الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدا تركيا.. كل إخوانك "تناسوكِ" يا تركستان!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    عدا تركيا.. كل إخوانك "تناسوكِ" يا تركستان!


    عدا تركيا.. كل إخوانك "تناسوكِ" يا تركستان!
    فيما عدا باكستان المؤيدة للصين، وتركيا المنتقدة لها، أطبق الصمت بثقله على معظم الحكومات الإسلامية إزاء المواجهات الدامية التي نشبت بين قوات الأمن الصينية ومسلمي الاويغور في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) شمال غرب الصين،
    14.07.2009 14:26

    فيما عدا باكستان المؤيدة للصين، وتركيا المنتقدة لها، أطبق الصمت بثقله على معظم الحكومات الإسلامية إزاء المواجهات الدامية التي نشبت بين قوات الأمن الصينية ومسلمي الاويغور في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانج) شمال غرب الصين، والتي أسقطت أكثر من 184 قتيلا.
    هذا التناسي والصمت العربي والإسلامي تجاه الاويغور أرجعه محللون سياسيون في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى الحرص على عدم فقدان دعم بكين للعالم الإسلامي في القضايا الكبرى، مثل الصراع مع إسرائيل، والصراع مع الغرب بشأن إيران، وكذلك الصراع مع الهند بشأن باكستان.

    ولفت المحللون إلى أن تركيا وحيدة غردت خارج سرب المسلمين الذين "تناسوا أحداث تركستان الشرقية"؛ بالنظر إلى أن أبناء الإيجور هم من أصول تركية، إضافة إلى طموحها الكبير في لعب دور الريادة داخل العالم الإسلامي، والذي ظهر بوضوح في موقفها المناهض لإسرائيل إبان حربها الأخيرة على قطاع غزة.

    صمت عربي

    ولم تعلق الحكومات العربية على ما يجري في إقليم تركستان الشرقية، لا بالإدانة ولا بالقبول، وكان خير معبر عن هذا الموقف "المطاطي" ما قاله عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في مقابلة مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي" تعليقا على هذه الأحداث: "إننا نؤكد على أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لإيجاد الحل لهذه المشكلة.. ونحث الأطراف المتنازعة على التوصل إلى اتفاق".

    وفي رأي المحلل السياسي اللبناني صلاح سلام فإن "غياب العرب عن التواصل مع تركستان جعلهم يكتفون بتصديق الروايات الصينية الرسمية عما يجري في هذا الإقليم المسلم".

    لكنه شدد على أن السبب الجوهري في صمت العرب وتناسيهم ما يجري في تركستان هو "الحرص على عدم إغضاب بكين بالنظر إلى مواقفها التاريخية المناصرة للعرب، لا سيما في القضية الفلسطينية".

    وأضاف: "الصين طرف مهم في لعبة السياسة الدولية.. إنها عضو دائم في مجلس الأمن لا يمكن للعرب التضحية به بسهولة.. إسرائيل تتحين هذه الفرصة، حتى تكون كل القوى الدولية في صفها بجانب أمريكا والغرب".

    وقتل أكثر من 184 شخصا، وجرح واعتقل المئات في اشتباكات بدأت الأحد 5 يوليو الجاري بين الإيجور وقوات الأمن، والتي تعد الأعنف منذ عقود، عندما خرج متظاهرون من الإيجور احتجاجا على ما يقولون إنه سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكا مع عمال من عرقية الهان -العرق الغالب في الصين- في أحد مصانع جنوب البلاد أواخر الشهر الماضي.

    صمت إيراني

    ولم يقل الصمت الإيراني عما يحدث في تركستان الشرقية عن الموقف العربي؛ وهو ما لفت أنظار المراقبين الذين يتابعون تصريحات الساسة الإيرانيين بشأن مناصرتهم للقضايا الإسلامية، وآخرها تنديدهم بمقتل المواطنة المصرية مروة الشربيني في ألمانيا قبل أيام بسبب حجابها.

    وانتقد موقع "بازتاب" الإيراني القريب من المرشح الرئاسي محسن رضائي، الخميس 9-7-2009، موقف الحكومة الإيرانية إزاء عدم اهتمام "إيران الإسلامية" بمقتل العشرات من المسلمين في إقليم تركستان الشرقية.

    المحلل السياسي اللبناني صلاح سلام رأى أنه "ليس في مقدور طهران في اللحظة الراهنة مجرد إبداء الاستياء للصين عما يجري في إقليم تركستان؛ لأن إيران في مأزق دولي كبير بسبب برنامجها النووي.. وتعد الصين وروسيا نصيريها الوحيدين بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين في هذا الملف".

    ولفت إلى أنه بخلاف ذلك فإن الصين هي التي زودت "طهران بتكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي تعد نقطة القوة الكبيرة في ترسانتها العسكرية؛ وبالتالي فهي لا تملك ترف إغضاب بكين".
    ويرى مراقبون أن الأوضاع الداخلية الإيرانية وموجة الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية تمنع حكومة طهران من التدخل فيما يعتبره الآخرون شأنا داخليا.. وهي التي تستنكر الانتقاد الغربي لما يجري بين الحكومة والمعارضة، وتعتبره تدخلا في شئونها الداخلية.

    تأييد باكستاني!

    باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي خرجت من صف الصامتين إلى صف المؤيدين لما يجري بعد أن أعلن محمد عبد الباسط، المتحدث باسم وزارة خارجيتها، الخميس الماضي أن بلاده تستنكر أية محاولات لوقف تقدم الصين، وتشيد بجهود الزعماء الصينيين لتدعيم التناغم في الداخل والخارج.

