الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( /.. عَ ـبَـثُ الـذ ِّكريَـاتـْ ..\ - قِصَّة حياتي ! معانق الظلام ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    (( /.. عَ ـبَـثُ الـذ ِّكريَـاتـْ ..\ - قِصَّة حياتي ! معانق الظلام ))




    إسمي / عبدالله العوَّاد ..

    عمري / 31 سنَـة ..

    مواهبي / الرسم , العزف على جميـع الآلات والتلحين بألحان شرقيَّة وغربيَّة , الإخراج , التصوير , تصميم الأزياء . الكتابة , وغير ذلِك ..



    الـسلام عليكمـ ..

    مسـاء الخيـر ..,

    حان الوقت للإعتراف وأن أكشف حقيقتي ..

    وحان الوقت لكي أزيح قناع الظلام عن وجهي .. رضى من رضى فيما كتبه الله لي بحادثة أصبحت لي منذ صغري . وأبى من استكبر بأمر الله , إنها لحكمة قد كتبها الله للناس ..
    ومن هنا سترون صورتي .. وسترون قصتي الحقيقيَّة في قسم القصص ..

    أصبحت لا أبالي عن حقيقتي , كتمتها وأخفيتها لأن كثيراً بعد ماعرف حقيقتي إختفى وتمثَّل أمامي .. والآن فإن غاب شمسي عن حياته فاليعلم بأن شمسي ستشرق في أرض أخرى ..

    إنه فقط لمن يتقبَّل بما أنا عليه سأرحب به ..

    نظـراً لإنشغالـي هذه الأيـام للإستعـداد والتجهيـز لـ " برنـامج - ألـوان " في إحـدى القنـوات الفضائيَّـة وتصويـر فيلـم وثائقـي عن قصَّـة حياتي وإبداعاتـي وسوف أتوجه قريباً في الـ 11 المقبـلة إلى الريـاض إن شاء اللهـ .. وغير ذلِك سيكـون ظهـوري في أكثـر مِن صحيفـة محليَّة أتمنى من الله أن يـمدّنـي بالقـوَّة والتركيـز لإبـراز مايكفـي لكي أكـون راضيـاً عن نفسـي أكثر ..

    سأكـون منشغـلاً هذه الأيام بقلَّـة حضوري المنتـدى وأتمنى أن تدعـوا لي بالخيـر ..
    من سيفـرح بهـذا الشأن بأني مِن أبنـاءهذا الوطن خاصَّة وتـم ترشيحـي مِن مبدعـي المملكـة عامَّـة فله الشكـر والتقديـر ..


    /


    أعلم بأني سأدخـل بدوَّامة كبيـرة مِن ضغـوطات ظهـوري كثيراً في الإعـلام , ولكِن سأقبَـل بذلِك برغم أني كنت أرفضها منذ زمـن .. أما الآن فحـان وقـت الوقـوف ..

    إدعـوا لي بالتوفيـق ..


    سفيـر مبدعـي المملكـة :-/ عبدالله العـوَّاد


    ( الحمدللهـ الحمدللهـ - هذا مِن فضـل ربِّـي )

    " معانِـق الظـلام " ..


    (( /.. عَ ـبَـثُ الـذ ِّكريَـاتـْ .. - قِصَّة حياتي ! ))



    قِصَّة حَياتي , ليسَت قِصَّة أًسْطـُوريَّة أو مِن سَرد الخيال ! ..



    إنها قِصَّة واقعِيَّة خُتِمَتْ علَى أوراقُ رِزنامَة الـ ( أيَّامـ )



    وحَبَكتهـا الـ " أقـدَار " لتكـون شاهِدَة مِنْ بِدايَة عَصْري إلَى هَـذا الوَقْت ..



    فقِِصَّتي تحْتاج إلى مجلَّدات ورُبَّما إلى مكتبَة كبيرة تحتفِظ بأوجاعـي ..



    ...




    ومِن هُنـاَ أخَذت قَلَمِي وإلتفتٌّ إلى دفتـري لكي أحمله بحذَر



    ونفضت نشاز الغـُبار مِن ظهره . الذي حمَل عبء كبير مِن هذه الدُنيا .. كُنت مُتردِّدَاً لأكتب عَن حياتي ., ولكِن ليشهَد لي التَّاريـخ ليدوّنـهُ في حياتـي قَبْل مماتـي ..


    ...



    ( ألسُن النـار وَأدَت برَاءَتي )




    تنَفَّس الصَّبَاح في قريتنا مُعلِناً صحوتَه مِن سبات عميق , وانبعثَت رائِحَة قهوَة الصَّباح لِتحَظى بشرف إنساكبُها في فنجان ( والـدي ) , ليذهَب بعدها إلى العمَل والكفاح في سِلك التعليـم ..,

    أتَى ضيوفاً لوالـدتي مِن الصديقات مايُقارِب 11 إمرأة , معتادات على زِيارَة بعضهُنَّ في كُل صباح جزءاً مِن روتين تقاليد صِلَة الرّحم وتبادًل الأحاديث في صباح كل يوم ..

    كُنَّا كالعادة أنا وأخي الذي يكبُرني بـ ( سنتيـن ) نلعب ونمرح كباقي الأطفال وكان عمري حينها ( 3 سنوات ) ..

    إنشغَلَت والدتي في المطبَخ لتحضير القهوَة للضيفات

    فـ 11 إمرأًة يحتاج إلى جهد كبير لتقديم كرم الضيافَة لَم يعدها بيتُنا الصغيـر مِن قبل ..!

    أحسَّت والدتي بالخوف على حياتنا وكان في داخلها شعور غريب . أخذتنا ووضعتنا في غُرفة بعيدة عن أعيـن الضيفات خوفاً مِن العيـن ..

    ولكِن بائَت محاولتها بالفشـل , فقد كنت أنا وأخي لا نسأم مِن الحركة والنَّشاط خرجنا إليهُن فكنت أدردِش معهُن وألهو أمامهن وألعب مع أخي ..

    بعدها أتى إليَّ أخي حامِلاً بيده علبَة ( كبريت ) لأتفاجأ بِها وأفرَح وأخذني معه إلى غُرفَة مُجاوِرَة مِن أمام أعينهُنَّ لنقفل الباب مِن غير لم يشعرن بذلِك بسبب إنشغالهن بالأحاديث ودردشَة النسوان الروتينيَّة ..

    لم تكُن الغرفة تحتوي على مـواد سريع الإشتعال , فقد كانت خاليَة مُجرَّد القليل مِن الجرائِد فقد كانت الغُرفَة تحت الصِّيانَة لعمل طلاء الجدران وسرير واحِد ودولاب صغير . الغرفة كانت مُحكَّمَة بعدَم دخول الهواء بِها لم تكن بِها نافِذة .. ولم يكن الباب يحتوي على فتحَة صغيرة لخروج الهواء مِن الغرفة ..


    ...



    وضعت يدي مغلقاً شفتاي ..

    أفكِّر كيف سأكمل كتابة ذلِك الموقِف ! .

    سأجمع قواي لأكتب .. فتلك الأحداث لَم أنساها ثانية واحِدَة ..


    ...



    /




    أشعل أخـي عـود الثِّقَاب لنشبِع فضول الطفولة ..

    وأسقطنا عيدان الثقاب على الأرض ../

    بدَت النار تكبر فـ تكبر , ولم نستطِع التحكٌّم بِها . لم نصرَخ , لم نستنجِد , لم نبكي رغم خوفنـا ..

    إكتفينـا فقَط بالـ ( صَمْت ) ..!

    حاولنا الهرب لنفتح الباب , ولكِن لم نستطع ذلِك .. وهربت سريعاً تحت السرير , إلتفت لأبحث عن أخي ووجدته أخذ بقطعة

    الـ " سجَّادة الصلاة " ليغطِّي نفسه بها .. ناديته لكي يختبيء معي ورفضَ ذلِك ..


    ...



    كالعادة يحكين الضيفات وتتعالى أصواتهُنَّ ووالدتي مشغولَة بإعداد القهوَة ..

    بلحظَات إلتهمتنا النيران كانت نظرتي الأخيرة ألقيتها تجاه أخي وبعدها لم أدري عن نفسي ..

    لم تحظى الغرفة بأن تتنفَّس أو تعطي إنذاراً بخروج الدخَّان أو شيئاً بسيطاً مِن رائحتها فقد كانت الغرفة مقفلة بإحكام ..


    /


    وضعت والدتي القهوة وتوّجهت إلى الغرفة التي وضعتنا بِها . كانت تشعر بشيء غريب بداخلها , أحسَّت بشيء تجاهنا فقلب الأم يحس ويشعر قبل حدوث أي شيء ..

