التصفح للزوار محدود

إصابتي بالتوحد لم تقتل موهبتي بـ«الخزف».. وتعليمه الأطفال جل اهتمامي

عاشقة البسمة

ناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقةمشرفة منتدى أخبار ال
إصابتي بالتوحد لم تقتل موهبتي بـ«الخزف».. وتعليمه الأطفال جل اهتمامي

إصابتي بالتوحد لم تقتل موهبتي بـ«الخزف».. وتعليمه الأطفال جل اهتمامي

حاوره ـ محمد عادل

لم تثن إصابة عبد الرحمن علي بمرض التوحد عزيمته ممارسة موهبة تكوين الخزف بل استطاع بفضل إرادته القوية وحبه للمهنة أن يحول أحلامه إلى واقع ملموس ليضرب للجميع أروع الأمثلة في الصبر والتحدي. اكتشف والدا عبد الرحمن موهبته في تكوين الأشكال الجميلة باستخدام الخزف ثم أرسلاه إلى عدد من المراكز التي تهتم بمواهب الشباب لكن صعوبة التواصل مع القائمين عليها حالت دون استمراره فيها، انتقل بعد ذلك إلى المركز الشبابي للإبداع الفني فوجد ضالته ليجد نفسه بفضل دعم أساتذته في الخزف إنسانا منتجا ومبدعا وكأنه لم يعرف التوحد في حياته، الوطن التقت عبد الرحمن في مركز الإبداع الشبابي والذي أكد من خلال حديثه لنا وإتقانه لعمله أن الإرادة تصنع المستحيل وأن حبه للخزف أعاده مرة أخرى للحياة من بابها الواسع.

عبد الرحمن الذي اتخذه معلم الخزف بالمركز مساعدا له بفضل قدراته الهائلة في التعامل مع الخزف والتي يصعب على الكثيرين من الأسوياء التحلي بها تحدث لنا عن تجربته ومدى تأثره بالجو الاجتماعي الذي صنعه له أستاذه بالمركز لكي يخرجه من الدائرة الاجتماعية الضيقة التي كان يتعامل معها في السابق، ففي البداية صنع عبد الرحمن نماذج للمخلوقات الخرافية المرعبة لأنه لم يحمل في طيات ذاكرته إلا الخوف ، ولكن توجيه معلمه له لتكوين المجسمات التي تمثل التراث القطري وتجسيد علماء العالم في مجسمات تحمل صورهم نقله إلى مرحلة الإتقان والإبداع.

مصاب التوحد الذي أبدع في صنع الخزف تحدث لنا بكل صراحة وشفافية موجها في سطور حواره رسالة لكل مصاب بهذا المرض تفيد بأن الصبر والتحدي مفتاح الفرج.

ـــــ بداية كيف اكتشفت موهبة الخزف بداخلك؟ ومن شجعك على الاستمرار؟

ـ كنت ارسم في البداية ولكني كنت ارسم بالبعد الثالث كما يقول معلمي وليد، فكانت لوحاتي اقرب للعمل بالخزف لأني أحب واهتم بالبعد الثالث فتحولت إلى الخزف مباشرة الذي أحبه واعبر به عما بداخلي، وأنا أتمنى أن أصبح مدرسا للخزف بفضل دعم أستاذي.

ولقد بذلت عـــائلـتـــــي مجهـــــــودا كبيرا في البحث عن المكان المناسب لتنمية مهاراتي في الخزف ولم يقصروا معي بل أرسلوني إلى مجموعة من المراكز لكني لم أجد نفسي فيها، فأحضروني إلى المركز الشبابي للإبداع الفني لكي أمارس هواية الخزف التي أحبها وأحاول تنمية مهاراتي فيها بشكل مستمر، وهناك دعم مستمر من قبل عائلتي للاستمرار في الطريق الذي اخترته.

ـــــ ما الذي وجدته في مركز الإبداع الشبابي ولم تجده في المراكز الأخرى؟

- لقد انضممت لأحد المراكز فعوملت بطريقة سيئة جدا جعلتني احزن كثيرا وأفكر جديا في ترك الخزف الذي أحبه، وكانت المعاملة تأخذ شكل التجاهل والاستهزاء بقدرتي على صناعة المجسمات ولذلك تركت هذه المراكز بالفعل.

وفي عام 2004 انضممت إلى مركز الإبداع الشبابي لكي أتعلم الخزف، وأحضرني والدي إلى المركز بعد تجــربـــة مريـــرة في المراكز السابقة التي لم أجد فيها أي ترحيب، فهناك بعض الأشخاص في تلك المراكز التـــــــــــــــي كـــــرهتني موهبة الخزف وكادت تبعدني عنها، فأنا اكره كل من يحاول إبعادي عن الخزف ولقد أصبحت مساعدا لمعلمي لتعليم الأطفال كيفية العمل بالخزف.

