التصفح للزوار محدود

رحلة العلاج الى الصين

أبو غسان

Well-known member
رحلة الأحلام 000

عندما يحط القدر رحاله بخيام الأماني وتسحب الآلام بساط السعادة من بين أرجلك ، تشعر بأنك فعلا محتاج لرحلة تعكس بها تطلعات آمالك علك تصادف من يتبنى بعض طموحاتك الثكلى 000 هكذا بدأت وسأخوض بالتفاصيل معكم لأصف لكم مجريات الحدث لآخذكم إلى بلاد المليار والنصف ، بلاد تحيط بها الأسوار وسورها العظيم أشهر معالمها أضنكم قد بدأتم تتعرفون على مقصد رحلتي إنها الصـــــــين 000
بدأت تفاصيل الحدث عن طريق الإبحار في عالم الشبكة المعلوماتية العنكوبوتية الإنترنت وباتصال من أحد الأصدقاء المبتلين مثلي بوجود طبيب بدأ بزراعة الخلايا العصبية واستخدام تقنية علاجية تساعد المصابين بالنخاع الشوكي على التحسن ونمو مناطق الإستشعار بالنخاع بحيث ترجع للمريض بعض القدرات التي فقدها ، الموعد والمراسلات أخذت وقتا طويلا وإرسال التقارير الطبية والأشعة مما استدعى مني الإستعانة ببعض الأشخاص العاملين بالسفارة العمانية بالصين الذين لعبوا دورا كبيرا لتوصيل وتسهيل لغة التفاهم فلهم الشكر والتقدير على ذلك ، تم حجز الموعد وبدأت فترة الاستعداد للسفر إلى هناك وفي شهر رمضان المبارك تجهزت أنا ومن يرافقني لنسلك درب الألف ميل ورحلة جديدة والبداية دائما من الشارقة حيث نزلنا ضيوفا مكرمين على السكن الداخلي بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية القلب النابض والحب المتدفق لكل المعاقين على مستوى العالم، الذين استقبلونا بحفاوة كبيرة وكرم بالغ وليس هذا بغريب عن الشارقة وأهلها العظماء وبعد الإفطار توجهنا لمطار دبي الدولي الذي يبهر عقل كل من يراه لأول وهلة بعظمته وتجهيزاته التي ينال فيها ذوي الإحتياجات الخاصة كل التسهيلات والخدمات , وبعد الإنتهاء من ترتيبات الشحن والحقائب توجهنا لقاعة المغادرين وقد رافقنا أحد العاملين حتى دخولنا للطائرة وبعد أن استقرت بنا الأمور في كراسي الطائرة أعلن الطيار عن الإقلاع ومسار الرحلة والإرتفاع الذي سيحلق به والوقت الذي ستستغرقه الطائرة للوصول إلى بكين 0
بعد مرور تسع ساعات من التحليق المتواصل الذي غدوت فيه ملازما للكرسي محاولا التنفيس عن نفسي بين فترة وأخرى بتحريك جسمي ارتفاعا ونزولا على الكرسي بدأت معالم بكين تظهر من على نوافذ الطائرة وبعد لحظات استقرت الطائرة على أرض المطار بعد ما أمضينا ليلة كاملة وصلنا بتوقيت الصين الساعة العاشرة صباحا , بعدما استقرت الطائرة على موقف الهبوط وخرج كل الركاب منها جلست انتظر دوري في الخروج متلهف لأرى أين نحن الآن وبعد كلام بلغة لم أفهمها بين المضيفين وطاقم الطائرة حضرت لإنزالي إحدى العاملات بالمطار ظنا منها بأني مسافر عادي ربما احتاج فقط لمن يدفع الكرسي المتحرك عني حاولنا التحدث مع الحاضرين ولو بلغة الإشارة التي كان لابد لنا من ممارسة طقوس كثيرة حتى نصل إلى أننا بحاجة لمن يساعدنا المهم وصلت المعلومة بشكل أو بآخر وتكبد مرافقي عناء الحمل والمساعدة إلى أن وجدنا أنفسنا