استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة في تعليم لاطفال التوحديين

ام دانيا

Active member
استراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة في تعليم لاطفال التوحديين

إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة في تعليم الأطفال التوحديين


للدكتور/ احمد موسى الدوايدة


مقدمة :


تعتبر المحاولات المنفصلة الطريقة الرئيسة في التدريب للكثير من المدخلات السلوكية المستخدمة لتعليم الأطفال ذوي اضطراب التوحد وذلك بسبب نجاحها حيث يقوم المعلمون وأفراد الأسرة بتطبيق التعليم من خلال المحاولات المنفصلة بشكل فردي ( مربي واحد وطفل واحد ) في بيئة خالية من المشتتات. ويعتبر التعليم من خلال المحاولات المنفصلة من أكثر الاستراتيجيات فاعلية في تعليم الأطفال التوحديين .


إن التدريب من خلال استراتيجية المحاولات المنفصلة ليست علاجاً بحد ذاتها، إنما إستراتيجية تعليمية تستخدم مع الأطفال التوحديين، مشتقة من طريقة التحليل السلوكي التطبيقي. وفيها يقوم المدرب بعرض الهدف التعليمي على الطفل بشكل متكرر عدة مرات يتراوح عددها بين (5–9) مرات، وكل مرة يعرض فيها الهدف التعليمي يطلق عليها "محاولة". ويشتمل التدريب من خلال المحاولات المنفصلة على تجزئة المهارات المعقدة إلى مهارات جزئية تجعلها أسرع وأسهل في التعلم. ويمكن استخدام هذه الإستراتيجية مع جميع الأعمار.


ويعود أصل المحاولات المنفصلة إلى الطرق التي استخدمت في الأبحاث التجريبية التي قام بها كل من ثورنديك ( Thorndike ) ، وواطسون ( Watson ) ، وبافلوف ( Pavlov ) في أواخر 1920، فعلى سبيل المثال قانون الأثر الذي ينص على أن السلوك يعتمد على نتائج السلوك كما وصفه ثورندايك عام 1911 م. وتقوم المحاولات المنفصلة على ثلاثة عناصر أساسية للتحليل السلوكي التطبيقي وهي المثير Antecedent ، والسلوك ( الاستجابة) Behavior ، والنتيجة Consequence .


وتتكون إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة من خمس خطوات ، وهي :


1. المثير القبلي ( التمييزي ) : هو أي شئ في البيئة يؤدي إلى حدوث الاستجابة وهذا ما يسمى بالمثير اللفظي Vocal Stimulus . فإذا استجاب الطفل للمثير القبلي بشكل صحيح يتبعه معزز كنتيجة لحدوث سلوك الاستجابة ويصبح المثير مثيرا تمييزياً Discriminative Stimulus .


2. التلقين : هو مثير يهدف إلى مساعدة الطفل على الاستجابة بشكل صحيح بعد تقديم المثير القبلي (التمييزي)، و يساعد الطفل على تأدية المهارة المطلوبة بسرعة خلال المحاولات مما يجنبه الملل والإحباط كما أنه يسمح للطفل بالحصول على المزيد من التعزيز الإيجابي مما يزيد من احتمالية حدوث السلوك مرة ثانية . والتلقين أنواع متعددة منها الجسدي واللفظي والمكاني والإيمائي ويتم تحديد نوع التلقين المستخدم حسب قدرات الطفل وحاجاته وصعوبة المهارة التي يتم العمل عليها.


3. الاستجابة : هو أي شئ يقوله الطفل أو يفعله ، وهي في العادة تصنف على أنها استجابة صحيحة أو استجابة غير صحيحة أو فشل في الاستجابة( Leaf & McEachin,1999).


4. النتيجة : هي المكافأة التي تهدف إلى إثارة دافعية الطفل للاستجابة ، فإذا كانت استجابة الطفل صحيحة ، فإن النتيجة تكون إيجابية بالمديح المباشر أو تقديم نوع معين من الطعام أو العاب أو أي شئ مفضل للطفل . أما إذا كانت الاستجابة الطفل غير صحيحة أو فشل في الاستجابة فتكون النتيجة تقديم تغذية راجعة لفظياً مثلاً لا أو النظر بعيداً وعدم إعطائه المعزز وهذا ما يسمى بإستراتيجية تصحيح الخطأ ، وتعاد المحاولة لإعطاء الطفل فرصة أخرى، أما إذا استمر الطفل بالاستجابة بشكل غير صحيح عندها نضطر إلى زيادة مستوى التلقين ، وإذا لم ينجح الطفل بإعطاء أي استجابة صحيحة عندها نزيد من مستوى التلقين ثانية ونعيد تقييم فعالية المعززات المستخدمة Smith,2001)).


5. فاصل زمني قصير : هو إجراء يحدث بعد حدوث النتيجة قبل البدء بمحاولة منفصلة أخرى. والفترة الفاصلة بين المحاولات تكون ( 3 – 5 ) ثواني وهي وقفة قصيرة بين المحاولات المتسلسلة لإعطاء الفرصة للطالب لكي يدرك أن محاولة واحدة قد انتهت والسماح له وللمعلم للتحضير للمحاولة اللاحقة ، كذلك فإن الفترة الفاصلة بين المحاولات تسمح بتقديم أو استهلاك أو التفاعل مع ما يقدمه المعلم كتعزيز ، ويعطي الفرصة للمعلم لتوثيق بيانات المحاولة السابقة .


