التصفح للزوار محدود

تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا
. قيل لنا بأن الرحلة من حلب لاستانبول تستغرق بين 35 و 40 ساعة .
لم انم خلال الرحلة سوى 3 ساعات رغبة مني في ملاحظة خصائص تركيا الطبيعية والبشرية , وخاصة إننا سنخترق الأراضي التركية من جنوبها لشمالها ,
شاهدت الامتداد الجغرافي الطبيعي لجغرافية سورية , سهول وهضاب , تقوم بها زراعات مشابهة لزراعاتنا , كانت لعقود تلك المساحات وقبل الفترة العثمانية جزءً من أراضي بلاد الشام العربية وحتى أثناء الفترة العثمانية تتبع إدارياً لولاية حلب , لكن بعد الحرب العالمية الأولى وانتداب فرنسا لسوريا , تواطأت مع أتاتورك لمصالح جديدة نشأت بينهما , فتم رسم الحدود الجديدة لدولة تركيا باقتطاع أجزاء شاسعة من الأراضي العربية السورية وضمها للأراضي التركية , وأكملت المؤامرة على سوريا بسلخ لواء اسكندرون من أراضيها وإلحاقه بتركيا ’ رغم عروبة الأرض وغالبية سكانه مدن متعددة مررنا بها أثناء نسير القطار تمتاز بالتنظيم , والأبنية المسبقة الصنع والمتشابهة والمغطاة بسقف مائل من القرميد الأحمر , وتنتشر في كل البيوت أجهزة الطاقة الشمسية , وهو أسلوب متبع في كل تركيا , لعدم توفر النفط لديهم وتوفيراً للطاقة , وقد علمت أن سعر لتر البنزين لديهم يتجاوز الثلاث دولارات , وكلما كنا نتجه شمالاً كانت تتغير المشاهد الطبيعية , بدأت تلوح لنا جبالاً عالية مغطاة بأشجار متنوعة حراجية , ونرى مدناً تنتشر بها صناعات متنوعة على أطرافها , وزراعات تعتمد على أساليب الري الحديث , رغم غنى تركيا بمصادر المياه .
الشيء المؤسف بالأمر هو أنني نسيت إحضار كاميرتي الخاصة
فاتصلت فور وصولي بولدي المقيم بدمشق وأبلغته بذلك , فقام بشراء آلة تصوير ممتازة وأرسلها لي مع إحدى شركات النقل التركية والتي لديها رحلات يومية بين دمشق واستانبول , لأن أسعار التقنيات في تركيا ضعفي ما لدينا .
كلما اقتربنا من استانبول , زاد ظهور الجبال والأودية السحيقة , ثم بدأنا نهبط باتجاه استانبول والمستقرة على ضفتي بحر مرمره على عدة تلال وخلجان ضمن مساحة قطرها 300 كيلو متر .
وتربط مدينة استانبول قارتي آسيا وأوربا , ويربط مضيق البوسفور والبحر الأسود ببحر مرمره وخليج القرن الذهبي , واستانبول كانت في السابق عاصمة لثلاث إمبراطوريات هي الرومانية والبيزنطية والعثمانية , وتحتضن تراثاً غنياً .
تعد هذه المدينة العظيمة المركز الاقتصادي لتركيا , وتمتاز بميراثها التاريخي , وتقصدها بواخر المسافرين والسفن التجارية , وغنية بالغابات والسواحل الممتدة لكيلومترات طويلة .
وبها من الجوامع الرائعة والمتاحف والقصور العثمانية والأسواق , والكنائس والثروات الطبيعية الكثيرة .
وصلت لمحطة القطار ( حيدر باشا ) على ساحل استانبول الشرقية ( القسم الآسيوي ) من المدينة , في العاشرة والنصف ليلاً من اليوم التالي , وكان في انتظاري أحد الشبان العرب والمقيمين بالمدينة ويتقن التركية , فحمل حقائبي وركبنا العبارة البحرية لننتقل للقسم الغربي ( الأوربي ) من المدينة , حيث حجز لي غرفة في أحد الفنادق .
ونمت تلك الليلة بمليء جفوني من شدة النعاس والتعب .


في اليوم التالي توجهت لمعهد تومار , وباشرت الدرس الأول قبل أن أقوم بدفع الرسوم , كوني متفقاً معهم بواسطة المراسلات المسبقة. وقد اخترت فترة الدوام التي تبدأ بعيد الظهر .
حتى يتثنى لي صباحاً الذهاب لقاعات الأرشيف العثماني والاطلاع على بعض الوثائق . أو أقوم بزيارة مركز الدراسات التركية . وهو مؤسسة غير حكومية تهتم بكل ما يتعلق بالترك تاريخياً وقومياً .
معهد ( تومار ) , تابع لجامعة أنقرة العاصمة , وله فروع في أغلب المدن التركية , ومختص بتعليم اللغة التركية للأجانب , وتعليم باقي اللغات العالمية , لمن يرغب , وخاصة الأتراك .

كان صفي يضم ثمانية طلاب أجانب غيري .
شاب أمريكي بالعشرينيات من عمره . لم يصرح سبب رغبته لتعلم التركية .

شاب أثيوبي مسلم والدته تركية الأصول , ويحمل الجنسية الأمريكية , وعمره 19 عاماً .سيمضي بقية حياته في تركيا , مع والدته , بعد وفاة والده , الذي كان يعمل مهندساً بالسعودية .

فتاة ألمانية من عائلة مشهورة عمرها 21 عاما : مهتمة بالتاريخ الإسلامي . وتتكلم العربية الفصحى , فقد حدثتني عن إقامتها 8 أشهر في دمشق العام الماضي .

شاب صيني مسلم إيغوري عمره 34 عاماً , لا يستطيع العودة للصين , يتكلم لغة تركية , تخص قومه الإيغور , وهم من الترك بالتصنيف العرقي واللغوي , لكنه لا يعرف الحروف التركية وعلم القواعد , ويعمل بالتجارة بين تركيا وقرغيزيا .

فتاة من بيلا روسيا ( روسيا البيضاء ) عمرها 25 عاماً تشبه لعبة باربي , وهو الأسم الذي أطلقته عليها من اليوم الأول , واعتمد من الجميع ولاقى قبولاً منها , وعندما سألتها عن سبب رغبتها بتعلم التركية أجابت : صديقي تركي .