في أرضية المطار بحثنا عن كرسينا لم نجده ذهب مع الأغراض الأخرى في الشحن جاءوا لي بكرسي آخر صغير غير مريح ليس به تسهيلات لكن كان لابد لي أن أقبل لكي أستطيع النزول لا أطيل عليكم بالتفاصيل المملة الأخرى والتي تعكس عدم وجود تسهيلات كافية لأصحاب الكراسي المتحركة ، بعد دخولنا لقاعة المطار لوح لنا أحد الإخوان الموظفين بالسفارة هناك والذي حضر لاستقبالنا ولا يستحق منا إلا كل الشكر والتقدير لما بذله لنا من تذليل صعاب كثيرة كنا سنأخذ الوقت الكثير والجهد البالغ في إنجازها , بدا المطار مكتظا بالناس كثير الزحام عندها أيقنا بأننا نزلنا فعلا في بلاد المليار نسمة , المهم بعد تخليص إجراءاتنا في المطار والبحث عن كرسينا الذي تأثر من الشحن والمناولة أصررت على أن انتقل به فله علي عهد بأن أحافظ على صداقتي معه بعد الخروج من المطار ركبنا السيارة التي أحضرها لنا صديقنا الذي قال لنا أن المسافة ستكون بعيدة نوعا ما إلى المستشفى بسبب الزحام , خرجنا من حرم المطار لنبدأ استنشاق هواء بكين المكتظ بملايين المتنفسين الذين يسحبون منه حاجتهم بدا الجو بارد نوع ما مقارنة من حيث أتينا وصلنا بعد ساعة تقريبا في الطرقات الممتلئة بالسيارات والناس ووسائل النقل المختلفة التي بها إطارين وأربعة وأكثر من ذلك بدا لنا المستشفى قديما كمتحف لمن يراه أول وهلة اصطحبنا العاملين الذين كانوا في استقبالنا إلى الطابق الثاني القسم المخصص للوافدين الأجانب بدا الجناح مكتظا بالمرضى من مختلف الجنسيات وخصوصا الأوروبية منها , استلمنا الغرفة رقم (14) والتي بها سريرين ودولاب ودورة مياه وثلاجة مياه باردة ودافئة حسب حاجتك , بادرنا المسؤولون عن التغذية بقائمة الطعام لأننا وصلنا بموعد تناول الغداء عندهم وهو الساعة الثانية عشر ظهرا بتوقيتهم وكانت القائمة تحوي من الأصناف الغريبة الكثير المهم ما حاولت فهمه هو الفش (سمك) طلبناه وبدأنا نسترح في أسرتنا ومكاننا الجديد0
بعد مرور ساعة تقريبا حضر لنا دكتور من العاملين بفريق الدكتور الأخصائي بدأ يأخذ بعض المعلومات كان التفاهم معه صعب نوع ما لعدم إجادته للغة الإنجليزية المهم استوعب ما نريد أن نوصله له بأننا نرغب بمقابلة الأخصائي الكبير الدكتور (هونج ) فرد علينا بأنه مشغول وسيأتي بالفترة المسائية ليمر على المرضى الجدد بدأ بأخذ بعض عينات من الدم وقياس الضغط والحرارة والأمور الاعتيادية الأخرى، قررنا بعد خروج الدكتور أن نقوم بجولة استكشافية في الجناح وتوجهنا إلى الكوفي شوب أو مقهى المرضى المخصص لتناول الطعام أو صنع بعض الأشياء الخفيفة كالشاي والقهوة والعصائر وغيرها ووجدنا الكثير من النزلاء الأجانب يجلسون فيه للقراءة والتحادث وبجانبه غرفة بها ثلاثة أجهزة حاسب آلي مربوطة بشبكة المعلومات الدولية (الأنترنت ) لتسهل على المرضى التواصل مع أسرهم عبر الإيميل والرسائل المرئية والصوتية عبر الماسنجر , وأثناء جولتي في ردهات المستشفى شد انتباهي شاب في العشرينات من عمره بصحبة فتاة الأثنين على كراسي متحركة اقتربت منه تعرفت عليه