رأفت الهجان الجاسوس المصرى على اسرائيل؟؟

sakrsky

Well-known member
رأفت الهجانهو رجل عاش لمدة 20 عاما غريب في دوله غريبة[FONT='Verdana','sans-serif'], [/FONT]عمل في أخطر مهنة في التاريخ ليس من أجل المال, ولا لأجل السلطة أو النفوذ, بل عملكي نحيا أنا وأنت حياة كريمة ولا يهدد أمننا أو سلامتنا أحد, حصل على معلومات مازالالعديد منها طي الكتمان حتى لحظة هذه السطور وما أسدل الستار عنه - رغم قلته - أثاردهشة العدو قبل الصديق, رجل لم يهاب الموت, طيلة عشرون عاما قضاها حاملا روحه علىكفه مغامرا في بحر الظلمات لا يخشى سوى الله شيئا. إنه "رفعت على سليمان الجمال" أوالاسم الذي عرفه به ألاف الجماهير رأفت الهجانقد يدهش البعض إن علم أن أشهرجاسوس هذا ولد في مدينه "دمياط" في "جمهورية مصر العربية" في 1 - 7 - 1927 وكانوالدة يعمل كتاجر فحم بالجملة ووالدته ربه منزل من أسرة مرموقة وكانت والدته تجيداللغتين الإنجليزية والفرنسية , وهنا نجد أن القدر قد كتب كلمته منذ اللحظات الأولىفي تربيه "رفعت الجمال" وهو الاسم الحقيقي لـ"رأفت الهجان" ونجد أنه تعلم اللغةالإنجليزية والفرنسية في إحدى المدارس الخاصة , وأجادهما وسيكون ذلك مفيدا له فيحياته التجسسية وكأنما تعده أقداره ليكون جاسوسا منذ تفتحت عيناه على الدنيا . وبعدذلك بسنوات وتحديدا في 1936 توفى "على سليمان الجمال" والد رفعت الجمال وأصبح[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]سامي" الأخ الغير شقيق لـ"رأفت" هو المسئول الوحيد عن المنزل , وكانت مكانة "سامي[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]الرفيعة , وعمله كمدرس لغة إنجليزية لأخو الملكة "فريدة" تؤهله ليكون هو المسئول عنالمنزل وعن إخوته بعد وفاة والدة , وبعد ذلك انتقلت الأسرة بالكامل إلى "القاهرة[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]عاصمة "جمهورية مصر العربية , ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل الذي عاش في الظلومات في الظل ولم ينتظر الجزاء إلا من الله سبحانه وتعالى[FONT='Verdana','sans-serif'] ..
[/FONT]وبعد ذلك بدأتمرحله شباب " رأفت الهجان " والتي ستكون حافلة بالعديد من المفاجآت المثيرة . شخصيه[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]رفعت" لم تكن شخصيه مسئولة , كان طالبا مستهترا لا يهتم كثيرا بدراسته , لذا رأىإخوته ضرورة دخوله لمدرسه التجارة المتوسطه ورغم اعتراض "رفعت" على إلحاقه بمثل هذهالنوعية من المدارس إلا أننا نجد أن القدر يرسم - وبحرفيه شديدة - الخطوط العريضةلحياته المستقبلية ففي المدرسة بدأت عيناه تتفتحان على البريطانيين وانبهر بطرقكفاحهم المستميت ضد الزحف النازي , ولأن من يحب شعبا من الشعوب يسعى جاهدا لتعلم كلشيء عنهم , نجد "رفعت" قد تعلم الإنجليزية بجدارة , ليس هذا فقط بل أيضا تعلم أنيتكلم الإنجليزية باللكنة البريطانية وكم سيكون هذا مفيدا له في المستقبل البعيد[FONT='Verdana','sans-serif'] . [/FONT]وكما تعلم "رفعت" الإنجليزية بلكنة بريطانية تعلم الفرنسية بلكنة أهل باريس , وإنكان تعلم البريطانية إعجابا لشعبها نجدة تعلم الفرنسية إعجابا بمعلمه في المدرسةولم يكن يعلم معلمه في المدرسة وهو يعلمه كيفيه النطق والتعامل بالغة الفرنسية[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]أنه يضع اللبنات الأولى في تاريخ أشهر جاسوس مصري . مع عودة "رفعت" إلى "مصر"، بدونوظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في "فرانكفورت"، وشكوك حول ما فعلهبجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأسوالإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة "السويس"، تتناسب معإتقانه للغات.. ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية.. وهنا،بدأ "رفعت" يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم"علىمصطفى"، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبه الأصلي.. وبهذا الاسم الجديد، عمل "رفعت[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]في شركة قناة "السويس"، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت.. ولكن هيهات… لقدقامت ثورة يوليو1952م، وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أنالمصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم،مما استشعر معه "رفعت" الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة "السويس"، وحصل منذلك المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى "تشارلز دينون[FONT='Verdana','sans-serif']".
[/FONT]بالنسبهلـ"رفعت" فيقول فى مذكراته عن هذة المرحله فى حياته[FONT='Verdana','sans-serif'] :
" [/FONT]وبعد أن قضيت زمناًطويلاً وحدي مع أكاذيبي، أجدني مسروراً الآن إذ أبوح بالحقيقة إلى شخص ما. وهكذاشرعت أحكي لـ"حسن حسنى" كل شيء عني منذ البداية. كيف قابلت كثيرين من اليهود فياستوديوهات السينما، وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبحممثلاً. وحكيت له عن الفترة التي قضيتها في "إنجلترا" و"فرنسا" و"أمريكا"، ثمأخيراً في "مصر". بسطت له كل شيء في صدق. إنني مجرد مهرج، ومشخصاتي عاش في التظاهرومثل كل الأدوار التي دفعته إليها الضرورة ليبلغ ما يريد في حياته. بعد أن فرغت منكلامي اتسعت ابتسامة"حسن حسنى" أكثر مما كانت وقال لي: - "رفعت"، أنت إنسان مذهل[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]لقد اكتسبت في سنوات قليلة خبرة أكبر بكثير مما اكتسبه شيوخ على مدى حياتهم. أنتبالضبط الشخص الذي أبحث عنه. يمكن أن نستفيد منك استفادة حقيقية" ونقتبس من مذكرات[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]رفعت" أيضا كيف تم تدريبه فى المخابرات ؟ وعلى أى شىء تم تدريبه , فنجدة يقول[FONT='Verdana','sans-serif'] :
