التصفح للزوار محدود

عيدنا ... و تصفية النفوس

مذهلة

Well-known member
عيدنا ... و تصفية النفوس



العيد مناسبة كريمة , وميقات سعادة , فيه تجدد معانٍ , وتعاد ذكريات .



تُرسل مع إقباله رسائل التهاني .



وتعلو الابتسامات يومه وجوه المحبين .



تتصافح فيه الأيادي البيضاء .



وتُقال فيه عثرات الأقربين , وتعفو النفوس عنده عن ذنوب المخطئين .



كل صديق بصديقه فِرح , وكل محب بحبيبه سعيد .



كم كان ميقاتاً لزوال خصومة , وتلاقي بُعداء , وتواصل منقطعين , فهو بحق يوم المحبة والصفاء .



وتبقى نفوساً قد علاه ألم خطيئة الغير في حقها , وسكن فؤادها جرح


قريبها أو صديقها الذي لم يراع حرمة الميثاق , فيقرر كل متخاصم أن


هذا جرح لا يندمل , وخطأ لا يمكن أن يغتفر , فـتكون القطيعة ويحل


الهجران , وتمر السنوات , وتتوالى الأعوام ما بين تلك القطيعة وذلك


الهجران , فلا النفوس تهدأ , ولا الآلام تنقطع .



ليتدبر ذلك المقاطع في زمانه الفائت , يوم رأى الخصومة علاج لذاك


الخطاء , وجفوته لقريبه أو صديقه بلسماَ لذاك الذنب , فإذا الزمن يمضي


بلا علاج , وإذا الأيام تُنمّي ذاك الخصام , والأشد والأنكى توارث الأجيال


لخصومات الآباء , وزيادة الجفاء بين أبناء العمومة وأحفاد الإخوان .



فيأتي العيد حاملاَ معه السعادة لكل من كان بينه وبين أخيه خصومة ,


وتقبل هذه المناسبة لتغسل القلوب من آثار ذاك التنافر , فيتذكر عظيم


الأجر من الرحمن حين يقرأ



قول الكريم المتعال



} فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {



فيرجو الأجر من ربه , ويتلو قوله تعالى




} ولْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم {



فيُحب أن يغفر الله له , وربما نادته فطرة الخير في نفسه للقاء من


خاصمه , فيأتيه شيطانه ويُوهمه أن هذا ذلة , فيصحح له هذا الوهم


حديث نبيه عليه الصلاة والسلام



( وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا )



مسلم



فيعقد العزم على اغتنام هذه المناسبة للقاء قريبه , ومصافاة خليله ,


فتجتمع النفوس بعد شتاتها , وتقرب القلوب بعد نفرتها , فيفرح له كل


قريب , ويسعد بهذا كل حبيب .



إن خلق الرحمة في النفس مِنِّةٌ من الله تعالى يجعلها في قلوب من شاء


من عباده الرحماء , وللنفوس حظوظها في التشفي , ولكن لم يجعل


الإسلام لها أمداً إلا ثلاثة أيام وبعدها يكون المرء ظالمٌ لنفسه ومتعدٍ لشرع


ربه , ومقصراً في حقوق إخوانه , ومن ابتدأ بالسلام كان خير


المتخاصمين , ففز أيها المتاجر مع ربك لتنال هذه الخيرية وتفوز بهذا العطاء .



العيد حضر أيها المتخاصم , ومناسبة الفرح حلت يا من لازلت مهاجر ,


وكلنا على يقينٍ بطهارة نفسك , وسمو خلقك , وأنك راغب ٌ في التواصل


, فهل تجعل هذه المناسبة فرصة لنيل رضا ربك , وسعادة إخوانك ومن


حولك , ومناسبة كريمة للقاء كل قريب لك ؟



رحم الله قلباً تطهر اليوم .



ونفساً عفت وسامحت .



ويداً للمصافحة مُدت .



ورجالاً ونساءً سعوا في الإصلاح
 
رد: عيدنا ... و تصفية النفوس

موضوعك رائع أختي مذهلة
العيد نعمة من نعم الله علينا
 
رد: عيدنا ... و تصفية النفوس

طرح راقي
ابدعتي
 
رد: عيدنا ... و تصفية النفوس

الصقر العماني

لولو دلعلع


اسعدني مروركم الكريم
 

عودة
أعلى