    لم تكن والدتي مرتاحَة قبل الحادِث بيوم ..

    فلم تجدنا وذهبت مسرعة إلى الضيفات وسألتهُنَّ بأين ذهبا أطفالها وأشّرن جميعهن إلى الغرفة المقابلة أمام أعينهن . مسكت والدتي مقبض الباب لتتفاجأ بلسعة حرارَة النار مُعلناً لها نهاية حيَاة أطفالها ..

    صرخت وصرخن كل من في البيت , واستنجدوا بالنَّاس والجيران ليذهبوا سريعاً إلينا حاولوا أن يكسروا الباب ولكِن منعهم النار مِن الإقتراب ..

    فقريتنا لم تكن بها خدمة الهاتِف , فدائماً قريتنا تصلها الخدمات متأخِّرَة كالعادَة .. ووالدي كان يعمل بعيداً عننا ..

    جمعوا الناس الفؤوس لكسر الباب وإقتحموا النيران الكبيرة ليبحثوا عننّا وسط الدخَّان الكثيف .. وحملونا سريعاً إلى مستشفى الـ ملك فهـد الجامعي ( التعليمي ) ..

    أتاه الخبر والدي متأخِّراً لينصدم بهذه الطامَّة متوجِّهاً معنا إلى المستشفى . فكل من رآنا في المستشفى مِن زائرين ومرضى وأطباء وممرضي المستشفى على سرير الطواريء قالوا بيأس ترتسِم على ملامحهم الحزن بأن لاهناك أمَل لنا أن نعيش ..

    توّجهـوا بِنا سريعاً إلى غرفة العمليَّات حاول أكثر مِن طبيب محاولة أن يعيدونا إلى الحياة ولكِن دون جدوى بعد أكثر مِن ساعتين ..

    خرج الطبيب لوالدي وعيناه تدمع حزناً على إخبار والدي بأننا قد " توفـّينا " ..

    كان الخبر صفعة في وجه والديّ وإنتحبت والدتي بالحزن وانذرفت عينا والدي , وأخذ الطبيب يغطِّي وجوهنا بالوشاح الأبيض ..

    بكى والدي قائلاً :- على الأقل يحيا واحِداً من أطفالي ..

    وإذا شاء اللهـ أن تكون إرادته فوق كل شيء الذي إن قال كُن فيكـون , وإذا بي أسعل مِن ترسّبات ثاني أكسيد الكربون الذي إمتصَّه جسدي النحيل ليحاول أن يخرج من صدري لتبتديء الرئَة تعمل كي أتنفَّس , إستغرب الدكتور ووالداي وذهبا إلي سريعاً ليتفاجئوا بمشيئة الله أن تمَّت ..



    ...




    عادَت لي الحياة مرَّة أخرى . ولكِن ليس ذلِك الطِّفِل ذات الملامِح الجميلة ذات العينين الواسعتين , ذات الثغرة المُبتسِمَة ذات الأنامِل النَّاعِمَة ..

    فقد كانت عيناي مضمّدتين بالشاش , وكنت أتنَّفس بواسِطَة فتحة مِن رقبتي ..

    وكنت أشرب الحليب بواسطة أنبوب موصلة بِها ..

    كنت أريد أن أبكي , لم يكن لديَّ صوت .. كنت أريد أن أرى لا أرى سوى الظلام ..

    كنت أريد أن أضع يداي على وجهي لم أستطِع فكلها ملفوفة بالشاش ..

    لم يتركوني والدي لحظة .. وكانوا يبكون بسبب ليس لديَّ صوت ولا أستطيع أن أبكي ..

    مجرَّد يتحشرجَ صدري ويرتعش ..

    ذهبا بي الطَّاقم الطبِّي لممارسَة تجاربهم على جسدي الصغير , وجعلوني منهج تعليمهم الطبِّي لمزاولة تجاربهم

    أخذوا الكثير مِن جلدي ومزّقوه أكثر مِن ما مزّقتها النيران , إلى أن أصبح جسدي مشدوداً بسببهم ..


    ...


    ( رِحلَة المعاناة ) !



    حوّلوني بعدها إلى مستشفى الملك فيصل التخصّصي بالرياض ليمارسـوا بي تجاربهم إلى أن تركوا المسألة أكثر تعقيداً . بعدها قصّوا الشاش مِن على عيني لينتظروا نتيجة هل سأرى بعدها أم لا ..

    بكيت نتيجة لا أرى شيئاً فقد كنت أبكي مِن غير صوت .. حاول أبي تهدأتي والطاقم الطبِّي . إلى أن خلدت للنوم ..

    توَّجَه والدي مسرعاً بأوراقي لوزارة الصحَّة , ماطلوا الموضوع ليتوجّه والدي جزى الله المسئول بالأجر لمساعدة والدي لوصول أوراقي إلى مقام الملك / فهد بِن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله ، وصدر بالأمر السَّامي بعلاجي إلى الخارِج في بريطانيا – مستشفى لندن كلينك ..


    ...


    لَن أنسى وقفَة هذا الملِك العظيم , ملِك الإنسانيَّة فدائِماً أدعوا له بالرحمَة والمغفرة لن أنسى وقفته الصَّادِقَة مع والدي ومتابعة علاجي بتحمل جميع التكاليف ..


    ...





    ( مستشفى لندَن كلينك – بريطانيا )



    حملوني من الطائرة متوجّهين بي إلى المستشفى , ليجتمع أكثر من دكتور متخصِّص بقسم الحروق وجرَّاحين خبراء ليكتشفوا أفكاراً جديدة لإعادة ماهدمه مستشفى الخبر التعليمي والتخصّصي ..


    /


    ليصدر الدكتور أمراً إلى إستخدام طرق جديدة لعمليَّات التجميل .. وبعد أكثر مِن 18 ساعة أخرجوني مِن غرفة العمليَّات بحال أفضل ووضعوا شاشاً حول عيناي فقد أجروا عمليَّة إعادة بناء من جديد لتفتح عيناي بعد أسبوع لينتظروا النتيجة ..

    فكانت إجابتي لوالدي وطاقم خبراء الأطباء بإبتسامتي فرحاً برؤية وجه والدي الذي لم أراه منذ بداية حادثَة الحريق ..

    وفرِحَ الأطباء بإرتسامة السعادة على محياي ليكملوا مراحِل إعادة البناء وعدت أتنفَّس من فمي وأصبحت أنطق وأتكلَّم , لكن كان والدي يساعدني أن آكل طعامي لأن يداي أصبحت تحتاج إلى إعتياد إلى إستخدام وظائف جديدة لكي أستعملها..

    كان المتخصّصين سعداء لسرعة تجاوبي مع محاولة أن تعود لي كل وظائف جسدي فضلاً إلى ذكائي ..

    إستقرَّت صحّتي بعد مكوث أكثر مِِن 9 أشهر ليعطوا والدي مواعيداً كثيرة لمتابعة علاجي ..






    ( مُمارسة طفولتي تحتاج إلى حذر )




    دخلت الصف الأوَّل إبتدائي متأخَِّراً بسبب علاجي وكنت أتابع دراستي في بريطانيا بعد أمر الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بتكملة دراستي هُناك وكنت أحب الدراسة والتعلُّم كنت شمعة لاتنطفيء لشغفي للتعليم وكنت أحوز على المراكز الأولى ..

    لم تمنعني دراستي أن أمارس طفولتي بالخروج مع والدي في بريطانيا لكي أذهب ألعب مع من هُم في سنِّي .. كنت أذهب إليهم وكلّي حماس بتوجيه الكرة لي ولكن تفاجأت بأني قد ملأت في ملعبهم الرعب ليهربوا تاركين الكرَة لي ..

    إلتفتّ إلى والدي لا أعلم ماسر هروبهم , فلاحظت والدي يبتسِم لي ودمعته سالت من عيناه وكأنَّه يقول لي بداخله , ( لم ترى شيئاً حتى الآن ) ..!

    فقال لي :- ألم تسمع والدتهم تناديهم للغداء؟ ..

    سألته /- والكُرَة ؟! ..

    إبتسم والدي :-/ خذها لك ..



    كان أبي دائماً يبتسِم لي ويضحك وكنت أرى عكس ذلِك في داخله .. كنت أعلَم بأنه يبكي لأجلي . كنت أعلم بأنه يخبِّيء عنِّي شفرَة مستقبلي كيف سيكون غداً ..


    سأكمـل لكم باقـي الأحداث - واعذرونـي على ركاكـة أسلوبي في الكتابة وافتقـاري للمعاجم اللغوية والنحويَّة ..


