الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العرب بين الأوغلوية والمتكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    العرب بين الأوغلوية والمتكية


    العرب بين "الأوغلوية" و"المتكية"
    التقى الرجلان أوغلو ومتكي مؤخراً في طهران، وكانا قد التقيا قبل ذلك في إسطنبول. والموضوع الثابت في اللقاءين كان العالم العربي. ولا يزال الرجلان بعيدين عن التفاهم. كما أن بلديهما في حالة تنافس: أيهما يكسب الموقع المميز في العالم العربي، ترغيباً أو ترهيباً.
    02.10.2009 15:29


    محمد السماك

    الأوغلوية المذكورة في العنوان أعلاه نسبة إلى أحمد أوغلو وزير خارجية تركيا وفيلسوف السياسة التركية الجديدة مع العالم العربي. وأما المتّكية، فنسبة إلى منوشهر متكي وزير خارجية إيران وأحد أعمدة النظام الإيراني القائم على قاعدة ولاية الفقيه. وقد التقى الرجلان أوغلو ومتكي مؤخراً في طهران، وكانا قد التقيا قبل ذلك في إسطنبول. والموضوع الثابت في اللقاءين كان العالم العربي. ولا يزال الرجلان بعيدين عن التفاهم. كما أن بلديهما في حالة تنافس: أيهما يكسب الموقع المميز في العالم العربي، ترغيباً أو ترهيباً.

    والحال أن هناك اختلافات وخلافات بين تركيا وإيران تباعد بينهما. ولكن ثمة في الوقت ذاته مصالح مشتركة تدفعهما إلى التنسيق والتعاون. فمن الاختلافات أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وأنها تتعاون مع الولايات المتحدة، وأن هذا التعاون يرقى إلى المستوى الاستراتيجي. وفي المقابل فإن إيران تعتبر أن مشاكلها مع العالم مصدرها وسببها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

    ومن الاختلافات أيضاً أن تركيا تعترف بإسرائيل. وأنها الدولة الإسلامية الوحيدة غير العربية العضو في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تقيم معها علاقات دبلوماسية. وقد مكنتها علاقاتها هذه من التوسط بين إسرائيل وسوريا. وكادت وساطتها تصل إلى نهاية سعيدة لولا سقوط حكومة إيهود أولمرت في الانتخابات الأخيرة التي أوصلت بنيامين نتنياهو وحكومته الدينية المتطرفة إلى السلطة.

    يقف العالم العربي بين مطرقة "الأوغلوية" وسندان "المتكية" وكأنه لا توجد نظرية عربية تشكل قاعدة قومية مستقلة للتعاون مع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة.

    أما إيران فهي، وعلى لسان رئيسها نجاد، ترفع شعار رفض الوجود الإسرائيلي، وتضع نفسها في الصف الأمامي لمجابهة إسرائيل. وفي الوقت الذي تجري فيه تركيا وإسرائيل مناورات عسكرية مشتركة تارة بمشاركة الولايات المتحدة، وتارة أخرى بصورة ثنائية، فإن عرض القوة الذي تقوم به إيران من وقت لآخر تعتبره إسرائيل موجهاً إليها قبل سواها من دول المنطقة، حتى أنها تنظر إلى الملف النووي الإيراني على أنه يستهدف الكيان الإسرائيلي في الدرجة الأولى. وتمسك إيران بورقة للمساومة تفتقر تركيا إلى مثلها، فلإيران علاقات تعاون استراتيجي مع سوريا لم ترقَ إليها العلاقات التركية- السورية على رغم التطور الإيجابي الذي طرأ على هذه العلاقات منذ أن استجابت دمشق لطلب تركيا رفع الغطاء عن القائد الكردي عبد الله أوجلان وعناصر منظمته المسلحة.

    كما تمسك إيران بأوراق ثلاث أخرى لا تقل أهمية: مثل العلاقة مع حركة "حماس" في قطاع غزة، والعلاقة مع "حزب الله" في لبنان، وكذلك العلاقة مع "حزب الدعوة" في العراق. ومن خلال هذه العلاقات تحتلّ إيران موقعاً متقدماً في لعبة التأثير المباشر في مجريات الأحداث في كل من فلسطين ولبنان والعراق، وتالياً في العالم العربي.

    وفي المقابل تملك تركيا ورقة الثقة المتبادلة مع المثلث السعودي- المصري- الأردني امتداداً إلى بقية الدول العربية المرتبطة أو المتوافقة مع النهج السياسي العام الذي يعتمده هذا المثلث. إلا أنها في الوقت ذاته استطاعت أن تعقد اتفاق تعاون استراتيجي مع سوريا "لتأمين حد أقصى من الاندماج وخصوصاً الاقتصادي"، ومن خلال هذا التطور المهم تقوم تركيا بوساطة بين سوريا والعراق، إضافة إلى وساطتها بين إيران ودول 5+1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا) حول الملف النووي الإيراني. ولا يعني ذلك أنه لا توجد خلافات تركية- إيرانية. فمن هذه الخلافات الموقف من أذربيجان، وهي دولة تقع على شاطئ البحر الأسود ذات قومية لغوية وثقافية تركية ولكنها تدين بالمذهب الشيعي. إذ لم تكن علاقات إيران بأذربيجان جيدة، حتى أن إيران انحازت إلى جانب أرمينيا في حربها مع أذربيجان حول تقرير مصير إقليم ناكورني كاراباخ (وهو إقليم أذري ولكن غالبية سكانه من الأرمن، وتسيطر عليه الآن أرمينيا بعد صراع عسكري دامٍ مع أذربيجان). ولقد أدى الموقف التركي المتعاطف مع أذربيجان إلى زيادة حدة الخلاف التركي- الأرمني، فيما أدى الموقف الإيراني إلى إقامة جسر من التفاهم مع أرمينيا من فوق أذربيجان.

