صديقي لا تأكل نفسكـ..!

’’
صباح الخير أيها الحزن...!


صحوت من نومي فوجدت نفسي حزينا بلا سبب سألت نفسي : هل أغضبني أحد قبل أن أنام ؟ لا .. هل فقدت عزيزا فأحزنني فقده ، لا .. هل أغضبت صديقا فندمت على ذلك ؟ لا .. هل طعنني صديق في ظهري فآلمتني خيانته ؟ لا .
لماذا إذن هذا الحزن الشفيف الهادئ الذي يغلّف أحاسيسي في هذا الوقت من الصباح ؟ و لم أجد جوابا مريحا فسلّمت بأنها زيارة عابرة من هذا الرفيق القديم الذي يطل علىّ من حين لآخر فيطيل زيارته أو يقصرها حسب الظروف ثم ينصرف إلى حال سبيله .

و قد علّمتني تجاربي ان أحسن استقباله حتى يرحل عني بسلام .. و من وسائلي في ذلك ألا أسأله لماذا جاء .. و لا متى سيرحل إذ ليس من حسن الادب أن تسأل ضيفا حتى و لو كرهته لماذا جاء يزورك .. و إنما عليك أن ترحب به و أن تكرم وفادته و أن تتجاهل السؤال عن موعد رحيله إلى أن يهّم بالانصراف فتلح عليه في الرجاء بأن يبقى حتى موعد الغداء .. فيعتذر .. و ترجو فيعتذر ثم تضطر آسفا إلى قبول اعتذاره .

هكذا جلست معه أحتسي القهوة و أفكر .. ثم استأذنته بعد قليل في سماع شئ من الموسيقى يناسب المقام .. فانسابت أنغام قطعة من الموسيقى الشرقية التي تثير الشجن .. إلى أن بدا عليه أنه يهم بالقيام فألححت عليه في الرجاء بأن يتفضل بقبول دعوتي للغداء و ربما للعشاء أيضا لكنه اعتذر بأنه مرتبط بموعد هام فودعته حتى باب الشقة و اعتذرت له بأن المصعد مازال معطلا و وقفت على السلم أودعه ثم خطر لي و قد أصبح خارج منزلي أن أتجاوز حدود اللياقة قليلا معه و أسأله عن سر زيارته المتكررة لي في الفترة الأخيرة خاصة في الصباح فاستند إلى " الدرابزين " و قال لي بكبرياء : إنني لا أزور أحد بغير دعوة ..
فقلت : و هل دعوتك ؟
قال: نعم ! ، قلت : كيف و أنا لم أتصل بك و لا أعرف لك عنوانا ؟

فقال : دعوتني في كل مرة زرتك فيها بغير اتصال حين تتجمع داخلك سحب الاكتئاب و تضيق ببعض ما تراه فلا تنفّس عن نفسك بإعلان ضيقك و حين تكتم مشاعرك لكيلا تغضب الآخرين و حين تمضي نهارك و ليلك بين الأوراق و المشاكل لا ترفع رأسك إلا لتتحدث في عمل .. و لا ترى في الشوارع إلا الطريق من بيتك إلى عملك و بالعكس ، و من الدنيا إلا أصحاب المشاكل و المهمومين ، و حين تلهث دائما و صدرك مشغول بأمر ينبغي أن يتم و أمر لم ينجز بعد و غاية لم تتحقق و حين تكون في حالة لوم مستمرة لنفسك تحس معها أنك كنت تستطيع أن تفعل كذا لكنك لم تفعل أو فعلت و لكن ليس بالمستوى الذي تتمناه و حين تحس بأنك عاجز في كثير من الأحوال و تتمنى لو كانت لديك قدرات خارقة تحل بها المشاكل و تلبي بها كل الرغبات ، و حين تتجمع السحب ببطء داخلك فأجد في بيتي بطاقة موقعة منك بالحبر السري تقول لي فيها " تفضل بزيارتي " فألبي نداءك رغم كثرة مشاغلي و ارتباطاتي !.

دهشت مما قال و قلت مدافعا عن نفسي : لكني لست كما تصوّرني فأنا إنسان متفائل بطبعي و أدعو للتفاؤل و للكفاح في الحياة و أومن بأن حياة الإنسان من صنعه .. و أن الحياة إرادة و لا أعلّق أبدا فشلي على الحظ كما يفعل البعض ، لكنى لا أنكر دوره في الحياة ، فأنا أومن بالحظ و بالقدر و النصيب و بالقدر و النصيب و أومن أيضا أنها ليست كل شئ و أن الجانب الأكبر من نجاح الإنسان أو فشله يتحمله الإنسان وحده ..
لهذا فأنا أحس دائما بأنه لاحد لقدرة الإنسان لو صحّ عزمه ، و أطرب كثيرا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " و أومن بأن على الإنسان أن يؤدي واجبه و يرضي ضميره ثم يترك الأمر بعد ذلك لله عز شأنه يصرّفه كيف يشاء ، لأن المهم هو ألا يقصر الإنسان في حق نفسه أما المستقبل فبيد الله وحده كما أني أيضا من المؤمنين بإن الإنسان يستطيع أن يبدأ من جديد في أية مرحلة من العمر .. و أن يصنع من الفشل بداية جديدة للنجاح و أن يطور من نفسه دائما

