التصفح للزوار محدود

قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)


قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

فقد روي عن ابن عباس أنه قال : " كرسيه علمه " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وابن أبي حاتم – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، والطبراني في " كتاب السنة " – ومن طريقه ابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 ) – ، وعبد بن حميد – كما في " تغليق التعليق " ( 4 / 186 ) و " فتح الباري " ( 8 / 47 ) ، و " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) – ، وابن منده في " الرد على الجهمية " ، وابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 – 186 ) .
من طرق عن
اقتباس:
مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، { وسع كرسيه } قال : كرسيه علمه .



قال ابن منده : " ولم يُتابع عليه جعفر ، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير " ، وأقره الذهبي في " الميزان " ( 2 / 148 ) ثم قال : " قد روى عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كرسيه موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره" .
فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة .
وقال عنه ابن حجر : صدوق يهم ، تقريب 1/133. فهو من المرتبة الخمسة عند إبن حجر أي أنه لايحتج به فكيف وليس له متابع؟
ولعل توثيق أحمد له يشير إلى صلاحه في نفسه فقد قال: جعفر ليس بالمشهور. [موسوعة أقوال الإمام احمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله، عالم الكتب 1/202 رقم الترجمة 392]

وقال ابن كثير في البداية والنهاية 1\14 : " وأما الكرسي فروى ابن جرير من طريق جويبر وهو ضعيف - عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش وهذا لا يصح عن الحسن بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين أنه غيره وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله تعالى (وسع كرسيه السموات والارض) أي علمه والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه من طريق سفيان الثوري عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله عزوجل. " .

وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " ( 10 / 54 ) : " قلت والصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسيُّ: موضع القدمين، وأما العرش فأنه لا يُقدر قدره، وهذه رواية اتفق أهل العلم صحتها، والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم ، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار "


وقد رُوي مرفوعا ، فقال العقيلي: إن رفعه خطأ، ثم هذا التفسير غريب، وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين . [فتح الباري 8/199، ط دار المعرفة].


>> وفي الرواية الأولى خالف مطرفَ ، سفيانُ الثوري فرواه في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " ( 1 / 47 ) – عن جعفر ، عن سعيد بن جبير موقوفاً .
وأخرجه عنه ابن حجر في " تغلق التعليق " ( 4 / 185 ) ، وقد علّقه البخاري في " صحيحه " ( 1 / 46 – فتح ) .
والعهدة في هذا الاختلاف على جعفر بن أبي المغيرة نفسه .


>> وخالف جعفرَ بن أبي المغيرة ، مسلمُ البطين فرواه عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله – تعالى – : { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " الكرسي : موضع القدمين ، ولا يقدر أحد قدره " .
أخرجه الدارقطني في " الصفات " ( 36 ) ، و " النزول " ( ص 49 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، به .
وهذا الإسناد صحيح ؛ مسلم البطين احتج به مسلم ، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 5 / 431 ) .
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .
وبقية رجاله ثقات .

وذكر ابن أبي العز أن المحفوظ عن ابن عباس أن الكرسي هو موضع القدمين (شرح العقيدة الطحاوية ص371) وذكر شعيب الأرناؤوط: أن أثر ابن عباس في تفسير الكرسي بأنه موضع القدمين أصح إسناداً (شرح العقيدة الطحاوية ص371، حاشية رقم 1)، وذكر محمود شاكر أنه إذا كان أثر ابن عباس في تفسير الكرسي بالعلم صحيح الإسناد فإن الخبر الآخر صحيح على شرط الشيخين (تفسير الطبري 5/401، حاشية رقم 1).

ورُوي الأثر الثاني مرفوعا عن شجاع بن مخلد

قال ابن الجوزي في ذلك : " هذا الحديث وهِم شجاع بن مخلد في رفعه ، فقد رواه أبومسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه ، ورواه عبدالرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس ، وهو الصحيح .
وكان ابن عباس يفسر معنى الكرسي وأنه موضع قدمي الجالس ؛ ليخرجه عن قول من يقول : أن الكرسي بمعنى العلم " .

وقال العقيلي : " إن رفعه خطأ " .

وقال ابن كثير في رفعه في " تفسيره " ( 1 / 457 ) : " وهو غلط " .
وقال في " البداية والنهاية " ( 1 / 13 ) : " والصواب أنه موقوف على ابن عباس " .

