة عشر طالب، ومدرسة آمنة محمود الجيدة بنات وضمت عشر طالبات، بالإضافة إلى مدرسة المطار للبنات واحتوت علي سبع طالبات، ومدرسة الغرافة بنين وضمت أربعة طلاب ، والريان الإعدادية بنات وضمت ثماني طالبات، وفي عام 2006-2007 فكانت المرحلة الخامسة، حيث تم افتتاح خمس مدارس في مناطق مختلفة من الدولة، فتم اختيار مدرسة المطار لتخدم منطقة الدوحة، ومدرسة الدحيل لخدمة منطقة الدفنة والشمال، ومدرسة معيذر والريان لخدمة المناطق المحيطة بهما.

وأشارت إلى أن تلك الفترة شهدت افتتاح مدرسة الرشاد النموذجية التي ضمت إحدى عشر طالبا، ومدرسة المطار القديم أصبحت تحتوي علي عشر طالبات، ومدرسة الغرافة الابتدائية بنين وتحتوي علي أربعة طلاب ، ومدرسة الهدي بنات وتحتوي علي ست وعشرين طالبة، ومدرسة الهداية الابتدائية بنات وتحتوي علي سبع وعشرين طالبة، إلى جانب مدرسة الوفاء النموذجية وتضم تسعة طلاب، و مدرسة المنار النموذجية وتضم ثلاثة طلاب، ومدرسة الرازي الإعدادية بنين وتضم ثمانية طلاب.

وفي المرحلة السادسة في عام 2007 -2008، فبلغ عدد مدارس الدمج سبع مدارس وعدد المدمجين بلغ 122 طالباً وطالبة، موضحة أن المدارس هي مدرسة الهداية الابتدائية بنات وتضم اثنتين وثلاثين طالبة، ومدرسة أمامه بنت حمزة الابتدائية بنات وتضم ست وعشرين طالبة، ومدرسة المطار القديم الابتدائية بنات وتضم احد عشر طالبة، ومدرسة الرشاد النموذجية وتضم خمس وعشرين طالبة، ومدرسة الوفاء النموذجية وتضم خمس عشرة طالبات، ومدرسة المنار النموذجية وتضم تسع طالبات، ومدرسة الغرافة الابتدائية بنين وتضم أربعة طلاب.

وعرفت د. فاطمة طاهر عملية الدمج الأكاديمي بأنها تعليم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين في الفصول الدراسية إما بشكل كامل أو بشكل جزئي، موضحة أن عملية الدمج بحد ذاتها هي التطبيق العملي لمبدأ التطبيع علي المستوي المدرسي وهدفه تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التربوية وتشجيع المعلمين العاديين ومعلمي التربية الخاصة والمديرين وأولياء الأمور والطلبة علي التعاون لتلبية الحاجات التعليمية الخاصة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعن الصعوبات التي تواجه عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس تقول د. فاطمة طاهر : المشكلة الأساسية هي عدم تهيئة المبني الدراسي بالإمكانيات والتجهيزات التعليمية والهندسية، موضحة أن وزارة التربية والتعليم وضعت لجنة لاختيار أفضل المدارس للدمج في مختلف مناطق الدولة وهذه اللجنة تقوم بزيارة ميدانية للمدارس للاطلاع علي أهم النواقص الموجودة ومع بداية كل سنة جديدة يتم التنسيق مع إدارة المباني بحيث تتم تهيئة المباني المدرسية كعمل منحدرات علي المداخل والمخارج وتهيئة الساحات والمرافق الصحية للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب إنشاء غرفتين إضافيتين في كل مدرسة واحدة للمصادر وأخري تنقسم بين العلاج التخاطبي والنفسي.

وأضافت الدكتورة فاطمة طاهر أن من بين الصعوبات التي تواجهها عملية الدمج أيضاً هي نقص عدد المعلمين ذو الاختصاص، فعلي سبيل المثال، قد تضطر معلمة إلى اخذ إجازة وضع فتتغيب ولا يوجد البديل لها، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تعمل حالياً علي حل بعض الإشكاليات.

وعن أشكال الدمج أوضحت مسئولة برنامج الدمج في وزارة التربية والتعليم إن من بين أشكال الدمج التي يتبعونها هو الدمج الكلي حيث يدمج الطالب في الفصل الدراسي، ويأخذ منهج التربية والتعليم مع وجود مدرسة التربية الخاصة، مضيفة إن الطالب صاحب الإعاقة إذا ما استطاع فهم الدرس يتم تحويله إلى غرفة المصادر مع مدرسة صعوبة التعلم وهي اختصاصية تربية خاصة وحاصلة علي دبلوم عالي في التربية الخاصة، كأن يتعلم الكتابة علي الرمل وأن يستخدم المكعبات في فهم الأشياء ، وأحيانا يستخدم الكمبيوتر حتي يقدر علي الاستيعاب.
وفيما يتعلق بعوامل نجاح عملية الدمج في المدارس، أشارت الدكتورة فاطمة طاهر إلى أن عوامل نجاح العملية يتوقف علي الكادر الوظيفي، إلى جانب مساعدة أولياء الأمور لأبنائهم وتفعيل دورهم بشكل ايجابي في هذا المجال، وتهيئة المكان أمر مهم، بالإضافة إلى توفير الأدوات والوسائل التعليمية اللازمة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، مؤكدة في الوقت نفسه إن عدم توفر بعض العوامل لا يحد من العمل.

