التصفح للزوار محدود

وخدنى ورايح فين .؟؟!!!. اميمة ابو المكارم

ابو المكارم

Well-known member
وخدنى ورايح فين
المشهد الاول :ـ ابناء يمسكون طرف جلباب امهم , والام ترتدى رداء على شكل علم مصر
الابنــــــــــاء:ـ امى لا تتركينا الى اين انت ذاهبة نحن ضعاف لا نقوى على الحياة بدونك.
الأم :ـ تبكى وتقول اتركونى انتم لا تعرفون شئ ,
المشهد الثانى :ـ داخل محكمة الاسرة الابناء يقاضون امهم حتى تبقى معهم
القاضى :ـ محروسة انت عارفه انت هنا ليه ؟
الأم :ـ بل اتعجب انا هنا لية ؟
القاضى :ـ لانك عاوزة تسيبى اولادك وتمشى ...لية؟
الام :ـ ياترى عندك وقت تسمع حكايتى .
القاضى :ـ انا هنا عشان اسمعك واحكم بالعدل .
الأ م :ـ العدل .( تقولها بستنكار ) ياترى هو في هنا لسة عدل اذا كان كده ارجوك اسمع حكايتى
انا ام من آلاف لسنين معروفة وسط اخواتى وولادى وجيرانى بالعزة فتحا بيتى سبيل لكل
محتاج .عمرى ماقلت لحد لاء.
من كام سنة دخلو عليه ديابة لبسين لبس ولادى , خدتهم فى حضنى , ترابى كان ذهب
سرقوة . حتى قوت عيالى سمموه , باعونى شبر شبر لأعدائى واعداء اخواتى .ضيعو نى
وفرقو عيالى ..حتى اخواتى كرهونى بعتهلهم الضنا اهانو. وانا الكبيرة العزيزة المحروسة
اللى اشتكونى لك ياقاضى عيالى الغلابة الضعفا ,فاكرنى سيباهم ومشية بيحسبونى بعتهم
ميعرفوش انا رايحة فين , انا رايحة ادور على كرامتى رايحة امنع اخواتهم من السفر على بلاد الخوجات فكرين بلادهم
احسن من هنا كل يوم واحد يسافر ويرجع غرقان والتانى بيحصلو ا , راحة الحق باقى التراب
راحة اتوسل لاخواتى يرحمو ولادى ويفتكرو انا كنت اية وعملت اية عشانهم , راحة اشوف
حل , راحة ادور عالعدل ,, وادينى جتلك ......احكم بالعدل ,
القاضى:ـ محروسة انا عارف كل كلمة قلتيها عارف انك مظلومة ومعاكى الف حق ,,,ووعد منى
كل ده هيتغير وهيجى اليوم اللى هترجع لك فيه العزة والكرامة خدى عيالك الباقين وروحوا
الام :ـ تحضن عيالها وتبكى ويرجع الجميع للبيت
الابناء :ـ امى نوعدك هيجى اليوم اللى نمسح فية دمعك وتفتخرى بينا صدقينا يا امى يا اغلى ام
وتمر الايام والام ترى ان ابنائها دائما مشغولين حول الشبكة العنكبوتية ( الفيس بوك )تنظر لهم فى
حسرة وتقول ,,, هو ده الوعد انا عاوزاكم تذكرو كفاية لعب .
الابناء :ـ امى احنا فعلا بنذاكر ,, بنذاكر التاريخ وبنراجع النصوص وبنحفظ المعاهدات , وبنجمع
الثروات ,,وهنطرح السالب ونتمسك بالموجب .
الأم :ـ ( تنظر فى دهشة وتقول ) الله يوفقكم .
مرت الشهور والايام والابناء على هذا الحال الى ان جاء يوم الفصل .
الأم :ـ ترى ابنائها متجمعين ارتدو اجمل الثياب وهمو بالخروج ) على فين رايحين
الابناء :ـ اليوم يا امى يوم الامتحان ... يوم الوفاء بالوعد اليوم 25 يناير 2011دعواتك امى
ابن من ابنائها:ـــ امى هتعملى اية لو جبت اعلى مجموع وتقدير .
الام :ــ هكون اسعد ام وهجبلك حاجات حلوة كتير .
الابن::ــ لا امى انا مش عاوز غير حاجة واحدة بس اوعدين تعمليها .
الام :ـــ اية هى
الابن ::ـــ لا تبكى يا امى فدمعوك اغلى من حياتى
الام :ـ تودع ابنائها ( فى حالة من الدهشة ومزيج من الفرح والحزن )
تمضى الساعات تلو الساعات والابناء لم يعد منهم احد تسمع اصوات الجيران من قريب
وبعيد , تنادى عليها محروسة تعالى شوفى اولادك فالتلفزيون , تجرى الام فى لهفة وهى
خائفة ما الذى يحدث ,
جارها :ـ مبروك يا محروسة اليوم 25 يناير 2011 يوم الثار لقد انجبتى رجال يفخر بيهم
العالم كله . النهارده حقك هيرجع ويتلم الشمل
الام :ـ وفين عيالى دلوقت ودينى ليهم ( وذهبت الام مسرعة إلى ميدان التحرير تحتوى ابنائها
