السعودية بيومها الوطني الـ79.. نهضة حريات ومشاركة نسائية لافتة
يحتفل السعوديون، غداً الأربعاء 23-9-2009، باليوم الوطني الـ79، وهي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. ومنذ حينه، دخلت المملكة العربية السعودية بوابة النهضة في شتى المجالات، فنعم المواطنون بالأمن والطمأنينة، مع هامش
22.09.2009 13:05
هامش أكبر من الحريات الصحافية، وفتح المجال أمام النساء للمشاركة في عدد من المناصب، وفق ما لاحظ مراقبون وإعلاميون تحدثوا لـ"العربية.نت".
ويؤكد المستشار القانوني حمود الناجم أن الحكم الخاص بالسعودية قد نصّ على وجود يوم وطن، وليس عيداً، وفق ما قضت به الشريعة الإسلامية، كما نص على إنشاء المؤسسات الدستورية والتي لها هيكلية دستورية، "وبالتالي فإن هذا اليوم الوطني يعبر عن الفرحة لاكتمال دستورية هذه الدولة، حيث أصبح لها كيان شرعي وقانوني تباشر من خلاله المهام التي تقوم بها أي دولة متحضرة، فدستورية هذه الدولة أصلها ونشأتها مستمدان من الكتاب والسنة".
من جهته، يرى الدكتور طلال بكري، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى، أن الاحتفال باليوم الوطني تجسير بين الجيل الحالي والجيل الجديد، إذ "تشهد هذه الفترة التاريخية التي نحياها الآن مرحلة متقدمة ومزدهرة للعلم والتقدم. وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي يفتتحها الملك في إطار الاحتفالات باليوم الوطني خير دليل على أن المملكة تعيش الآن أزهى عصورها التي استمدت مبادئها السمحة من الشريعة الإسلامية الغراء، وهذا يجعلنا نحيا عصراً من عصور التنمية على جميع مستوياته"، كما قال لـ"العربية.نت".
حرية الصحافة
أما نائب رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية خالد الفرم فيعتبر أن الأهم من الاحتفال بمرور 79 عاماً على توحيد المملكة، "هو الاستعداد للمائة عام المقبلة، فاليوم الوطني فرصة للتأمل والمراجعة حتى نستطيع الوقوف في مصاف الدول المتقدمة".
ويلاحظ أن المؤسسات الصحافية أصبح لديها هامش من الحرية "أكبر مما تتخيله، خصوصاً في ظل خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ينطلق من المطالبة بضرورة الإصلاح والتغيير والتطوير واستعمال الإعلام كأداة رقابية".
لكنه أيضاً يرى أنه "من الأهمية بمكان أن تتم إعادة هيكلة نظام الإعلام السعودي ليتم استثماره بشكل ذكي وتوظيفه لعمليات التحديث بما يتفق والمتغيرات المحلية".
مكاسب نسائية
كذلك حرصت المرأة السعودية على إظهار الفرحة باليوم الوطني، الذي يمثل للكثيرات منهن نقلة نوعية في تحصيلهن لمكتسبات كنّ محرومات منها في السابق. ورغم بطء وتيرة حصول المرأة على هذه المكتسبات، إلا أن كثيرات أشرن إلى تسارع النهضة التنموية المساهمة فيها المرأة بشكل كبير.
فتؤكد سارة العتيبي، وهي أول سعودية حاصلة على الماجستير في الإعلام الإلكتروني، أن المرأة السعودية حصلت على مساحات كبيرة من الحرية وإثبات الذات والاقتراب من صناعة القرار، ما مثّل قفزة نوعية في مشاركة المرأة في نهضة الوطن.
وتوضح العتيبي، التي تشغل منصب رئيسة تحرير النسخة العربية من مجلة "لو فيغارو" الفرنسية، أن "المرأة السعودية شغلت مناصب مختلفة، فرأينا نماذج مهمة ينبغي الإشارة إليها بدءاً من فاتن شاكر أول رئيسة تحرير سعودية منذ 30 عاماً لمجلة "سيدتي"، وصولاً إلى اختيار نورا الفايز كنائبة لوزير التعليم. بالإضافة إلى وجود المرأة في اللجان الاستشارية لمجلس الشورى".
وتعتبر العتيبي أن "كل هذا يؤكد أن هناك مساحات من حصول المرأة على مكتسباتها المستحقة في وطن يشهد أزهى مراحل نهضته في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين"، وفق ما تقول لـ"العربية.نت".
وتوافقها في ذلك سعاد سالم الظافر، رئيسة قسم الانتاجية في صحيفة "عكاظ" فتقول "نفتخر بأنه تم فتح آفاق عديدة أمام المرأة السعودية لبلوغ أعلى درجات التقدم والنجاح، من خلال دخول المرأة مجالات متعددة منها مجال الإعلام والهندسة، وأيضاً وجود هيئة صحافيين تشارك فيها النساء. فظهرت نساء سعوديات مؤثرات عالمياً مثل حياة سندي التي اختيرت ضمن 15 شخصية غيرت العالم، بالإضافة إلى أن فتح مجال الابتعاث أمام المرأة السعودية جعلها أيضاً تقف في الصف الأول إلى جوار الرجل في جميع مراحل النهضة بهذا الوطن الغالي، وهذا مميز في هذا العهد الكريم الذي نعيش فيه".
وتضيف "أيضاً بالنسبة لعموم المجتمع، تم فتح المجال أمام تفعيل المطالبة بالحفاظ على حقوق الإنسان ومنع العنف سواء ضد الأطفال أو الزوجات".
ولم يكن رجال الأعمال أقل فرحة باليوم الوطني، وهو ما يؤكده سعد الرصيص، صاحب مجموعة الرصيص العقارية قائلاً لـ"العربية.نت": الحمد لله أننا نعيش في رخاء وسعادة. والاقتصاد السعودي أثبت قدرته على مواجهة الصعاب. فنحن كرجال أعمال كنا قلقين من الأزمة المالية العالمية، إلا أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقراراته الحكيمة جعلت المملكة الأقل تضرراً في المنطقة من جراء الأزمة العالمية".
جواز الاحتفال
وأثار الاحتفال باليوم الوطني الجدل عند تيار يرفض مجرد الترويج لأي احتفال ما عدا عيدي الفطر والأضحى، لكن موقف الشرع جاء معتدلاً وفق ما يبيّن الشيخ محمد النجيمي، عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد الأمنية وأستاذ الشريعة، إذ أكد جواز الاحتفال باليوم الوطني.
وأكد الشيخ النجيمي في حديث لـ"العربية.نت" جواز الاحتفال باليوم الوطني، "وعلينا الفرحة بهذا اليوم، وذكر مآثر الملك عبدالعزيز، وهذا أمر مشروع وليس فيه أي إشكال". واعتبر أن "هذا يوم عظيم لأن الملك عبدالعزيز، طيّب الله ثراه، عمل على توحيد هذا الكيان العظيم، وأعاد إلى هذا البلد أمنه واستقراره، وفي ظل هذا الأمن والأمان الذي تنعم به المملكة استطاع الحجاج أن يأتوا ليتموا مناسكهم وهم آمنون".
وأوصى النجيمي الشعب السعودي "بقراءة هذا التاريخ العظيم، ليعلموا أن هذا الكيان لم يعم ببساطة، وإنما مكث الملك عبدالعزيز ومن كان معه 32 عاماً إلى أن بسطوا الأمن على هذا البلد
العربية
تعليق