لقد حضرت إلى مركز الإبداع الشبابي وأنا أمارس هواية الخزف ولكني لم اصنع بها إلا المخلوقات الخرافية الشريرة، فنصحني معلمي بان ابحث عن أفكار جديدة لأحولها إلى أعمال خزفية فأخرجني من نطاق المركز واصطحبني معه في زيارات خارجية لكي أشاهد بعض المناظر التي تقبل التحويل إلى مجسمات فيما بعد، فرأيت بعض الأماكن التي تمثل تراث بلدي قطر وحولتها بالفعل إلى مجسمات خزفية، وفي الفترة الأخيرة احضر لي معلمي وليد مجموعة كتيبات تتناول جسم الإنسان وجعلني أحولها إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد، وكتيبات أخرى تتناول قصص حياة مجموعة من العلماء والفنانين وتضم صورهم ونصحني بان اقرأ عنهم وأحول صورهم فيما بعد إلى مجسمات خزفية.

ـــــ كيف يعاملك زملاؤك في المركز؟وماذا تقول للقائمين عليه؟

- أنا حب كل الناس، ويوجد في المركز بنات وأولاد وأنا أعاملهم كلهم جيدا ، في البداية لم أكن ارغب في التعامل مع البنات ولكن بعد ذلك أصبحت أعامل الجميع كإخوتي، وكثيرا ما يسألني بعض المنتمين في المركز عن طريقة صنع احد المجسمات فأقوم بصنعها واهديه إياها لكي يذكرني دائما.

اما بالنسبة للقائمين على المركز فأنا اشكرهم جدا لأنهم احتووني وعلموني الخزف، وخاصة الأستاذ سلمان المالك رئيس مجلس الإدارة الذي يدعمني ويشجعني دائما ويقف بجانبي على عكس ما فعله معي كثير من العاملين والقائمين على بعض المراكز الأخرى.

ـــــ من أكثر من تأثرت بهم من العلماء والفنانين؟

- لقد أبهرتني مجموعة لوحات ليوناردو دافنشي ، مثل الموناليزا وأتمنى أن أصبح مشهورا مثله في كل أنحاء العالم، وكونت له نموذجا خزفيا يشبهه كثيرا واحتفظت به لشدة حبي وإعجابي به ، وهناك مجموعة من العلماء مثل أديسون وغيره الذين كونت لوجوههم بورتريهات اعرضها على الأطفال واشرح لهم من هم وماذا صنعوا.

ـــــ من أين تستوحي أفكار أعمالك؟ وما جديدك في الخزف ؟

- من الزيارات الخارجية التي يأخذني فيها الأستاذ وليد، فمثلا أشاهد احد المواقع الأثرية فأحولها إلى مجسم، وأيضا يحضر والدي مجموعة من الصور التي تمثل أيضا أمورا تراثية وأحولها إلى مجسمات.

أما بالنسبة لجديدي في الأعمال الخزفية فأنا حاليا أنفذ مجموعة من الأشكال كالتي يصنعها أستاذي والتي تعتمد على الشكل التجريدي، وهو تعبير عما بداخلي عن طريق أشكال غير مفهومة وألوان جميلة متداخلة.

ـــــ هل شاركت بأعمالك في أية معارض؟

- كان لي معرض خاص بالمركز، واستعد الآن لتكوين مجسمات تتناول أمورا تراثية من اجل معرض جديد خاص بأعمالي، أتمنى أن يزور الناس جميعهم المعرض ليشاهدوا أعمالي التي اتعب عليها كثيرا، وشاركت بأعمالي أيضا في بينالي الشارقة وهو تجمع فني خليجي لكل من في عمري أو اصغر قليلا.

ـــــ ماذا تتمنى أن تصبح في المستقبل؟

- أن أكون مثل ليونارد ودافنشي، لأنه فنان مشهور وكبير والناس تحبه في كل أنحاء العالم، وأتمنى أن يحب الناس أعمالي مثله.

http://www.al-watan.com/data/2008102...?val=local12_1
 
التعديل الأخير:
جزيتي خيرا اختي الكريمه
 
غريب يبدو وكانه ليس مصابا بالتوحد شكرا لك فهذا يبعث فينا الآمل على ان ابناءنا من الممكن ان ينجحو في حياتهم
شكرا
 
مصاب التوحد الذي أبدع في صنع الخزف تحدث لنا بكل صراحة وشفافية موجها في سطور حواره رسالة لكل مصاب بهذا المرض تفيد بأن الصبر والتحدي مفتاح الفرج.

يسلمووووووووووو موضوع يبعث الامل لكل واحد فينا
تقديري
بنت التحدي
 
لقد شاهدت في قناة الجزيرة الوثائقية كثير من مرض التوحد الذين يتحدثون عن هوايتهم و مرضهم لدرجة أن تشك إنهم مرضى بالتوحد .. لذلك فهو ليس غريب و يبعث الكثير من الأمل في قلوبنا
أشكرك لموضوعك .. إنه من النماذج التي نحناج أن نراها أمامنا دائما
 

عودة
أعلى