التصفح للزوار محدود

قد نكون غداً الآكثر سعاده

غداً مشرق

Well-known member
قد تغرس ظروف الحياة أسنتها بين أضلعنا حتى تمسي الآمال ينابيع ناضبة لا تسقي القلوب أو حتى تغسل جراحها ، وتصبح المشاعر من حولنا رياحا جافة لا تهب لنا إلا الصرير والغبار ، والكلمات خناجر إن لم تذبح فهي تخيف!!
هل يعني ذلك أن نفتح قلوبنا لكل ناهش وناعق ..؟؟
إذا كان الرضا بالقدر ركنا من الأركان التي يستقيم عليها إيماننا بالله وهو أمر يكون عند حدوث القدر فإن الصبر واجب لابد منه وهو يكون بعد نزول القدر ..
يقول الحسن البصري : "الرضا عزيز ولكن الصبر معول المؤمن" لاسيما إذا تذكر أجر الصابرين عند الله ..
يقول إبراهيم التيمي : مامن عبد" وهب الله له صبرا على الأذى وصبرا على البلاء وصبرا على المصائب إلا وقد أوتي أفضل ماأوتيه أحد بعد الإيمان بالله .
وتقول أم الدرداء رضي الله عنها : إن الراضين بقضاء الله الذين ماقضي لهم رضوا به لهم في الجنة منازل يغبطهم بها الشهداء يوم القيامة .
فالصبر كنز من كنوز الجنة كما قال الحسن البصري لا يعطيه الله إلا لمن كرم عليه .
وقال شريح القاضي : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات أحمد الله إذ لم تكن أعظم مما هي وأحمد الله إذ رزقني الصبر عليها ، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع ، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني .
وجاء في الصحيحين عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أنه قال : "لا يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه".
فما مثل الصبر في عاقبته الحميدة لأهله في الدنيا والآخرة وحسبهم أن الله وعدهم بما لم يعد به غيرهم وجعل لهم من المنزلة عنده سبحانه مالم يجعلها لغيرهم §إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب§
وفضل الصبر على الابتلاء عظيم عند الله ، حيث لا يقتصر على الآخرة ، بل يسبقها إلى الدنيا أيضا حينما يكون العبد الصابر في معية الله ومن أحباب الله §إن الله مع الصابرين§ §والله يحب الصابرين§ فمن يكون الله معه أو ينال محبة الله ثم لا يرضى ، والله تعالى قضى أن يجري علينا أقداره في تفاوت بيننا لتظهر منا عبادة المجاهدة والصبر §ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين§.
ذهبت عين الأحنف بن قيس أربعين سنة ولم يذكرها لأحد , وكان الإمام أحمد لا يشتكي مابه من المرض إلى أحد وذكر له أن مجاهدا يكره الأنين فتركه فلم يئن حتى مات-رحمه الله-.
ولاتنس أيها المتألم أن الله يحب العدل وهو أعدل العادلين ، فهل يستوي عند الله من عاش منا في الحياة سعيدا تحققت له آماله وأحلامه ومن عاش مؤمنا منكسرا يعاني مرارة الحياة وقسوتها ؟!
ربما تقتل السعادة في قلوبنا ويرمد لهيب الحياة آمالنا وتتحقق لهذا وذاك أمانيهم وسعادتهم لكننا بإيماننا وصبرنا وثقتنا بالله قد نكون غدا الأكثر سعادة وسعادة حقيقية أبدية لا يحرقها لهيب الحياة ولاتعبثرها رياحها.
ثم إذا ماتجهمت الحياة من حولنا وعبست في وجوهنا هل نطبع عبوسها على قسمات ملامحنا و نمحو البسمة من على شفاهنا والأمل من أبصارنا ليدرك الآخرون أننا نتألم؟!
قلوب كثيرة حولنا تذوب يوميا ألما وكمدا تحت وطأة الظروف ولا يعلم عنها أحد إلا الله ، ستروا آلامهم ببسمة بيضاء وكلمات سماوية تغرس حروفها آمالا في نفس سامعها ..
أخيرا : ربما تلبدت سماؤنا الصافية بالغيوم , وحجبت القمر عنا وبريق النجوم , لكنها بإذن الله تنجلي أو يأتي غد جديد بفجر جديد , وتشرق الشمس لنا من جديد , فكم من البشر شربوا كؤوسا مرة من الدنيا نسفت أمواجها أحلامهم , وبعثرت رياحها آمالهم لكن أيديهم مازالت تتعلق بحبال الصبر واليقين . تتحسس أصابعها خيوط التفاؤل والفرج حتى وصلوا إلى شاطئ الأمان.
فياأيها المكروب : إن البلاء لايدوم وانتظار الفرج ثقة بالله وعبادة.

واصبر كما صبر الكرام فإنها
نوب تنوب اليوم تكشف في غد

فمن وقى إبراهيم من النار؟!
ونجى موسى في لجة البحر من فرعون وجنده؟!
وأخرج يونس من بطن الحوت؟!
وألبس أيوب عافيته؟!
ورد ليعقوب بصره وولده؟!
., إلا الله مولانا ومولاهم ,.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب".
فلا تيأس ياصاحب الهم من الفرج أو تستبطئه ..
أكثر وأكثر من الدعاء والتضرع بين يدي المولى سبحانه وبالغ وإن لم تر أثرا للإجابة فلعل الله يختبرك ليبلو أسرارك أو يرى تضرعك أو يأجرك بصبرك ولعله يبتليك بتأخير الإجابة لينظر رضاك بالقدر ورجاءك لله وهنا تظهر مقادير العبادة.
ولاتنس أنك تدعو مالكا حكيما فلعل اختياره لك خير من اختيارك لنفسك أو لعلك يوم القيامة إن رأيت ماأعطاه لك قد ذهب ومالم يجبك فيه قد بقي لك قلت ليتك يارب لم تعطني دعوة قط.
واستعن بالصلاة فإنك مادمت فيها فأنت تقرع باب الملك .. ومن يقرع باب الملك يفتح له وارجع باللائمة على نفسك فإن المؤمن قد يؤتى من قبله بسبب ذنوبه ومعاصيه وأكثر من الاستغفار فإن من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب !!
يقول ابن تيمية_رحمه الله_:"إنه ليقف في خاطري في المسألة أو الشئ أو الحالة التي تشكل علي فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ماأشكل وقد أكون إذ ذاك في المسجد أو المدرسة أو السوق ولا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي". وأكثر أيها المبتلى من الصدقة فإنها تفرج الكربة وتزيل الهم ، وجاهد الشيطان فلا تقنط ولا تسخط ووكل أمرك إلى الله وثق بأن الله لن يضيع أمرك .


من اختياري,,,دمتمـ بــــــود,,,,,
 
رد: قد نكون غداً الآكثر سعاده

37_1247490885.jpg







سلمتيي اختي ع الاختيااااااااااار الراااائع"


موفقة بإذن الله .




.. لك مني أجمل تحية .
 
رد: قد نكون غداً الآكثر سعاده

جزاك الله خير
لهذا الطرح القيم
دمت بحفظ الرحمن
 
رد: قد نكون غداً الآكثر سعاده

نفع الله بك
من اروع ماقرات ووجده في هذ الكلام مفتاح كنت ابحث عنه من فتره
 

عودة
أعلى