    ( أنا والطائِـرَة )



    حينما أركب إلى الطائرَة تستقبلني المضيفة بحرص وإهتمام مبتسمة لي وبعدها تأتي لوالدي لتقول له :-



    لقد إختاره كابتن الطائرة ليكون صديقه في مقصورة القيادة .. ليسعد والدي لتمدّ المضيفة يدها لي ذاهباً معها إلى كابتن الطَّائرَة ليمد يده مصافحاً ليسألني :- ما إسمك؟ ..




    / عبدالله ..




    كابتن الطائرة :- لقد تم إختيارك أسعد طفل في طائرتنا مارأيك ؟..



    فرحت بذلك وألبسني قبّعته ودردش معي ثم أخذني إلى الركَّاب مرتدياً قبّعته على رأسي وصّفقوا الجميع بهذا التكريم .. فدائماً حينما أذهب إلى أي رحلة عبر الطائِرَة



    يحتفوا بي بالتكريم وبالهدايا وجميع أنواع الشيكولاته التي أحبّها ..



    نسيت أن أقول معلومَة بأني تعلَّمت اللغة الإنجليزيَّة بسرعة فائقة في بريطانيا وأجيد اللهجة البريطانيَّة في ذلك الوقت أحببت الطائرات وأصبحت أشتري ألعاباً كلها طائرات كنت أحلم دائماً بالتحليق ومعانقة الغيوم البيضاء ..





    ( الحياة إمـرأة )




    برغم المسشتفيات حرمتني مِن حضن أمي وأصبحت هي أولى بإحتضاني لم أنحرِم من تعويض الحنان غير أني أشتاق إلى حضن أمي ..



    فقد كانت هُناك ممرضة تدعى بـ صوفي أو صوفيا إلى حتَّى الآن أتذكَّر إسمها , كرّست وقتها وطلبت ساعات إضافيَّة برعايتها لي .. فهي تعلم بأني أعاني مِن قِلَّة النوم ولا أستطيع أن أنام إلا عبر قراءتها لي قصصاً مِن الأدب الإنجليزي والغناء معها واضعاً رأسي على حضنها إلى أن يغلبني النعاس وبعدها أنام ..



    كانت تقبِّل خدِّي كل مساء .. كانت تفكِّر بسعادتي كانت تراقبني حتى وأنا نائِم .. كانت تنام بجانبي لتشعرني بالأمان ..



    طلبت بعدها من مدير المستشفى بمنحها إجازة كل أسبوع يوماً خاصاً لي لتذهب بي إلى مدينة الألعاب والسينما والمطاعِم وإستأذنت مِن والدي لتتمّ الموافقة مِن مدير المستشفى وحضنتني وهي تبكي بسعادة ..



    فقد كانت تساعدني بالإستحمام وتمشِّط شعري وفي إرتداء ملابسي وتحملني على ظهرها تركض بي بسعادة ونتغنَّى في الشَّارع ..



    أهدتني يوماً من الأيام بقلم "أحمر" كي أرسم ..



    فقالت :- هل تعرف أن ترسم ياعبدالله ؟! .. الرسم جميل أنظر إلى الألوان , أُشْعُر بِها ..



    أخذت القلم حاولت أن أرسم لم أجيد لصعوبة إستخدام يدي شعرت بالألم كالعادة في يداي .. وأمسكت يدي بعدها وقبّلتها ومنعتني من المواصلة ..



    حاولت بعدها تدريبي أن أستخدم يداي وطلبت منها أن أعتمد على نفسي كيف أغلق أزرَّة ملابسي وكيف أمسك الكأس لكي أشرب ..



    شعرت بالسعادة بعدها بأنني إستطعت أن أعتمِد على نفسي كما كنت أتمنى ..




    ( صَدمَة موجِعَة ! )




    أتت بي الممرضة بعد أشهر حزينة الملامح . لم أكن أعلم ماذا بها ..سألتها وكانت تبكي ولا تجيب علي ..



    إمتلكني الخوف بعدها ..



    سألت كل طاقم من يعمل في جناح المستشفى ولم يجيبوا علي فهم يخبئون عني سراً أحاول أن أكتشفه ..



    وإذا أجدها تحمل حقيبتها !! ..



    تودَّع زميلاتها وأنا وقفت لاحراك .. هذا ماكنت أخشاه !!



    ثم إقتربت لي ودموعها لم تتوقَّف , بكيت وسألتها :- إلى أين ؟! .. صوفي ماذا تفعلين ؟! ..



    قالت :- سأرحل , لم أكن أريد أن أقول لك ذلك ولكنني لا أستطيع أن أرحل بلا أن أقابلك , فأنا أحببتك كإبني ومن الصعب أن أذهب عنك بلا كلام . أريدك ياعبدالله قوِّي فسوف تسعدني إن رأيتك تبتسم .. واصل حياتك ياعبدالله .. فأنا سوف أذهب مع أهلي إلى وطني وإنتهت مدَّة خدمتي هُنا , ليتني لم أعرفك لا أعلم ماذا سأفعل حينما أسافر بدونك ..



    إنفجرت بالبكاء واحتضنتني لتهدأتي لكنها بكت معي وبكى من كان في المستشفى من أجلنا ..



    أمسكت يدها وهي تحاول أن تبتعد , أمسكتها وضغطت أكثر على معصمها قائلاً لها متوسلاً بأن لاتتركني وترحل ..



    إلى درجة خدشت يدها من قوَّة الصدمة وهي لم تشعر بسبب حزنها وذهبت ..



    نعم ذهبت ..



    ذهبت تلك الفتاة الحنونة التي وقفت بجانبي وساعدتني وكانت تحكي لي القصص وتحضر لي الحليب الساخن وقطع البسكويت قبل أن أنام ..



    ذهبت تلك الفتاة التي تفرح في إجازتها الأسبوعية لتصطحبني معها إلى المطاعم ومدن الألعاب , التي كانت تحملني على ظهرها وتركض بي ونتغنَّى سويَّة ..



    ذهبت ثم رحلت تلك الفتاة التي سخّرت حياتها وضحَّت بالكثير من أجلي ..



    ----




    عدت سقيماً لا أتكلم .. ولا أنام , مجرد أبكي .. لم أعد أستطع أن أقفل أزرَّة ثوبي , لم أعد أشاهد الرسوم المتحرَّكة بدونها .. كل الأشياء التي كنت أقوم بها معها قد توقَّفت .. شعرت بعقارب الزمن قد توقَّفت وغطّتها أوراق الخريف .. حاول الكثير مساعدتي من المستشفى لكن دون جدوى أن أعود كما كنت في السابق ..



    /




    بعدها بأسبوع . لاحظت في نومي بأن هناك مايراقبني من خلف الباب .. حينما كنت أصحى في الصباح أتفاجأ بهدايا تملأ أريكتي ..



    تفاجأت وفرحت توقَّعت بأنها من ( صوفي ) أخذت بالهدايا كانت هناك رسائل بها لا أعرف أن أقرأها , فلقد تعلّمت فقط التحدّث بالبريطانية ولكن لم أتعلَّم القراءة والكتابة الإنجليزيَّة ..



    أخذت بالرسائل ذهبت إلى إحدى السيّدات لتقرأها , كتمت القراءة وقالت إذهب إلى غيري ليقرأها لك ..



    ثم ذهبت إلى الكثير وإمتنعوا من قرائتها لي ..



    احتفظت بالرسائل بجيبي ..



    ومضيت أياماً أفكر عن محتوى الرسائل , سألتهم إنها من صوفيا ؟ وامتنعـوا بالجواب ..



    كالعادة نمت فتحت عيناي بعدها وهربت إمرأة لم أستطع أن أراها وأفقت مرتعباً وصرخت وطلبت النجدة ..



    سألت إحدى الممرضات بأن هناك إمرأة تراقبني وكانت قريبة مني ولكنني لم أستطع أن أراها لأن كانت الغرفة مظلمة ..



    رأيت في وجه الممرضة بأنها تمثِّل علي , فقالت :- لم أرى أحداً ..



    إبتسمت وقلت لها :- تكذبين . أنا ذكي لايمر علي هذا الشيء ببساطة ..



    ولكن كانت المرأة أذكى مني .. عرفت بأني سأمثِّل بالنوم ولم تعد تأتي كل يوم ..