    وتعليقا على موقف إسلام آباد قال المحلل السياسي الباكستاني عبد الرحمن حياة: "إنه موقف متوقع من إسلام آباد تجاه بكين؛ بالنظر للتحالف الإستراتيجي القائم بين الدولتين؛ فالصين هي الداعم الرئيسي لباكستان في حربها ضد الهند، ولا يمكن أن تقف في وجهها مهما كانت الدوافع".

    وأضاف حياة: "أجزم بأنه ليس في مقدور أي حاكم في باكستان التضحية بهذه العلاقة الإستراتيجية مع الصين لأجل أي شيء، فالحرب مع الهند قد تعود، والحاجة للصين قائمة، وبكين لا تبخل على إسلام آباد بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة".

    وضمت بكين تركستان الشرقية إلى الصين في عام 1949 بعد أن كانت دولة إسلامية مستقلة ضمن دول آسيا الوسطى، وأطلقت عليها اسم (شينجيانج)، أي الأرض الجديدة، وشجعت على انتقال الصينيين من عرقية الهان على نطاق واسع إليها لتحويلها للنمط الشيوعي الصيني الملحد خلافا للطابع الإسلامي السائد، ولتصبح لهم اليد العليا في السيطرة على ثرواتها العديدة.

    وعلى هذا الأساس تنفجر المواجهات من فترة إلى أخرى بين الإيجور وقوات الأمن؛ حيث تطالب جماعات إيجورية باستقلال الإقليم عن الصين؛ ليعود لوضعه الذي كان عبارة عن دولة إسلامية مستقلة باسم: "تركستان الشرقية".

    حضور تركي لافت

    وكما أن باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي أيدت الصين، فإن تركيا هي الدولة الوحيدة التي انتقدتها وبشدة، لدرجة أن وصفها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها ترتكب "إبادة جماعية" في حق المسلمين الإيجور "الأشقاء".

    وذهب أردوغان في غضبه إلى درجة أن قال إن بلاده ستطلب من مجلس الأمن الدولي بحث سبل إنهاء العنف العرقي في إقليم تركستان الشرقية، مضيفا أن "الأحداث التي تشهدها الصين لا تعدو كونها أعمال إبادة جماعية.. لا فائدة من وصفها بوصف آخر"، ودعا السلطات الصينية إلى التدخل لمنع سقوط مزيد من القتلى.

    وتعليقا على هذا الموقف التركي قال صلاح سلام: "إنها حلقة جديدة من المساعي التركية نحو لعب دور ريادي في العالم الإسلامي.. لقد رأينا مثل هذا الموقف في حرب غزة.. ونراها الآن تسطر موقفا مشرفا جديدا بهرت به الشعوب الإسلامية".

    وإضافة إلى هذا التفسير يربط مراقبون بين الموقف التركي الحاد من الصين في مسألة الإيجور وبين كون الإيجور يرتبطون بصلات عرقية ولغوية مع تركيا، ويقيم الآلاف من الإيجور في تركيا.

    موقف المنظمات

    وبخلاف المواقف الرسمية للحكومات الإسلامية، اتفقت مواقف بعض المنظمات الإسلامية الدولية والمحلية على التضامن مع الإيجوريين؛ حيث انتقدت منظمة المؤتمر الإسلامي "الاستخدام غير المتكافئ للقوة" من جانب الصين تجاه المتظاهرين.

    ودعت المنظمة إلى "إجراء تحقيق ميداني نزيه حول هذه الأحداث الخطيرة وتقديم المسئولين عنها إلى العدالة، واتخاذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تكرارها، مع ضمان تقديم تعويضات كافية للضحايا".

    وأصدر مجمع الفقه الإسلامي بالسعودية بيانا وصل "إسلام أون لاين" نسخة منه انتقد فيه أيضا الاستخدام الواسع للقوة في التعامل مع المتظاهرين، إضافة إلى استنكاره إغلاق السلطات الصينية الكثير من المساجد خلال صلاة الجمعة الماضية، والتي بررتها الصين بأسباب أمنية.

    وجاء في البيان أن المجمع "يطالب الحكومة الصينية بالمحافظة على حقوق المسلمين في إطار مبادئ حقوق الإنسان التي تقوم على احترام حياة الأفراد وحرياتهم وحماية مساجدهم، وعدم السماح لأي فئة بالاعتداء عليهم".

    كما أصدرت الحركة الإسلامية في فلسطين 48 بيانا شديد اللهجة تجاه المواجهات في تركستان الشرقية، وطالبوا فيه الحكومات الإسلامية بـ"أن ترفع شعار (مسلمو الصين ليسوا وحدهم) في وجه آلة القمع والظلم الصينية، واتخاذ إجراءات عملية لوقف المذبحة بحق المسلمين المظلومين في الصين الشيوعية"، بحسب تعبير البيان.

    وفي الجزائر أودعت حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" أمس الأحد لدى السفارة الصينية في الجزائر رسالة احتجاج واستنكار، كما عبرت الحركة من خلال تلك الرسالة عن قلقها البالغ من مضاعفات هذه الأحداث المأساوية وآثارها على علاقة الصين بالعالم الإسلامي.
    خالد البرديسي
    اخبار العالم - إسلام أون لاين.نت
Loading...


يعمل...
X