فقال لي بأنه أتي من ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة وأنه مصاب بتهتك في النخاع الشوكي مثلي في الفقرة الخامسة والسادسة وأن الفتاة التي معه هي صديقته جاءت لمرافقته فسألته كيف تعرف على الدكتور والمستشفى فأجاب عن طريق الشبكة الإنترنت وما الذي حدا به أن يغامر ويأتي إلى هنا رغم شهرة بلاده وتقدمها في المجالات الصحية فأجاب هو البحث عن أمل جديد لتوقف التوصل لجديد في بلاده وغيرها من الدول عندما تذكر الخلايا العصبية يقال لك لا جديد ما تلف لا يعوض , المهم جمعتني به صحبة طيبة خلال فترة تواجده بالمستشفى إلى أن غادر لبلاده , بعد مرور وقت العصر وحلول الظلام في بلاد المليار أتى الدكتور هونج كبير الأخصائيين ومكتشف هذا النوع من العلاج فنظر إلى ما احمله من تقارير وأشعة وقال لي ستنتظر بعض الوقت لأن هناك الكثير من المرضى أمامك ليصلك الدور ولم يعطني الكثير , في صباح اليوم التالي أتت إلي زائرة كريمة اعتادت أن ترافقني لسفراتي وكان لا بد لي من أقوم بواجب الضيافة لها فمكثت في السرير وبدأت حرارتي في الارتفاع وبدأت الأوجاع تتسابق لتحجز لها مقعد بين أضلعي أتعرفون من هي ؟ إنها الحمى 000
وبعد علاجات مضنية وأنابيب موصلة وإبر مشحوذة بدأت درجة الحرارة بالإنخفاض لتواكب درجة الحرارة المنخفضة أصلا والباردة خارج الغرفة ومرت علي فترة تعدت السبعة أيام حتى قرر الكادر الطبي بقيادة زعيم التنظيم أقصد طبعا تنظيم الأطباء حتى لا يسرح فكركم بعيدا إدخالي لغرفة التشريح أقصد العمليات وكان يوم الأربعاء وبدأت مراسم الإستعداد البدني والنفسي من حيث حلق الشعر وتنظيف الجسم وتهيئة الأوردة لما ستتلقاه من محاليل ولا أخفيكم سرا كنت خائفا جدا أرسم لنفسي سيناريو الأحداث وماذا يمكن أن يحدث وما الذي سيحقن في نخاعي المهتريء أصلا من كثرة الأشعة والتنقل في أسرتها المهم لا أطيل عليكم سلمت نفسي وبدا علي رباطة الجأش والتصنع ولم أنم في تلك الليلة انتظارا للغد الموعود 000
وفي الصباح أتى الجنود الملثمون تعرفهم بسيماهم أصحاب الملابس الخضراء البراقة عرفت أنهم من غرفة العمليات بحثوا لهم عن وريد بارز ليحقنوا فيه أنبوبهم الممتد لخزان صغير من محلول أصفر اللون وذهبوا بي نحو ما يريدون المهم بعد فترة ومداعبة بسيطة من كادر التخدير رحلت إلى عالم آخر لم أدري فيه ما فعلوا ومن كانوا وكم كان عددهم وبعد عملية استغرقت الأربع ساعات عادوا بي إلى سريري العادي في غرفتي ولم أفق من التخدير إلا والشمس كانت قد أشرفت على الوداع وعندما فتحت عيني وجدت أخي مرافقي بجانب السرير وسألته ماذا حدث وبعد لحظات جاء الدكتور وقال لي بلغته الحمد لله على السلامة نفذنا العملية وكانت ناجحة وأحسست حينها بأن عنقي فصل عن جسمي ألم شديد لم أستطع أن أحرك يدي إلا بصعوبة وألم كبير والحقن والمحاليل تتوالى قد صفت على الطاولة المواجهة لسريري استمر بي الحال من علبة لأخرى ومن لون إلى لون من الأدوية والجرح الذي أحدثته العملية برقبتي يؤلمني كثيرا لا أستطيع حتى أن أرفع رأسي من