" [/FONT]وبدأت فترة تدريب مكثف. شرحوا لي أهداف الثورة وفروع علم الاقتصاد، وتعلمتسر نجاح الشركات متعددة القوميات، وأساليب إخفاء الحقائق بالنسبة لمستحقات الضرائب،ووسائل تهريب الأموال، وتعلمت بالإضافة إلى ذلك عادات اليهود وسلوكياتهم. وتلقيتدروساً مكثفة في اللغة العبرية كما تعلمت تاريخ اليهود في مصر وأصول ديانتهم. وعرفتكيف أمايز بين اليهود الإشكانز والسفارد والشازيد. وحفظت عن ظهر قلب الشعائراليهودية وعطلاتهم الدينية حتى أنني كنت أرددها وأنا نائم. وتدربت أيضاً على كيفيةالبقاء على قيد الحياة معتمداً على الطبيعة في حالة إذا ما اضطرتني الظروف إلىالاختفاء فترة من الزمن. وتدربت بعد هذا على جميع عادات الشرطة السرية للعمل بنجاحمتخفياً. وأخيراً تقمصت شخصيتي الجديدة. وأصبحت منذ ذلك التاريخ "جاك بيتون[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]المولود في 23أغسطس عام1919 في المنصورة، من أب فرنسي وأم إيطالية. وأن أسرتي تعيشالآن في "فرنسا" بعد رحيلها عن مصر، وهي أسرة كانت لها مكانتها وميسورة الحال[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]وديانتي هي يهودي إشكنازي. وتسلمت وثائق تحمل اسمي الجديد والتواريخ الجديدة" وفيمذكراته هذه، يكشف لنا (رفعت الجمَّال) جانباً لم يتطرَّق إليه المسلسل التليفزيونيعلى نحو مباشر أبداً، إذ تباغتنا المفاجأة بأنه قد انضمّ، أثناء وجوده في[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]الإسكندرية)، إلى الوحدة اليهودية (131)، التي أنشأها الكولونيل اليهودي (إفراهامدار)، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان)، والتي شرع بعض أفرادها فيالقيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدوكما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم (فضيحةلافون)، نسبة إلى (إسحق لافون)، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.. الوحدة (131)، كان[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]رفعت الجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]مارسيل نينو[FONT='Verdana','sans-serif'])
[/FONT]و(ماكس بينيت)، و(إيلي كوهين)، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصباًشديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في الشقيقة (سوريا[FONT='Verdana','sans-serif'])[/FONT]،وغيرهم[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]ومذكرات (رفعت)، في هذا الجزء بالذات، تبدو مدهشة بحق، إذ أنها تخالفكل ما قرأناه أو تابعناه، بشأن عملية (سوزانا)، أو (فضيحة لافون)؛ إذ أنها توحي بأنكل شيء كان تحت سيطرة جهاز مكافحة الجاسوسية منذ البداية، وأن (حسن حسني)، ومن بعده[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]علي غالي)، الذي تولَّى أمر (رفعت)، في مرحلة تالية، كانا يتابعان نشاط الوحدة[FONT='Verdana','sans-serif'] (131) [/FONT]طوال الوقت، وأن معلومات (رفعت)، التي كان ينتزعها، من قلب الوحدة، كانتسبباً أساسياً في إحباط العملية كلها، وإلقاء القبض على كل المشتركين فيها, أما إذالم تكن تعرف معلومات عن "عمليه سوزانا" أو "فضيحه لافون" فسيرد ذلك تفصيليا فى[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]إنجازات رأفت الهجان[FONT='Verdana','sans-serif']"
[/FONT]من مذكرات (رفعت) مباشرة، عندما يقول:........ وهناأيضاً، أعتقد أنه من الأروع أن نقرأ تفاصيل تلك اللحظات الحاسمة، من مذكرات (رفعت[FONT='Verdana','sans-serif']) [/FONT]مباشرة، عندما يقول[FONT='Verdana','sans-serif']:
"[/FONT]مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لمأكن أتصور أنني ما أزال مديناً لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلقبجهاز المخابرات. فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكانللاختباء في (إسرائيل)، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّ نهائياً[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]والمعروف أن (إسرائيل) لا تضيع وقتاً مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]ولست مشوقاً إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته، كما لوكنت أمثل دوراً في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور (جاك بيتون). أحببت اللعبة،والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري هو العالم باتساعه،وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت في نفسي أي عرض مسرحي مذهل هذا؟... لقداعتدت دائماً وبصورة ما أن أكون مغامراً مقامراً، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرتأمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي. سوف أؤدي أفضل أدوار حياتيلأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض عليَّ وأستجوب وأشنق، أو أن أنجح فيأداء الدور وأستحق عليه جائزة أوسكار. وكنت مقتنعاً أيضاً بأني أعمل الصوابمن أجلمصر وشعبها. قلت لغالي: - إذا كنت تعتقد أنني قادر على أداء المهمة فإني لها. ثمكان السؤال الثاني: - كيف نبدأ من هنا؟ - سوف يجري تدريبك على العمل على الساحةالدولية. كل ما تتعلمه يجب أن يسري في دمك. هذا هو سر اللعبة. أنت مخرج عرضكالمسرحي، وإما أن تنجح فيه بصورة كاملة، أو تواجه الهلاك. تصافحنا علامة الموافقةوبدأت جولة تدريب مكثف. ودرست تاريخ اليهود الأوروبيين والصهيونية وموجات الهجرةإلى فلسطين. تعلمت كل شيء عن الأحزاب السياسية في (إسرائيل) والنقابات و(الهستدروت[FONT='Verdana','sans-serif']) [/FONT]أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا والطوبوغرافيا وتركيب (إسرائيل). وأصبحتخبيراً بأبرز شخصيات (إسرائيل) في السياسة والجيش والاقتصاد عن طريق دراسة أفلامنشرات الأخبار الأسبوعية. وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحموالكر والفر، والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائلأجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروعوأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعةالقنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية واللغةالعبرية. واعتدت أن أستمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل. بل وعمدت إلىتعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنني في نهاية الأمر مولود في مصر بعد التدريبتحددت لي مهنة. تقرر أن أكون وكيل مكتب سفريات حيث إن هذا سيسمح لي بالدخول إلى[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]إسرائيل) والخروج منها بسهولة، وتقرر أن أؤدي اللعبة لأطول مدة ممكنة. لم يكن ثمةحد زمني، وكان لي الخيار بأن أترك الأمر كله إذا سارت الأمور في طريق خطر. وسوف نرىإلى أين تمضي بنا الأمور. وقيل لي إنني أستطيع بعد ذلك العودة إلى (مصر) وأستعيدشخصيتي الحقيقية. وتسلمت مبلغ 3000 دولار أمريكي لأبدأ عملي وحياتي في (إسرائيل[FONT='Verdana','sans-serif']). [/FONT]وفي يونيو1956 استقللت سفينة متجهة إلى (نابولي) قاصداً في الأصل أرض الميعاد. ودعت[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]مصر) دون أن أدري ما سوف يأتي به المستقبل" وهكذا إنتهى هذا الفصل من حياة "رفعتالجمال" وإنجازات "رفعت" التى حققها مذهله بحق , لذا لم يكن من الممكن كتابتها هنا[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]إنما وضعناها فى قسم مستقل بذاتها , لتعلم أن 20 عاما من حياة هذا الرجل قضاها فىجمع المعلومات بطريقه أذهلت العدو قبل الصديق[FONT='Verdana','sans-serif'] .