والذي يجعل من التدريب من خلال المحاولات المنفصلة مميزة عن استراتيجيات التعليم الأخرى هو الدرجة العالية من التنظيم . ويستمر في التدريب على الهدف في العادة حتى تتحقق نسبة نجاح ما بين (80%-100) من خلال محاولات متعددة خلال عدة جلسات، وتتراوح عدد المحاولات ما بين (5–9) محاولات.


إيجابيات إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة :


هناك العديد من إيجابيات التدريب من خلال المحاولات المنفصلة ، ومن أهمها :


1. التدريب من خلال المحاولات المنفصلة يسمح بعدد كبير من المحاولات التدريبية تحدث في كل جلسة تعليمية .


2. من السهل على المعلمين تطبيق المحاولات المنفصلة .


3. تعتبر طريقة جيدة في تطوير مهارة التسمية،والاستقبال،والتقليد اللفظي،والتقليد الحركي،وغيرها من المهارات.


4. الاستجابات المستهدفة قابلة للقياس ومن السهل جمع البيانات حولها.


5. من السهولة توفير توابع السلوك ( الاستجابة ) كالطعام مثلاً.


6. من السهولة ملاحظة مستوى التقدم من عدمه.


7. يتعلم الطفل بالتدريب من خلال المحاولات المنفصلة الانتباه إذ إنه يتعلم إذا استجاب بشكل صحيح فإنه سيعطى معززاً إيجابياً، كما أنه يتعلم الجلوس بهدوء على المقعد.


سلبيات إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة :


كما أن لإستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة سلبيات تذكر ،ومن أهمها :


1. تحتاج هذه الإستراتيجية إلى إجراءات خاصة من أجل التعميم.


2. التدريب على مهارة الطلب تحتاج إلى معززات.


3. المعززات القوية قد يصعب توافرها خارج جلسات التدريب.


4. قد يكون من الصعب على الطفل الانتقال من الجلسات المنظمة إلى البيئة الطبيعية .


5. من غير المسموح استخدام أساليب التلقين والإخفاء والتعزيز خارج جلسات التدريب.


إجراءات تطبيق إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة :


1. يجلس الطفل أمام المعلم في بيئة خالية من المشتتات ،ويبدأ المحاولة بمداعبة الطفل.


2. يقول المعلم للطفل " أفعل هذا " مرة واحدة ويصفق المعلم بيده مره واحدة.


3. ينتظر المعلم استجابة الطفل ، علماً أنها لا توجد فترة انتظار محددة بل تعتمد على الطفل ، فبعضهم يحتاج إلى فترة انتظار لترجمة المعلومات ، والبعض الآخر لا يحتاجون إلى فترة انتظار لفترات طويلة لأنهم قد يفقدون انتباههم ،وعلى جميع الأحوال يجب أن لا ينتظر المعلم لكي يستجيب الطفل أكثر من عشرين ثانية.


4. بعد أن يستجيب الطفل يقوم المعلم بإعطاء قطعة من الحلوى ويقول له مبتسماً " شاطر ،ممتاز". أما إذا استجاب الطفل بشكل خطأ أو فشل في الاستجابة فلا يقوم المعلم بتعزيزه ، وقد يقول له " لا " أو يحاول مرة أخرى أو يلقنه الاستجابة الصحيحة .


5. ينتظر المعلم مدة تتراوح ( 3 – 5 ) ثوانٍ .


6. يقوم المعلم بتكرار نفس المحاولة من ( 5 – 9 ) مرات ، مع مراعاة عدم تغيير المثير في كل محاولة ولكن من الممكن التنوع في المعززات .


7. ينتقل المعلم إلى تدريب على محاولات جديدة لهدف آخر.


8. تسجيل المعلم لإجابات الطفل لكل هدف وتحديد تاريخ التدريب ( الشامي،2004).


عوامل نجاح إستراتيجية التدريب من خلال المحاولات المنفصلة :


هناك عدة عوامل تجعل التعليم بالمحاولات المنفصلة إستراتيجية ناجحة مع الأطفال التوحديين ومن أهمها :


1. التكرار : يتلقى الطفل التوحدي عدة فرص ومحاولات لتعلم المهارة والأهداف ، لذا تصبح عملية التعلم أسهل وأسرع .


2. التنظيم : يحتاج الطفل التوحدي إلى التنظيم لأنه يجد صعوبة في فهم البيئة غير المنظمة ،وحيث إن إستراتيجية المحاولات المنفصلة هي طريقة منظمة لذا يسهل على الطفل التوحدي إتباع التعليمات وفهم ما هو مطلوب منه .


3. التعزيز : يتلقى الطفل التوحدي المعززات بعد كل استجابة صحيحة ، وهذا يزيد من احتمالية تكرار الاستجابة في المرات القادمة وترفع من مستوى الحافز لديه.
 

عودة
أعلى