و أروي لمن يسألني من الشباب أن محمد على مؤسس مصر الحديثة بدأ يتعلم العربية و هو في الخامسة و الأربعين من عمره و أن النابغة الذبياني قال الشعر لأول مرة في حياته و هو فوق الستين ، و أن الفيلسوف الألماني شوبنهور فاجأته الشهرة و هو يقترب من السبعين ، و أن الفيلسوف أفلوطين الذي ولد في أسيوط و عاش في روما لم يبدأ الكتابة إلا في سن الثامنة و الأربعين بعد أن أكمل دراسته و اكتملت له فلسفته التي عرفت بعد ذلك بالأفلاطونية الحديثة .

و أقول دائما لزواري من الشباب و لنفسي قبلهم إن الدنيا دائما تأخذ و تعطي ، و أن العقبات لا تحول دون النجاح ، و كثيرا ما تكون الدافع القوي له و أن المهم دائما هو أن نشترك في مباراة الحياة بكل طاقتنا لكي نكون من الفائزين لأنك لن تفوز في أي مباراة إلا إذا كنت من اللاعبين أما الانسحاب قبل أن يبدأ اللعب فلا يحقق سوي الحسرة ، أقول ذلك و أومن به و أنظر إلى الحياة دائما بقلب يخفق بالأمل .. فلماذا تفرض علىّ صداقتك و تزورني بلا دعوة ؟ .


فسحب يده من يدي و قال لي مؤكدا للمرة الأخيرة : لقد دعوتني فلبيت الدعوة .. و ليست هكذا أصول الضيافة ! ثم تهيأ للانصراف غاضبا فأثار ضيقي أنه مازال مصرّا على أني دعوته و عدت مسرعا إلى الشقة لأبحث عن " قلة " أكسرها وراءه فلم أجد فأخرجت زجاجة مياه مثلجة و عدت سريعا إلى السلم لأرمي بها عليه و رفعتها فسرت برودتها في يدي و ذكّرتني بعطشي و قلت لنفسي فجأة " خسارة فيه " ثم شربت حتى ارتويت و عدت مبتهجا إلى شقتي !.


,,

اقتباس راق لي من كتاب صديقي لا تأكل نفسكـ


أحببت ان انقله ها هنا ليقرأه الجميع





لا تنسوني من صالح الدعاء,’




دمتم بسلام
 
التعديل الأخير:
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

بالفعل الحزن والألم أصدقاء للإنسان ويزورانه بلا موعد مُسبق
وقد يستمران على حسب رغبتهما وعلى قدر شعورهما
وخاصة نحن لنا قصص وحكايات مع الألم
فلذلك يجب أن نكرمه في حال وصوله !!

شكراً لكِ الأمل مع الله على الموضوع
وإن شاء الله لا يكون الألم مرسوم في حياتك
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

حبيبتي الامل مع الله
كلنا نحاول انكار دعوتنا لذلك الضيف الذي لم يحضر ابدا من الفراغ
نحاول ان نتظاهر باننا من المطمئنين في معاشهم
نمشي عل حجارة ولكنها تشبه السكاكين
كلما خطونا خطوة كان علينا ان نضمض
جرحا جديدا
نحلم بالوصول الى بر الامان ذلك الطريق المعبد الذي امتلئ بالزهور والرياحين
لنصحو كل مرة على طرقات زائرنا الكريم
وكانه يستانس بنا كل مرة اكثر من التي قبلها

اسال الله العظيم لك ان يفرج عنك الهم ويكشف عنك الغم ويجعل لك من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا وان يداوي جرحك العليل
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

بالفعل الحزن والألم أصدقاء للإنسان ويزورانه بلا موعد مُسبق

وقد يستمران على حسب رغبتهما وعلى قدر شعورهما
وخاصة نحن لنا قصص وحكايات مع الألم
فلذلك يجب أن نكرمه في حال وصوله !!

شكراً لكِ الأمل مع الله على الموضوع

وإن شاء الله لا يكون الألم مرسوم في حياتك



نعم هذا حال الحياة وفلسفة الالم في الحياة
ألم يقول ربي في كتابه "خلق الانسان في كبد"
لله حكمته من الاحزان والالم
"نسأل الله ان نكون ممن يصبر على الالم لينال الرضاهُ"
الشكر موصول لمرورك وتعقيبك الطيب
بارك الله فيك ولك ولا جعل للألم مستقراً ومقراً في ايامك,,

يعطيك العافية
دمت بسلام
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

حبيبتي الامل مع الله
كلنا نحاول انكار دعوتنا لذلك الضيف الذي لم يحضر ابدا من الفراغ
نحاول ان نتظاهر باننا من المطمئنين في معاشهم
نمشي عل حجارة ولكنها تشبه السكاكين
كلما خطونا خطوة كان علينا ان نضمض
جرحا جديدا
نحلم بالوصول الى بر الامان ذلك الطريق المعبد الذي امتلئ بالزهور والرياحين
لنصحو كل مرة على طرقات زائرنا الكريم
وكانه يستانس بنا كل مرة اكثر من التي قبلها

