و من منازل إياك نعبد و إياك نستعين منزلة اليقين :
وهو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون وإليه شمر العاملون وعمل القوم إنما كان عليه وإشاراتهم كلها إليه وإذا تزوج الصبر باليقين : ولد بينهما حصول الإمامة في الدين قال الله تعالى وبقوله يهتدي المهتدون : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون [ السجدة : 24 ]
وخص سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين فقال وهو أصدق القائلين : وفي الأرض آيات للموقنين [ الذرايات : 20 ] وخص أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين فقال : والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون [ البقرة : 45 ]
وأخبر عن أهل النار : بأنهم لم يكونوا من أهل اليقين فقال تعالى : وإذا قيل : إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم : ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين [ الجاثية : 32 ]
ف اليقين روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال القلوب التي هي من أعمال الجوارح وهو حقيقة الصديقية وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره
وروى خالد بن يزيد عن السفيانين عن التيمي عن خيثمة عن عبدالله بن مسعود عن النبي قال : لا ترضين أحدا بسخط الله ولا تحمدن أحدا على فضل الله ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله فإن ما رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره وإن الله بعدله وقسطه جعل الروح والفرح في الرضى واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط واليقين قرين التوكل ولهذا فسر التوكل بقوة اليقين
وفقكم الله جميعا
*** منقول ***
تعليق