[/FONT]إنجازات "رأفت الهجان[FONT='Verdana','sans-serif']"
[/FONT]أعمالرأفت الهجان متشابكه للغايه , ومن الصعب فصلها عن بعضها البعض , ذلك لأنه عاش طيلهعشرون عاما فى قلب العدو , وعاصر كل المتغيرات السيايسه والعسكريه فى المنطقه , لذاكان عليه أن يكون حذرا ويقظا , ذلك لأنه ساهم فى إسقاط العديد من شبكات التجسسالأخرى فى مصر والعالم العربى , كما ساهم فى تزويد مصر بالعديد والعديد منالمعلومات التى ساعدتها فى مواجهاتها العسكريه مع إسرائيل . ويمكن تلخيص إنجازات[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]رفعت الجمال" فى الأتى[FONT='Verdana','sans-serif'] :
[/FONT]تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثى على مصر قبله بفترةمناسبه إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد . تزويد مصر بميعاد الهجوم عليهافى 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير لأن الهجومسيكون منصبا على سوريا . الإيقاع بأخطر جاسوس إسرائيلى فى سوريا , وإسمه الحقيقى[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]إيلى كوهين" وعرف فى سوريا بإسم "كامل أمين ثابت"عندما أبلغ المخابرات المصرية، أنصورة (كامل أمين ثابت)، التي نشرتها الصحف، المصرية والسورية، إنما هي لزميلهالسابق، الإسرائيلي "إيلى كوهين[FONT='Verdana','sans-serif']"
[/FONT]إبلاغ(مصر) باعتزام (إسرائيل) إجراء تجاربنووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه (علي غالي) في[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]ميلانو) الإيقاع بشبكه "لافون" التى قامت بعمل تفجيرات فى مصالح أمريكيه فى مصر[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]لإفساد العلاقات المصريه الأمريكيه فيما عرف أثناءها بإسم "فضيحه لافون" نسبه إلىقائدها . ويمكن القول أن "رفعت على سليمان الجمال" لم يكتفى بتزويد مصر بمعلومات عنالنكسه والعدوان الثلاثي , إنما زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر علىالانتصار في حرب أكتوبر , والعجيب في الأمر أنه لم يصرح بهذه المعلومات في مذكراتهالشخصية قط على عكس باقي المعلومات , كما أن "مصر" لم تعلن أي معلومات عن هذا الأمرمما يضع هذه المعلومات في خانه السرية القصوى , وأن هذه المعلومات لا يمكن التصريحبها - من فرط خطورتها - حتى لحظه كتابه هذه السطور , وبالتأكيد هذا ما أدركه "رفعت[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]وحرص عليه . يكفى أن نعلم أن "رفعت الجمال" كانت له علاقة صداقه وطيدة بينه وبين[FONT='Verdana','sans-serif'] "[/FONT]موشى ديان" و "عيزرا وايزمان" و "شواب" و "بن جوريون" مؤسس الدوله اليهودية شخصيا[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]ومن المستحيل أن يتكرر أن تكون لجاسوس مصري علاقة صداقه وطيدة بمؤسس الدولةاليهودية . ولا يمكن أن نحدد ما إذا كان النجاح المبهر الذي حققه "رفعت الجمال[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]راجعا لعبقريته والفطرة التي فطرها الله عليها , أم أنها ترجع لمهارة رجالالمخابرات الذين زرعوه بمنتهى الحرص في قلب الدولة الصهيونية حديثه التكوين , إلاأن رايى الشخصي أن سبب نجاح العمليه هى إخلاص كل شخص فى عمله , إخلاص "الجمال[FONT='Verdana','sans-serif']" [/FONT]وإخلاص رجال المخابرات الذين عملوا معه , وقبل كل ذلك توفيق الله - سبحانه وتعالى[FONT='Verdana','sans-serif'] -
[/FONT]لاشك أن "رفعت الجمال" كان يشعر بالحنين كل يوم إلى أن يعود إلى مصر , ويحياما بقى له من أيام بإسمه وشخصيته وديانته الحقيقيين بعيدا عن زيف حياة الجاسوسية[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]إلا أن الواقع السياسى في تلك الفترة الملتهبة لم يمهله ذلك , حتى أنه تقدم أكثر منمرة بطلب للمخابرات المصرية لإنهاء العملية وعودته إلى مصر مرة أخرى , إلا أن ذلككان صعبا للغاية , لأسباب تتعلق بتأمينه هو وزوجته وأطفاله من أي محاوله انتقاميهمن قبل إسرائيل في حاله كشف أمرة[FONT='Verdana','sans-serif'] .
[/FONT]والغريب أن في كل مرة كانت المخابرات ترفضطلب "رفعت" كان يزداد نشاطه وحماسه للعمل بالرغم من أن التفكير المنطقي يدعوه لعدمالعمل بجد حتى يفقد رجال المخابرات الأمل في أن يمدهم بمعلومات هامه ويقرروا عودته[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]إلا أن تفانيه في العمل يعطينا دلاله أنه كان يعمل لصالح مصر , لم يكن يعمل للمالأو للشهرة أو النفوذ , يكفى أن جنازته لم يسر فيها إلا عدد محدود من الأفراد[FONT='Verdana','sans-serif'] , [/FONT]ويكفى أنه لم يصبح شهيرا إلا بعد وفاته أي أنه لم يكن يسعى لذلك على الإطلاق . وقررالهجان أن يكتب مذكراته , وأودعها لدى محاميه , على أن يتم تسليمها لزوجته بعدوفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسكوتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات الطوال .كان على الطير أن يواصلالتحليق إذن، بعيداً عن وطنه، وأن يحمل حتى آخر العمر جنسية (جاك بيتون)، اليهوديالإسرائيلي السابق، ورجل الأعمال الألماني المحترم، الذي نجح في إقامة مشروع نفطيكبير في (مصر)، ظلّ يزهو به، حتى آخر لحظة في حياته، ويروي في مذكراته كيف حصل علىامتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977م، ليعود أخيراً إلى (مصر)، التي عشقترابها، وفعل من أجلها كل ما فعله.. وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث (رفعت الجمَّال) عنإصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر1981م، وتفاقم حالته، ثم يبديارتياحه، لأن العمر قد أمهله، حتى أكمل مذكراته، وأن زوجته وابنه (دانيال)، وابنتهبالتبني (أندريا) سيعرفون يوماً ما حقيقته، وهويته، وطبيعة الدور البطولي الذي عاشفيه عمره كله، من أجل وطنه. وقد كتب "الجمال" وصيه تفتح في حال وفاته , وكان نصهاكالتالي : "وصيتي. أضعها أمانة في أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى. بسمالله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية،وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهاأنذا أقدم لسيادتكم وصيتي بعد تعديلها إلى ما هوآت: في حالة عدم عودتي حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أي أن تكتشف حقيقة أمريفي إسرائيل، وينتهي بي الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد في هذه الحال، وهو الإعدام،فإنني أرجو صرف المبالغ الآتية: 1- لأخي من أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التيصرفها على منذ وفاة المرحوم والدي عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء. 2- لأخيحبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين لهبه، وليترحم على إن أراد 3- مبلغ... لشقيقتي العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيقوالمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها،وأسألها الدعاء لي دائما بالرحمة. 4- المبلغ المتبقي من مستحقاتي يقسم كالآتي: نصفالمبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتي شريفة، وليعلم أنني كنت أكن لهمحبة كبيرة. - النصف الثاني يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتي أمامالله، بعد أن بذلت كل ما في وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصرالحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسولالله " ومهما نشر اليهود من قصص وأكاذيب , يكفينا فخرا أن عميلا مصريا واحدا استطاعصفع إسرائيل طيلة 18 عاما كاملة من الخداع , ولا يسعنا بعد كل ما قرأناه وسمعناهإلا أن نقرأ الفاتحة ترحما على روح الفقيد "رفعت على سليمان الجمال" المصري المسلمالذي استطاع الوصول لعرين الأسد والخروج بسلام منه . توفي بألمانيا في عام 1982 بعدمعاناته بمرض سرطان الرئة[FONT='Verdana','sans-serif'].
