استراتيجية(التفكيكيه)في الفكر السلفي

ابو فيصل

التميز

استراتيجية (التفكيكية deconstructionlism ) في الفكر السلفي:

مقدمة:
في الحياة المعاصرة ، شهدنا قيام دول ، وتهاويها في مدة وجيزة، مقارنة بالزمن. ومع أنهيار هذه الدول تنهار افكارها، ولا اصرح من ذلك على انهيار الفكر الشيوعي والإشتراكي لما انهار الإتحاد السوفييتي. العجيب أن هذه الأفكار والإديلوجيات تنهار سريعاً إذا فـكـكـت. وكل ما يفكفك فهو غير قابل على الصمود، فيندثر وينهار.
الفكر السلفي، فلسفياً ، استعصى على نظرية التفكيكية، فن عوامل البقاء موجوده، وعوامل الإنتهاء معدومة، على الرغم من أن الدول العربية والتي نشأ منها تتوافر لديها أكبر ترسانة قمعية على وجه الأرض.، ولك أن تعجب أن هذه الدول التي ترسخ مناهج آخر قضى منضروها السنون الطوال في تشييد صروحها، قد اكتسحها المنهج السلفي وهو يمشي الهوينا، مما توجع له كثيرون ومنهم القادة العرب.
في كنانة الإسلام، مصر، أنتشار الفكر الفلسفي كـ ظاهرة – لم يتعدى ثلاثين سنة، بغض النظر أن منظروا المنهج كـ محمد محمود شاكر ، و محمد رشيد رضا ، والأدباء كـ سيد قطب وغيرهم. لكن الإنتشار المليوني لم يحدث إلا في وقت قريب.
شمولية النهج:
أما عن القادة العرب، فلم يعلم خطاب شمولي لزعيم عربي إلا وحذ فيه من السلفية، وإن اختلفت التسميات كـ "إرهاب" ، "القاعدة" لمن هم في دول المحور القعر كبلاد الحرمين، أما دول المحور كـ سوريا و ليبيا وما ورائها ، فقد كانت السلفية تهاجم علانية (راجع الصورة اخر المقال) . فلم تخل خطابات ثورية لحكام العرب إلا وحذروا من انتشار السلفية وكأنها صنو الصهيونية. وكانت خطاباتهم دعايات مجانية لمن لم يعرف المنهج من قبل. لإجل ذلك فإن أسس حزب البعث جامعة نصيرية علوية بعثية في مدينة حمص سماها " جامعة البعث" كـ حملة مضادة، ولم نسمع من قبل عند العرب بالجامعة " الناصرية" أو الجامعة " الداروينية". ولكن بشار سبق الجميع.

الآن وهنا:
الفكر السلفي فلسفياً، سهل وعميق يقبله العامة ولا ينفر منه الخاصة، فهو يعتمد على ماعندك " بلغوا عني ولو آية" وما يمكنك الان ثم يسير بك رويداً إلى المستقبل في مكان آخر.

العولمة الفكرية السلفية:
بمجرد اندلاع حرب الخليج – و رب ضارة نافعة - انتشر الفكر السلفي في العالم الإسلامي بل وحتى العالم الأوروبي والأمريكي، بل سابق كل الإفكار والمناهج سرعة واكتساحا، في نضجه و عمقه بلا نمطية ورتابه. مما تخوف منه كثير من الصحفيين في أوروبا وأمريكا وما مظاهر سب النبي صلى الله عليه وسلم وحرق القرآن إلا نتاج طبيعي لمثل هذه القرائات.


الفكر السلفي وحقوق الإنسان:
كثير من الناس يخلط النظر لغشاوة المصطلحات. ولكن الناظر في أدبيات الفكر السلفي يوقن بلا شك أن حقوق البشر سيما المسلم هي الدافع الأسمى لبذل النفس والنفيس لكثير من السلفيين، وإلا فكيف نفسر تدافع الشباب ممن يخرج بنفسه وماله في مشارق الأرض ومغاربها ولا يرجع من ذلك بشيء. قال النبي –صلى الله عليه وسلم-( مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ) رواه البخاري. فمن بذل نفسه في سبيل الله قادر على بذل الوقت والتطوع لخدمة الأمة، بالتعليم والسعي على الأرملة والمسكين، بل وحل المشاكل الأسرية وغيرها.


