قصة المعلمة يخسر من لم يقرأها و يتعلم منها

خالد منلا

Active member
قصة أرسلها لي صديق عبر الايميل وجدت فيها حكمة و عبرة فوددت نشرها بينكم عبر هذا المنتدى العزيز على قلوبنا جميعا"لفائدتها القيمة للجميع


حين وقفتالمعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذجملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كمايفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصفالأمامي، يدعى تيدي ستودارد.


لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظتأنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلىحمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانتتجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علاماتx بخط عريض، وبعدذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.


وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منهامراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي فيالنهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!


لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفلذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتعبدماثة الأخلاق".


وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدىزملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة فيالمنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".


أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقعصعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكنمهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".


بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه،ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعضالأحيان ينام أثناء الدرس".


وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء مننفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هداياعيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التيتقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ منكيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتحهدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماساتمزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئكالتلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقدثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسةإلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها:إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !


وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاءلمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها،ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة،والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدةتومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه،وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثرالتلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.


وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي،يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".


مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتبلها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآنمازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.


وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لهافيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرجقريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضلوأحب معلمة عنده حتى الآن".


وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضحلها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكدلها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمهطويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!


لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلكالربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والدهقد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقتالسيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداهلها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر منذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!


واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدةتومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتني أشعربأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.


فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنتأنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتىقابلتك.


(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولاياتالمتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما علىمستوى الولايات المتحدة الأمريكية).


إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتناحكمة واعتباراً


. والعاقل لا ينخدع بالقشر عن اللب،


ولا بالمظهر عن المخبر،


ولا بالشكل عن المضمون.


يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،


وأن تتريث لتتبين ما ترى،


خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية محفوفة بالغموض،


توارت خلف العواطف،


والمشاعر،


والأحاسيس،


والأفكار.


أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات

خالد
 
التعديل الأخير:
رد: قصة المعلمة يخسر من لم يقرأها و يتعلم منها

الأخ العزيز " خالد منلا " أشكرك شكراً جزيلاً على حسن إختيارك لهذه القصة المؤثرة التي فيها مواعظ كثيرة فكم من الأشخاص يتعرضون للظلم بسبب الأحكام المسبقة والنظرة الفوقية وكم من الناس تتحطم آمالهم بسبب سوء المعاملة والتهميش . على الإنسان أن لا يستحقر عمل المعروف ولو بالإبتسامة فقط أو بالكلمة الطيبة فإنها تخرج الحية من وكرها
من يستعن بالرفق في أمره يستخرج الحيات من وكرها

تحياتي لك :22:
 
رد: قصة المعلمة يخسر من لم يقرأها و يتعلم منها

أشكرك عزيزي كريم على مرورك و تعليقك الرائع ....... فالحذر واجب عندما تتعامل مع نفس انسانية توارت خلف الغموض و الأسرار و عبء و أثقال الحياة ......
تصور يا عزيزي كم من المواهب و الجواهر خسرنا في محيطنا العربي بفضل أحكامنا المسبقة و عدم الأكتراث بالغير و مشاعره و كم و كم و كم .....
 
رد: قصة المعلمة يخسر من لم يقرأها و يتعلم منها

أشكرك عزيزي كريم على مرورك و تعليقك الرائع ....... فالحذر واجب عندما تتعامل مع نفس انسانية توارت خلف الغموض و الأسرار و عبء و أثقال الحياة ......
تصور يا عزيزي كم من المواهب و الجواهر خسرنا في محيطنا العربي بفضل أحكامنا المسبقة و عدم الأكتراث بالغير و مشاعره و كم و كم و كم .....

الأخ العزيز " خالد منلا " أحي فيك ثقافتك ووعيك وانتماءك .
أخي العزيز المثل الصيني يقول " أن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام "
ما أجمل أن نطبق ما نقول وانتظر النتائج الطيبة فمثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ...
تحياتي الحارة لك
 

عودة
أعلى