================================================== ===============================
[/FONT]رأفت الهجانانفراد: قصة رأفت الهجان كماكتبها عزيز الجبالىتربى عبدالعزيز الطودى فى منزل جده حتى تزوج من ابنةخالهكان محبطا أثناء الاتفاقات التى تمت بين السادات والكيان الصهيونىكانآخر كتاب فى يده قبل الوفاة عن حرب العلمينالهجان أخطر مصر بالعدوان الثلاثىقبل حدوثه بثلاثة أيامالمخابرات كانت تعتبره عملية فاشلةنص وصية الهجان كماسجلها الطودى فى أوراقهصفاته: بارع فى التأقلم فى أى بيئة وجبان لا يسعىبايجابية للحصول على المعلومات ويعتمد على ما يسمع من أحاديث وشائعاتفى الرابعمن فبراير عام 1987، روى الكاتب الكبير الراحل صالح مرسى قصته مع أدب الجاسوسية،وكيف ظهرت إلى الوجود قصته الخالدة عن عميل المخابرات رأفت الهجان. كانت القصةمثيرة، وكان الكاتب الكبير حسبما يقول قد قرر وقتها أن يتوقف عن كتابة هذا النوع منالأدب، لولا لقاء بالمصادفة جمعه بشاب لطيف من ضباط المخابرات المصرية أخذ يلح عليهوبشدة أن يقرأ ملخصا لعملية من عمليات المخابرات، ويقول صالح مرسى أصررت على الرفضوأصر هو على الإلحاح على مدى ثلاثة أشهر كاملة. تحت الإلحاح قرر صالح مرسى أن يقرأالقصة.ذات ليلة حمل الدوسيه الذى يحوى تفاصيلها إلى غرفة نومه وشرع فى القراءة[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]ويقول الكاتب الكبير عن تلك الليلة: عادة لا أحمل معى إلى غرفة نومى إلا الجرائدوالمجلات لكنى قبل أن استريح قليلا من القيلولة وقعت عيناى على الدوسيه، وبدأتاقرأه ولم أشعر بنفسى حتى دخلت زوجتى الحجرة وفوجئت بدموعى تتساقط. يومها تساءلتزوجته فى لهفة عن السبب؟ رد مرسى قائلا: إنت فاكرة إنك متجوزة راجل، وإن اللىحوالينا دول رجالة؟ هناك رجالة لهم طعم تانى خالص، وهناك رجالة نوعيات مختلفة. وكانصالح مرسى محقا إلى حد كبير، فالرجل الذى يضع رقبته تحت المشنقة لمدة 20 عاما ويعيشداخل إسرائيل وهى لا تعرف أنه مصرى، ويموت فيها وهى لا تعرف عنه شيئا، أقل ما يقالعنه إنه اسطورة[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]ثم انتقلت إلى صفحة أخرى جعلت قلبى يقفز من مكانة!! فقد وجدتفيها اخطارا بنية العدوان الثلاثى على مصر قبل وقوعه بثلاثة أيام، وكانت المعلوماتالواردة به عن الخطة والتآمر أقرب ما يمكن لما وقع بالفعل بصورة تدعو إلى الدهشةوالإعجاب، وهنا أصبح الأمر شخصيا بالنسبة لى، فقد كنت أحد ضحايا هذا العدوان كمصابوأسير، كان الوقت فى الهزيع الأخير من الليل وأنا مازلت اتنقل بين صفحات الملف علىقلة عددها وقد انتابنى الكثير من الهواجس والأفكار. ما حكاية أمر هذا الشخص؟ إنالملف لا يعطى صورة أكثر من أنه مصرى مسلم تم زرعه حسب تعبيرات المخابرات بشكل مافى أرض الأعداء، وليس هناك أية تفاصيل.. كيف يعيش؟ كيف يزاول عمله، كيف يؤمن نفسه؟أسئلة لاشك إجابتها عند شخص ما. ولكن كيف اقتنع بأنه جبان كما وصفه النموذج، وقدارتضى أن يعيش فى أرض عدو يعلم الله وحده ماذا سيفعل به إذا وقع؟.. وكيف اقتنع بأنهلا يسعى إلى المعلومات ويكتفى بسماع الشائعات، وقد حصل على خطة العدوان بما لا يمكنأن ينزل إلى مستوى الشائعات؟ ويتدخل الجانب الشخصى فى الموضوع.. كيف لم تستعدالدولة منذ هذا الاخطار الغريب بما يجنبها العدوان وبالتالى كان يمكن أن يجنبنىالأسر؟ وكان الفجر قد لاح، وزاد من اندماجى فى هذه الأفكار ذلك الهدوء الشامل الذىيعم المكان، فقد كنا نزاول العمل من فيلا منعزلة فى إحدى الضواحى الزراعية لمدينةالقاهرة وهو ما يطلق عليه بتعبير المخابرات المنزل الآمن وذلك إمعانا فى الأمنوتعويد جميع الأفراد على السرية والكتمان. كنت شبه شارد الفكر وأنا أنظر إلى عينىذلك الشخص فى الصورة المثبتة على النموذج، وكأن شبح الابتسامة على شفتيه يدعونى إلىالتعارف، عندما نبهنى صياح الديوك فى المزارع فى الصباح وخروج الفلاحين لمباشرةأعمالم، ولا شك أنه سيكون لى مع بعضهم حديث شيق، فأويت إلى فراش بسيط فى غرفة مجهزةلذلك، وبين النوم واليقظة ظلت تتوارد على رأسى فيما يشبه الأحلام أفكار شتى عنالعمل السرى داخل أرض العدو.. نشاط حذر يقظ.. اتصالات سرية محكمة.. رجل وحيد فى خضمالمخاطر.. عيون مضادة تراقب.. حرص شديد واجب.. اكتشاف افتضاح اعتقال.. تعذيب[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]اعتراف.. مشنقة.. ثم تنقلب الصورة فتتوارد الأفكار المتفائلة.. تطوير.. انتشار[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]شبكات.. لحسابنا فى مختلف الميادين، سيل من المعلومات، العدو أمامنا ككتاب مفتوح[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]معركة.. انتصار.. ولكنى فى الصباح تلقيت صدمة مخيبة لكل آمالى.. توجهت إلى محمدكساب، رئيسى المباشر، وقد تأبطت الملف وجهزت نفسى بالعديد والبديل من مقترحات لدفعهذه العملية وتطويرها، ولكن من ما إن بدأت الحديث معه حتى بادرنى قائلا: - آه[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]إنها تلك العملية الفاشلة التى نريد وضع وحد لها وانهاءها بأنسب الطرق واعادة هذاالشاب إلى مصر وقطع صلتنا به. -......... - أعلم ذلك ولكنها مرة وحيدة لم تتكرر ولميحدث بعدها أن وافانا بأية معلومات ذات قيمة. -............ - كلا.. كلا.. إنه جبانلا يرجى منه مثل ما تتصور ومن الخطأ أن نعول عليه. -........... - بالعكس.. إنهأنانى لا يفكر إلا فى تأمين نفسه، وطماع لا يمل طلب النقود.. -.......... - لا[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]لا... فهو من نوعية فاسدة وقد جبل على الالتواء ولا سبيل إلى اصلاح أمره خاصة وهومتمرس فى الانحراف وليس بالحدث الصغير. -......... - لا داعى لأن تضيع وقتك فىعملية فاشلة، وبدلا من ذلك فكر فى خطة لإنهائها ووضع حد لعلاقتنا به[FONT='Verdana','sans-serif']. -........ - [/FONT]أعلم أن الملف قاصر لا يفيد، ولكن يمكنك أن تستعين بمعلومات الزميل محسن ممتاز، فهوالذى قام بتجنيده وارساله إلى هناك ويعلم كل شيء عنه. البحث عن محسن ممتاز: لم أكنقد قابلته بعد، فقد كان فى مهمة طويلة الأمد خارج البلاد بدأت قبل التحاقى بهذاالعمل، ولكن وصوله كان منتظرا خلال أيام ليمضى فترة قصيرة بالقاهرة يعود بعدهالمزاولة عمله ولكننى كنت قد سمعت الكثير عنه وعرفت بعض صفاته... ذكى... جريء.. قوىالشخصية.. متطرف فى وطنيته.. سخى البذل فى عمله... شديد الايمان برسالته.. صريح[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]صعب المراس!! وقررت أن أترك هذا الأمر لحين بحثه معه لدى حضوره، خاصة أننى شعرت فىحديث محمد كساب بنغمة تحامل واضحة. وقد حدث فى تلك الأثناء أن نقل كساب إلى عملآخر، وحل محله الزميل حسن القطان المعروف بالذكاء الهادئ العميق، ولما ناقشته فىالأمر أيد فكرة بحث الموضوع مع محسن ممتاز، وإن كان قد أبدى ميلا طفيفا نحو آراءمحمد كساب. تأثرت بشخصية محسن ممتاز بعد دقائق من بدء مقابلتى الأولى معه.. وما أنفتحت معه الموضوع حتى نظر إلى نظرة جادة سائلا: هل أنت مسئول الآن عن هذه العملية؟ولما أجبته بالايجاب بادرنى سائلا: وماذا فعلت بها حتى الآن؟ وماذا تنوى أن تفعل؟فقلت له إنى لم أعمل بها أى شيء لسببين، أولهما هو حداثة احتكاكى بها، وثانيهماأننى أكاد لا أعرف عنها شيئا لخلو الملف من المعلومات اللازمة عنها ولعل حديثى معمحسن ممتاز قد كشف له عن تلهف واهتمام من جانبى ينبئان بأننى قد أدفع بهذه العمليةفى اتجاه مضاد للاتجاه الذى ساد فى تلك الآونة لوقف العملية، وكان ذلك ما دفعه إلىالاسترسال معى فى سرد طويل عبر عدة جلسات لم يحجب فيها أية تفاصيل مهما قلتأهميتها، ولم يبخل بالخبرات والدروس التى اكتسبها خلال ممارسته لهذه العملية، وإزاءحماسه النابع من كونه صاحب أصل هذه العملية ومنشئها من العدم، جلست منه مجلسالتلميذ من الأستاذ، وانتقل الحماس منه إلى بما جعلنى أنا الآخر، ودون أن أدرى،عنصرا من عناصر هذه العملية وأحد مكوناتها. نهاية لجزء أول من القصة: كانت تلك هىالمقدمة والفصل الأول بخط يد عبدالعزيز الطودى المتخفى باسمه عزيز الجبالى الذى راحيروى على مدى عشرة فصول مخطوطة وعلى 208 ورقات فلوسكاب ما حدث على مدى ما يقرب منعشرين عاماً. أنظر إلى عمر عبدالعزيز الطودي وألح عليه بأن مصر ولادة أشد على يديهقبل أن أمضى وأقول.. تصبح على نصر[FONT='Verdana','sans-serif'].
• ...........
[/FONT]كان يعشق مصر، عرفته منذعشرات السنين، أدى واجبه ولم يمل لحظة من العطاء، فاستمر كى يعرف الجيل الحالىوالقادم من هى مصر ومن هم المصريون إذا ما هيئت لهم الأرض، هذا ما ذكره لى عمرحجاج[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]وهكذا بدأت رحلة الكاتب الكبير رأفت الهجان. لم يكن الأمر سهلا، وإذا كانتالمشكلة الأولى حسبما يقول صالح مرسى تتمثل فى اقناع الرجل الذى رافق رأفت الهجانخلال رحلته الطويلة بأن أكتب القصة بأسلوبى أنا، وبإعادة خلق فنى جديد لها على أنينتمى هذا العمل لى وقد كان ذلك من أصعب ما يمكن لأن ذلك معناه أن انتزع ابنه منهلأنسبه إلى. لقد كان الأب هو عبدالعزيز الطودى المتنكر تحت اسم عزيز الجبالي والابنهو الدموع الخمس باسم رأفت الهجان[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]نقطة تصلح للبداية مساء 18 سبتمبر المنصرمكان مسجد الشاذلية الحامدية يضج بالمعزين من مختلف السحنات، لكن العجائز من الحضوركان باستطاعتهم أن يميزوا جيدا أن أغلب الحضور رجال مخابرات سابقون قدموا لمصر فىالزمن الجميل، ووضعوا مصائرهم فداء لمصر. كان الجميع يشاركون فى وداع عبدالعزيزالطودى الشهير بعزيز الجبالى. ولد الطودى فى 3 نوفمبر من عام 1932، ومن السعديةالثانوية التحق بالكلية الحربية عام 1951 ليتخرج فيها عام 53 ليلتحق بمدرسة مدفعيةالميدان من يونيو إلى ديسمبر من نفس العام، وليعمل بعدها مدرسا بمدرسة المدفعية منيناير 54 إلى نوفمبر 1955 فى ذلك العام انتقل الطودى إلى دير البلح فى قطاع غزة ثمإلى رفح ومنها إلى خان يونس ثم غزة فى 15 يونيو 1956 بناء على طلب منه بعد اعتداءإسرائيل على قرى غزة، وقتها استطاع العدو تدمير فرقة مدفعية فصدرت الأوامر باستبدالالفرقة بأخرى ليتقدم عبدالعزيز الطودى. كانت تلك المعركة من أهم المعارك التى ظلعزيز يذكرها بفخر، لقد كان الضابط المصرى الشجاع يملك وقتها أربعة رشاشات فقط لكنهراح يناور بطلقاته حتى ظن العدو أن حجم الأسلحة ضخم للدرجة التى استطاع معها تدميرموقع عوزي الضابط الصهيونى الذى قام بتصميم الرشاش المشهور باسمه. فى 3 نوفمبر منعام 1956 سقط عزيز فى الأسر، لكنه عاد إلى مصر فى يناير من العام 1957 لينتقل بعدهاإلى موقعه بالمخابرات العامة الذى استمر به حتى العام 1977. فى العام 1962 استدعىبصحبة زميله على زكى لمكتب السيد سامى شرف ومنه دخلا إلى مكتب الزعيم جمالعبدالناصر ليغلق عليهم الباب كى يتلقيا مهمة الذهاب إلى الجزائر لمساندة أحمد بنبلا، وبالفعل سافرا إلى أوروبا ومنها إلى جبل طارق فى المغرب ومنها إلى الجزائر،وقتها كان محمد أفقير وزيرا للداخلية بالمغرب وكان على علم بمهمة كل من عزيز وعلىزكي إلا أن أجهزة الوزير ظلت ترصد كل تحركاتهما لدرجة الضيق، لكنهما نجحا فى المهمةوعادا ثانية إلى مصر[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]بداية أخري -أين ولدت؟. -- وأنت مالك. سأل صالح مرسى بلهفةورد عبدالعزيز الطودى بخفة ظل معهودة، قبل أن يمتد الحوار بينهما ليروى ضابطالمخابرات المصرى الجميل قصة ميلاده بمنزل جده الشيخ إبراهيم الجبالى أحد علماءالأزهر، وكيف مات والده الشيخ محمد حسن الطودى وهو لم يبلغ من العمر أربع سنوات،مما دفع والدته للانتقال إلى منزل والدها الشيخ إبراهيم بمنيل الروضة. فى هذاالمنزل القريب من منزل المستشار حسن النشار أخو الرئيس جمال عبدالناصر من الرضاعةذلك المنزل الذى عاش به عبدالناصر لفترة قصيرة من عمره، كان يذهب خلالها إلى منزلالشيخ إبراهيم لزيارة زميله فؤاد الطودى الذى أصبح فيما بعد واحدا ممن اعتمد عليهمعبدالناصر فى تأميم قناة السويس. تربى عبدالعزيز فى منزل جده حتى تزوج من ابنة خالهمحمود جعفر الجبالى مؤسس نظام الضرائب بالمملكة السعودية فى نهاية الأربعينيات، ثمانتقلت الأسرة إلى منزل الخال بالمهندسين لينجب عبدالعزيز هناك عمر مؤلف وعازفموسيقى وهبة[FONT='Verdana','sans-serif'].