السرير مرت علي ثلاثة أيام وأنا على هذا الوضع المتعب من النوم على السرير بدون حركة زارني خلال تواجدي بالمستشفى بعد العملية إخوة أعزاء من مختلف السفارات العربية المتواجدة بالصين وحظيت بتشريف السفير العماني شخصيا ومجموعة من السفراء العرب الذي أطلوا علي وحاولوا طمأنتي وبأن القدر والمكتوب لا يتعداه الناس وغير ذلك من الكلام الطيب الجميل المهم كان الأطباء يتوالون على سريري يوميا يسألوني هل أحسست بجديد هل هناك فرق بين ما كنت عليه سابقا وبعد العملية وكان جوابي لا NO بلغتهم ليفهموني بعدها قرر كبير الأطباء أن أبدأ بالجلوس والنزول من السرير كانت البداية صعبة جدا جدا كأنها بداياتي بعد الحادث قبل ثمان سنوات حضر لغرفتي إثنان من قسم العلاج الطبيعي وأنزلوني على الكرسي المتحرك وذهبوا بي نحو مركز العلاج الذي كان يبعد قليلا عن مبنى المستشفى بدأت معهم من البداية كنت ألح عليهم بتقوية عضلات يدي لأني فعلا أحس بضعف شديد في يدي اليمنى بالتحديد المهم كان أخصائيي العلاج الطبيعي مجتهدين في عملهم ويتجمعون عند رؤية الغرباء أمثالي يسألون عن بلدهم ولغتهم ويحاولون إبراز قدراتهم في اللغة الإنجليزية التي يسعون جاهدين لتعلمها بعدما غيبت عن مناهجهم لفترات طويلة وهم يستعدون حاليا لاستضافة الألعاب الأولمبية لذلك فهم مجدون جدا لتعلم هذه اللغة التي سيستفيدون منها خلال تواجد الوفود المشاركة في البطولة وتزامن مع فترة بدئي في العلاج الطبيعي بدايتي أيضا العلاج بالإبر الصينية الذي كنت أسمع عنها ولكن عندما حضرت الأخصائية وفي يدها كراتين الإبر المخيفة وبدأت عملها في تحديد أماكن غرسها في جسمي شعرت بأنني قطعة لوح في يد نجار يصنع منها نولا للنسيج من كثرة الإبر التي غرست في بطني ورجلي ويدي وسائر جسدي وبدأت الأخصائية بوصلها بأسلاك وجهاز يولد طاقة كهر بائية بسيطة كنت أنظر إلى جسمي وأبكي دون دموع كيف غدوت لوحة بيد رسامين وفنانين ينتقون الأماكن التي يرغبون من جسدي المهم تحملت الكثير من الألم أملا مني في أن أنال معجزة تحرك أعضائي التي ملت السكون كما إنني أرغب في أن اذكر شيء لمسته وأحسسته مميز عند أخصائي العلاج الطبيعي والممرضين وحتى العاملين بالمستشفى هو خفة اليد في المساج هم فنانين في التدليك والمساج يضفون عليك راحة في يديك ورقبتك يتقنون فن التدليك بشكل رائع وعندما سألتهم عن السبب قالوا لي أنهم يدرسون هذه المادة كمقرر في مناهجهم 0
استمرت بي رحلة المقام في بلد المليار ما يقارب الشهر والنصف بدأتها في الثلث الأول من رمضان وعندما قارب حلول العيد حاولت أن أجد دليل على اقترابه شبيه بما عندنا لا يوجد لا ملابس جديدة لا تهاني لا ذبائح ولا حتى بهارات يفوح عبقها من بعيد تعد للشواء والمشاكيك ولا أشياء كثيرة حيث في مكان إقامتنا في المستشفى أو الولاية التي كنا فيها لا تسمع صوت الأذان ونادرا جد أن ترى مسلمين فالشعب الصيني له ديانات مختلفة من البوذية وغيرها اتصل بنا أحد الأخوة من السفارة العمانية ليخبرنا بأنه تم إعلان العيد وبأن غدا هو أول أيام