اغنية بصوت شجى قوى ( صوت الام ثم الابن )
النهارده يوم يوم الامتحان
ابنى خد بايدى لحلم كان محال
ابنى قصاد عينى بيجرى فى كل مكان
بيطالب بالسقوط ..سقوط النظام
وينادى بالرحيل .. رحيل الهوان
على صوتك يا امى ( يدخل صوت الابن )
مبقاش فينا جبان ( يقولها لامة ويحنى راسة تواضع لها )
ارفع راسك لفوق انت مصرى ( تمد الام يدها وترفع راس ابناها )
ـــ يدخل صوت الشباب .. شباب الثورة ارفع راسك فوق انت مصرى ـــ
تدور الاحداث لمشاهد حقيقية داخل ميدان التحرير والاغانى الرنانة الارتجالية تدوى فالمكان
فى حالة من البهجة والفرحة ولافتات يمين ويسار والخيام وحركة لما يقوم به الشباب الثائر الابى
من مختلف الانشطة ,
لم تدم الفرحة طويلة على صوت الصراخ وتحول ميدان التحرير الى ساحة حرب
دماء تنزف فىكل مكان سقوط شهداء
تصرخ الام
كفاية دم لاء , ويسقط الابن شهيد
ابنى حبيبى انت لاء ( تحضن الابن الشهيد الذى حصل على اعلى المراتب كما وعد
( مراتب الشهداء )
وعدتك ومش هوفى بوعدى
هبكى عليك العمر يا ولدى
الدمع دم
كفاية ياولادى متذبحونيش ( تفرد يدها تمنع المتقاتلين من ابناء الوطن )
مشهد من موقعة الجمل ( تدخل الجمال والخيول ) وصراع دامى فى الميدان
الى ان تهدأ الامور وتمر الساعات وتتحول ارض المحروسة الى لجان شعبية
بعد ان خرج البلطجية واقتحمو المحلات وهاجمو المنازل وحرقوا المنشات
تنادى الام على ابناها الكبير تعالى يابنى خد بايدى ( الجيش ) ياخد بادها ويفض
الاشتباكات وتهدأ الامور شئ فشئ .
ويظل الابناء ينادو بسقوط النظام ورحيل الفساد وفجأة يخيم الصمت على الميدان يهدأ
الثوار وينصت الجميع الى بيان ( عمر سليمان ) وتعلو الذغاريد والاغانى فى ميدان التحرير مع صوت عبد الحليم حافظ فى اغنية ( صورة )
وتمضى ايام وميدان التحرير ملتقى الوافدين ومزار سياحى إلى ان يجمع الابناء الثوار
متاعهم لتمضى الحياة قدما .وتدور عجلة الانتاج حتى تنهض الامة من جديد
ولكن سرعان ما تبددت الاحلام هناك من يأبى ان تنهض الامة هناك يد مخربة
تشعل نار الفتنة بين الابناء وتوسوس وتشكك فى ولاء الابن الاكبر ( الجيش )
الذى كان دراعها الواقى فى حرب 73 الى ان حقق النصر ولازال درعها الواقى
فلولاه ما رحل النظام الفساد وما رجع الامن رويدا رويدا
اجتماع طارئ
تجمع الام الابناء والابن الاكبر وتنظر لهم فى ألم وحسرة وتقول
عاوزين اية ياولاد ادم انتم الان قابيل وهابيل .. لية كل واحد عاوز يقتل اخوة فى كل عصر وكل اوان .
الابن العاصى :ـ انا عاوز حقى
الأم :ـ وياترى ده وقت تخليص الحقوق , اخوك هيعملك اية دلوقت انت كنت بدافع عنى وعن اخواتك وتطرد الاعداء عشان فالاخر تقول قسمو التركة ودلوقت
الابن العاقل :ـ لا يأمى متظلمناش احنا دفعنا عنك واخدنا بأثرك ومش عاوزين حاجة
العاصى :ـ لكن انا عاوز ودلوقت ومش عاوزين الكبير احنا ملناش كبير , الكبير كمان
حرامى مش عاوزينو
الام :ـ اخرص الكبير هو اللى محافظ عليك لو كان حرامى كان باعك وكان زمانك
بتتجلد , واسمع كويس الكبير عنده قدرة احتمال انت استنفذتها واحذر من لحظة
انفجاره اتقى شر الحليم اذا غضب .
العاصى :ـ بقى كده انا مش هخليه يرتاح لا هو ولا باقى حبايبك كل يوم هعمله مشكلة وهطلع
ادام العالم برئ مظلوم . ورونى بقى هترتاحو ازاى .
الام :ـ تنهار وتصرخ يشتد العراك بين الابناء الذين يخافون على الام واالعصاه
المشهد الاخير ـ ينتهى على وقوف الام وسط الابناء الشرفاء والعصاه وكل فريق يشد يد من اتجاه
معاكس .. وهى تصرخ وتقول وخدنى ورايح فين اى بنى .


وخدنى ورايح فين ؟؟!!! مسكينة بلدى
تأليف
اميمة ابو المكارم
 

عودة
أعلى