  • Font Size
    #2
    رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟



    King Of A.R.T

    أصبحت في كل المدارس معروفاً بريشتي وكانت لي بصمة واضحة في كل لوحة .. رفعت رؤوس الكثير من المدارس وحزت على جوائز كثيرة على مستوى المنطقة الشرقيَّة وكانوا لي متابعين من خارج المدرسة .. ولكن كانت الجوائز تذهب للإدارة وأنا لا أحصل على شيء , فقط كلمة شكر يلقونها في طابور الفصل ..
    كان إسمي يمر كل أسبوع أو كل شهر بإنجازات لوحاتي في بعض المعارض , ومن بعدها توقَّفت عن العطاء ..
    كنت أدعي نفسي بـ لقب Bad Brush
    " صاحب الريشة السيئة " رمزاً لي كتحدِّي للرسَّامين من الطلاَّب ..
    أصبحت أجرب رسوماتي على الطاولات وأبواب الفصل والسبّورات .. وكان المدرِّس حينما يتفاجأ ويغضب من هذه الرسومات يعرف بأنها لي ..
    تمرَّدْت كثيراً وشاكست وأصبحت شخصيَّة أخرى ..
    /



    ( صاحب الظل الطويل )

    بعدها بأشهر كانت تأتيني جوائز من شخص مجهول الهويَّة يعطيها المدرسة لإهدائي تقديراً على رفع رأس مدرسة منطقتي ..
    تفاجأت بمدير المدرسة يلقي بالمايكروفون كلمة شكر وتقدير وكنت دائماً أسهى في الطابور لا ألقي إهتمام بأي شيء ونظرة البرود وعدم المبالاة إلى أي شيء فقال :- فاليتقدَّم الفنَّان ( عبدالله العوَّاد ) إلى المنصَّة لإستلام هديّته ..
    إستغربت وكل أنظار الطلاَّب إلتفتت إلي ..
    ( إيه مين قدِّك عبدالله , أوووه الله لنا .. إيه من حقِّك يافنَّان , يارسَّام .. يالخطيـر )
    كانت هذه الكلمات التي أسمعها ووجهي غير مبالي ..
    لشعوري بالإحباط بعد جهد كبير لرفع كثيراً من المدارس ..
    أخذت هديّتي وهي عبارة عن ( ألوان ماركات باهضة الثمن وكرَّاسات وشهادة شكر وتقدير ورسالة تحتوي بها أن أعود إلى ساحة معركة المنافسة لرسَّامين المدارس ) ..
    سألت المدير وبعض المدرّسين من صاحب هذه الهديَّة لكي أشكره , إمتنعوا بالجواب لشرط صاحب الهديَّة أن لايخبروني عن إسمه ..
    أخذت المايكروفون وشكرته ونزلت من المنصَّة وأعطيتها المدير لكي يعطيني إياها في حال خروجنا من دوام المدرسة ..
    أصبحت أفكِّر بهذا الرجل وسألت الكثير عنه .. ولكن دون جدوى ..
    سمعت بأنه يحضر إلى معرض مدرستي بشخصيَّة مجهولة وغامضة لحضور رسوماتي ..
    سعدت كثيراً بذلك برغم أني لم أعرفه لحتى الآن , ولكن بعد جهد كثير من البحث . سمعت بأنه من منطقة ( حزم أم الساهك وصديق له من منطقة " أبو معن " ) ..
    حزنت قليلاً بأن هذا الذي يدعمني ليس من منطقة الدريدي أو مِن أم الساهك ..
    ولكِن كان فخراً لي بأن لديَّ معجبين ومتابعين لفنِّي ..



    ( ضجيج حرم المدرسة )

    وجدت الكثير مِن عداوة بعض الطلاَّب من غير لا أعلم ..
    فكانت تُسرق كرَّاساتي ورسوماتي ومحاولة تقليدها , ولكِن يبقى الأصل رغم الفرع وإن حاولوا كنت محسـوداً بريشتي ..
    كنت أعود بعد فترة الفسحة أجد كرَّاستي قد سُرِقَت من طاولتي إلى درجة أصبحت لا أحملها معي في حقيبتي مرَّة أخرى , تعرَّضت برسائل تهديد بداخل طاولتي , وجواسيس مكوَّنة مِن قروبات ..
    كنت لا أهتم بهذه الرسائل ولا أحتفظ بها , فقط كنت أمزّقها وأرميها في القمامة ..
    حاولوا تشويه سمعتي بشتَّى الطرق , فكنت أحضر معي كرَّاسة خالية من رسوماتي . وكان هذا الشيء يغضبهم لأرى بها خرابيش وبعض من قطرات العصير عليها ..
    كانت مراحلي المتوسطة والثانوية بالنسبة لي مؤلمة ولكن تحتوي على الكثير من إنجاز رسوماتي ..
    وكنت أمتلِك شخصيَّة هادئة وأحياناً مرحَة .. كان لدي أصدقاء وكان لدي معجبين , كنت شخصيَّة غامضة رغم وضوحي مع الناس ..
    كنت لا أعرف أن أتناول فسحتي حينما أرى بعض من الطلاَّب الفقراء ليس لديهم مالاً لكي يأكلون , كانوا فقط يأتون كفاحاً للعلم ..
    كنت أخجل أن أتناول فطوري أمامهم .. كنت أخجل أن أرتدي ثوب جديد وصديقي ليس لديه مايرتديه محتفظاً بثوبه القديم ..
    كنت أفكِّر هل أشتري بعض الفطور لمن أراهم لا يتناولوا فطورهم يومياً أمام عيني؟! ..
    شعرت إن فعلت ذلك ستكون فكرة سخيفة .. وربما سأجرحهم ولهذا أصبحت أتناول فطوري بعيداً عنهم وأحياناً لا أأكل حرصاً على أن أشعر مايشعرون به ..
    وجدت الإحساس صعب , كنت كثير الإحساس بالآخرين كانت الدمعة سهلة السقوط من عيناي رغم تكتّمي ..

    تعليق


    • Font Size
      #3
      رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟



      ( معاناتي مع الجهات المسؤولة )