• [/FONT]لقاء قبل التصويركان لى شرف اللقاء بعزيز الجبالى. هكذا بدأمحمد وفيق حديثه ليضيف: كان شخصية شديدة الرقة والإنسانية والعذوبة لدرجة أن الدموعكانت تتقافز من عينيه عند حديثه عن رأفت الهجان.. أعطانى لقاؤه احساسا أن الصورةالتى فى خيالنا عن قسوة رجل المخابرات المصرى وغلظته صورة خاطئة. وكان لابد أنألتقى بابنه الأكبر عمر على الهاتف جاءنى صوته والدموع تخنقه، وعلى مدى ساعتين داربيننا حديث طويل قال فيه عمر عن أبيه: كان صديقى بصرف النظر عن كونه والدى، لديهعقلية مرتبة جدا، أكاد أراها عبقرية، ويضيف عمر بهدوئه الرتيب: على الرغم من تخرجىفى كلية التجارة إلا أنه وقف بجانبى مشجعا ميولى للموسيقى حتى اللحظة الأخيرة، فكانأول من يسمعنى عندما انتهى من تأليف قطعة موسيقية حتى إنه قال لى يوما: تمنيت لو أنموسيقى مسلسل رأفت الهجان، كانت من تأليفك يا عمر. كان آخر كتاب فى يده قبل الوفاةعن حرب العلمين، فى جلسة عائلية تحدث عن روعة ما جاء بالكتاب وكيف دخل الإيطاليونعن طريق ليبيا وكيف زحف الإنجليز إلى هناك وكيف تمت خطوات المعركة. ويؤكد عمر كانأخي محبطا أثناء الاتفاقات التى تمت بين السادات والكيان الصهيونى، وكان يقول لناإنه يريد السلام ولكن ما يتم ليس بسلام، فالسلام لا يكون بهذه الطريقة المخزية. كانأبى يذكر دائما شخصا يدعى عودة العمارى، وهو مواطن فلسطينى كان دليلا للعملياتالفدائية أثناء وجود أبى فى رفح ودير البلح وغزة، وكان أبى يصفه بأن جسده لم يكن بهمكان إلا وبه آثار لضرب النار. ويضيف عمر أثناء عملية عاصفة الصحراء سألناه: ماذابعد؟ فأجاب: اللهم لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه. سألت عمر عن الطرائفالتى عاشها عبدالعزيز الطودى المتخفى باسم عزيز الجبالى فقال: أثناء وجوده طالبابالكلية الحربية كان معه زميل يدعى عبدالعزيز هندى، وكانا شبيهين طبق الأصل للدرجةالتى دفعت قائد الكلية لأن يحضرهما أمام جميع طلاب الكلية بعد اختلاط الأمر علىالجميع، وبالفعل خرجا أمام الطلاب فلم يكتشف أحد فرقا بينهما، ومن المصادفات أنهماعملا معا فى المخابرات المصرية وظلا صديقين حتى الأيام الأخيرة. قلت لعمر: أين ابنأبيك؟ قال: ماذا تقصد؟ فقلت له: ما أقصده هو السجل كما أراد له عزيز والدوسيه كماذكر عمنا صالح مرسى وما اسميه أنا المخطوط الذى كتبه بخط يده. غاب عمر لحظات وعاديحمل الدوسيه المخطوط فقلت له: هذا إرث مصر، وحق لكل المصريين أن يقرأوه فقدمه لىعن طيب خاطر[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]النص كما كتبه الطودى: أتوقع عندما يرى هذا الكتاب النور أن يعتقدبعض القراء من المصريين والعرب أنه قصة من نسج الخيال ليس لها من الواقع أساس. وليسلدى ما أقوله لهؤلاء إلا أننى لست كاتبا أو قصصيا، وما هذا الكتاب إلا تسجيل واقعىلعملية قام بها جهاز المخابرات العامة المصرية فيما بين الخمسينيات والسبعينيات،ومازال معظم الذين أسهموا فيها على قيد الحياة. وأتوقع أيضا أن ينبرى البعض فىإسرائيل مأخوذا بالمكابرة أو المغالطة أو عزة النفس، فيدعى أن السلطات الإسرائيليةكانت على علم بهذه العملية، وأنها كانت تسيطر عليها وتوجهها بمعرفتها، مغرقةالمخابرات المصرية فى بحر من الوهم والخديعة والتضليل. ولهؤلا عندى الكثير.. أقلهوأبسطه أن دواعى السرية والأمان اقتضت بالضرورة حجب بعض الوقائع والتفاصيل[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]اتحداهم أن يذكروا ولو واحدة منها.. واحدة فقط. ولعله من الغنى عن البيان أن أقولإننى قد أبدلت أسماء جميع الأشخاص الذين أسهموا فى هذه العملية بأسماء مستعارةلأسباب يعلمونها هم قبل غيرهم، أولها أن تلك هى طبيعة العمل السرى، وآخرها أنهمأزهد الناس فى بريق الشهرة وحديث الأمجاد. وعندما بدأت فى كتابة هذا السجل كما أحبأن اسميه بتكليف من المخابرات المصرية، وقعت فى حيرة كبيرة بالنسبة للعنوان الذىأطلقه عليه، وورد على ذهنى خلال الكتابة العديد من الأسماء، لم اقتنع بمعظمهاواكتشفت أن الباقى معاد ومكرر، وعندما انتهيت من الكتابة فرض العنوان نفسه على[FONT='Verdana','sans-serif']. [/FONT]وهنا قفز أمامى سؤال كبير: هل يليق بضابط المخابرات أن ينساق وراء العاطفة فتسيلدموعه تأثرا وانفعالا؟. الإجابة القاطعة هى لا!!. فواجب المخابرات ذو شقين أساسيين،أولهما هو البحث عن الحقيقة، وثانيهما هو التعامل مع هذه الحقيقة بشجاعة وواقعية[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]وعليه، فلا مكان للعواطف فى أعمال المخابرات. ولكن ضابط المخابرات قبل كل شيء،إنسان ولقد بكى الإنسان فى نفسى من أجل الرجل محور هذه العملية خمس مرات.. خمس مراتفقط على مدى عشرين عاما لعل فى ذلك ما يلتمس لى العذر لدى رجال المخابرات العامةالمصرية إذ اخترت هذا العنوان للكتاب[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]وصية الهجان وصيتى. أضعها أمانة فى أيديكمالكريمة السلام على من اتبع الهدى. بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليهراجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهأنذاأقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرضالوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصيرالمحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية: 1- لأخىمن أبى سالم على الهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنهيساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935،وبذلك