فتى بالثانية عشر من عمره صيني , يعيش مع اسرته في استانبول , والده يعمل بالمجال الدبلوماسي .
سيدة أوكرانية متزوجة وحامل , بشهرها الخامس تعيش مع زوجها في استانبول .

فتاة من بورتوريكو , سمراء البشرة عمرها 37 سنة , قريبة للبدانة , لكنها لطيفة المعشر , وكانت أقرب الطلاب إلي وداً , تساعدني في وضع كتبي في حقيبتي وإخراجهم . تعمل عازفة لآلة موسيقية مع إحدى الفرق الفنية في تركيا .

وعمكم , الطالب التاسع بينهم .
أستاذنا واسمه سنان بال 39 من عمره , مدرس ممتاز يستطيع إيصال معلوماته لنا باستخدام التركية حصراً والرسوم الكاريكاتورية والتمثيل .

كنا جميعاً بنفس المستوى تقريباً , ولو أنني لاحظت أن أغلبهم مضى على وجوده في تركيا عدة شهور , ولديهم ميزة القدرة على المحادثة البسيطة , عكسي أنا , فقد كنت متمكناً من قواعد اللغة وضعيف بالمحادثة , وهنا قسم التحدي ومن نوع آخر فرض على عمكم , كنت أبذل جهوداً كبيرة لأجعل لساني طليقاً عند المناقشة ,
والتي تتطلب جهداً أكبر من القراءة والكتابة , عندما أكون لوحدي .

فعلى كل طالب أن يسأل زميله المواجه له سؤالاً يتضمن جملة جديدة لكل قاعدة يشرحها لنا المدرس , فكنت أحضر في سكني الدرس المقبل وأتدرب على الاحتمالات التي أتوقعها , بعد أن أكون درست الدرس السابق وكتبت فروضي , ورددت الكلمات الجديدة عشرات المرات , لأنني لاحظت أن ذاكرتي القريبة ليست بمستوى ذاكرتي البعيدة – ربما كان التقدم بالسن هو السبب يا جماعة - ؟؟؟؟
لكنني لاحظت أنني أزداد تحسناً وبشكل يومي , فصرت أتحدث بجمل قصيرة دقيقة مع الأتراك في تعاملي اليومي , وهذا ما شجعني على المثابرة وبذل الجهود والساعات في المذاكرة اليومية .
في المعهد لاحظت إقبالاً شديداً من الشباب والشابات الأتراك على تعلم اللغات الأجنبية وخاصة الإنكليزية .
فقد كنت أحتك بهم أثناء الاستراحة في كافيتريا المعهد , واتعمد الحديث معهم بالتركية وأسأل كل منهم عن سبب رغبته في تعلم لغة ما , فتسنح لي الفرصة بالحديث مع شخص تركي , لأن الناس في استانبول منهمكين جداً في أشغالهم – وعلى قول الشوام : ما في حدا لحداومن طبع المواطن التركي عدم التدخل بالآخرين أو التطفل عليهم , كما لاحظت شدة تقيدهم بالنظام والقوانين عامة , فمبدأ التدخين ممنوع في أي مكان حتى في المطاعم والمتاجر ووسائل النقل , عدا الشوارع أو مقاهي الرصيف , وتراه حريصاً على النظافة العامة أينما وجد
.
كل موظف في تركيا , إن كان حكومياً أو في أي مؤسسة أو محل تجاري خاص , تراه مخلصاً في عمله , حريصاً على حسن تصرفه مع المتعاملين وبكل أدب , مهما علي أو قل شأنه .

في وسائط النقل الداخلي لديهم وهي متعددة , يدهشك الازدحام , لكن يدهشك أكثر , أنني لم ألاحظ أحداً لمس الآخر , فالكل حريصون , على ترك ولو مسافة سنتيمترات بينهم , ورجال الأمن كثيفي الانتشار في الأماكن العامة والسياحية , فيشعر السائح بالأمن والراحة .

كما تتمتع تركيا بحالة من الديمقراطية العصرية , فالحكومة التي يترأسها الآن : أردوغان , والتي تمثل حزب العدالة والتنمية الإسلامي بجوهره , والعلماني في تعاملاته الداخلية ,تلاقي معارضة شديدة من الأحزاب القومية , تجاه السياسة الداخلية , والاقتصادية خاصة , والتي تهم المواطن , وتقف له دائماً بالمرصاد وتنظم الإضرابات والاحتجاجات على تلك السياسة , وكل ذلك ضمن سياق اللعبة الديمقراطية , والمؤسسة العسكرية , ومعها المحكمة العليا تراقب كل شيء يمس أسس دستور أتاتورك العلماني .وتجد الجميع متفقاً على مصلحة الوطن ,وحبه , وقد تجلى ذلك أثناء بطولة أوروبا بكرة القدم , ونجاحات الفريق التركي التي كادت أن تصل للعبة النهائية , فقد حضر إحدى المباريات أردوغان , وبعدها حضر رئيس البلاد عبد الله غول .

وشارك الأتراك بكل أطيافهم الاحتفالات والمشاغبات , تشجيعاً لفريقهم الوطني . فكنت ترى رموز وأعلام كل الفئات السياسية تحتفل في الساحات العامة .

.
السبت والأحد عطلتنا الأسبوعية في المعهد .
خصصت يوم الأحد للتجول السياحي في استانبول , لكنني اكتشفت أنني محتاج لمائة يوم أحد على الأقل لتغطية مناطقها السياحية والأثرية والتجارية , فاكتفيت بالحد الأدنى منها , وكان اهتمامي منصباً على أهم الجوامع العثمانية باستانبول , لما تحمله من معاني رمزية لمرحلة هامة بالتاريخ الإسلامي عامة , وعظمة سلاطين آل عثمان خاصة , وأهمية معمارية فريدة من نوعها , جعلت كثير من المهندسين والفنانين في العالم , يخصوها بالدراسات والبحوث ,

فبدأت بأشهرها , وهو جامع السلطان أحمد ويقع مقابل أيا صوفيا ,
ويشتهر باسم : الجامع الأزرق , ذو المآذن الستة


وتعتبر أيا صوفيا , أحد أجمل متاحف العصور الماضية دون منازع . بعد أن قام أتاتورك بتحويلها من جامع لمتحف . وكان سابقاً كنيسة شيدها قسطنطين الأكبر , وأعاد بناءها جوستنيان في القرن السادس , ترتفع قبتها 55 متراً عن سطح الأرض وقطرها 31 متراً .
يحتاج السائح كثيراً ليتمكن من التمعن واستيعاب عظمة هذا البناء .الذي رفعت فيه كلمة – الله أكبر - لأول مرة بعد عند فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح .

