سمات كثيرة تميز الطفل الموهوب عن الآخرين

شاطئ الأمل

مدربة نطق
سمات كثيرة تميز الطفل الموهوب عن الآخرين



5.jpg


إن كثيراً من حضارات العالم القديم لم تهتم بالأطفال الاهتمام المنشود، كفئة اجتماعية مستقلة ويعود ذلك إلى الاختلافات الاجتماعية والثقافية، وتغلب المفاهيم الشعبية المختلفة. وكان لبزوغ فجر الإسلام أكبر الأثر في اكتشاف مواهب الأطفال، ورعايتهم مما أظهر عظماء في التاريخ، تركوا بصماتهم الجلية في كل الميادين.
وخير مثال على تعاهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم- للموهوبين، تعاهده لعبداللّه بن عباس رضي اللّه عنه- حتى إنه كان يبيت معه في داره والحديث المشهور المروي عن ابن عباس (احفظ اللّه يحفظك)، خير شاهد على ذلك وقد استشف الصحابة هذا النبوغ منه حتى أكمل مسيرته سيدنا عمر بن الخطاب، حين ضمه لمجلس الأكابر من الصحابة، وقال له لا تتكلم حتى يتكلموا، ثم يقبل عليهم فيقول: ما يمنعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه!


ولهذا لما رآه الشاعر الحطيئة أعجب بمنطقه، وقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنه، وعلاهم في قوله!
وانظر إلى تعاهد والده العباس لهذه الموهبة الفذة، إذ قال: يابني إني أرى هذا الرجل "يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه" قد أكرمك، وأدناك فاحفظ عني ثلاث خصال: لا تفشين له سراً، ولا تكذبنه، ولا تغتابن عنده أحداً.


4.jpg


دور الآباء مع الموهوب

يقع العبء الأكبر في توجيه الأطفال على عاتق الأم، وذلك لكثرة مخالطتها لأبنائها، ولانشغال الأب بطلب الرزق، فإن جعلت هذا الأمر شغلها الشاغل بلغها اللّه ما أرادت.

فها هي أم الإمام الشافعي، عندما كان صغيراً خافت عليه، فقالت له: إلحق بأهلك فتكون مثلهم فإني أخاف عليك أن تغلب على نسبك القرشي، فجهزته إلى مكة المكرمة، فقدمها وهو يومئذ ابن عشر سنين، وجعل يطلب العلم.

كم من القدرات العلمية قد ضاعت في سن مبكرة، بسبب الحاجة وسوء الأحوال، وإصرار الوالدين على ترك الصبي مقاعد الدراسة مبكراً لطلب الرزق، وهنا تكمن مسؤولية الوالد في تفريغ ابنه لهذا الشأن، فعلى سبيل المثال كان والد هشام بن بشر يصنع المخللات والكوامخ، ويمنع ابنه من الطلب حتى ناظر أبا شيبة القاضي وجالسه، فمرض هشام فجاء القاضي يعوده، فمضي رجل إلى بشر فقال: الحق ابنك فقد جاء القاضي يعوده! فقال: متى أملت أنا هذا فقد كنت أمنعك يابني، أما اليوم فلا أمنعك!

وهذا النووي شارح صحيح مسلم. وعمره عشر سنين يهرب من الصبيان ويبكي لأنهم يكرهونه على اللعب، ويقرأ القرآن في تلك الحال، وجعله أبوه في دكان فجعل يشتغل بالقرآن.

فرآه أحدهم فقال لأبيه: هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه، وينتفع الناس به، فحرص عليه أبوه إلى أن ختم القرآن.


سمات ظاهرة

الطفل الذي تبدو عليه سمات الإبداع، يمكن تمييزه شريطة عدم تجاهله أو إحباطه إذا ما أراد إظهار شخصيته المميزة.

فهذا ابن الجوزي يحكي عن نفسه قائلاً: إني أذكر نفسي ولي همة عالية وأنا ابن ست سنين، فما أذكر أني لعبت في طريق مع الصبيان قط، ولا ضحكت ضحكاً خارجاً قط، وكنت ولي سبع سنين أحضر حلقة المسجد فأحفظ جميع ما أسمعه، وأذهب إلى البيت فأكتبه، ولقد كان الصبيان ينزلون في نهر دجلة ويتفرجون وأنا آخذ جزءاً من القرآن وأقعد بعيداً عن الناس وأتشاغل بالعلم.

والقادة العظماء تميزوا بالهمة العالية، وقوة الشخصية، ونفاذ البصيرة، وهذا لم يكن وليد الساعة، بل أثبت التاريخ موهبتهم الفذة منذ الصغر. لقد التفت معن بن زائدة إلى ابن أخيه يزيد الشيباني وما فيه من علامات الفطنة والذكاء فقدمه على أبنائه، مما حدا بزوجته أن تعاتبه على ذلك فقال لها: سأريك في هذه الليلة، وفي ساعة متأخرة قال: يا غلام، ادع لي أبنائي.

فأقبلوا عليه جميعهم عليهم الثياب المطيبة، ثم قال: ياغلام ادع لي يزيد، فلم يلبث إلا أن دخل على عجل، وعليه سلاحه، فقال ما هذه الهيئة؟ قال: إني قلت لا تطلبني في هذه الساعة إلا لأمر جلل. فقالت زوجته: قد تبين لي عذرك.

ويجب أن تكتشف الموهبة عند الطفل، ومن ثم يتم توجيهها التوجيه الصحيح.

9.jpg


وعلى الأسرة أن تتيح لابنها مجالاً واسعاً للتعلم من خلال مصادر التعلم والمعلومات في البيت، ومن خلال الإنترنت والكتب، ولابد من المحافظة على دافعية الطفل لينمي موهبته وهذه مسؤولية الأسرة بالدرجة الأولى، ولن يتم ذلك إلا إذا عرّفنا الطفل نفسه بموهبته وقدراته، ولابد أن يتاح للطفل الاستمتاع بموهبته دون أن تغدو مجالاً للضغط النفسي عليه، فلا يطالب بحجة أنه موهوب بإنجازات متعددة كشرط أن يكون الأول في دراسته والأمثل بين أقرانه.. فهذا يسبب ضغطاً نفسياً شديداً يجعل الطفل يتخلص من أسباب ومسببات هذا الضغط، وهو التخلص من موهبته فيسعى إلى أن يظهر أنه ليست لديه قدرات.
 
رد: سمات كثيرة تميز الطفل الموهوب عن الآخرين

يسلمووووووووووووووووووووووووووو
يعطيك العاااااااااااااافية
احترامي
 
رد: سمات كثيرة تميز الطفل الموهوب عن الآخرين

يعطيك العافية وجزاك الله خير وبارك فيك اختي العزيزة
 

عودة
أعلى