وله شاهد عن أبي موسى الأشعري قال : " الكرسي موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وعبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 302 – 303 / 588 ) ، وأبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 60 ) ، وأبوالشيخ في " العظمة " ( 3 / 627 / 56 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 509 – 510 ) .
عن عمارة بن عمير ، عن أبي موسى به .

والأثر ثابت عن أبي موسى فقد عزاه ابن حجر في " الفتح " ( 1 / 47 ) ، والسيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) ، إلى ابن المنذر ، وقال ابن حجر : " إسناده صحيح " .

قال الألباني في " مختصر العلو " ( ص 124 ) : " إسناده موقوف صحيح " .

وأما قول الكوثري في " التعليق على الأسماء والصفات " ( ص 510 ) : " ذكره البخاري في الضعفاء " .
فقد تعقبه الألباني يقوله : " كذا قال ، هو خطأ محض ، ولست أدري إذا وقع ذلك منه سهواً أم عمداً ، فالرجل قد بلونا منه المغالطة التي تشبه الكذب نفسه ، كما بين ذلك العلامة اليماني في رده العظيم عليه المسمى : " التنكيل بما جاء في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، أقول هذا لأن عمارة بن عمير تابعي ثقة اتفاقاً ، وقد أخرج له الشيخان في " صحيحيهما " ، وقال الحافظ : " ثقة ثبت " ، ومثله لا يمكن أن يخفى على مثل الكوثري ، وليس هو في " ضعفاء البخاري " كما زعم ، وإنما فيه عمارة بن جوين وهذا متروك ! فغفرانك اللهم " . ا هـ .

وله شاهدين مرفوعين ، عن أبي هريرة وأبي ذر ، وكليهما ضعيف


وللفائدة :
فعن العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، وذكر الباب الذي يروى فيه : حديث الرؤية والكرسي موضع القدمين ..... فقال : " هذه أحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهى عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك ؟ قلنا : " لا يُفسر هذا ، ولا سمعنا أحداً يفسره " .



أخرجه ابن منده في " التوحيد " ( 3 / 116 / 522 ) ، الدارقطني في " الصفات " ( 57 ) ، والخلال في " السنة " ( 311 ) ، والآجري في " التصديق بالنظر " ( 11 ) أو " الشريعة " ( 2 / 10 / 622 ) ، وأبوعبدالله الدقاق في " مجلس إملاء في رؤية الله " ( 7 ) ، واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " ( 3 / 526 / 928 ) .

وقال الشيخ الألباني بعدما ذكر طرق حديث أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده فجلست إليه،
فقلت يا رسول الله: أيما أنزل عليك أفضل؟ قال: "آية الكرسي، وما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل
العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة"[روه ابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي وابن مردويه كما عند ابن كثير].

وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم109) بعد أن سرد طرق الحديث : "وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح،
والحديث خرج مخرج التفسير لقوله - تعالى -: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} وهو صريح في كون الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش،
وأنه قائم بنفسه وليس شيئاً معنوياً وفيه رد على من تأوله بمعنى الملك وسعة السلطان".


وقال أبونعيم في " محجة الواثقين " – كما في " مجموعة الفتاوى " ( 5 / 60 ) – : " وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية " .

وقال الأزهري في تهذيب اللغة ( 3 \ 325 ) : "ورُوي عن عطاء أنه قال: ما السموات والأرض في الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاةٍ.
قال أبو إسحاق (الزجاج) : وهذا القول بيِّن، لأن الذي نعرفه من الكرسي في اللغة: الشيء الذي يُعتمد ويُجلس عليه، فهذا يدل على أن الكرسي عظيم دونه السموات والأرض."

..

فملخص الرد على سؤال :
-- الكرسي غير العرش
-- والعرش أكبر من الكرسي
-- والكرسي هو جسم، موضع القدمين
والعرش هو عرش الرحمن استوى عليه بمعنىً معلوم وكيف مجهول ، والإيمان بذلك واجب ، والسؤال عن الكيفية بدعة والتأويل في ذلك مذموم
والحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا
 
رد: قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

رد: قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

بارك فيك المولي لهذا الطرح الرائع
جعله المولي في ميزان حسناتك .. نفعنا الله و اياك في رعااااية الرحمن
 
رد: قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

رد: قول أهل السنة في تفسير (وسع كرسيه السموات والأرض)

بارك فيك المولي لهذا الطرح الرائع
جعله المولي في ميزان حسناتك .. نفعنا الله و اياك في رعااااية الرحمن
جزاكي الرحمن خيرآ اختاه على مرورك الكريم
 

عودة
أعلى