أصبح غير مدين له بشيء. 2- لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدينرقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد 3- مبلغ... لشقيقتىالعزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفةهدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة. 4- المبلغ المتبقىمن مستحقاتى يقسم كالآتى: نصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتىشريفة، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة. - النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتامبذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز،والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون أشهد أن لا إله إلا اللهوأشهد أن محمدا رسول الله الطودى يحكى القصة بخط يده: لم أستطع أن أحبس دمعة فرت منعينى.. هكذا بدأت قصتى مع هذه العملية ذات ليلة حارة فى فيلا منعزلة بين الحقول صيفعام 1958، وكنت فى ذلك الوقت قد انتهيت لتوى، مع مجموعة قليلة العدد من الزملاءالشبان، من اتمام دورة تدريبية متكاملة خاصة بالجوانب السرية البحتة من أعمالالمخابرات، وكنا مكلفين بالعمل على تطوير النشاط السرى الايجابى ضد الدول المعاديةلمصر على أسس علمية سليمة، وذلك بعد أن كان قد بدأ بالفعل فور قيام الثورة زملاءسابقون لنا، معتمدين على جهودهم الشخصية، وما اكتسبوه من خبرة من واقع الاحتكاكالفعلى بالميدان. وحتى ذلك الوقت كان جهاز المخابرات بالمعنى السليم للكلمة وليداوليست هناك دولة تعطى لأخرى خبراتها فى هذا المجال مهما تقاربت معها، وإن حدثوأعطتها فإنها تعطيها خبرات قديمة عفا عليها الزمان، ولعل ذلك يلقى الضوء علىالجهود الهائلة التى بذلها هؤلاء الزملاء القدامى لوضع اللبنات الأولى لأجهزة العملالسرى، وللتوصل إلى برامج التدريب والاعداد السليمة، التى كان أول تطبيقها علىمجموعتنا الصغيرة وكنا قد اندمجنا فى العمل، فور انتهاء تدريبنا، تحت قيادة هؤلاءالزملاء القدامى واشرافهم حيث تم تقسيمنا إلى مجموعات صغيرة متخصصة، وبدأ الأمربتكليفنا بدراسة العمليات الجارية من واقع ملفاتها السرية، تمهيدا لتطويرها فىالاتجاه الصحيح، وكانت هذه العملية من نصيبى. كان الملف صغيرا يحتوى على بضع صفحات،وكان أول من لفت نظرى فيه مظروف مكتوب عليه بالخط النسخ الكبير.. وصية.. لا تفتحإلا بعد مماتى.. ولكن الظرف كان مفتوحا وعليه عبارة صغيرة تقول فتح بمعرفتي وتحتتوقيع رئيس جهاز العمل السري! نعم فالمخابرات لا تعرف العواطف وإنما تتعامل معالحقائق وجها لوجه.. انتقلت إلى الصفحة الأولى من الملف، وهى نموذج مطبوع يحتوى علىالبيانات الأساسية عن المندوب وهو ما اصطلحنا على اطلاقه على المتعاونين، وليسالجاسوس أو العميل!!!، فوجدت فى خانة الملاحظات عبارات أثارت دهشتى، فإحداها تقولإنه بارع فى التأقلم مع أى بيئة، وثانية تقول إنه جبان لا يسعى بإيجابية للحصول علىالمعلومات، وإنما يعتمد على ما يسمع من أحاديث، وشائعات، وأخرى تقول إنه أبدى كفاءةأثناء العدوان الثلاثى، وبضع عبارات أخرى بعضها مضيء وبعضها مظلم.. ولم اقتنع بهذاالتناقض[FONT='Verdana','sans-serif']..
18 [/FONT]عاما خداعا لاسرائيل (قصه الجاسوس المصرى رفعت الجمال[FONT='Verdana','sans-serif'])
[/FONT]أشهرالجواسيس بقلم رأفت الهجان.. شخصياًد.نبيل فاروقمنذ ظهر أدب الجاسوسية[FONT='Verdana','sans-serif'] -[/FONT]بمفهومه الحالي- إلى الوجود، في عالمن ا العربى، مع بدايات ستينيات القرن العشرين،وعَبْر ما يزيد قليلاً عن أربعين عاماً، طالعتنا قصص وعناوين مختلفة، تدور كلها -أومعظمها- عن عمليات قامت بها أجهزة المخابرات، المصرية والعربية، أو حتى العالمية،وتردَّدت في العقول والأذهان، من خلال أوراق الصحف أو الكتب، أو شاشات السينما أوالتليفزيون، أو الشبكات الإذاعية، أسماء العديد من الشخصيات، التي ساهمت في كتابةتاريخ المخابرات، سلباً أو إيجاباً. مثل (هبة سليم)، تلك الجاسوسة المثقفة، ذاتالطابع الخاص جداً، والتي لم تنجح مصريتها في كبت أحلام وتطلُّعات طموحاتهاالمتفجِّرة، فاندفعت بكل عقلها ونشاطها، ومواهبها المتعدِّدة، نحو طريق الخيانة،وطرحت هويتها تحت أقدام المخابرات الإسرائيلية، التي أوهمتها بأحلام التفوّق والقوةوالنجاح، والتي لم تستيقظ منها، إلا وحبل المشنقة يلتفّ حول عنقها الجميل. قبل حتىأن يعرف العامة قصتها، ويتابعون خيانتها، على شاشة السينما، من خلال أوَّل وأقوىفيلم عن عمليات المخابرات (الصعود إلى الهاوية)، والذي قدَّمها فيه الراحل المبدع[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]صالح مرسى)، تحت اسم (عبلة كامل)، مع تلك العبارة الشهيرة، التي انحفرت لروعتها فيكل الأذهان: (هي دي مصر يا عبلة[FONT='Verdana','sans-serif'])..
[/FONT]أيضاً أتحفنا التليفزيون المصرى، في بدايةالتسعينيات، بقصة (أحمد الهوَّان)، ذلك المصري البسيط، الذي لعب دوراً مزدوجاًمدهشاً، لخداع المخابرات الإسرائيلية، وانتزاع واحد من أفضل وأحدث أجهزة الاتصال[FONT='Verdana','sans-serif'] -[/FONT]أيامها- من بين أنياب ذئابها، في مسلسل حمل طابعاً فريداً، في ذلك الحين، باسم[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]دموع في عيون وقحة)، منح خلاله الأستاذ (صالح مرسى)، لبطل القصة الحقيقى، اسماًيتناسب معه إيقاعياً كعادته (جمعة الشوَّان[FONT='Verdana','sans-serif'])..