عيد الفطر السعيد كان عندنا في البلد إعلان العيد متقدم بيوم قضينا ساعات ذلك اليوم في الرد على المكالمات التي تهافتت لتهنئتنا والسؤال عنا وفي عصر ذلك اليوم حضر إلينا في المستشفى إخوان أعزاء من السفارة ومن الطلاب العرب الدارسين في الصين واجتمعنا في الغرفة معنا وأتو لنا ببعض الحلويات والأكلات الشعبية العمانية وذلك لأن بعض الأخوة يعيش مع أسرته وحاول أن يشعرنا مشكورا بأننا في أيام عيد ولا بد من التميز قليلا المهم مرت علينا الأيام الأولى وقرر مرافقي الأول وهو أخي أن يعود للبلاد لأن فترة الإمتحانات قد قربت وكان لزاما عليه العودة ليكمل دراسته وفي رابع أيام العيد وصل إلينا أخ عزيز آخر نسيبي بعد ما تكبد عناء السفر والتعب ذهب لإستقباله أخي وأحد الأخوة في السفارة ووصل قبل المغرب بقليل وأسند إليه أخي مهامه وأطلعه على أقسام المستشفى والسوق القريب وكيف يحصل على الأشياء الضرورية وبطاقة الهاتف وغير ذلك قبل أن يودعنا أخي عائدا إلى البلد بدأت مهام مرافقي الجديد متعبة حيث إنني كنت في فترة بعد العملية وعضلات يدي لا تسعفني كثيرا لحمل ورفع جسمي مما يتيح لي الصعود والنزول بسهولة إلى رفيقي الدائم أعني كرسيي المتحرك الشجاع الذي صمد معي رغم تغير الجو ووعورة الطرق والممرات 0
المهم بدأت أعمال مرافقي الجديد حيث تم اسناد مهمة رعايتي له وفي تلك الفترة بدأت الذهاب لصالة العلاج الطبيعي وهي تبعد قليلا عن المستشفى وكان الجود باردا بدأنا نذهب كل يوم ساعتين للتمرين صباحا ومساءا كانت قاعة العلاج الطبيعي كبيرة جدا وبها من المرتادين الكثير استمر بنا الحال أسبوعين قررنا بعدها الرجوع لأرض الوطن بعد ما ضقت ذرعا من الغربة والإحباط الذي أصابني حيث إنني لم أشعر بتحسن ملحوظ المهم أخبرنا الإخوان بالسفارة للحجز في أقرب فرصة ممكنة حجزنا وأكدنا الحجز للرجوع يوم الأثنين كان موعد الطيارة الساعة الخامسة عصرا بدأنا الإستعداد منذ الصباح وربط الأحزمة وإعداد الحقائب كنا ننتظر أحد الإخوة من السفارة سيأتي ليأخذنا إلى المطار كنا على أحر من الجمر نودع الأطباء والعاملين بالمستشفى حتى دقت الساعة الواحدة ظهرا لقد تأخر علينا قليلا المهم بعدما وصل إلينا الساعة الثانية والنصف تقريبا وبمساعدة الإخوان ركبنا السيارة كانت مرتفعة قليلا (فورويل ) باجيروا مما استدعى زيادة الجهد والمساندة للوصول لكرسيها انطلقنا من المستشفى إلى طريق المطار وفي أثناء توجهنا للمطار حدث طاريء بسيط استدعى المرور لبعض المحلات وشوارع بكين مزدحمة جدا تحتاج لوقت طويل وجهد مضاعف لتصل فيها حسب الموعد رغما عن الصلاحيات التي تحظى بها سيارات السفارات من امتيازات قد تؤهلها أحيانا لتجاوز الإشارات والمرور عبر الرصيف وغيره المهم بدأت طلائع المطار تطل علينا وكانت الساعة قد قاربت من الرابعة عصرا أسرع السائق الصيني وزميلي في السفارة لتخليص الأوراق وتقديم الجوازات وبعد دخولهم بفترة قصيرة رأيت السائق قادم لي أنا ومرافقي في السيارة وتبدو على وجهه علامات الدهشة والحيرة وقال بلغته الصينية لقد تم اقفال الطيارة ولا يمكن أن تستقبلكم في رحلتها لقد وقع هذا الكلام على قلبي كالصاعقة فهو فعلا مأساة أخرى ودرب ضيق آخر من دروب حياتي الغير ممهدة أصلا 00 المهم عاد زميلي في السفارة وقال للأسف لا يمكن أستقبالكم في الطائرة لأنكم تأخرتوا صرخت له حاول أرجوك قال لا مجال هم يرفضون قلت له ما الحل الآن ؟ قال بعد نقاش سنذهب إلى شقة أحد الإخوان هو طالب عماني يدرس في الصين وكان في تلك الفترة عائد للوطن وشقته فارغة المهم كان لا مناص من هذا الحل رجعنا أدبارنا وكانت الأفكار في رأسي تتقاذفني يمنة ويسرة كيف ستأقلم في هذه الشقة لا يوجد لدي كرسي استحمام ولا المكان مهيا ولا ولا 000 وغيرها الكثير من الأفكار المهم قبل توجهنا للشقة مررنا على موقع سفتارة السلطنة في بكين جيث كان زميلنا يحتاج لبعض الأوراق من هناك وعند دخلونا للسفارة سألنا السائق الصيني أين الجوازات ؟ قلت له ليست عندي وسأل مرافقي وكانت الإجابة أيضا لا وكذلك زميلنا الآخر بدا مصعوقا وأخذ بسرعة مفتاح سيارة أخرى موجودة بالسفارة وتوجه مسرعا إلى المطار مرة أخرى خفنا كثيرا أن نواجه بمشكلة فقد الجوازات وتزيد معاناة أخرى مع معاناتنا التي نحن أصلا بها المهم ذهب صاحبنا مسرعا إلأى المطار وذهبنا أنا ومرافقي وزميلنا الآخر إلى مكان الإقامة المؤقت وصلنا لشقة الأخ (اسحاق ) كانت في الدور الثاني عشر لعمارة كبيرة العراقيل بدأت تنهال أمامي كان لا بد من تجاوزها لذا بدأت بشحن الإصرار وزيادة جرعات التحدي حتى تمر علي ساعات الإنتظار المهم صعدنا عبر المصعد المخصص للعمارة ومما يميز العمارات في الصين أنه يوجد بها موظفة للعمل في المصاعد تداوم أكثر من 10 ساعات متناوبة وصلنا للشقة كانت عبارة عن غرفة لا تتجاوز المترين وصالة صغيرة ودورة مياه بها سرير واحد المهم بدأت في امتطاء ذلك السرير حيث مكثت فيه فترة طويلة هنا لا بد من الإشارة لمجهودات مرافقي الكريم الذي أبلى بلاء حسنا وضاعف من جهده كنت أصر عليهم بأن يحجزوا لنا في أقرب رحلة قادمة والتي كانت بعد يومين قضينا وقنا على مضض كبير ننتظر الحجز القادم وجزاه الله خير عاد لنا زميلنا في السفارة بحجز قريب بدأنا نتجهز قبل الموعد بساعات طويلة خوفا من نصادف مصير الرحلة السابقة بعد مضي الوقت واقتراب المغادرة من بلاد المليار جاءنا زميلنا قبل موعد الطيارة بأربع ساعات تقريبا وبدأنا بحمل حقائبنا وأمتعتنا وغادرنا الشقة متوجهين إلى المطار كنت في نفسي أهمس خوفا من نصادف نفس المصير السابق كنت وأنا في طريقي للمطار غير مستمتع بما أراه من شوارع وبنايات وغيرها في بلاد السور العظيم كان هدفي أن أصل المطار وأغادر سريعا عائدا إلى بلدي التي اشتقتها كثيرا وصلنا المطار الذي يبدو مكتظا دائما كعادته ورافقنا زميلنا هو وصديقه الصيني الذي يعمل في السفارة وسهل لنا الكثير من الأمور وأوصلنا لمكان الإنتظار المخصص ومكث معنا حتى أتى موعد الدخول للطيارة 0 ودعنا الصين عائدين في سماء الأمنيات إلى بلادنا الرحلة طويلة جدا وكان لا بد من التزود بالصبر وكبح