الحلم هو أفضل الصفات التي ينبغي للمسلم أن يتحلي بها, وإلا فلا فائدة في عبادته ولا قبول لعمله, قال ابن عباس: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدوا بشئ من عمله.. تقوي تحجزه عن معاصي الله عز وجل, وحلم يكف به السفيه, وخلق يعيش به في الناس.
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ألا أدلكم علي ما يرفع الله به الدرجات؟ قالوا نعم يارسول الله, قال: تحلم علي من جهل عليك, وتعفو عمن ظلمك, وتعطي من حرمك, وتصل من قطعك
وقيل في قوله تعالي: كونوا ربانيين أي حلماء علماء, وقال مجاهد: وإذا مروا باللغو مروا كراما, وإذا أوذوا صفحوا.. وعن الحسن في قوله تعالي: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما قال: حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا.
وقال علي: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك, ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك وألا تباهي الناس بعبادة الله, وإذا أحسنت حمدت الله تعالي, وإذا أسأت استغفرته وقال عمر: تعلموا العلم, وتعلموا للعلم السكينة والحلم, وقال الحسن أطلبوا العلم وزينوه بالوقار والحلم وقال أنس في قوله تعالي: فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم هو الرجل الذي يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذبا غفر الله لك, وإن كنت صادقا غفر الله لي.
وقال السلف علامة حسن الخلق عشر خصال: قلة الخلاف, وحسن الإنصاف, وترك طلب العثرات, وتحسين مايبدو من السيئات, والتماس المعذرة واحتمال الأذي والرجوع بالملامة علي النفس, والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون غيره, وطلاقة الوجه للصغير والكبير, ولطف الكلام عمن دونه وعمن فوقه.
وأوصي جعفر الصادق بثلاثة في الحلم هن: فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا قل له إن قلت عشرا لم تسمع واحدة, ومن شتمك فقل إن كنت صادقا فاسأل الله أن يغفر لي, وإن كنت كاذبا فاسأل الله أن يغفر لك, ومن توعدك فعده بالنصيحة والدعاء, وأما اللواتي في العلم فاسأل العلماء ماجهلت, وإياك أن تعمل برأيك, وخذ بالاحتياط في جميع ماتجد إليه سبيلا, واهرب من الفتيا هربك من الأسد, ولاتجعل رقبتك في النار جسرا.
بقلم ابراهيم نافع
تعليق