    ومن الخلافات بين الدولتين كذلك، التنافس الشديد بينهما حول أي منهما تكون دولة الممر لشبكة خطوط أنابيب النفط والغاز من القوقاز إلى الأسواق العالمية. فالممر الإيراني هو الأقصر إلى مياه البحر (الخليج العربي) والأقل تكلفة مالياً. والممر التركي هو الأطول والأشد صعوبة طبوجرافياً، وتالياً الأكثر تكلفة مالياً.

    ومع ذلك، فإن مجموعة شركات النفط الدولية المستثمرة تؤثر الممر التركي على الإيراني لأسباب سياسية. فتركيا دولة مستقرة حليفة للغرب وتتطلع إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، أما إيران فهي في حالة مجابهة مع أوروبا حول العديد من القضايا، وفي مقدمتها قضية ملفها النووي.

    والراهن أن ثمة أمور ثلاثة تصبّ في مصلحة تركيا في إطار التنافس أو التعاون التركي- الإيراني في العالم العربي. الأمر الأول هو أن تركيا تعتمد الإسلام السني، فيما يشعر المسلمون السنّة في إيران بالدونية وخاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية على شاطئ الخليج (عربستان). وأما الأمر الثاني أن إيران متهمة بالعمل على إنتاج سلاح نووي قد يستخدم سياسياً ومعنوياً -على الأقل- للهيمنة على المنطقة العربية خاصة في منطقة الخليج، ولو تحت ذريعة الصراع مع إسرائيل.

    وأما الأمر الثالث فهو أن لإيران مشاكل مع العالم العربي أهمها قضية الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي احتلتها إيران في عهد الشاه السابق محمد رضا بهلوي لدى الانسحاب البريطاني من الخليج في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.

    وقد سبق لجامعة الدول العربية ولمجلس التعاون الخليجي أن أكدا عروبة الجزر الثلاث، والالتزام بالدفاع عن حق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث، إلا أن إيران تجاهلت كل هذه المواقف.

    وبالمقابل، كانت لتركيا مشكلة واحدة معلقة مع العالم العربي منذ العشرينيات من القرن الماضي حول السيادة على لواء الإسكندرون، غير أن هذه المشكلة لم تعد مطروحة الآن بعد أن تفاهمت سوريا عليها مع تركيا.

    ولكن، في ضوء هذه التباينات والتناقضات التي تشمل مجالات متعددة سياسياً واقتصادياً، هل تستطيع إيران وتركيا العمل معاً في العالم العربي، أم أن علاقاتهما محكومة بالصراع كما كانت عليه في حقب تاريخية طويلة.. منذ الصراع العثماني- الصفوي؟

    بالنسبة لوزير خارجية تركيا أحمد أوغلو يشكل العالم العربي المدى الاستراتيجي الجديد- القديم لتركيا. فهو يعمل على تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها تركيا عندما اعتقدت أن التوجه نحو الغرب يعني أن تدير ظهرها للعالم العربي، وأن من مستلزمات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التخلي عن الإرث الثقافي والديني الذي يشد تركيا إلى المجتمعات العربية. وتعتبر هذه النظرية الأوغلوية تصحيحاً للتوجهات التركية التي سادت منذ قيام الدولة العلمانية على يد أتاتورك. وقد تولى أوغلو منصب وزير الخارجية لتحويل هذه النظرية إلى واقع سياسي جديد.

    أما بالنسبة لوزير خارجية إيران منوشهر متكي فالعالم العربي يشكل أيضاً المدى الاستراتيجي لإيران، غير أن تفاقم العلاقات الإيرانية مع الغرب (الولايات المتحدة وأوروبا) والتعاون الذي يسود العلاقات العربية مع الغرب، إضافة إلى التباين المذهبي وتوظيفه في التوجهات السياسية، يشكلان معاً وجهين لحالة الاضطراب في العلاقات العربية- الإيرانية. ومن أجل حلّ هذه العقدة تحاول "النظرية المتّكية" الالتفاف على هذه الأشكاليات بالغة التعقيد، وذلك من خلال رفع شعارات العداء لإسرائيل، والدفاع عن القضية الفلسطينية وتبنّي هدف تحرير القدس من الاحتلال والتهويد. وقد ذهبت إيران بموجب هذه النظرية إلى الدعوة إلى إقامة تحالف عربي- إيراني أمني يغني عن مشروع مظلة الدفاع الأميركية وحتى عن التعاون القائم بين بعض الدول العربية وبعض الدول الغربية. إلا أن هذه الدعوة لم تلقَ أذناً عربية صاغية في ضوء استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وفي ضوء التوظيف السياسي للتعددية المذهبية.

    وهكذا يقف العالم العربي بين مطرقة "النظرية الأوغلوية" وسندان "النظرية المتكية" وكأنه لا توجد نظرية عربية تشكل قاعدة قومية مستقلة للتعاون مع المتغيرات التي تعصف بالمنطقة وبالعالم.

    * نقلا عن "الاتحاد" الإماراتية



  • Font Size
    #2
    رد: العرب بين الأوغلوية والمتكية

    تسلم اخوي فارس على هذا النقل

    استغفر الله العظيم الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

    تعليق

    Loading...


    يعمل...
    X