النفس زميلي حجز على الدرجة السياحية وأنا جلست في الدرجة الأولى بجانب أحد رجال الأعمال الصينيين الذين يترددون كثيرا على دبي وبدأت الرحلة سرنا طويلا والساعة والدقائق تمر علي بطيئة جدا حاولت أن أنام أخذت حبوب منومة من المستشفى قبل أن أغادر صارعت نفسي طويلا دون جدوى فعادتي مع النوم صراع مرير حتى تستطيع عيني أن تغمض قليلا حاولت أن أقرأ قصة ورواية كنت اصطحبتها معي أقرأ قليلا وأضجر مرت علي فترة الرحلة طويلة تقريبا أحد عشر ساعة متواصلة من الطيران حتى أعلن الطيار قرب دخولنا لسماء مدينة دبي التي كانت صاخبة كالعادة 00 وأيضا محطتنا الرئيسية كانت الشارقة المدينة الحالمة الوادعة كان في استقبالنا الأخ والزميل العزيز الذي ودعنا قبل ما يقارب الشهر (أحمد الحمادي) جزاه الله ألف خير عنا جهز لنا سيارة خاصة لحمل الكرسي المتحرك وذهبنا لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وكان الوقت آن ذاك ما يقارب العاشرة ليلا وجدنا دفء الأخوة والمحبة ينتظرنا كان الأخ (أحمد الحمادي) قد حجز لنا على متن طيران العربية للعودة إلى مسقط وكان موعد اللإقلاع صباحا الساعة الثامنة انتظرت قدوم الصباح بفارغ الصبر تناولنا الفطور في المدينة وبدأنا التجهز لمواصلة طريق العودة لمسقط وبعد فترة انتظار ليست طويلة جاء لنا الأخ (أحمد ) واصطحبنا لمطار الشارقة الذي كان لا يبعد كثيرا عن المدينة وعلى مقربة من جامعة الشارقة وصلنا للمطار كان كل شيء مجهز ومهيأ صعدنا للطائرة حاولنا مع المضيفة الجلوس في الكراسي القريبة من الباب حتى يسهل لنا الخروج رفضت سامحها الله بحجة القوانين والطوارئ وغيرها مما اضطر مرافقي التعب قليلا بمساعدة أحد المضيفين لحملي إلى الكرسي البعيد استقر بنا الحال وبدأنا ننتظر الإقلاع وبعد امتلاء الطائرة قرر الطيار الإقلاع المسافة بين مسقط والشارقة بالطائرة لا تتجاوز الأربعين دقيقة تقريبا بدت لنا مسقط العامرة بزينتها المبهجة ونحن نحلق قريبا من بحرها المتآلف زرقته مع السماء أعلن الطيار وصولنا لمطار السيب الدولي الذي سيعدل اسمه قريبا لمطار مسقط الدولي وبدت لنا الأرض التي تغلل عشقها في حنايا القلب وعند صالة الإنتظار وجدنا الأهل ينتظروننا وكانت في محياهم نظرات الأمل والتساؤل هل سيعود بجديد من رحلته أم أنها رحلة أخرى مثل الرحلات السابقة والحقيقة أن رحلتي للصين أنهكتني وأتعبت ما كان متبقي من قوة ودافعية وخصوصا تأثرت يدي اليمنى قليلا وضعفت قوتها وأصبحت لا تساعدني كثيرا مثلما كنت أعتمد عليها كثيرا في دفع نفسي للكرسي والسرير وغيرها وهكذا عدت من رحلتي التي أسميتها برحلة الأحلام مسطرا ما تبادى في قلبي خلال هذه السطور التي عانيت في كتابتها هل أواصل أم أتوقف لكن جمعت شتات فكري ورتبت الكلمات لتخرج متراصة تداعب العين لكل من يرغب أن يطلع على تجربتي مع عناء البحث عن علاج وأمل 000 أسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض ويصبر كل مبتلى ويبعث الأمل في قلوب الصابرين المتلهفين لشعاع أخفاه ظلام المرض 0 اللهم ارحمنا

