قصتي مع الآعاقة
أسمحو لي ان اقص عليكم بعضا من أيام مضت لسنين قد خلت
وأنقضت وصارت طي النسيان أو كادت ولكن أكتنفتها لحظات عصيبة
لازالت محفورة في الذاكرة ومتربعة على تلابيب اللاوعي تأبى أن تغيب أو ترحل
...................................
جيوش جرارة وقطعات مدججة بأعتى صنوف الفتك والقتل والتدمير ترافقها أليات ودبابات وحاملات جنود تسير نحو هدف واحد ومصير مجهول قد فرض عليها معادلة من خيارين لا ثالث لهما أما الموت وأما الحياة
*****
ووجدت نفسي
في خضم هذا الموج المتلاطم من الغضب والرغبة في تدمير الآخر أما أن تكون أو لا تكون ...أن تموت أو تحيا
*****
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل أو الرابعة لا أذكر .....هجوم كاسح ومحموم ..فيالق وألوية وأفواج تتقدم لآسترجاع أراض قد أحتلت من قبل تقدمت تحت وابل من القصف الشديد حتى كان لها ما أرادت وحمدت الله أني لم أقتل قبل وصولي ألى هذه الآراضي التي لم تطأها قدماي من قبل
...............................
في الخندق الشقي تذكرت أنني لم أنم منذ بضعة ايام وغابت روحي في أغفائة لا أذكر كم كانت .. مرت علي ذكريات كأن اللاوعي قد أستدعاها قبل الرحيل الآخير ألى الحياة الجديدة ..معاناتي للحصول على شهادة الآعدادية وحصولي على معدل 68
وحرماني من الدخول ألى الجامعة
وطافت في ظلمات عقلي الباطن مشاعر أرعبتني كون أني كنت بعيدا عن الله ماذا لو مت ألى أين سأرحل هل سيغفر لي الله ذنوبي
وتحسرت في نفسي لم لم أصلي وأتقي في سنيني العشرين هذه
ويا لها من سنين قضيتها في صراعات نفسيه لم أشعر بمذاق شباب فيها كانت تكبلني كالآسلاك الشائكة
أين كتبي التي قرأتها عن الحب والتاريخ وعلم النفس أين دفاتر خواطري أين رسوماتي اين شغفي في أن أرى العالم مسافرا كما الطيور في عالم لا يعرف سوى الحقد والكراهية والبغضاء لبعضه البعض
هل هذا هو العالم الذي كنت أحلم فيه
في هذه الآثناء أشتد القصف بعد أن غير الطرف الآخر أحداثياته المدفعية
سقطت علي قذيفة في خضم هذا الوابل من أمطار البارود وشضايا الحديد
ووجدت نفسي مرميا لآمتار عن مكاني تحيطني الغازات ورائحة البارود وكنت لا أرى شيئا وأنا أمسك ببطني بشدة وقد تمزقت أمعائي
شعرت بأن رجليه خفيفتان فنظرت أليهما فلم أجدهما قد قطعتا فوق الركبة وأخرى تحتها
تيقنت أنها النهاية ... أغمي علي على أثر النزيف
بعد ثلاثة أيام حسبت نفسي أنني في العالم الآخر حيث كان أمامي شيئ كقامة الآنسان كنت أكلمه وأسائله أين أنا ... وجسدي مربوطا والآنابيب تملئ جسدي
في اليوم الرابع أكتشفت أن هذا الشخص هو أنبوبة الآوكسجين السوداء وأنني راقد في مستشفى ..
حمدت الله أنني لم أمت ** كتب الله لي الحياة من جديد
ولكن بلا ساقين ؟
أخوكم *****علي
تعليق