برج با يزيد : والذي شيد عام 1828 م بارتفاع 85 متراً من قبل السلطان محمود الثاني كبرج للحريق , حيث يقع اليوم داخل فناء جامعة استانبول .

ان زيارة استانبول لا تكتمل بدون رحلة بحرية على طول مضيق البوسفور , المضيق المتعرج الذي يفصل أوروبا عن أسيا , ترى على ضفتيه مزيجاً رائعاً من الماضي والحاضر , الفيلات العصرية إلى جانب الفيلات الخشبية .
والرحلة تبدأ من مرفأ أمينونو وأثناء الرحلة تمر أمام قصر دولم باغجة الفخم ومن بعده ترتفع أرضية المنتزه الأخضر والأجنحة الملكية لقصر يلدز .
قصر جراخان الذي يمتد 300متر على طول البوسفور , وقد جدد ترميمه السلطان عبد العزيز عام 1874 م حيث تعكس واجهته الرخامية حركة المياه .

وفي أورطاكي توجد كنيسة ومسجد ومعبد يهودي جنباً إلى جنب ,
مما يؤكد التسامح الديني والعرقي في تركيا منذ أيام العثمانيين .

أما جسر البوسفور , فهو أضخم جسر يربط أروربا وأسيا .

سوق قابلي جارشي يضم قرابة 4000 دكان ضمن متاهة من الشوارع الضيقة والممرات , ولكل تجارة منطقتها , شارع الصاغة , شارع بائعي السجاد , أغطية الرأس .....

مصر جارشي أو سوق التوابل , قرب جامع يني , تفوح منه روائح القرفة والزعفران والزعتر وكل ما يمكن تصوره عن الأعشاب والتوابل .

لم أخرج لمحيط استانبول , والذي قيل لي بأنه يحتوي على أرخبيل جزر الأمراء الساحرة الجمال ,
أنوى مستقبلاً إن شاء الله أن أقوم برحلات أخرى لتركيا , فقط بهدف السياحة والتعرف على معالمها الطبيعية والتاريخية ..







 
ومن يتهيب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

هذا البيت من الشعر وما يحمله من معان كبيرة , يخاطب النفس البشرية المترددة في تحقيق طموحها , و يحذرها من مصير لا يقبل به إلا من رضي لنفسه أدنى الدرجات في الحياة .

من فهم معاني ذلك البيت من الشعر والذي جعلته عنواناً لحياتي منذ كنت شاباً يافعاً أراد لنفسه مكاناً مميزاً في الحياة .
وزاد إيماني بمعانيه بعد أن امتحنني خالقي بصحتي وسلامة بعض أعضائي .
أيها الإنسان السليم . يا أخي وأختي من ذوي الإعاقة , تطلعوا دائماً للنجوم وحاولوا الوصول إليها , بالإرادة والصبر وبعد الاتكال على الله مانح القوة والعون لمن أراد العون .
ليس سهلا ً على شخص بأوضاعي – رغم أنها ليست سيئة بالمطلق – أن يعزم على تحقيق غايات هدفها الخير لنفسي وأكون إنساناً متوازناً في حياتي , بعيداً عن الاستسلام وفعّالاً في مجتمعي , مهما كانت المتاعب والصعوبات .
ليس سهلاً أبداً أن أسعى لتعلم لغة جديدة وأهتم بطلب العلم . وأسافر بمفردي مستفيداً من فوائد الأسفار ومتعتها .
كان في أعماق نفسي رغبة وإرادة وحماس تدفعني لذلك , فإن استمعت لأعذارها بالراحة والسكون واحتمالات المخاطر , ما كنت تحركت من بيتي .
هي قضية مبدأ مع الذات , فالنفس كالطفل إن أرضعتها شبت على حب الرضاع . والنفس البشرية تميل للراحة والسكون ما لم تحفزها لتعود إلى الغاية من وجودها , وهي أن تعمل وتسعى بما يرضي الله فيها و لخير البشرية معاً .
في رحلتي تعبت بدنياً وأنا مسرور , كنت مضطراً أن أسير على قدميّ مسافات لا بد من مشيها يومياً , وأرتقي درجات سلالم جسور المشاة لأنتقل للطرف الأخر من الطريق , وأنحشر بين الناس في وسائل النقل الجماعية المزدحمة , واستعد قبل وصولي لمحطتي لأقف على باب الخروج أثناء سير وسيلة النقل , وما يرافق ذلك من تعرضي للاهتزازات المتلاحقة التي تكاد ان توصلني لمرحلة السقوط أو الارتطام بالناس , فعمدت الى حمل كتبي في حقيبة أعلقها على رقبتي وكتفي لتبقى يدي السليمة حرة أتمسك بها لأحافظ على توازني في الصعود والهبوط , ووضع حقيبة على كتفي أمراً لم أعتاد عليه في مجتمعي .
وكم من مرة ارتطمت قدمي بطرف بلاطة رصيف وكدت أقع على وجهي , وكم من مرة كدت أتعثر على درجات السلالم التي كنت أضطر صعودها وهبوطها يومياً رغم تمسكي بدرابزون السلم .

