اسألك يا ربي أن تُميتني هذه الليلة قبل غدآ

82.gif


اسألك يا ربي أن تُميتني هذه الليلة قبل غدآ
( تمني الموت )
*****************
لا يجوز لا يجوز لا يجوز

اشك أن الدنيا دار بلاء واختبار، وأن الله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملاً، وخير مرداً، وأفضل كسباً.

وأن الله يبتلي عباده الصالحين والطالحين، الصالحين ليرفع درجتهم ويعلي منزلتهم، والطالحين ليطهرهم ويكفر سيئاتهم، بل إن ابتلاءه لعباده المخلصين ورسله المقربين أشد: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل"

وحتماً أنك تريد أن أثبت لك ذلك ، حتى يطمئن قلبك
فإليك الدليل من الايات الله تعالى ومن قول حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

====================
فعن أبي هُريرة رضيَ اللَّهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ :
« لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ إِمَا مُحسِناً ، فَلَعَلَّهُ يَزْدادُ ، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ » متفقٌ عليه) وهذا لفظ البخاري .

وفي روايةٍ لمسلم عن أبي هُريرةَ رضي اللَّهُ عنه عَن رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم قال :

« لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ المَوتَ ، وَلا يَدعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذا ماتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزيدُ المُؤمِنَ عُمرُهُ إِلاَّ خَيراً » .

وعن أنسٍ رضي اللَّه عنه قال : قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :

« لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِن كان لابُدَّ فاعِلاَ ، فَليَقُل : اللَّهُمَّ أَحيِني ما كانَتِ الحَياة خَيراً لي ، وتَوَفَّني إِذا كانَتِ الوفاة خَيراً لي » متفق عليه

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فتمني الموت يقع على وجوه، منها تمنيه لضر دنيوي ينزل بالعبد، فينهى حينئذٍ عن تمني الموت، ووجه كراهيته في هذه الحال أن المتمني للموت لضر نزل به إنما يتمناه تعجيلاً للاستراحة من ضره، وهو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرٍ أعظم من ضره، فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما يستريح من غفر له"

يجوز تمني الموت في الحالات

*********************
أولاً:إذا خاف الفتنة في الدين
===============
1. ما حكاه الله على لسان سحرة فرعون: "قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين"7.

2. وما حكاه الله على لسان مريم عندما اتهمت بالفاحشة: "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"8، وذلك عندما قالوا لها: "يا مريم لقد جئت شيئاً فريا* يا أخت هرون ما كان أبوك إمرء سوءٍ وما كانت أمك بغياً"، لأنها لم تكن ذات زوج.

3. وقال عمر: "اللهم انتشرت رعيتي، وكبرت سني، وضعف جسمي، فأقبضني إليك غير مفتون".

4. وقال علي رضي الله عنه في آخر خلافته عندما رأى أن الأمور لا تجتمع له، ولا يزداد الأمر إلاّ شدة: "اللهم خذني إليك، فقد سئمتهم وسئموني".

5. وكذلك قال البخاري رحمه الله لما وقعت الفتنة بينه وبين أمير خرسان وجرى فيها ما جرى، قال
: "اللهم توفني إليك".

6. وفي الحديث الصحيح: "أن الرجل ليمر بالقبر ـ في زمان فتنة الدجال ـ فيقول: "يا ليتني كنت مكانك".

7. وفي حديث معاذ: "فإذا أردت فتنة فاقبضني إليك غير مفتون".

8. وفي حديث عمار يرفعه: "أسألك لذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة".

ثانيا: عند حضور أسباب الشهادة
================
إذا التقى الصفان وحضرت أسباب الشهادة جاز تمني الموت حينئذٍ، كما فعل عبد الله بن جحش، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن مالك، وغيرهم.
وروى ابن الجوزي في المنتظم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبَرَّه ، منهم البراء بن مالك

قال : وأن البراء لقي زحفاً من المشركين ، وقد أوجف المشركون في المسلمين ، فقالوا : يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنك لو أقسمت على الله لأبَرَّكَ ، فأقْسِم على ربك . فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ، فمنحوا أكتافهم ، ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجفوا في المسلمين ، فقالوا : أقْسِم يا براء على ربك ، فقال : أقسمت عليك يا ربي لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيي صلى الله عليه وسلم ، فمنحوا أكتافهم ، وقُتِل شهيدا .

وذكر ابن حجر في الإصابة أن ذلك كان يوم تستر .

روى البغوي من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدثني أبي أن عبد الله بن جحش[ قال له يوم أحد: ألا تأتي فندعو؟! قال: فخلونا في ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقينا القوم غدًا، فلقني رجلاً شديدًا حرده، أقاتله فيك، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله، وآخذ سلبه، قال: فأمن عبد الله بن جحش، ثم قال عبد الله: اللهم ارزقني رجلاً شديدًا حرده، أقاتله فيك حتى يأخذني، فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك، قلت هذا فيك، وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد: فكانت دعوة عبد الله خيرًا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار، وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط.]
================
ثالثاً: لمن وثق بعمله واشتاق لقاء ربه

1. في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احتضاره جعل يرفع اصبعه عند الموت ويقول: "اللهم في الرفيق الأعلى ثلاثاً".

2. وسأل معاذ بن جبل الشهادة له ولآل بيته عندما نزل الطاعون بعِمْواس.

3. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أحب الموت اشتياقاً إلى لقاء ربي عزوجل.

4. وقال أبو عنبسة الخولاني: كان من قبلكم لقاء الله أحب إليه من الشهد.


قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (وقد دل على جواز ذلك قول الله عز وجل: (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس كما قوله تعالى فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)

، وقوله: "قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء الله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين]، فدل ذلك على أن أولياء الله لا يكرهون الموت بل يتمنونه، ثم أخبر أنهم "لا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم" فدل إنما يكره الموت من له ذنوب يخاف القدوم عليها، كما قال بعض السلف: ما يكره الموت إلا مريب).

ولو أنا إذا متنا تُركنا ........... لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا ............. ونُسأل بعدها عن كل شيء


أسأل أن يطيبنا للموت ويطيبه لنا، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها، وخيرأعمارنا أواخرها، وخيرأيامنا يوم لقائه
944518_456006344482552_856136524_n.jpg
 
رد: اسألك يا ربي أن تُميتني هذه الليلة قبل غدآ

بارك الله فيك
 
رد: اسألك يا ربي أن تُميتني هذه الليلة قبل غدآ

جزاج الله خيرا​
جزاكي الله خيرآأخيتي العزيزة على مرورك الكريم
 

عودة
أعلى