      ذهبت إلى جريدة الرياض لأشكي عن حالي بعد ضعف دمَّر جسدي , وتحدَّثت مع الصحفي عن تماطلهم بعلاجي في بريطانيا .. وكتب عني وطلب مني أن أرسم الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله كان في وقتها ولياً للعهد , فقلت للصحفي بأني أصبحت أكره الرسم لا أعرف أن أرسم فطلبني أن أحاول .. فرسمت الملك عبدالله أجمل رسمة رسمتها بحياتي بالقلم الرصاص فقط ..
      ونشرت الجريدة خبر قصة حياتي وعن منعهم إكمال علاجي , ولكن بصيغة أخرى وكأني أنا المتهَّم ..
      وعرضت الجريدة فقط عني في آخر صفحة الجريدة وكانت مجرَّد سطوراً بسيطة .. برغم بأن هناك أفضل من حالي بكثير كتبوا عنه كل صفحة الجريدة عن معاناته ..
      ونشروا عن حياتي في يوم الخميس رغم بأني قد طالبتهم بأن ينشروا الخبر عني في وقت دوام الموظفين كالأيام العادية وليست في أيام الإجازات الأسبوعيَّة ..
      لم يتصل بعدها أي مسؤول أو أي أحد .. ومنهم من أتصل وقال سنساعده للعلاج وكانت مجرَّد فقط وعوداً كاذبة ..
      إتصلت سيّدَة على الجريدة تدعى بأم عبدالله تريد أن تساعدني بمبلغ بسيط من المال ورفضت ذلك ..
      فكان طلبي أريد أن أكمل علاجي لكي أستطيع مواصلة حياتي وتقبّل المجتمع لي للحصول على وظيفة ..
      بعدها توّجهت بالجريدة إلى قصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وعانيت هناك من الوقوف من الصباح إلى وقت العصر فقد منعوني رجال الأمن بالدخول أو وصول فقط الجريدة إلى الملِك , رغم بعضهم أقل مني ظروفاً وأفضل مني حالاً قد دخلوا عليه وهناك عنصريَّة قبليَّة إستفادت من لقاء الملك .. وأنا عانيت من التعب ومن ضربة الشمس فقلت للعسكري :- فقط أدخل الجريدة جزاك الله خير فأنا لا أريد سوى العلاج وإن أتاني المال أعدك بأنها ستكون لك ..
      أنا لا أريد مالاً أنا عزيز نفس لا أرضى بالذلَّة ..
      رفض بدخول جريدتي فقد كان قاسياً ليس لديه شفقة ..
      وبعدها أتى رجل ماذا أراه من معاناته فقد كانت
      معاناته لاشيء وأدخله حينما عرف بأنه ينتمي من أي قبيلة ..
      إنصدمت من هذه الحركة وصرخت بأعلى صوتي :- حرام عليك يا أخي حس .. ماتستحي إنت على وجهك ايش هذا عنده مثل ماعندي علشان تدخله؟! .. أنظر إلى حالي أنظر إلى معاناتي غير أني رسمت الملك بيدي .. أنظر إلى الجريدة ركِّز عليها ..
      قال بكل وقاحة :- الله يشفيك ..
      وقلت له :- هذا الذي قدرت عليه؟
      ثم نظر الجريدة عسكري آخر وقال :- هل أنت الذي رسمته؟ ..
      قلت والدموع قد جرحت وجهي :- نعم نعم أنا الذي رسمته .. هل كان إهتمامك بالرسمة أم إلى معاناتي؟! ..
      لم يجب علي وأخذ الجريدة وذهب بها إلى الداخل ليعطوني بعدها موعداً في ثاني يوم صباحاً في الساعة 8 وذهبت إليهم ونادوا بي .. فرحت وقلت أتى الفرج من الله , سخر الله لي عباده الصالحين ..
      حضرت صباح اليوم التالي , متحمِّساً بأني سوف أدخل على الملك لأحكي له معاناتي .. سيغطي تكاليف علاجي وأستطيع بعدها إجراء كل عمليّاتي لأواصل حياتي بعدها وسيتقبّلني مجتمعي المتحضِّر وسوف أتوظَّف وأبني مستقبلي ..
      أذنوا لي بالدخول وطلبوا مني أن أجلس في قاعة الإنتظار .. تخيّلت كيف سأتكلم مع ملك الإنسانيَّة وأحكي له كل شيء ..
      أتى إلي رجل يرتدي عباءة سـوداء وسألني :- أنت عبدالله العوَّاد الذي رسمت الملك عبدالله ؟! ..
      فقلت له :- نعم انا هـو ..
      وذهب وأتى إلي أكثر من 3 أشخاصاً يسألوني نفس السؤال وأنا رافعاً حاجباي من إستغرابي ..
      بعدها أتى إلي صاحب العباءة السحريَّة وقال لي :- تقدَّم هنا تعال وقِّع ..
      وسألته :- أوقِّع على ماذا؟ هل سأرى الملك عبدالله ؟ متى سأدخل عليه ؟! ..
      إبتسم إبتسامة سخرية وقال :- قال تدخل عليه قال ..!! الملك عبدالله إنعجب بلوحتِك وإشتراها منِّك . تعال وقِّع على هذا الشيك ..
      قلت له :- لا أريد مالاً أريد إكمال علاجي في بريطانيا وأنا أعطيتكَ أوراقي وتقاريري الصحيَّة وغيرها لوحتي , وقصّتي التي في جريدة الرياض ..
      فقال :- هل تريد الشيك أو لا؟ ..
      حزنت وإكتفيت بأن آخذ القلم لكي أوقِّع من غير لا أرى ماهو المبلغ بالشيك , وقَّعت وأنا مغمضاً عيناي , فقال:-
      لماذا توقِّع وأنتَ مغمض العينين ؟! ..
      فقلت له :- أعلم بأن المبلغ إن كانَ كبيراً سيغمى علي في قاعتكم الموَّقرة فمن المستحسن أن أرى الشيك خارج قاعتكم لكي يحملونني الناس إن فقدت الوعي – ههههههه ..
      وقَّعت على الشيك وذهبت به إلى الخارج . فتحت عيني وأنا أسمِّي وأبارك , فكان المبلغ ( 10 آلاف ريال سعودي )
      لم أعلِّق على شيء , كنت أظَّن بأني سأحصل على مبلغ كبير لكي أكمل علاجي أو سأعمل بمشروع صغير يدير حياتي لأني أعلم لن يتقبّلني المجتمع ليوظّفونني ..
      حمدت ربي وشكرته كثيراً فالقناعة كنز لايفنى ..
      ذهبت بالشيك إلى البنك وكان هناك طابور أحتاج إلى وقوف عدّة ساعات لكي أصرفه , ونظرة الناس كانت تزعجني . فتوجّهت إلى مدير الفرع ودخلت عليه :- السلام عليكم .. ممكِن طال عمرك تخدمني أصرف هالشيك لأن وضعي وظروفي ماتسمح لي أوقِّف في الطابور وغير نظرة الناس لي تزعجني وتسبب لي الإختناق ..
      فرحَّب بي وطلب مني الجلوس , ثم أخذ ينظر إلي قاطباً حاجبيه , كأني رأيتك من قبل ! ..
      سألته :- أين ؟ ..
      حاول أن يتذكَّر , فقال :- نعم نعم في جريدة ولكن لا أعلم أي جريدة ..
      فقلت له :- الرياض ..
      فقال :- نعم .. هاه هل وجدت نتيجة وإتصالات؟! ..
      ضحكت , وكتمت حزني وقلت له :- إن شاء الله خير إلى حتَّى الآن لم أجد مساعدة في علاجي .. ممكِن تصرف لي هذا الشيك ؟! ..
      فقال لي :- من عيوني .. أعطني رقم هاتفك لو سمحت لكي أحاول مساعدتك في علاجك أو توظيفك ..
      فرفضت ذلك وبعدها تردَّدت وأعطيته رقمي .. ولم أجد منه إتصالاً ولا شيء , أعلم بأن هناك الكثير يضرب صدره لي من غير أن أطلبه ليعطيني وعوداً كاذبة ويعلِّق بي الأمل إلى وقت غير معلوم ..
      صرفت الشيك وشكرته كثيراً وخرجت لكي أواصل رحلتي الطويلة للبحث عن الأمل المفقود . توّجهت إلى إمارة الرياض ولم أجد نتيجة , ثم إلى الأمير الوليد بن طلال ولم أجد نتيجة فكل قصر أمير هناك
      جنوداً ومسؤولين أعظم من سـور الصيِّن العظيم هم دائِماً العقبة أمامي لكي أدخل على الأمراء أو لكي تصل أوراقي لهم , وكانت لاتصل إليهم كانوا يمنعوها العسكر ومن تحتهم .. كانوا يحسدون الرزق قبل أن يصل ..


      ----


      ( مرحلة اليـأس )
      وصلت إلى مرحلة اليأس , بعد تعب دام سنين ..
      تعبت من الوقوف أمام القصـور , وأمام الإمارة . وركوب الليموزينات ومشي الكيلو مترات تحت الشمس , وأنام أحياناً في الليل خارج سور القصر لكي أنتظر نتيجة .. ليس لديَّ بعدها ما آكله ولا أشربه ..
      إلى أن أتى الفرج أن أذهب للمنطقة الشرقيَّة لآخذ مبلغ الـ3 آلاف ريال ( سنوياً فقط ) وضعوني من ذوي الإحتياجات الخاصة والمعاقين . وأنا لست من ضمن هؤلاء الأسماء ولا أرضى لنفسي أن أكون ذلك ..
      فليس لديَّ إعاقة ولست متهَّم من ذوي الإحتياجات الخاصة ولكن مجتمعي إتّهمني بهذا المسمَّى ..
      أخذت المبلغ الـ 3 آلاف ريال لكي أواصل مسيرتي للبحث عن أمل علاجي وأن أتوظَّف ..
      ولكِن دون جدوى , وقلت سأذهب بأوراقي الصحيَّة مرَّة أخرى إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لأسأل الطبيب هناك ماذا أفعل بتقاريري , هل أعلقها أو أبلّها وأشرب مائها ! ..
      فسألته :- هل أذهب بها مرًّة أخرى إلى وزارة الصحَّة ؟
      فضحك وقال :- لن تساعدك وزارة الصحَّة بشيء إذهب بها إلى الأمير عبدالعزيز بن فهد . كلي ثقة بأنه الرجل المناسب ..



      نظرت إليه بنظرة باردة لأني أعلم ماذا سيفعلون الجنود القساة هناك ..



      ولكن قلت سأجرب فهذه المرَّة الأخيرة ..



      أخذت بالجريدة ذهبت إلى قصر الأمير وكالعادة يمنعوني الجنود من الدخول ويدخلون من لديهم واسطة ومن يعرفونه عليه ..



      تعبت من الوقوف تحت الشمس فكنت واقفاً من الـ 9 صباحاً إلى الـ 2 ظهراً ..



      فطلبت من الجندي أن يرحم حالي فقلت له :- لا أحتمل أن أذِّل نفسي إلى أحد , إفعل هذا الشيء لربّك ولآخرتك لا أريد سوى العلاج .. حالتي صعبة سأموت إن لم أتعالج ..



      لم يحركه ساكن ..



      إفجرت من البكاء بسبب التعب فقد وصلت إلى درجة اليأس والظلم ومعاملتي القاسية وقلت :- حرام عليكم ياناس ربي راح بيعاقبكم ياويلكم من الله فيني ..



      وإذا هناك موظَّف رأى الجريدة من الداخل فأمرمهم بدخولي ..



      ودخلت وأنا أمسح وجهي من التعب ومن الدموع ..