سهرت لياليّ وأنا ادرس دروسي , مانعاً نفسي من الجلوس في المقاهي والتمتع بالمناظر ومشاهدة ما تحبه النفس .كنت أخاطب نفسي : لك بعض الأوقات وليس أغلبها , وعندما كنت أغالبها كانت توقظ بي الشوق والحنين لأهلي علها تجعلني أنسحب وأعود ,كما كانت تجعلني أفكر في ألام ساقي المعاقة والتي بدأت بالتشنج من التعب , وانتقلت الآلام لرقبتي من طول انكبابي على المذاكرة
وكانت نفسي تحذرني : هل تأمن نفسك من سقطة تنكسر بها إحدى ساقيك ؟هل تأمن من مرض يصيبك وأنت وحدك ؟ ماذا سيحدث لك إن تعرضت لمكروه ,؟ هي الجانب المنهزم في كل نفس بشرية , فيرد الجانب الأخر مبتسماً : لقد توكلت على الله , ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , ولم أرمي نفسي في التهلكة , وحسبت لأكثر الأمور ,
فأدوية الطوارئ بحوزتي , وطلبت من أولادي الاتصال اليومي بي في ساعة معينة , كما كنت أخبر موظف الفندق بكل تحركاتي وأوقاتها . وكتبت بطاقة طوارئ باللغة التركية ووضعتها داخل جواز سفري بها أرقام هواتف سكني ومدرستي وأصدقائي في تركيا وأرقام أهلي بسوريا .ولا أقفل غرفتي أثناء نومي .
تعرضت لنظرات الاستغراب من كثير من طلاب المعهد الأتراك , لأنني كنت أكبر الطلاب سناً , لكنني كنت أحييهم مبتسماً وأنا أتابع إلى قاعتي , فاعتادوا على رؤيتي اليومية وصاروا يبادروني بالتحية , وأقدم البعض منهم على التعرف علي والحديث معي في الاستراحات وكان الحديث لا يخلو من المرح والتعليقات الجميلة . قالت لي إحداهن مرة وهي فتاة تركية مرحة , هل لديك هنا صديقة تقضي معها أوقات فراغك ؟ , فأجبت نافياً , دون أن أشعرها باستهجاني لهذا الأمر , فرد شاب كان معنا قائلا : الأستاذ لا يمانع إن كنت تلك الصديقة , فأجابت دون تردد : بشرط واحد , إن سبقني بالجري لمسافة 100 متر , كان له ذلك .هي تعلم أن هذا الحديث مع
رجل مسلم بعمري و من البلاد العربية , أمر به استهجان وتصورت تلك الصبية , إنني سوف أغضب أو أوجه لها كلمة قاسية , لكنها فوجلت ببرودة ردي , وتعليق زميلها , فتخلصت من ورطتها بجوابها الأخير , ثم اعتذرت , وحرصت بعدها أن تدعوني دائماً لكأس من الشاي معها .

من آداب التخاطب بين الناس باللغة التركية أن تخاطب كل شخص بصيغة الجمع ( أنتم ) , إلا عندما يتحدث الأب مع ابنه والضابط مع الجندي والأستاذ مع طالبه , فيخاطبه بصيغة المفرد
.
لم يقبل أستاذنا أن يخاطبني بصيغة المفرد وخاصة عندما علم بأنني كنت مدرساً , فكان يحدثني في كل مرة يطلب مني إجابة , بصيغة الجمع ويسبقها بلقب ( فارس بي) ويقصد ( سيد فارس ) . كان يرددها في الدرس عشرات المرات واضطر لتوضيحها لباقي الطلبة حتى لا يحدث التباس لغوي لديهم .
ربطتنا نحن طلاب الصف صداقة حميمة , فنحن نلتقي خمسة أيام في الأسبوع ولمدة أربعة ساعات يومياً , وكانت طريقة أستاذنا تقتضي بأن يسأل كل طالب زميله القريب منه سؤالاً باللغة التركية وحسب قاعدة الدرس فيجيب الأخر بإجابة , كانت أغلب الأوقات
الأسئلة تتعلق بالحالة الشخصية والإجابة كذلك , فكوّنا جمعياً فكرة عامة عن أحوال بعضنا : ما هي مهنتك . كم عمرك . من أي بلد أنت . كم عدد أفراد أسرتك . ما هي هوايتك . ما هي دراستك . مع من تعيش في تركيا . متى حضرت لتركيا . كيف تقضي يومك باستانبول , ما أول عمل تفعله عند استيقاظك , أين تقضي أيام عطلتك . مادا أعجبك من الطعام التركي . ما المناطق السياحية التي زرتها .
كان الجميع يجيب بكل صدق عما يخصه , دون تحفظ , مما جعلنا نشعر بإلفه نحو بعضنا , وكأن أحدنا يعرف الآخرين من زمن بعيد . كما تشكلت صداقات خاصة بين بعض الطلاب , فتواصلت أيام العطل .
كما ذكرت لكم سابقاً, فقد خصصت يوما واحدا بالأسبوع للتجول السياحي , كان الأمر يتطلب السير ساعات طويلة لأستطيع التجول حول وداخل المنطقة السياحية المطلوبة , رغم كل التعب لكنني كنت مصرّاً على إكمال الجولة في كل مرة , وكنت كالباقين أجلس على أحد المقاعد المنتشرة في الحدائق والمحيطة بمناطق الجوامع والمتاحف , والأسواق كما تنتشر مقاهي الرصيف التي تلاقي رواجاً كبيراً بين السياح والمواطنين , خلعت حذائي وأبدلته بصندل مريح لأتجول براحة , كما صرت أضع قبعة واقية من الشمس , فمناخ استانبول حاراً ومشبع بالرطوبة صيفاً رغم سقوط أمطار غزيرة في بعض الأيام الصيفية .ومع المغيب الساحر يصبح الجو معتدل الحرارة فتحلو المشاوير المسائية في الأسواق المكشوفة والجلوس في المقاهي المنتشرة على الشواطئ المكتظة بالرواد .وما أجمل طعم ( عرنوس ذرة مشوي على الفحم ) تتلذذ به من بائع بعربته النظيفة والأنيقة وثوبه الأبيض النظيف , ويتقدم منك بائع الشاي المتجول , ليعرض عليك بأدب تناول كأس من الشاي التركي اللذيذ , والأتراك من الأقوام الذين يتناولون الشاي بشكل دائم .
لقد استطاعت المسلسلا ت التركية المدبلجة للهجة الشامية و التي غزت القنوات الفضائية العربية , أن تخلق ترويجاً سياحياً لتركيا .
مع أن القضايا الاجتماعية التي تدور فيها , لا تعبر عن حياة مجمل الشرائح التركية .
فالمجتمع التركي يتصف بتلون وتباين العادات والسلوك , فالتدين والمحافظة على التقاليد القديمة منتشراً بشكل واضح في الأرياف والمدن الصغيرة , وقسم كبير من الأسر في استانبول من المحافظين . كما تنتشر العادات والسلوك الأوروبي بين بعض الشرائح وخاصة الغنية منهم وعنصر الشباب المنطلق في تقليد السلوك الغربي , وكلُ حر في سلوكه ودينه ومذهبه وانتمائه السياسي , فالدستور يضمن كل الحريات تحت ظل القانون .