مع خالص تحياتي ومحبتي – أحمد بن حمد الحجي ( أبو غسان )


 
أسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض ويصبر كل مبتلى ويبعث الأمل في قلوب الصابرين المتلهفين لشعاع أخفاه ظلام المرض 0 اللهم ارحمنا

يسلموووووووووووووو اخي

رحلة أمل وصبر
إن الله مع الصابرين
يعطيك العافية على هالرحلة التي كلها أمل وصبر
احترامي
بنت التحدي
 
بارك الله فيك اخي ابو غسان
ما شاء الله مجهود طيب في كتابة هذه الاحداث
شاكرن لك مشاركتك لنا احداث رحلتك وتجربتك في الصين
اتمنى لو تذكر لنا تكلفة العلاج في الصين
على فكره تم تغيير اسم مطار السيب الى مطار مسقط منذ الاول من فبراير 2008

وضعت نسخه من هذا الموضوع في قسم قصص الاعاضاء
 
أسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض ويصبر كل مبتلى ويبعث الأمل في قلوب الصابرين المتلهفين لشعاع أخفاه ظلام المرض

اللهم آمين

كل الشكر لك أخي الكريم على مشاركتنا قصتك

تقبل مروري
 
دعواتنا لك بالشفاء العاجل ولجميع المسلمين

نتمنى لك التوفيق اخي ابو غسان
 
مأجور اخي ابو غسان
وفالك العافيه :23:
بس طمنى عن صحتك الحين كيف تشعر وكم كانت تكاليف العمليه
 
اقف عاجز عن التعليق ولكن العين علقت من اول سطر كتبته وانهالت بزخ قطرات وقطرات من الدموع
بارك الله بيك اخويه والله يجيزيك خير كل الخير وهذا حالنا احنه نسعه وره بصيص امل وان شاء الله نسمع اخبار جميله عن تطور العلم بهذا المجال
تقبل مروري اخوك العراقي
 
أبو غسان
أسأل الله أن يشفيك ويشفي جميع مرضى المسلمين
هل حصلت على أي فائدة من هذه العملية
 
تبي الصراحه قصة قوييييه قريتها من اوووووولها لاخرها

فيها روح الحماس الله يشفيك ويعافيك

لاتزعل وانا اختك ابشر بالاجر العظيم من رب العرش العظيم

ومانحن الا بدنيا البلاء
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

اخي ابو غسان على مجهودك لكتابة هذه القصة عن كل ما مررت به في رحلتك للعلاج0


وباذن الله سيجزيك الله خيرا على صبرك

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيك ويعافيك وكل المسلمين0
 
الله يكتب الشفاء لكل مريض يارب لقد ابكتنا هذه القصة باحداثها واسلوب الكتابة .ان الله مع الصابرين
 
bsm4.gif


أسأل الله العلي القدير أن يشفي كل مريض ويصبر كل مبتلى ويبعث الأمل في قلوب الصابرين المتلهفين لشعاع أخفاه ظلام المرض

اللهم آمين

كل الشكر لك أخي الكريم على مشاركتنا قصتك

تقبل مروري


 
شكرا للجميع على مرورهم وكلماتهم الجميلة عرضت لكم تجربتي للإستفادة وعسى الله أن يشفي كل مسلم مريض
تحياتي لكم
 
اخي ابوغسان من فترة قرات قصتك في مجلة (التحدي))التي تصدرها الجمعيه العمانية للمعاقين الاصدار التاسع 2008





شفاك الله وعافاك وكل المسلمين ويسر السبل لذلك انه على كل شيء قدير
 
التعديل الأخير:

عودة
أعلى