      وطلبت كوباً من الماء بسبب نقص جسمي من السوائل ووقوفي الطويل على قدماي في الخارج ..



      حاولت أن أرتاح من غير أن لا أتكلم ..



      فسألني أن أعطيه الجريدة , أعطيته الجريدة ويداي ترتجف من التعب .. وألقى نظرة عليها وابتسم :- أنت الذي رسمت الملك عبدالله ؟! ..



      فقلت :- نعم , وكان التعب على وجهي ..



      فقال :- ماذا تريد من الأمير ؟ ..



      فقلت له :- أريد أن أعود إلى بريطانيا لإكمال علاجي ..



      وشرحت له رحلتي الطويلة لكي أبحث عن العلاج ومماطلة الجهات وغير ذلك الجريدة لم تفعل أي نتيجة ..



      فقال :- إذهب وانتظر مننا إتصال ..



      خرجت من مكتب الأمير وأنا أعلم مجرَّد وعوداً كاذبة ..

      فقلت :- يارب الباقي عليك لقد سعيت وفعلت المستحيل فيارب الباقي عليك ..



      أتاني إتصالاً من مكتب الأمير عبدالعزيز بن فهد يسألوني إلى أي بلد أريد العلاج فيه , فقلت لهم بريطانيا فقالوا له بأني أستطيع أن أجوب العالم في أي مكان أريد العلاج , فقلت لهم نفس جوابي لأنه المكان الوحيد الذي يستطيعوا علاجي ..



      وبعد 9 أشهر أتاني إتصال منهم للإستعداد وأن أذهب إليهم لآخذ المبلغ للسفر ..



      ذهبت وأعطوني شيكاً بـ ( 20 ألف ريال )



      عملتنا ليست قوية أمام العملَة الإسترلينيَّة ولم أسألهم عن المسكن والمشرب هناك , كنت أظن نظامهم كنظام علاجي على حساب الملك فهد يرحمه الله ..



      وسافرت وكلي سعادة عاد الأمل إلى حياتي .. ذهبت إلى دكتورة الملحق الصحّي السعودي هناك وتفاجأت وفرحت برؤيتي بعد 15 سنة , فهي لم تتغيَّر رغم بأني قد تغيّرت كثيراً عندها من ملامحي ..
      أخذت هناك شقَّة بسيطة حاملاً معي المواد الغذائية قد إشتريتها من السعودية لكي لايذهب مالي كنت خائفاً من غدر الأيام بي ..
      فكل هناك غالي , وقد ذهبت في فترة الصيف ليس كالعادة أذهب إلى فترة الشتاء .. غلاء الأسعار في بريطانيا في الصيف جداً رهيبة ..
      ذهبت بعدها إلى أفضل دكتور في العالم كان هناك في مستشفى لندن كلينك عقد لفترة محدودة ودخلت عليه وإبتسم بعد فحصي وقال :- ستكون أفضل بـ 98 % ..
      إستغربت وفرحت كثيراً فهي نسبة كبيرة غير النسب التي أسمعها في مستشفى الملك فيصل كـ 10% أو 5% وأقل ..
      ..
      ولكن طلبَ مني أن أذهب معه إلى الغرفة لكي يفحص جلدي ووجد جلدي مشدوداً , وقطب حاجبيه قائلاً :-
      المسألة معقَّدة هنا , يجب أن أجد حلاً لاتخف .. سنحاول الآن بأن نعدل بشفتاك على عدَّة 5 مراحل . تعال بعد 3 أسابيع القادم لنبدأ العمليَّة ..
      بريطانيا للعلاج فقط وليس لدي وقت للترفيه والسياحة ..

      بعدما أجريت الجراحة بشفتاي .. باقي 4 مراحل لأكملها
      لم يتوقف الدم من شفتاي وقالوا لي المستشفى أستطيع الآن أن أعود إلى شقّتي لأتابع المراحل الباقية بعد أسبوع .. نقص مالي فلم يعد شيئاً وغير ذلك أرخص شقَّة وجدتها بـ 700 جنيه إسترليني في كل 4 أيام ..
      إستغربت بأن ليس هناك مبلغاً غير الـ عشرين ألف ريالاً حينما سيطول مدَّة علاجي وذهبت إلى دكتورة الملحق الصحّي وشرحت لها وضعي وقالت:- إبحث لك عن واسطة في الرياض فليس لدي ما أساعدك ..
      تفاجأت من ردَّة فعلها وتوّجهت إلى السفارة واستقبلت السفير في وقتها حينذاك الدكتور / غازي القصيبي ..
      كنت أرتدي قناعاً طبياً حولي شفتاي لأن الدم لم يتوَّقف وسألني عن القناع فقلت له بسبب العمليّة .. وبكيت بأني لم أعد أحتمل هذه الطريقة التي فعلها ماتحت مكتب الأمير من غدر وتخّلي الدكتورة للملحق الصحي ..
      وأعطاني ظرفاً يحتوي على 1500 جنيه إسترليني ..
      وسألته هل أعود بعدما تكتمل النقود فقال لانستطيع مساعدتك فهذه مساعدتنا فقط لك ..
      ذهبت إلى المستشفى وقابلت الدكتور وقلت له عن وضعي وقال تحتاج إلى سنة ونصف ليكمل لي العلاج ..
      فقلت له ليس لدي مال كافي ماذا أفعل .. فقال لن تراني مرَة أخرى فهذا من حسن حظّك بأنك موجود الآن هنا ..
      فطلبته أن يساعدني فأعطاني موعداً أن أعود إلى السعودية ثم أعود إليه بعد 6 أشهر .. خفت من جديد بأني لن أعود إلى بريطانيا بعدما تعبت سنين لكي أتعالج .. فتوكّلت على الله ..
      وذهبت بعدها إلى دكتور الملحق الصحي وحكيت لها القصة .. وتخلّت عن مساعدتي وقلت لها سأعود وقالت لي لن تعود وتحدّتني في أنها لن تساعدني بدخولي بريطانيا مرة أخرى ..
      وقلت لها :- الله أكبر منك وسأعود إن شاء الله , الآن علمت لماذا أبي يكرهك لأنك ليس في قلبك ذرَّة رحمة ..
      حينما عدت إلى شقّتي متعباً والدموع لم تتوقَّف ..

      أخذت بحقيبتي للعودة إلى الوطن وعلاجي لم يكتمل في ظرف فقط أقل من شهر عانيت من أحداث كثيرة , وكان الواقي على وجهي ..
      .. نقص مالي فلم يعد شيئاً وغير ذلك أرخص شقَّة وجدتها بـ 700 جنيه إسترليني في كل 4 أيام ..

      تحطّمت آمالي وأحلامي وكل شي إنهدَم أمام عيني ,



      كسرت كل شيء أمامي رميت حقيبتي وملابسي . أصابتني هستيريا بسبب سخافتي وغبائي ..
      حاولت أن أهدأ , ولكن كيف أهدأ بعد سنين أجري لمعاملاتي وتكبدت العناء لأتمم علاجي , ذهب كل شيء هباءاً منثوراً لرحلة لم تدم أقل من شهر !!!! ..
      وعملية من أصغر العمليات وباقي الكثير لأجريها !!! ..
      تثاقلت قدماي حاملاً حقيبتي وكلّي إحباط ويأس , فليس لي إلا البكاء , حينما ذهبت قبل أن أركب الطائرة .. نظرت خلفي إلى بريطانيا , كيف لي أن أتركها بهذه السهولة بعد حرب إثبات وجودي لكي أكمل علاجي ..

      عدت بعدها إلى المملكة ..







      تعليق


      • Font Size
        #4
        رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

        ]

        ( العـودة إلى الـوطََـن )



        أخذت بأوراقي لمكتب الأمير وانتظرت سنة ولم يجيبوا علي وذهبت بعدها إلى جريدة الجزيرة لأشكي لهم القصة وبأني لم أعد أريد علاجاً فقط إنتهيت من هذه المسألة وكتبوا الجريدة عكس الكلام الذي حكيته لهم وكأن مابين السطور بأني أنا قد لعبت بالمال ..
        لم يذكروا بأنهم أعطوني 20 ألف ريال لكي يضحكوا عليهم العالم .. فقط ذكروا بأنهم أعطوني مبلغاً لم يكن كافياً لإمضائي هناك سنة وبضعة أشهر ..
        طلبت من الجريدة بأني أبحث عن وظيفة لكي أكمل حياتي وأعيش ..
        إتصل مكتب الأمير على الجريدة وغضبوا بكتابة بأني قد فقدت الأمل بالعلاج وأني الآن أريد فقط الوظيفة وقالوا لي بأنهم سيتابعوا موضوع علاجي وسأعود إلى بريطانيا . وبعدما أتاني الخبر من الجريدة إتصلت عليه وقالوا لي :- ليس لك عندنا شيء ..
        !!!