في رحلة العودة عزمت أن أزور صديقاً تركياً لي يعيش في مدينة أضنة والقريبة نسبياً من سوريا , فاتصلت به وحددت موعد وصولي إليه .
استلقيت أتوبيسا مخصصاً للرحلات الطويلة والتي ينطلق يومياً من استانبول إلى سوريا , مروراً بمدن تركية عديدة منها العاصمة أنقرة وصولاً لأضنه وإنطاكية ثم يعبر الحدود إلى حلب .
نزلت في أضنه , حيث قضيت وقتاً طيباً عند صديقي التركي وهو أيضاً من المهتمين بالبحوث التاريخية وله عدة مؤلفات باللغة التركية , وقد أهداني أخر أعماله وهو كتاب , يبحث في أصول الأسماء التركية وأسباب تسميتها , فاكتشفت أن كثيراً من الأسماء التركية , ذات أصول عربية وفارسية وتركية الجذور ,
ثم تابعت رحلتي بحافلة أخر إلى مدينة إنطاكية و منها طلبت سيارة خاصة توصلني إلى منزل ابني في حلب والتي تبعد عن إنطاكية 95 كلم فقط . واجتزنا نقطتي الخروج والدخول بسهولة , لعدم وجود الازدحام وقتها , ووصلت منزل ابني مساءً حيث قضيت عنده يومان ثم توجهت لحمص , وعانقني أفراد عائلتي بحرارة وشوق وإعجاب, وكانت إشراقه عينا شريكتي وابتسامتها . أجمل تعبير عن وصولي بخير وسلامة إليها .


 
:5:
ومن يتهيب صعودالجبال


يعش أبد الدهر بين الحفر

هذا البيت من الشعر وما يحمله من معانكبيرة , يخاطب النفس البشرية المترددة في تحقيق طموحها , و يحذرها من مصير لا يقبلبه إلا من رضي لنفسه أدنى الدرجات في الحياة .

من فهم معاني ذلك البيت من الشعر والذيجعلته عنواناً لحياتي منذ كنت شاباً يافعاً أراد لنفسه مكاناً مميزاً في الحياة .
وزاد إيمانيبمعانيه بعد أن امتحنني خالقي بصحتي وسلامة بعض أعضائي .
أيها الإنسان السليم . يا أخي وأختي منذوي الإعاقة , تطلعوا دائماً للنجوم وحاولوا الوصول إليها , بالإرادة والصبر وبعدالاتكال على الله مانح القوة والعون لمن أراد العون .
ليس سهلا ً على شخص بأوضاعي – رغم أنهاليست سيئة بالمطلق – أن يعزم على تحقيق غايات هدفها الخير لنفسي وأكون إنساناًمتوازناً في حياتي , بعيداً عن الاستسلام وفعّالاً في مجتمعي , مهما كانت المتاعبوالصعوبات .
ليس سهلاً أبداً أن أسعى لتعلم لغة جديدة وأهتم بطلب العلم . وأسافر بمفردي مستفيداً من فوائد الأسفار ومتعتها .
كان في أعماق نفسي رغبة وإرادة وحماس تدفعني لذلك , فإناستمعت لأعذارها بالراحة والسكون واحتمالات المخاطر , ما كنت تحركت من بيتي .
هي قضية مبدأمع الذات , فالنفس كالطفل إن أرضعتها شبت على حب الرضاع . والنفس البشرية تميلللراحة والسكون ما لم تحفزها لتعود إلى الغاية من وجودها , وهي أن تعمل وتسعى بمايرضي الله فيها و لخير البشرية معاً .
في رحلتي تعبت بدنياً وأنا مسرور , كنت مضطراً أن أسير علىقدميّ مسافات لا بد من مشيها يومياً , وأرتقي درجات سلالم جسور المشاة لأنتقل للطرفالأخر من الطريق , وأنحشر بين الناس في وسائل النقل الجماعية المزدحمة , واستعد قبلوصولي لمحطتي لأقف على باب الخروج أثناء سير وسيلة النقل , وما يرافق ذلك من تعرضيللاهتزازات المتلاحقة التي تكاد ان توصلني لمرحلة السقوط أو الارتطام بالناس , فعمدت الى حمل كتبي في حقيبة أعلقها على رقبتي وكتفي لتبقى يدي السليمة حرة أتمسكبها لأحافظ على توازني في الصعود والهبوط , ووضع حقيبة على كتفي أمراً لم أعتادعليه في مجتمعي .
وكم من مرة ارتطمت قدمي بطرف بلاطة رصيف وكدت أقع على وجهي , وكم من مرة كدت أتعثر على درجات السلالم التي كنت أضطر صعودها وهبوطها يومياً رغمتمسكي بدرابزون السلم .

