قصة انتصار ..لن أنساها

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
لن أنساها
لفتت نظري عندما دخلت الصف لأول مرة : وجه مشرق جميل يزينه
هدوء عجيب , وفي الوقت نفسه تنطق ملامحه بتوق وتلهف للمعرفة وإقبال
شغف على التعلم والمشاركة في النقاش حول المواضيع الشيقة التي أدرسها
في مادة علم النفس .
لم ألحظ إعاقتها إلا بعد انتهاء الحصة عندما بدأ الطلاب يخرجون إلى
الفرصة , خرجت بصعوبة من المقعد وسارت بمساعدة إحدى رفيقاتها ,
كانت تلبس جهازا معقدا يساعدها على الوقوف والمشي , حيتني بابتسامة
رقيقة شاكرة عصرت قلبي فمن أين لها كل هذا الرضا واللطف وهي تعاني
ما تعاني ؟
يوما بعد يوم اكتشفت أنها فنانة تجيد الرسم , كما تجيد الغناء وتتمتع
بصوت قوي جميل وأنها تشارك في فرقة لإحياء التراث الموسيقي في
المدينة , وبالإضافة إلى ذلك كانت متفوقة في دروسها , جدية واعية لأهمية
التخرج من المعهد تلك السنة , لا وقت لديها لترثي نفسها أو تتخذ من إعاقتها
مبررا لتقصير أو إهمال في أي مادة كانت نظرية أو عملية . كانت مثار إعجاب
الجميع , ومحل تقدير وتشجيع من الكل .
نشأت بيننا علاقة خاصة اتسمت بحنو كبير من جانبي وشعور بالدعم
والمساندة من جانبها فتفوقت في مادتي وواصلت نشاطها الفني خارج المعهد
وذات يوم أحضرت لي بطاقات دعوة لحضور حفلة تشارك فيها . كان وجهها
مميزا وهي تقف في الصف الأول من الكورال الذي ينشد أغان تراثية رائعة
وعندما جاء دورها في الغناء المنفرد اقتربت من الميكروفون في مقدمة المسرح
بصعوبة فضجت القاعة بالتصفيق , وبدأت تصدح , ذابت في الألحان وانهمرت
شلالا من الطرب غمر الحضور ونقلهم إلى عوالم من السحر والمتعة . .
عندما انتهت وقف الجميع يصفقون لأكثر من عشرة دقائق , كانت
دموعي تسيل وأنا أصفق وأقول في نفسي : فليتعلم الأصحاء ..
تابعت أخبارها بعد التخرج وعرفت أنها خطبت لشاب جامعي وسيم من
عائلة طيبة , وفوجئت بزيارتها لي في بيتي مع خطيبها ومع هدية لطيفة
تركت في نفسي أعمق الأثر . كم كبر في عيني هذا الخطيب الرائع الذي
لم ير إعاقتها بل قدر مزاياها وأحبها وارتبط بها دون أن يبالي بانتقادات
وتحذيرات الناس من عواقب هذا الارتباط .
بعد سنتين التقيت بهما على شاطئ البحر يمسكان بأيدي توأمين يخطوان
خطواتهما الأولى والسعادة تغمرهم , كان السلام حارا والتمنيات صادقة
لهما بمشوار حياة زاهرة .
هل يمكن لي أن أنسى مثل هذه الشخصية النادرة ؟ أليست مثالا
يحتذى في الانتصار على الإعاقة وبرهانا على أن الإعاقة ليست عائقا
حقيقيا أمام الإرادة والطموح ؟
سميرة حداد , منتدى نساء سورية
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

مشكور عمو على نقل تلك القصة الحيقية التي بحاجة لها كتير

من الاشخاص كي يتعلمو ويعرفو أن الاعاقة ليست هي سبب في تقدم


أي انسان ،طموح تلك الفتاة عالية وتقرير خاص الى الزوج الرائع
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

عمو : تريم الغالية
أسعدني جداً مرورك الطيب , وكلماتكِ المتفهمة لموضوع القصة .
وتقديركِ لهذا الزوج الرائع , الذي يستحق كل الاحترام .
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

قصة رائعة ترسم نموذج للارادة والعزيمة القوية والاصرار على تحقيق الهدف برغم الاعاقة



كل عام وانت الخير والعطاء الجميل عزيزي عمر فارس
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

فكرة عابرة
شكراً لمروركِ الطيب .
وكلماتكِ المعبّرة .
وكل عام وأنتِ أيضاً بألف خير
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

مواضيعك كالمعتاد تشدنا لقرأتها رغما عنا لرقي افكارها تسلم اخي الفاضل قصة تبعث الأمل في قلوب فاقدينه تحياتي

عواشركم مبروكة
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

هذه الفتاة مثل يحتذى به

ليتعلم منها الاصحاء

ومن قوة ارادتها

اخي فارس عمر

دائما تتحفنا بمواضيع وقصص شيقه

بارك الله فيك وزادك الله من علمه
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

بارك الله بمرورك العطر
أخي الحبيب : ابو فيصل
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

عمو فارس
الإعاقة ليست عائقا
حقيقيا أمام الإرادة والطموح

كلام سليم
بل ربما تكون دافع لإثبات الذات
قصة رائع
أدامك الله وأدام عطائك

 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

عمو فارس
الإعاقة ليست عائقا
حقيقيا أمام الإرادة والطموح
كلام سليم
بل ربما تكون دافع لإثبات الذات
قصة رائعة
أدامك الله وأدام عطائك

أوافقكِ الرأي عمو : شاطيء الأمل
لكن المهم .. هو من يجعل الإعاقة دافعاً لإثبات الذات والتفوق والتميز .

شكراً لرأيك الجميل يا ابنتي
 
رد: قصة انتصار ..لن أنساها

شكرا لك خاتون
سررت لمرورك الطيب
 

عودة
أعلى