        ----



        ( مستقبـلي وحياتي هدمها مجتمعي )

        تركت أمر العلاج ولم أعد أفكِّر به , وتوّجهت بمكافحتي للبحث عن وظيفة لكي أتعيَّش بها ..
        ذهبت كثيراً إلى الإمارة وماطلوا موضوعي ومن ثم إلى مكتب العمل وماطلوا موضوعي أيضاً كلها في وضع الإنتظار ..
        تقدَّمت مع أصحابي للبحث مع وظيفة وهم أقل مني شهادة وخبرة وتوظّفوا وأنا لم يوظّفوني بحجَّة بأن مظهري الخارجي لايؤهلّني .. نعم كان هذا جواب كل مدير يقولها لي بوقاحة وهو يعلم بأن هذا ماكتبه الله لي وبأن هالشيء ليس بذنبي وكأن دينه ليس بالإسلام لم يقولوها لي في الغرب لكي أسمعها من مجتمعي ..
        توظّفوا أصحابي وتزوّجوا واشتروا لهم بدل السيَّارة سيَّارتان وأنجبوا الأطفال وأنا على حالي إلى أن أصبحت بلا تفكير وبلا شيء ..
        شككت بنفسي بأني لست بإنسان .. لدرجة كرهت نفسي كثيراً .. عدت إلى بيتي بعد سنين طويلة كنت أحارب من أجل صحّتي ومستقبلي في الرياض .. عدت إلى بيتي محطَّم , مكسور . لم أعد أشعر بتذوّق الأشياء ..
        بعدها حاولت أن أرضى على ما أنا عليه بدون شيء .. وكثير من يقول لي لماذا لاتذهب إلى الأمير الفلاني لماذا لاتذهب إلى الشخص العلاّني لماذا لاتذهب إلى الجمعيّة الخيريَّة لماذا لاتذهب إلى الجريدة الفلانيَّة ..
        وكان يسود حياتي الصمت بلا إجابة عليهم , مجرَّد السكوت . فقط أتأمل وأتأمَّل , أنتظر قراراً من السماء ..
        بعد سنوات كثيرة أصبحت أشعر بألم في قلبي ذهبت لكي أفحص فكانت الأشعة والتحاليل وكل شيء سليم ..
        إنجرحت في المرَّة الأخيرة من أذيَة الناس لي , وأحسست بنوعاً من الصداع .. لم أستطع أن أرى شيئاً مجرَّد غشاوة أمام عيني .. لم أستطع التنفّس أو حتَّى أقف على قدماي , أصبحت خطواتي متثاقلة لأذهب بسرعة إلى الداخل عند أهلي لأسقط عليهم.. ذهبوا بي سريعاً إلى الطواريء فكنت أمر بأوقات عصيبة فكانت ضربات القلب رهيبة وتحوَّل وجهي إلى لون أصفر , بردت أطرافي لدرجة أبرد من الثلج .. كانت رجلي اليسرى ترتعش ..
        عشت لحظة لم ولن أنساها .. أتى إلي الدكتور لفحص نبضات قلبي وهلع من الضربات السريعة فقد كانت خياليَّة , أصبح لديَّ النظر ينخفض . بدأ الظلام بالهبـوط على وجهي .. صرخت بسرعة طالباً الماء فقد جف ريقي لدرجة لحتى ريقي لم أستطع أن أبلعه , سارع الدكتور وهو يركض بسرعة إلى الممرضات لجلبهن لكي يضعوا لي المعدَّات الصحيَّة ..
        حاولوا إدخال الإبرة في يدي ولكن لم يستطيعوا بسبب كانت عروقي ضيَّقة جداً لأن ضربات القلب السريعة لعبت دوراً في تضييقها ..
        طلب مني الدكتور أن أهدأ قليلاً , لكن إزدادت حالتي سوءاً .. وأدخلوا الإبرة في المصل ..
        بعد ساعة وبضع دقائق هدأت النبضات وسألني منذ متى أعاني من هذه الحالة فقلت له لأول مرَّة تأتيني هذه الحالة في حياتي وهي اليوم ..
        تحسّنت حالتي وذهبت إلى البيت في الساعه الـ 3 فجراً ..
        وعادت لي في السَّاعة الـ 5 صباحاً .. لم أستطع أن أقف على رجلي فذهبت حبـواً أو زحفـاً إلى أهلي لأستنجِد ..
        وذهبوا بي سريعاً مرَّة أخرى ولكِن إلى مستشفى آخر ..
        عملوا لي التحليل كما عملوا لي المستشفى السابق وبعض الفحوصات والأشعة فكل شيء سليم ..
        شعرت بضغط برأسي وتعرَّق رغم برودة أطراق يداي وقدماي .. لدرجة أصبح الإحساس والشعور ببرودة جسمي تتصاعد .. ليجف ريقي , نبضات القلب لم ترحمني ففي كل نبضه تخرج من صدري وكأن قلبي يريد أن يخرج من مكانه .. الحمدلله دائماً ذكر الله بلساني رافعاً سبَّابتي ..
        كنت أقول :- يارب لاتأخذ روحي إلا وأنت راضي عني ..
        يارب , يارب .. أشهد بأنك إلهي وإله العالمين لامعبود سواك ..
        أتى إلي الدكتور يقرأ بأوراقي بتمّعن وكان منزعجاً قليلاً فسألني :- ماذا يزعجك؟! ..
        قلت له :- أشعر بكذا وكذا ..
        فقاطعني :- أنا لم أسألك عن الحالة . سألتك مالذي يزعجك !! ..
        فقلت :- لا شيء ..
        فقال :- بلى . حينما حملناك على السرير كنت تبكي وتقول " حسبي الله ونعم الوكيل " .. من هم؟! ..
        فاستغربت وسألته :- هل أنا قلت كذا ؟ !!! ..
        إستغرب الدكتور وقال :- ألم تكن واعياً حينما قلت هذه الكلمة التي تردّدها؟! ..
        فقلت وأنا منذهل :- لا والله .. الله يشهد لم أقلها ..
        وذهب ليكتب عني تقريراً بأني لا أشتكي من شيء فكل الفحوصات سليمة رغم نبضات القلب قد سمعها من نفسه بأنها خيالية السرعة وإصتدامها بالقفص الصدري ..
        ذهبت إلى مستشفيات كثيرة لإجراء الفحوصات فكلها كانت سليمة رغم بأني أعاني كثيراً من الحالة الغريبة وكنت أسقط طريحاً أكثر من 5 مرَّات في المستشفيات يومياً لدرجة بأنهم قد ملّوا منِّي ..
        ففي كل مرَّة يحملوني كالجثَّة الهامدة مغمض العينين أذكر الله وأقول كلمة حسبي الله ونعم الوكيل وأنا أبكي
        بمرارة .. من غير لا أشعر !

        ...


        ( حالـة غريبـة )