سهرت لياليّ وأنا ادرس دروسي , مانعاً نفسي من الجلوس فيالمقاهي والتمتع بالمناظر ومشاهدة ما تحبه النفس .كنت أخاطب نفسي : لك بعض الأوقاتوليس أغلبها , وعندما كنت أغالبها كانت توقظ بي الشوق والحنين لأهلي علها تجعلنيأنسحب وأعود ,كما كانت تجعلني أفكر في ألام ساقي المعاقة والتي بدأت بالتشنج منالتعب , وانتقلت الآلام لرقبتي من طول انكبابي على المذاكرة
وكانت نفسيتحذرني : هل تأمن نفسك من سقطة تنكسر بها إحدى ساقيك ؟هل تأمن من مرض يصيبك وأنتوحدك ؟ ماذا سيحدث لك إن تعرضت لمكروه ,؟ هي الجانب المنهزم في كل نفس بشرية , فيردالجانب الأخر مبتسماً : لقد توكلت على الله , ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , ولمأرمي نفسي في التهلكة , وحسبت لأكثر الأمور ,
فأدوية الطوارئ بحوزتي , وطلبت منأولادي الاتصال اليومي بي في ساعة معينة , كما كنت أخبر موظف الفندق بكل تحركاتيوأوقاتها . وكتبت بطاقة طوارئ باللغة التركية ووضعتها داخل جواز سفري بها أرقامهواتف سكني ومدرستي وأصدقائي في تركيا وأرقام أهلي بسوريا .ولا أقفل غرفتي أثناءنومي .
تعرضتلنظرات الاستغراب من كثير من طلاب المعهد الأتراك , لأنني كنت أكبر الطلاب سناً , لكنني كنتأحييهم مبتسماً وأنا أتابع إلى قاعتي , فاعتادوا على رؤيتي اليومية وصاروا يبادروني بالتحية , وأقدم البعض منهم على التعرف علي والحديث معي في الاستراحات وكان الحديثلا يخلو من المرح والتعليقات الجميلة . قالت لي إحداهن مرة وهي فتاة تركية مرحة , هل لديك هنا صديقة تقضي معها أوقات فراغك ؟ , فأجبت نافياً , دون أن أشعرها باستهجانيلهذا الأمر , فرد شاب كان معنا قائلا : الأستاذ لا يمانع إن كنت تلك الصديقة , فأجابت دون تردد : بشرط واحد , إن سبقني بالجري لمسافة 100 متر , كان له ذلك .هيتعلم أن هذا الحديث مع
رجل مسلم بعمري و من البلاد العربية , أمر به استهجان وتصورتتلك الصبية , إنني سوف أغضب أو أوجه لها كلمة قاسية , لكنها فوجلت ببرودة ردي , وتعليق زميلها , فتخلصت من ورطتها بجوابها الأخير , ثم اعتذرت , وحرصت بعدها أن تدعوني دائماً لكأسمن الشاي معها.

أريد أن أكون مثلك هنا:5:

من آداب التخاطب بين الناس باللغة التركية أن تخاطب كل شخصبصيغة الجمع ( أنتم ) , إلا عندما يتحدث الأب مع ابنه والضابط مع الجندي والأستاذمع طالبه , فيخاطبه بصيغة المفرد

شكرا على تعليمنا وجه من أوجه الاتيكيت التركي
أضيفها لثقافتي الضحلة
.
لم يقبل أستاذنا أن يخاطبني بصيغة المفرد وخاصة عندما علمبأنني كنت مدرساً , فكان يحدثني في كل مرة يطلب مني إجابة , بصيغة الجمع ويسبقهابلقب ( فارس بي) ويقصد ( سيد فارس ) . كان يرددها في الدرس عشرات المرات واضطرلتوضيحها لباقي الطلبة حتى لا يحدث التباس لغوي لديهم .
ربطتنا نحن طلاب الصف صداقة حميمة , فنحن نلتقي خمسة أيام في الأسبوع ولمدة أربعة ساعات يومياً , وكانت طريقة أستاذناتقتضي بأن يسأل كل طالب زميله القريب منه سؤالاً باللغة التركية وحسب قاعدة الدرسفيجيب الأخر بإجابة , كانت أغلب الأوقات
الأسئلة تتعلق بالحالة الشخصيةوالإجابة كذلك , فكوّنا جمعياً فكرة عامة عن أحوال بعضنا : ما هي مهنتك . كم عمرك . من أي بلد أنت . كم عدد أفراد أسرتك . ما هي هوايتك . ما هي دراستك . مع من تعيش فيتركيا . متى حضرت لتركيا . كيف تقضي يومك باستانبول , ما أول عمل تفعله عند استيقاظك , أين تقضي أيام عطلتك . مادا أعجبك من الطعام التركي . ما المناطقالسياحية التي زرتها .
كان الجميع يجيب بكل صدق عما يخصه , دون تحفظ , مما جعلنانشعر بإلفه نحو بعضنا , وكأن أحدنا يعرف الآخرين من زمن بعيد . كما تشكلت صداقاتخاصة بين بعض الطلاب , فتواصلت أيام العطل .
كما ذكرت لكم سابقاً, فقد خصصتيوما واحدا بالأسبوع للتجول السياحي , كان الأمر يتطلب السير ساعات طويلة لأستطيعالتجول حول وداخل المنطقة السياحية المطلوبة , رغم كل التعب لكنني كنت مصرّاً علىإكمال الجولة في كل مرة , وكنت كالباقين أجلس على أحد المقاعد المنتشرة في الحدائقوالمحيطة بمناطق الجوامع والمتاحف , والأسواق كما تنتشر مقاهي الرصيف التي تلاقيرواجاً كبيراً بين السياح والمواطنين , خلعت حذائي وأبدلته بصندل مريح لأتجول براحة , كما صرت أضع قبعة واقية من الشمس , فمناخ استانبول حاراً ومشبع بالرطوبة صيفاًرغم سقوط أمطار غزيرة في بعض الأيام الصيفية .ومع المغيب الساحر يصبح الجو معتدلالحرارة فتحلو المشاوير المسائية في الأسواق المكشوفة والجلوس في المقاهي المنتشرةعلى الشواطئ المكتظة بالرواد .وما أجمل طعم ( عرنوس ذرة مشوي على الفحم ) تتلذذ بهمن بائع بعربته النظيفة والأنيقة وثوبه الأبيض النظيف , ويتقدم منك بائع الشايالمتجول , ليعرض عليك بأدب تناول كأس من الشاي التركي اللذيذ , والأتراك من الأقوامالذين يتناولون الشاي بشكل دائم .
لقد استطاعت المسلسلا ت التركية المدبلجة للهجة الشامية والتي غزت القنوات الفضائية العربية , أن تخلق ترويجاً سياحياً لتركيا .
مع أنالقضايا الاجتماعية التي تدور فيها , لا تعبر عن حياة مجمل الشرائح التركية .
فالمجتمعالتركي يتصف بتلون وتباين العادات والسلوك , فالتدين والمحافظة على التقاليدالقديمة منتشراً بشكل واضح في الأرياف والمدن الصغيرة , وقسم كبير من الأسر فياستانبول من المحافظين . كما تنتشر العادات والسلوك الأوروبي بين بعض الشرائح وخاصةالغنية منهم وعنصر الشباب المنطلق في تقليد السلوك الغربي , وكلُ حر في سلوكه ودينهومذهبه وانتمائه السياسي , فالدستور يضمن كل الحريات تحت ظل القانون .