[/FONT]ولكن، ومع كل ما ظهر إلى الوجود[FONT='Verdana','sans-serif'] -[/FONT]عربياً- عبْر هذا النوع من الأدب، لم يحظ جاسوس واحد، بكل ذلك الاهتمام، وكل تلكالشهرة، المحلية والعالمية، أكثر من (رفعت علي سليمان الجمَّال)، ذلك المصري الشاب،الذي وصفه من التقطوه في بداياته بأنه أقرب إلى المحتال، منه إلى رجل الأعمال، معكل ما يجيده من مهارات وخبرات، وقدرة مدهشة على اجتذاب من حوله، والتأثير فيهم،وإقناعهم بأية رواية يُحِيكُها ذهنه، أو يتدرَّب عليها بإتقان[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]ومنذ ظهور قصة[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]رفعت الجمَّال) إلى الوجود، كرواية مسلسلة، حملت اسم (رأفت الهجَّان)، في 3 يناير[FONT='Verdana','sans-serif'] 1986[/FONT]م، في العدد رقم (3195) من مجلة (المصوِّر) المصرية، جذب الأمر انتباهالملايين، الذين طالعوا الأحداث في شغف مدهش، لم يسبق له مثيل، وتعلَّقوا بالشخصيةإلى حد الهوس، وأدركوا جميعاً، سواء المتخصصين أو غيرهم، أنهم أمام ميلاد جديد،لروايات عالم المخابرات، وأدب الجاسوسية، وأمام بوَّابة جديدة فريدة، تنفتح لأوَّلمرة، على هذا النحو من القوة، أمام القارئ العادي.. وتحوَّلت القصة إلى مسلسلتليفزيوني، سيطر على عقل الملايين، في العالم العربي كله، وأثار جدلاً طويلاً، لمينقطع حتى لحظة كتابة هذه السطور، في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بما فيها، أو لعلعلى رأسها، (إسرائيل) نفسها[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]ولأن الأمر قد تحوَّل، من مجرَّد رواية في أدبالجاسوسية، تفتح بعض ملفات المخابرات المصرية، إلى صرعة لا مثيل لها، ولهفة لم تحدثمن قبل، وتحمل اسم (رأفت الهجان)، فقد تداعت الأحداث، وانطلق الخيط بلا حدود، وراحتعشرات الصحف تنشر معلومات جديدة في كل يوم، عن حقيقة ذلك الجاسوس المدهش، الذيزرعته المخابرات المصرية في قلب (إسرائيل)، لينشئ ويدير واحدة من أقوى شبكاتالجاسوسية، ويبرع في خطة خداع عبقرية، ومنظومة مخابراتية رفيعة المستوى، عبر ثمانيةعشر عاماً كاملة، دون أن ينكشف أمره لحظة واحدة، على عكس ما يدّعي الإسرائيليونالآن[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]ومن بين كل المقالات، والأحاديث، والكتب العديدة، التي تحدَّثت عن (رفعتالجمَّال)، وحاولت كشف حقيقته، وهويته، وأسرار حياته، وبداياته، ومغامرته المذهلة،في قلب المجتمع الإسرائيلى، لن تجد أفضل، أو أقوى، أو أكثر جذباً للانتباه،وإطلاقاً للفكر، من هذا الكتاب، الذي نستعرضه هنا اليوم (18 عاماً خداعاً لإسرائيل[FONT='Verdana','sans-serif'] - [/FONT]قصة الجاسوس المصري- رفعت الجمَّال).. الكتاب صدر عن مركز الترجمة والنشربالأهرام، ويحمل رقم الإيداع (4230/1994)، وليس له رقم إيداع دولى[FONT='Verdana','sans-serif']!!..
[/FONT]وقوة هذاالكتاب لا تكمن في ما يحويه من صور نادرة، ومعلومات لم تنشر من قبل، عن حقيقة (رفعتالجمَّال)، ولا في التفاصيل المدهشة، التي تختلف كثيراً، في بعض مواضعها، عماقرأناه في الرواية، أو شاهدناه على شاشات التليفزيون، وإنما تكمن فيما اعتبره قنبلةحقيقية، لم تتفجرَّ في لغتنا العربية قط، في مثل هذا النوع من الأدب[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]تكمن فيأنه يحوي فصلاً كاملاً، كتبه (رفعت الجمَّال) بنفسه، عن قصة حياة (رفعت الجمَّال[FONT='Verdana','sans-serif'])[/FONT]،الجاسوس المصري الأشهر.. والكتاب في مجمله هو مذكرات كتبتها (فلتراود هاينريتششبالت)، التي عُرفت فيما بعد باسم (فلتراود بيتون)، أرملة (جاك بيتون)، وهو ذلكالاسم، الذي عُرف به (رفعت الجمَّال)، منذ تحوَّل إلى هوية يهودية، والذي حمله في[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]إسرائيل)، وفي (ألمانيا) رسمياً، حتى لحظة وفاته[FONT='Verdana','sans-serif']..
[/FONT]وينقسم الكتاب إلى ثلاثةفصول، يتحدَّث الفصل الأوَّل منها عن حياة (فلتراود) مع (جاك بيتون)، ولقائها به،والكثير من التفاصيل عن شخصيته، حسبما خبرتها وعرفتها شخصياً، طوال فترة زواجهما[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]وهذا الفصل يبدو أشبه بقصة رومانسية، ومناجاة لحبيب رحل، بأكثر مما يرتبط بعالمالمخابرات والجاسوسية، كما قد ترغب في قراءته إذا ما ابتعت الكتاب لهذا الهدفبالتحديد، ولكن، وعلى الرغم من هذا، فالفصل الأوَّل يمنحك الكثير من المعلوماتالهامة، واللمحات شديدة الخطورة، بشأن شخصية (جاك بيتون)، وتغلغله القوى، في قلبالمجتمع الإسرائيلى، وبالذات ذلك الجزء الذي تقول فيه (فلتراود) في مذكراتهاالشخصية[FONT='Verdana','sans-serif']:
"[/FONT]قضيت أياماً أضفي "لمسة المرأة" على الشقة، وذات يوم، وأنا عاكفة علىتنظيف المسكن دق جرس المنزل، وعندما فتحت الباب، لم أر للوهلة الأولى سوى باقةكبيرة من الأزهار، وما إن انخفضت الباقة قليلاً، حتى طالعتني أعرض ابتسامة عرفتها[FONT='Verdana','sans-serif'].. [/FONT]رأيت رجلاً واقفاً أمامى، وعلى إحدى عينيه عصابة من القماش الأسود، قدَّم إليَّباقة الورد، قائلاً : - أردت فقط أن أشاهد الغلطة، التي ارتكبها جاك بيتون[FONT='Verdana','sans-serif'].
[/FONT]ثمانصرف لا يلوي على شئ. أدركت أنه موشي ديان، وعرفت بعد ذلك أنه أقرب أصدقاءجاك[FONT='Verdana','sans-serif'].."
[/FONT]وفقاً لرواية (فلتراود)، كانت توجد إذن صداقة قوية بين وزير الدفاعالإسرائيلي السابق شخصياً، وبين (جاك بيتون)، الجاسوس المصري، الذي زرعته المخابراتالعامة، في قلب (إسرائيل[FONT='Verdana','sans-serif'])..
[/FONT]فياللخطورة[FONT='Verdana','sans-serif']!..
[/FONT]ويا للقوة[FONT='Verdana','sans-serif']!..
[/FONT]ولم تكتف[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]فلتراود) بهذا القدر في روايتها، وإنما تقول في موضع آخر: "كان أقرب الأصدقاء لناهم موشي ديان، وجولدا مائير، وبن جوريون، وعزرا وايزمان، وكان جاك وموشي وعزرا أشبهبالفرسان الثلاثة، وكانوا عندما يجتمعون معاً، نادراً ما يعكر صفوهم أي شئ، كانتحياتهم معاً مزاحاً في مزاح، أما جولدا مائير وبن جوريون فكانا بمثابة الأبوينبالنسبة له. لقد تقبَّلاني برضاً وترحاب وأبْدَيَا عطفاً كبيراً نحوي، وكثيراً ماكانت جولدا مائير تسألني عما إذا كان جاك يحسن معاملتي أم لا..؟[FONT='Verdana','sans-serif']"
[/FONT]إذن فالجاسوسالمصري، حسبما تذكر (فلتراود)، كان صديقاً لأكبر ثلاثة أسماء في (إسرائيل) كلها، فيذلك الحين!!.. هل يمكنك أن تدرك ما الذي يمكن أن يعنيه هذا، وأي نجاح ذلك، الذيحققه رجلنا في (تل أبيب)؟[FONT='Verdana','sans-serif']!!..
[/FONT]وبغض النظر عن تلك الوقفات المثيرة للدهشةوالتساؤل، فهذا الفصل من الكتاب يمضي مع ذكريات (فلتراود) حتى لحظة وفاة زوجها (جاكبيتون)، في الثلاثين من يناير 1982م، في (دارمشتاد) في[FONT='Verdana','sans-serif'] ([/FONT]ألمانيا[FONT='Verdana','sans-serif'])..
:amr:[/FONT]​
 
بارك الله فيك اخي الكريم
 
امال يسرنى دائما تواجدك فى مواضيعى لكى التحيه والاحترام
 

عودة
أعلى