كيف يتم التعامل مع الفكر السلفي؟
لا يمكن للدول أحتواء الفكر السلفي مهما كانت قوتها، إلا بتجفيف المنابع. وهذا ما رسخ عليه منهج فوكوياما في كتابه صراع الحضارات. العجب أن الفكر السلفي لا يتم انتشاره إلا في أحلق ظروف الظلم والجبروت. أما في حال الدعة وانشغال منظرية في حروب طاحنة جانبية ، فإنه ولا شك يضمر. لذلك استغل صحفيي الإنظمة بخلق الصراعات الفنجانية التي راح بعض منظري السلفية ضحية لذلك. وإن تسلط هؤلاء الحمقى من الصحفيين، هيئ الله من ينصر دعوة السلفية ولو كان من اليهود، فهاهو فنكلستاين (norman finkelstein )يدافع عن القضية الأم : فلسطين ، اكثر مما دافع به صحفي اجير، كـ كما الحلقة الرائعة المدرجة في آخر المقال. وإن الله لينصر هذا الدين وجنده بالرجل الكافر.


الممارسة في الفكر السلفي :
ممارسة الإنسان تتحكم بها عوامل كثيرة كحالته النفسيه. لا شك أن الوضع النفسي والحالة السايكلوجية ليست المحور الأساس في الفتوى، ولكن قد يوقع بفتوى معينه في وضع نفسي معين ، قد تنتفي في حالة أخرى. وقد أدرك ذلك الفقهاء في إلزام القاضي بيبته إن كان غضبان أو جوعان أو او او. لذى، فالفكر السلفي لا يجد غضاضة في تصحيح المسار لو ارتكب أي اجتهاد غير موفق. بل ويجد في ذلك المدحة والمحمدة. فلا عصمة للأفراد، بل ولا حتى الجماعات الصغار، ولكن العصمة للأمة بكليتها.
لذى فالفكر السلفي يؤسس الممارسة الصحيحة حتى يجعلها عادة، فتجد الطفل يسقى مذ نعومة أظفاره أهمية التواضع، والرجوع للحق بل ويكون رجاعاً ووقافاً عند حدود الله. لا شك أن هذا المستوى وسط قابل للنمو والإزدهار. ومن أجلى أنواع الممارسات للإفادة من الحكمة التي هي ضالة السلفي التي يسعى نحوها، وسواء كانت عند هذا أو ذاك وهناك أو هنا فهو أحق بها وأهلها. مثال على ذلك أن مجموعة سلفية صغيرة في أحد البلاد الغربية طالبت، بناء على بنود الديمقراطية ، بأن يوزع القرآن الكريم في كل فندق من فنادق هذه الدولة جنبا ً إلى جنب مع الأنجيل في كل غرفة ، سيما أن النظام يسمح بذلك، ولا شك أن هذا إعمال رائع لفكر أروع.

الفكر السلفي لا يؤمن بالعويل:
الفكر السلفي فكر إجابي، في القول و العمل والإعتقاد للفرد والجماعة، فلا يوجد في أدبيات القوم جلد للذات أو لطم للروح، وكما في المثال السابق ، فبدلاً من لعن ظلام الدول الغربية ، أوقدت جذوة الدعوة فيها.

الفكر السلفي والموسيقى:
لا أقول ان السلفية تؤمن بحل الغناء ولا الطرب. ولكن من النظرة الفلسفية فإن التغني مصطلح ثري شرعي في الفكر السلفي. لذى فنجد أن هنالك اطراً كثيرة اوجدها الفكر السلفي للإستعاضة عن الغناء والطرب بالبدائل الإسلامية. مثلاً تم تطوير الحداء والأناشيد لدرجة راقية. وقد تم ذلك بتعددية ملحوظة، لاشباع الذائقة المختلفة. ولا شك أن الله فطرنا على حب الصوت الحسن.
بل إن هنالك متخصصون في الإنشاد الإسلامي احتسبوا دراسة الموسيقا في بعض الدول ورجعوا بثراء لا يمكن تجاهله في تطوير النشيد الإسلامي. بل لقد عرف النشيد الإسلام بأنساقه المميزة له عن ضروب الغناء المنشرة التي تشبعت بمدارس الغرب ولم ينفك عنها. بينما الإنشاد الإسلامي المميز عرف بأصالته. وقصب السبق في ذلك يرجع إلى الشعراء الإسلاميين فقد وفقوا في إحراز ذلك المستوى. فقد شبعوا الوسط الإنشادي بإنتاج اصيل في وقت مست الحاجة لتوفير الخيارات الشرعية . وكم من نشيد إسلامي جاد ، أثمر حياة جادة.

