التصفح للزوار محدود

تعرف على خطاط المصحف الشريف (عثمان طه)

أبو حمزة

Well-known member
عثمان طــه

كثيراً ما نقرأ إسمه، لكننا لا نعرف عنه غير هذا الإسم الذي تشرّف برفقة القرآن الكريم.

وبعضنا يسأل نفسه: من يكون هذا؟ وكيف يصبر على ذلك الجهد، وهل هو حي أم ميت؟ وكم من الأجر سيجد في موازين حسناته؟

إنه الخطّاط الشيخ "عثمان طه"، من نال شرف كتابة القرآن الكريم..

بالتأكيد أنت تُحبه، وكل مسلم كذلك يُحبه، ونُحب أن تَعرف عنهُ المزيد..

هو أبو مروان، عثمان بن عبده بن حسين بن طه، ولد عام 1934م في مدينة حلب بسوريا، متزوج وله من الأبناء سبعة حفظهم الله وقرَّ عينيه بهم، ووالده هو الشيخ عبده حسين طه، إمام وخطيب المسجد، وشيخ كتاب البلد.

ــ الشيخ ’’عثمان طه‘‘، حاصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية، ودرس اللغة العربية والرسم والزخارف الإسلامية.

ــ نال إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي الأستاذ/ حامد الآمدي رحمه الله) عام 1973م.

ــ تتلمذ في الخط على يد كل من الخطاطين: محمد علي المولوي، وإبراهيم الرفاعي في حلب، ومحمد بدوي الديراني في دمشق.

ــ كتب أول مصحف عام 1970 م لوزارة الأوقاف السورية.

ــ في عام 1988م جاء للمملكة العربية السعودية، وعين خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية، وفي نفس العام عُين عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجرى في إسطنبول كل ثلاث سنوات.

يقول الشيخ ’’عثمان طه‘‘: ’’ظهرت موهبة الخط لدي منذ الطفولة، فقد أخذت مبادئ الخط عن والدي الذي كان يجيد خط الرقعة، وكنت أقلد ما في الكتب من خطوط، وأصبحت أقلد خط الطباعة تماماً، وكتبت نظماً في العقيدة ومتناً في النحو وعمري إذ ذاك لا يتجاوز ثماني سنوات، وهذا الخط موجود لديّ وأحتفظ به في مكتبتي‘‘.

والنسبة لأنواع الخطوط و الخط المناسب لكتابة المصحف، يقول الشيخ ’’عثمان طه‘‘ : ’’إنحصر الخط العربي أخيراً في ستة أنواع تقريباً: الخط الكوفي، خط الثلث، خط النسخ، خط الفارسي، الخط الديواني، خط الرقعة. والخط المناسب لكتابة المصحف هو: خط النسخ لوضوحه وبساطته وشهرته بين الناس‘‘.

وفي تعريفه للرسم العثماني يضيف : ’’هو الرسم الذي كتب به المصحف أيام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأجمع المسلمون على التقيد بهذا الرسم توقيفياً، ولا يجوز كتابة المصاحف خلاف ذلك‘‘.

و السبب الذي يجعل من خط الشيخ ’’عثمان طه‘‘ متميزاً عن بقية الخطوط، هو إعتماده في كتابة المصاحف أسلوباً متميزاً، وهو تبسيط الكلمة لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التالية لها دون التباس، والتخلص من بعض التركيبات الخطية التي تعيق الضبط.

و تستغرق كتابة نسخة من المصحف الشريف لديه، في حدود سنتين ونصف السنة تقريباً مع التصحيح المستمر المرافق للكتابة.

ويقول الشيخ ’’عثمان طه‘‘: ’’ لا يمكن البدء بكتابة المصحف، إلا وأنا على طهارة، ولا أخالط الناس كثيراً كي يبقى ذهني صافياً، ولا أقع في الخطأ لأن الخطأ في القرآن مرفوض. أما شعوري أثناء الكتابة، فأنا أرى نفسي في عالم الآيات الكريمات أقتبس منها علماً وأسمو بها روحاً، عالم غير عالم الناس المنشغلين في الحياة اليومية، آيات تبشر وآيات تنذر، قصص رائعات كقصص الأنبياء الكرام وقصص الأقوام البائدة، لا أشعر بمرور الوقت ولا أنتبه لما يجري حولي، فآيات القرآن تسيطر عليّ، أهيم في عالم نوراني، ولا أغتر بالدنيا، وأتزود لآخرتي بكتابتي للمصحف.

بارك الله بكَ يا خادم كتاب الله.. وجزاكَ الله خيراً في خدمة الإسلام والمسلمين ~


منقول
 
رد: تعرف على خطاط المصحف الشريف (عثمان طه)

في الحقيقة إنها لتتبعثر الكلمات، وتتلعثم الألسُن الفصيحات،
وتتلاشى العبارات، عند ذكر مثل هذه النجوم والشخصيات.

كلما أردتُ أن أغبط أحداً، أو أتمنى شيئاً ينفعني بعد الممات...
سريعاً ما تتماثل وأتصوّر هذه الشخصية الرائعة أمام ناظري، شخصية الخطاط عثمان طه فلا أدري فيما أغبطه؛
فهل أغبطه على نفعه للأمة،
أم أغبطه على خدمة دينه وكتاب ربه،

أم أغبطه على الدعوات التي تصله من أصقاع المعمورة،
أم أتفكر في الحسنات التي سيجنيها في حياته وبعد مماته -بإذن الله-، وكم هي الأُجور التي ستنصب عليه -إن شاء الله-؟، وليس ذلك حسداً مني؛ ولكنه غبطة؛ وأسأل الله من فضله.

فإن عجزتُ عن التفكير، أتذكر قول العليّ القدير:
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (4) سورة الجمعة
واللهِ وباللهِ وتاللهِ إن هذه التجارة لهي التجارة الرابحة،
وأن مثل هذه المشاريع لهي المشاريع الفالحة.

فبارك الله له فيما آتاه، وجعل عمله خالصاً لوجه الله،
ومتعه بالصحة الدائمة والمعافاة.

ونسأل الله أن ييسرنا لخدمة دينه، وكتابه، ونصرة أمته،
وأن يرزقنا من فضلهِ وكرمه ومنته،

وأن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم،
وموافقاً لسنة نبيهِ علي أفضل الصلاة والتسليم.

آمـ آمين ـيـ آمين ـن

 

عودة
أعلى