في رحلةالعودة عزمت أن أزور صديقاً تركياً لي يعيش في مدينة أضنة والقريبة نسبياً من سوريا , فاتصلت به وحددت موعد وصولي إليه .
استلقيت أتوبيسا مخصصاً للرحلات الطويلة والتي ينطلقيومياً من استانبول إلى سوريا , مروراً بمدن تركية عديدة منها العاصمة أنقرة وصولاًلأضنه وإنطاكية ثم يعبر الحدود إلى حلب .
نزلت في أضنه , حيث قضيت وقتاً طيباًعند صديقي التركي وهو أيضاً من المهتمين بالبحوث التاريخية وله عدة مؤلفات باللغةالتركية , وقد أهداني أخر أعماله وهو كتاب , يبحث في أصول الأسماء التركية وأسبابتسميتها , فاكتشفت أن كثيراً من الأسماء التركية , ذات أصول عربية وفارسية وتركيةالجذور ,
ثمتابعت رحلتي بحافلة أخر إلى مدينة إنطاكية و منها طلبت سيارة خاصة توصلني إلى منزلابني في حلب والتي تبعد عن إنطاكية 95 كلم فقط . واجتزنا نقطتي الخروج والدخولبسهولة , لعدم وجود الازدحام وقتها , ووصلت منزل ابني مساءً حيث قضيت عنده يومان ثمتوجهت لحمص , وعانقني أفراد عائلتي بحرارة وشوق وإعجاب, وكانت إشراقه عيناشريكتي وابتسامتها . أجمل تعبير عن وصولي بخير وسلامة إليها .


كم استمتعت

ذهبت مرة لتركيا
ولم أرها بعيناك
واحساسك المرهف

مرشد سياحي رائع أنت عمو فارس

أسعد الله أوقاتك
 
رحلة رااااااااااااااااااائعة اخي
ياااااااااااا رب تدوم الفرحه في قلوبكم دائما
تغيير الجو ممتع جدا والتعرف على اماكن سياحيه تاريخيا
يسلموووووووووووووو على تفاصيل الرحلة الممتعة
احترامي
بنت التحدي
 
كم أستمتعنا لمغامرتك الأستاذ فارس
والتي يضرب بها التحدي وروح المغامرة الحقيقي
كما تعرفنا على حضارة تركيا من أسلوبك المشوق
أتمنى أن تكون رحلتك مفيدة من كل الأتجاهات
المعرفية والحضارية والمغامراتيه ...

شكراً لك ونتمنى أن نعزف معك مغامرات أُخرى
 
رحلة رااااااااااااااااااائعة اخي
ياااااااااااا رب تدوم الفرحه في قلوبكم دائما
تغيير الجو ممتع جدا والتعرف على اماكن سياحيه تاريخيا
يسلموووووووووووووو على تفاصيل الرحلة الممتعة
احترامي
بنت التحدي


بنت التحدي , يا أخت الرجال

الفرحة دائمة بالقلوب , بمعرفة الطيبين والتواصل معهم .
السياحة من أمتع الهوايات والاهتمامات , إن سبقها معرفة دقيقة لتاريخ البلد و جغرافيته وطباع أهله وأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية .
عندها تقترن المشاهدة بالعين مع المعلومات , يشعر السائح بالمتعة , حتى وأن وجد بعض الفروق
وعندما ترتبط الرغبة بالمعرفة والعمل مع السياحة .
يكون لها طعم أخر أمتع .
شكراً لمرورك الطيب
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعجبني هذا المثل

نقطة الماء تحفر في الصخر ليس بالقوة .. ولكن بالتكرار

وايضآ

لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى


ماشاء الله عليك
اهنيك من كل قلبي تمتلك روح الاصرار والتحدي والعنااااد
وهذا شئ مشجع بحد ذاته لخلق اواصر القوووه والنجاح واثبات الوجود

وبالتالي

ارى انك انسان غير عادي يقهر المستحيل
وممكن حبك للاثااار والتااااريخ تمكن فيك
وكاااان للمغامره النصيب الاكبر

فهنيئآ لك

واتمنى ان يمتلك شبابنا تلك الروح بكل ماتحمل من قوه وتحدي
شبابنا اختاروا الايسر والاسهل والحياه المترفه

اكرر

ماشاء الله عليك

استمر ولكن بدون مجازفه ومغامره لو تكرمت
آآآآآن الآوااااان لكي تنهل ماتريد بدون اي معجزااااات

مانقلته هنا شجعنا لحب تلك البلاد والتي كنت سامحوها من ذاكرتي
لانها عرضت اسوأ القيم لنا من مدبلجات ومسلسلات هابطه


شكرآ لك

واتمنى لك التوفيق والنجاح والقوه اينما كنت وحللت وارتحلت
وثق تمامآ سنفتقدك بلا شك
واتمنى على الاقل تواصلك حتى من بعيد

استودعك الله
وفي رعاية اللي ماغفت عينه
 
التعديل الأخير:
ما شاء الله
اسلوبك رائع أخي الفاضل في الكتابه
من زمان اتمنى أن أزور تركيا و الحين زاد شوقي لرؤيتها
تسلم يمناك يارب
دمت بحفظ الله
 
كم أستمتعنا لمغامرتك الأستاذ فارس
والتي يضرب بها التحدي وروح المغامرة الحقيقي
كما تعرفنا على حضارة تركيا من أسلوبك المشوق
أتمنى أن تكون رحلتك مفيدة من كل الأتجاهات
المعرفية والحضارية والمغامراتيه ...

شكراً لك ونتمنى أن نعزف معك مغامرات أُخرى


مرحباً أخي الغالي : ألم الأمل

تمنيت لي أجمل ما أتمناه فعلاً , من مقاصدي في أسفاري .
قلبي معكم .