أخيراً
الفكر السلفي فهو لا يفرض عليك أبداً الإنتماء والإرتماء في مظلته ، كباقي الأحزاب والتيارات. لذى فهو مستقل وهذا ولا شك مصدر من مصادر قوته، لإنه قادر على الإستيعاب. المنهج السلفي ليس تيار سياسي ولكنه منهج حياة. وهو من قبل ومن بعد أشد على أصوله وضوابطه وقواعده وغيور عليها. ويشهد بذلك ادبيات المنهج.
والله ولي التوفيق
منقول
 
التعديل الأخير:
رد: استراتيجية(التفكيكيه)في الفكر السلفي

يعطيك العافية اخي ابو فيصل على الموضوع القيم
يكفينا اننا نسير على منهج اهل السنة والجماعة
نسأل الله السلامة وحسن الختام
 
رد: استراتيجية(التفكيكيه)في الفكر السلفي

يعطيك العافية اخي ابو فيصل على الموضوع القيم
يكفينا اننا نسير على منهج اهل السنة والجماعة
نسأل الله السلامة وحسن الختام
نعم اختي اكبر نعمه اننا نسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
جزيتي خيرا
 
رد: استراتيجية(التفكيكيه)في الفكر السلفي

جزاك الله كل خير
الله يعطيك العافيه
 
رد: استراتيجية(التفكيكيه)في الفكر السلفي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلفية تمثل الامتداد الطبيعي لتلك القرون التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية

خير القرون قرني ثم الذين يلونهم

واستشعار الناس لهذا المصطلح قبل عقود من الزمان كان أشبه بالاستشعار الفطري الذي لا يشذ عنه الا هالك

ثم توالت حملات التغريب والاستعمار بشقيه سواء الفكري او العسكري على البلاد الاسلامية

فظهر جيل من المفكرين ممن يتكلمون بالسنتنا ويفقهون خطابنا .. فغيرو وبدلوا كثيرا من تلك الحقائق والمسميات التي

كانت تمثل صفاء الاسلام وروحه .. فكان لزاما على علماء الامة ان يتصدوا لذلك .. فظهرت دعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب

وكانت تمثل عودة قوية لروح الاسلام بعد تفشي مظاهر الشرك بين الناس وغياب وعي شرعي ووعي سياسي رادع يحمي بيضة الاسلام فوق ربوعه

واراضيه ... ولم يكن يعتقد كثير من أشباه المثقفين المحسوبين على الاسلام واهله زورا وبهتانا
ان يكون لتلك الدعوة ذلك الصدى والاقبال في نفوس الناس

فلما تبين الخيط الابيض من الاسود وظهر الحق أبلج للعيان ادرك القوم في ديار الكفر ان دعوة الشيخ لاقت من القبول ما يمكن ان يشكل خطرا على نفوذهم وسطوتهم وجبروتهم .. فما فتئوا حتى صرحو بذلك ولم تكن صرخة صموئيل هنتنغتن صاحب فكرة صدام الحضارات ومفكر البنتغون الاول مجرد كلام مثقف عابر

بقدر ما هي تمثل الحقيقة الكامنة وراء تحرك قوى الشرك فوق الارض من اجل محاربة هذه الروح المتجددة في نفوس الشباب المسلم والداعية الى العودة بالبشرية الى منابع الصفاء الاولى مقتفية خطى شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب .. ومن سبقه باحسان الى يوم الدين
ولا زلت ادندن في كل مجلس وناد
ان اي تحرك لقوى الكفر فوق الارض هو استهداف لهذه الدعوة المباركة مهما اتخذت من الصفات والكنى والمسمسات وتحت اي غطاء كان

والله اعلم

كتبه على عجل يوسف العلي
 

عودة
أعلى