وعن مبررات الدمج تقول الدكتورة فاطمة طاهر: حاجة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة هو أهم مبرر، فهو يريد أن يأخذ حقه في التعليم، إلى جانب أن الدمج يساعد علي تحسين مفهوم الذات لدي الشخص صاحب الإعاقة وتنمية الشعور بالثقة بالنفس والثقة في الآخرين، بالإضافة إلى ازدياد المطالب الحياتية تعقيدا يوما بعد يوم بحيث لم يعد من الممكن تلبيتها بدرجة مناسبة داخل البيئة المعزولة ذات الإمكانيات المحدودة.

الدكتورة أمينة الهيل - منسقة الدمج الأكاديمي للجانب النفسي في وزارة التربية والتعليم والمرشدة النفسية- أكدت علي أن العملية ناجحة، وتسير بالشكل الصحيح، والدليل علي ذلك هو اجتياز العديد من الطلاب المراحل التعليمية بنجاح، إلى جانب الإقبال الكبير من قبل الأهالي علي برنامج الدمج.

وأضافت الدكتورة أمينة الهيل: يوجد تقدم وتوسع في برنامج الدمج، وهناك اهتماما من قبل وزارة التربية والتعليم بهذا المجال.

وتقول الدكتورة أمينة الهيل : يتم دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً لنوع الإعاقة وشدتها، موضحة أن الطالب صاحب الإعاقة يمر علي لجنة التقييم قبل أن يتم دمجه، مشيرة إلى أن اللجنة تحتوي علي عدد من الأساتذة والدكاترة، وتمتاز بالحيادية، وتري مقدرة الطالب علي الدمج مع زملائه العاديين.

وأضافت منسقة الدمج الأكاديمي للجانب النفسي بالتربية: قبل ثلاث سنوات قامت وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع جامعة قطر بافتتاح برنامج الدبلوم الخاص لتأهيل مدرسات ذات اختصاص، حيث يتم إعطائهن مناهج ومقرات ذات صلة بالمجال، وإعطائهن دورات وذلك بالإشراف من قبل اختصاصيات وقائمين علي ذوي الإعاقات.

وعن الصعوبات التي تواجه عملية دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تقول الدكتورة أمينة الهيل : بعض المدارس غير مهيأة من حيث المبني، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تحاول أن تكيف المدرسة لاستقبال المعاقين، بحيث تتماشي مدارس الدمج مع نوع الإعاقة ، حيث عملت علي بناء بعض الغرف الخاصة بهؤلاء الطلاب في تلك المدارس، لافتة إلى إن المشكلة الثانية التي تواجه عملية الدمج هي قلة الكوادر، مؤكدة إن الوزارة بحاجة إلى كوادر أكثر كافية.

وعن أشكال الدمج، أوضحت الدكتورة أمينة الهيل أن أشكال الدمج في المدارس تشمل زراعة القوقعة، وتشتت الانتباه، والإعاقة الحركية ، والشلل الدماغي، والتوحد البسيط، صعوبات تعلم لافتة إلى أن أهم عوامل نجاح العملية تفهم الأسرة، ومدي قدرة الطالب علي أن يتماشي مع عملية الدمج، بالإضافة إلى التعاون بين الأسرة والمدرسة.

ويقول الأستاذ موسي عبد المجيد أخصائي تربية خاصة: إن عملية الدمج بدأت بشكل عشوائي، ولم تكن موجهة بشكل سليم، ولكن تم تأطير هذا الجهد حيث أصبح له لجان رئيسية، ولجان فرعية.

وأوضح عبد المجيد التجربة الحالية هي عبارة عن تعليم التعاون بين مدرس التربية الخاصة ومدرس الدمج في الفصل، مؤكداً علي أن التجربة بحاجة إلى تطوير أفضل وتفعيل أكثر مؤكدا أن مدرس التربية الخاصة بحاجة إلى التدريب، والدعم المادي والمعنوي لافتاً إلى أن عام 2007 شهد نقلة نوعية، حيث تم دمج أكثر من أربعين حالة في المدارس، مشيراً إلي أن من بين هذه الحالات تأخر دراسي، وتوحد بسيط، إعاقة عقلية بسيطة، صعوبات تعلم، إعاقة حركية، زراعة قوقعة .

ولفت إلي أن عدد مدارس الدمج بلغ نحو سبع مدارس خلال عام 2007، وهي: مدرسة الهداية الابتدائية بنات حيث يبلغ عدد طالبات ذوي الاحتياجات الخاصة بها نحو اثنتين وثلاثين طالبة، ومدرسة أمامه بنت حمزة الابتدائية بنات وتحتوي علي ست وعشرين طالبة، ومدرسة المطار القديم الابتدائية بنات وتحتوي علي أحد عشر طالبة، إلى جانب مدرسة الرشاد النموذجية وتحتوي علي خمسة وعشرين طالب، ومدرسة الوفاء النموذجية وتحتوي علي خمسة عشر طالبا، بالإضافة إلى مدرسة المنار النموذجية ويبلغ عدد الطلاب فيها تسعة طلاب، ومدرسة الغرافة الابتدائية بنين وتحتوي علي أربعة طلاب لافتا إلى أن الدمج التربوي يشمل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من إعاقات بصرية، وسمعية، وعقلية وحركية، إلى جانب الإعاقة في النطق.

http://www.raya.com/site/topics/arti...1&parent_id=19
 

عودة
أعلى