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعجبني هذا المثل

نقطة الماء تحفر في الصخر ليس بالقوة .. ولكن بالتكرار

وايضآ

لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى


ماشاء الله عليك
اهنيك من كل قلبي تمتلك روح الاصرار والتحدي والعنااااد
وهذا شئ مشجع بحد ذاته لخلق اواصر القوووه والنجاح واثبات الوجود

وبالتالي

ارى انك انسان غير عادي يقهر المستحيل
وممكن حبك للاثااار والتااااريخ تمكن فيك
وكاااان للمغامره النصيب الاكبر

فهنيئآ لك

واتمنى ان يمتلك شبابنا تلك الروح بكل ماتحمل من قوه وتحدي
شبابنا اختاروا الايسر والاسهل والحياه المترفه

اكرر

ماشاء الله عليك

استمر ولكن بدون مجازفه ومغامره لو تكرمت
آآآآآن الآوااااان لكي تنهل ماتريد بدون اي معجزااااات

مانقلته هنا شجعنا لحب تلك البلاد والتي كنت سامحوها من ذاكرتي
لانها عرضت اسوأ القيم لنا من مدبلجات ومسلسلات هابطه


شكرآ لك

واتمنى لك التوفيق والنجاح والقوه اينما كنت وحللت وارتحلت
وثق تمامآ سنفتقدك بلا شك
واتمنى على الاقل تواصلك حتى من بعيد

استودعك الله
وفي رعاية اللي ماغفت عينه[/quote

الله سبحانه وتعالى , دائم النعمة والرحمة لنا .
منه نستمد عزيمتنا فيما يرضيه , ونستمر في كفاحنا , لنشعر برضاه وسعادتنا .
في كل كلمة خطها قلمك , جرعة تشجيع تسعدني , كسعادة طفل أنجز عملاً بسيطاً .
باركك الله وأدخل السعادة الدائمة لقلبك الكبير .
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

الله ما اروع شرحك اخي فارس

شعرت وكاني مسافره على تركيا

شعرت بالفرحه في عيونك وانت تلتقي بعائلتك

الله يديم عليك الفرحه والسعاده وان يديم عليك الصحه والعافيه

رحله موفقه وسعيده

 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

چوك گوزال ?ونشیورسن امو فارس ، زن ایتم تر?یا دا دولاشیورم گینه چون?و بان 3 ییل تر?یادا یشادیم،

یشاماك تر?یادا چوك گوزال عمو فارس ، باندا سیزین غیبی تر?یایی سیفیورم ، هههههه ما بعرف فهمت

مني شي لما ?تبت ح?ی تر?ی بحروف عربیة ؟

الف حمد لله علی سلامتك عمو فارس سفره سعیدة إن شاء الله وراح تت?رر بإذن الله بس مع شری?تك المرة الجایة ولا شو ؟

اخي فارس عمر حدیثك جمیل و شیق ما نشبع منه ماشاء علیك ربنا یحمیك یخلیك لنا ولعائلتك ال?ریمة

إن شآء الله
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

ايندا : العزيزة

حلوة كتير منك هالكلمات التركية .. نعم فهمتها كلها ..
بس ليش تركتي تركيا ؟؟ و ناويه ترجعوا ؟؟؟ أو لأ؟؟؟ .. الوضع على تحسن للأخوة الأكراد .. بالقوانين الجديدة ..
بعد هاي الرحلة رحت رحلة تانية من 3 شهور سابقين . ونزلت موضوع في المنتدى عن رحلتي التانية . ونزلت موضوع خاص عن صور رحلتي التانية ... إلقي نظرة عالرحلة التانية عمو ايندا .
بان تشوك تاشكور إيدريم .. كيزيم ايندا ...
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

ما شاء الله
اسلوبك رائع أخي الفاضل في الكتابه
من زمان اتمنى أن أزور تركيا و الحين زاد شوقي لرؤيتها
تسلم يمناك يارب
دمت بحفظ الله
شكراً لتشجيعك الطيب .

زيارة تركيا ستترك أثراً طيباً بكِ أن سافرتي إليها .
منذ فترة بسيطة . وبعد زيارة رئيس الوزراء التركي . رجب الطيب أردوغان إلى ليبيا .
تم الاتفاق على إعفاء المواطنين الليبيين من فيزا الدخول لتركيا . تشجيعاً للسياحة .
فبادري الصيف القادم إلى زيارتها ..
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

رحلة طموح لا حدود لها
لرجل لا يعرف سقف محدد لقوته وطموحه
سرد اشادني واعجبني وجعلني اتمنى ان ارى
تركيا بل وتعلقت بها من كلامك اخي فارس
كتبت وابدعت في كتابتك لتصف تركيا بااروع الوصف
ولتصف ايضا مايشبه النحت بالصخر
شاكره اخي فارس على كل ما انتابني من مشاعر تحدي
وان اقراء موضوعك الف شكر
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

عمو فارس أنا من ?ردستان العراق مش من تر?یا ، بس لما ?نا في تر?یا ?نا ?لاجئین حیاتنا ?انت نوعا ما صعبة هناك بس ?ان لنا أمل بیوم مشرق و جمیل

یعنی بالمختصر المفید حیاتنا ?انت آمن علی الاقل بالنسبة لحیاتنا في العراق آنذاك ?انت ظلام في ظلام ، والآن نحن هنا منذ ان خرجنا من العراق 19 عاما ومن تر?یا 16 عاما نراها صعب

ان نرجع و نبدأ من جدید حیاة لا نعرف ?یف ست?ون لأننا تعودنا الحیاة هنا في س?ون وأمن ما في وجع راس السیاسة و القیل و قال ولا إشاعات ?لام الناس عن الناس ، عمو فارس الا تراه صعب نعود لمثل لتلك الظروف

والحیاة ،؟ عمي العزیز انا لما اسافر مجرد سفر لمدة بسیطة لا احتمل تلك الضوضاء والمشاحنات بین الناس مجالسهم و?لامهم یحتوی علی إما الغیبة او عن المال او السیارات والفلان عنده والعلان ماعنده بصارحة شي مملللللللل ، ولا شو رأیك عمووو ؟
 
رد: تفاصيل رحلة التحدي - 2 -

شكراً لمروك الجميل عمو ايندا
وحديثك عن معناة اللجوء ..
لكم الخيار عمو ايندا في المكان الذي يحقق لكم الامن والسلام ..
ادعو الله لكم بالاستقرار والحياة الأمنه .
واشكركِ لتفاعلكِ
 

عودة
أعلى