اسال الله العظيم لك ان يفرج عنك الهم ويكشف عنك الغم ويجعل لك من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا وان يداوي جرحك العليل

اللهم آمين آمين آمين
"محبة الامل"
نعم نحاول انكاره
وسبحان رب العزه الذي جعل في الألم تذكير لنفوس
يجعل الألم ليتضرع الخلق إلى خالقهم
فالدعاء الحار يأتي مع الالم والتسبيح الصادق يصاحب الالم
قد ننكره لكنه قد يكون يكون خيراً ولعله إختبار يُحكم من الله لنفوس المتألمه
"نسأل الله ان نكون من الصابرين الذاكرين لحكمتهُ"
شاكره جميل مرورك وتعقيبك
يعطيك العافية

دمتِ بسلام

 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

الامل مع الله
اشكرك جزيل الشكر على انتقائك
وكأنك عايشتيني في الايام الماضيه

ولكن ما دام هنالك بدايات جديده فلن نستسلم

مع اننا امضينا الكثير من العمر مع هذه البدايات

ع كل حال الحمد لله انها موجوده فلولاها لكان هذا الزائر يعيش في بيوتنا بشكل دائم


تسلمي الامل مع الله
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

احيانا يسيطر علينا الحزن أشعر
وكأننا نحن من يمهد له الطريق
وندعوه لزيارتنا ونحن لانشعر
حتى اصبح جزأ من حياتنا
نعايشه ويعايشنا
راق لي انتقائك أيتها الغالية
دمتي بخير وعافية
والسعادة والأمل يملآن طريقك نوراً
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

الامل مع الله
اشكرك جزيل الشكر على انتقائك
وكأنك عايشتيني في الايام الماضيه

ولكن ما دام هنالك بدايات جديده فلن نستسلم

مع اننا امضينا الكثير من العمر مع هذه البدايات

ع كل حال الحمد لله انها موجوده فلولاها لكان هذا الزائر يعيش في بيوتنا بشكل دائم


تسلمي الامل مع الله
"فاطمة العمري"
الشكر موصول لمرورك
هذا مررتِ بالإقتباس وعليك بالكتاب
هكذا الالم يأتينا على غفله ويغادرنا على غفله يتمرس فينا فنونه
لكن من رحم الالم يولد الامل فالبحار الهادئة لا تصنع بحارا ماهرا
وكثيرون أؤلئك الذين اثروا الحياة لانهم تألمو
فالمتنبي حين زارته الحمى ابدع الشعرفقال
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلامِ
"أسأل الله ان يجعل لك من كل هم فرج وان يلهمك الصبر الجميل"

دمتِ بسلام
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

احيانا يسيطر علينا الحزن أشعر
وكأننا نحن من يمهد له الطريق
وندعوه لزيارتنا ونحن لانشعر
حتى اصبح جزأ من حياتنا
نعايشه ويعايشنا
راق لي انتقائك أيتها الغالية
دمتي بخير وعافية
والسعادة والأمل يملآن طريقك نوراً
"صمت الليالي"
هكذا تأتينا هي اللحظات
وتطوينا في ثناياها ونحن بين شهق وزفير نحاول ان نشعل ما بقى فينا من الامل
نحاول استذكار رحمة الله فينا نذكر حكمة الالم والحزن
فالالم يقوي القلوب ويحمي الذنوب وهي ذوبان للغفله واشعال لتذكير
وخضوع لله واستسلام لقدره وزجر حاضر ونذير مقدماً من الله
ان لا تركن نفوسنا للدنيا وما فيها
شاكره مرورك وتعقيبك
جعلنا الله ممن تألم فأنب وتعلم ,’

دمتِ طيبه
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

جارى تحميل الكتاب

بارك الله فيكى حبيبتى
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

"نور القرآن , فراشة الاحاسيس , ساعدوني , قلبي مجروح"
بارك الله فيكن المثل وزياد
طبتن ولطيف مروركن

دمتن بسلام
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

الامل مع الله شكرا على النقل الراقي والهادف لفلسفة الالم والنظرة الثاقبة للتعامل معهكي لايفسد علينا ايامناوينغص حياتنا
تحية ملؤها الامل والتفاؤل
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

"فراشة التحدي"
الشكر موصول لمرورك وتعيقبك
نقلت ما كان له ايام في حياتنا لنتصدى لبعض اثره
لربما نسجنا ببعض الالم املاً نضيء به الآتي
’’ لا جعل الله للالام مقراً في روحك وايامك واسأل الله ان ينثر لك من السعادة الشي الكثير ,,

دمتِ بسلام
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

طرح جميل يا حبيبتى

هذى هى الدنيا بالمها ومرارتها

تشكرااااااااااااات
 
رد: صديقي لا تأكل نفسكـ..!

"ندى الورد"
الاجمل مرورك
نعم الحياة فصول ونحن في ادرجها بين الالم والفرح
اسأل المولى ان يسعد قلبك ويفرح روحك,’
 

عودة
أعلى