كـــــــــان يـجــــــب...؟؟؟
كان يجب أن أكتب الليلة بالذات..أن أسكب وجعي على هذا البياض الذي يغري بالسفر الطويل..أن أستعيد طفولتي البهية،وأحلامي الهاربة من قهر السنين..وأن أنظر إلى المرآة كيما أراني كما أنا..ذلك الذي أتعبته المرافئ ..لفظته الزوارق..ورماه الموج إلى متاهات سحيقة ،ذلك الشبح الموزع ما بيني ،وبين آخر يشبهني ،ويجول في أوردتي.
كان يجب أن أفتح كل الملفات المتراكمة منذ أول العواصف،أن أبحث بين سطورها عما تبقى من أثري،كيما أشكلني إنسانا آخر كنت أبحث عنه في متاهات أعماقي..في ضحكة طفل ناصع البراءة ..في عيون امرأة تائهة هدها الزمن،ورماها القدر على أرصفة الضياع..في حشرجات مقعد نسته المدينة،ونسيه الشفاء..وفي كل ذلك الملكوت الذي يسبح لله ليل نهار.
كان يجب أن أفرمل،وأصوغ أسئلة عميقة..حائرة..محرجة:من أنا..ماذا أريد..وعلى أي درب أسير...؟؟؟ أوليس السؤال نصف الحقيقة،ومبتدأ اليقين..؟أو ليس السؤال منهج الذين ساروا الألف ميل ،وتربعوا على عرش السعادة والهناء.
أواااه...أيها البياض الممتد على الحيرة..إني أكاد أُمسكني،كي أنزع كل أقنعتي،وأتعرف على ملامحي التي نسيتها ذات ضياع باهر..ذات اغتراب قاهر..ذات عاصفة هوجاء.
أواااه...أيها البياض المريب ،كما الفيافي الصامته..إني ها هنا..أنهمر شلال بوح غامر،وأنزف فوق ثراك حروفا مدماة بالوجع..بالخيبة..وبكل كبت الإشتهاء.
كان يجب أن أكتب الليلة بالذات،قبل أن يلفحني الضجيج..قبل أن يهجرني إدراكي المفاجئ ،وأعود إلى المتاهات السحيقة ،أبحث عني..ألملمني قطعة قطعة،من بين أنقاض الحياة،كيما أشكلني إنسانا آخر يشبه الإنسان
أسير التحدي/الجزائر
تعليق