        أصبحت لا أنام بالأسبوع إلا فقط مرَّة واحِدَة لمدَّة فقط نصف ساعة .. لم يكفيني النوم ليريح بدني وأحياناً أذهب للمستشفى أبكي شاكياً صعوبة نومي وشهيّتي للأكل ..
        فيعطوني إبرة مهديء فيستغرب لا أستطيع النوم ..
        ذهبت بعدها لمن يقرأ علي القرآن وشكيت له حالتي الغريبة , وبأني أعاني إن نمت في هالنصف ساعة من كوابيس مخيفة و لاأستطيع حتى أن آكل أو حتَّى أشتمَّ رائحة الأكل لكي لا أتقيأ ..
        /
        قرأ علي ولم يلاحظ بي أي شيء ولكنه قال لي :- أنتَ معيون ..
        فضحكت ساخراً :- أرجوك لاتمزح فليس لديَّ مجال للضحك ..
        فقال :- لو كان مسَّاً لعالجتك ولكن العين صعب جداً علاجه ويحتاج إلى وقت طويل ..
        ضحكت عليه ساخراً مرّة أخرى :- مع إحترامي الشديد لك , أنا أؤمن بالعين ولكن لا أؤمن به أن يحصل لي . فماذا لديَّ لكي أصاب بالعين .. فلو سمحت شكراً على مساعدتك وجزاك الله خير ..
        ذهبت إلى شيخ آخر , وقال لي :- أنت ممسوس ومعيون ومحسود أيضاً ..
        وضحكت عليهم جميعاً ..
        تواصل المرض بي وإزداد سوءاً وأصبحت طريح الفراش في البيت لا أستطيع أن أتحرَّك . ويأست المستشفيات منِّي وحوّلوا أوراقي إلى دكتور مختَّص بهذه الأمراض ..
        وعمل لي الفحوصات والأشعة والتحاليل ورأى بأني سليم الأعضاء لا أشتكي من شيء ..
        وطلب مني أن أحكي له حكايتي ورفضت ..
        أصر بأن أحكي له حكايتي , فقلت له :- لن أضعف ولن أشكي .. فرجاءاً ليس لديَّ وقت لهذه الأمور .. أريدك فقط أن تعالجني , أريد فقط أن أعرف مالديّ ..
        فقال نسبة الأدرينالين تُفرز في دماغك أكثر من نسبة إفرازها في جسم الإنسان الطبيعي بـ 16 مرَّة ..
        ولابد هناك من صدمة جعلت هذه الإفرازات تفرز بغزارة في جسمك وبسبب الترسبّات التي كتمتها وصبرت عليها وتحمَّلت كل هذا لم يقوى جسمك أن يتحمّله رغم قوَّة قلبك وإيمانك وحصل هذا الشيء رغماً عنك حتى وإن قاومت ..
        إستغربت .. وصمت لفترة طويلة متفاجئاً كيف وصلت إلى هالمرحلة !! ..
        لن أرضى بالضعف .. ولن أقبل ..
        أعطاني أدوية تقاوم هذه الإفرازات وغير ذلك أدوية مقاومة للإدرينالين ..
        رفضت أن آخذها فقلت سأعالج نفسي بنفسي ..
        وعدت إلى البيت لكي أصلي صلاة إستخارة .. في السجدّة الثانية إختنقت وأصابني هبوط كبير في الضَّغط بسبب أني لا آكل ولا أنام جيِّداً , وإستلقيت على الأرض أحاول تهدأة أعصابي .. وبدأ يداي بالإرتعاش والإحساس ببرودة الأطراف ناديت أمي من الخوف وهرولت إلي سريعاً فطلبت منها بآنية ماء دافيء لكي تغسل به جسمي وخاصة أطراف أصابعي , غير الشيء الغريب أن تضع لي ماءاً بارداً على رأسي بسبب الحرارة , بدأ وجهي يصفَّر ورفضت الذهاب للمستشفى لأني قد مللت ذلك وأيضاً المستشفيات كانوا يسألون عني مستغربين من وضعي لدرجة الصيدلاني كان يسأل ..
        فقلت لوالدي وأنا أشعر بأن الظلام سيسكن عيناي :- أمي إني أحبكم كلّكم اعلمي بأني أحبك وأحب والدي وأخوتي فإن مُت فتبرّعوا بجسدي لمن يحتاج , أرجوك إرفعي يدي اليمنى فلا أقوى على حملها أريد أن أرفع سبَّابتي ..
        بدأت بذكر الله وبدأت أمي تقرأ علي وهي تبكي واضعة رأسي حول كفّيها الدافئتان ..
        فتحت أزرَّة ثوبي بسبب تنفسّي أصبح صعباً , ووضعت الماء في داخل فمي لكي أشرب فقد لاحظت شفتاي قد جفَّت ..
        مسحت دموعي فكانت دموعي كالشلال , فكانت تمسح فلا يكفي علبة المناديل لتمسحها ..
        أصبحت تناديني لكي أسمعها , فلا أسمع إلا صوت القرآن برأسي أقسم بالله وربي يشهد بأني كنت أسمع القرآن بداخل رأسي , وغير ذلك فقط نبضات قلبي .. كان صوتها رهيباً ..
        بدأت أسمع كالصدى ..
        وأرى فقط وجه أمي واخوتي حولي ينظرون إلي ..
        وحملني أخي سريعاً إلى المستشفى ,حملني كالعادة كالجثة الهامدة , وكان الدكتور حينما يرفع يدي أشعر بوخزات وكأنها أسلاك كهربائيَّة بجسمي ..
        نهش المرض جسمي كنهش الأشياء المستسعرة ..
        كنت لا أسمع إلا القرآن وكنت أردد معه رافعاً سبَّابتي وأحياناً أجد صعوبة أن أحمل كفِّي فجعلتها على السرير رافعاً بها ..
        كنت أتذكَّر طفولتي .. كنت أتذكر وجه أمي وأبي واخوتي .. كنت أتذكَّر حبي للناس ومعاملتهم لي وغدرهم وكل شيء تمر بي كشريط سينمائي ..
        وذهبت بي أخي إلى الدكتور الذي كان يريد أن يعطيني الأدوية التي قال لي عنها لكي تخّف نسبة الأدرينالين من رأسي وقلبي ..
        بدأت آخذ العلاج أكثر من 3 أشهر لا فائدة . فقلت للدكتور لقد عرفت علاجي الآن فسألني ماهو فقلت :- الصلاة في جوف الليل وقراءة القرآن ..




        ( بداية الوقوف على سطح الأرض )

        حينما تأتيني الحالة الغريبة . أنهض سريعاً لكي أتوضأ وأصلِّي لكن المرض كان يمنعني من الوقوف أو الذهاب إلى دورة المياه لكي أتوضأ .. فحينما أتوضأ كان تزداد حالتي سوءاً ولكن تحدّيت وأصرّيت أنا أعاقِب هذا المرض أشد عقاب وأن أتكِّل على الله وأعتمد عليه ..
        كانت أمي حينما تراني أحبـو للذهاب كانت تريد أن تحملني وكنت أرفض مساعدتها لكي أعتمد على نفسي وأن أكون قوياً فقد إعتدت أن أكون عاتياً أمام الظروف والصعاب ..
        ففي كل خطوة أخطوها وأنا أحبـو تزداد نبضات القلب لدي وهبوط الضغط , ولكن أقسم بالله وبربي العظيم بأني كنت أواصل وأواصل ..
        فقد كنت آخذ ربع ساعة لكي أصل إلى دورة المياة وهي قريبة جداً يستطيع الشخص أن يصل إليها بخطوتين ..
        في كل خطوة أقف خمس دقائق أو أكثر لكي تهدأ نبضات القلب وأعاود الكرَّة بالخطوة وأقف وهلَّم جرَّه ..
        توضأت وصلّيت وبعد صلاتي إتصل بي شخص وقال :-
        إقرأ ذكر الصباح والمساء .. فقلت له :- دائماً أقرأ ولكن النوم لديّ قليل ..
        فقال لي كم تقرأ المعوَّذات :- فقلت له 3 مرات ..
        فقال هذا علاج سيخلّصك من عذاب قلة النوم :- إقرأها 30 مرَّة وسترى نتيجة عجيبة ..
        صدّقته سريعاً لأنها أمور إيمانية خاصة بإعتمادي على الله وتصديقي به ..
        قرأت بعدما صلّيت في جوف الليل كثيراً وقرأت القرآن ثم بعدها ذهبت لكي أنام وأصبحت لا أنام إلا بالنور حينما قرأت المعوَّذات 30 مرَّة غير آية الكرسي لم أستطع أن أكملها فقد غلبني النعاس ونمت لأول مرَّة من بعد معاناة 5 شهور مِن قلًَّة النوم لمدَّة 4 ساعات وكأني قد حطَّمت الرقم القياسي بهذه النتيجة , فرحت وشعرت بالراحة جزاه الله خير ..
        بدأت بمعالجة نفسي بالصلاة بآخر الليل وقراءة القرآن وأصبحت أغصب نفسي لأتناول أي شيء ..
        والحمدلله بدأت بالتحسّن بنسبة 40 % ..


        ( سجـود مَلَك البَحـرْ )




        ذهبت في يوم من الأيام إلى مقهى الإنترنت وكان خفقان قلبي تتضارب ولكن إعتدت على ذلك وأصبح الشيء لديّ شيء طبيعي .. دخلت الماسنجر وجدت إحدى الصديقات


        كانت تسألني عن غيبتي فيما يقارب سنة وبضعة أشهر ..


        أعطني وصلة موقِع بأنهم يحتاجون إلى موهوبين في قناة الإخباريَّة لم أعيِّر هذا الشيء إهتماماً فقد تقدّمت في قناة سما دبي لبرنامج ( غيِّر حياتي ) على ما أعتقد بأن كان مسمَّى البرنامج هكذا , يجرون عمليات تجميل لمن يحتاج ويحكون عن قصَّة حياته , أرسلت لهم إيميلاً ورقمي وكل أوراقي الصحيَّة المصوّرة لديَّ فقد كانت آخر ما أملك لأن أوراقي الصحيَّة الأصليَّة من بريطانيا قد حرقها قريبي أمام عيني ودمَّر حياتي بعد كل هذه الثقة ..


        فقلت لها :- لا أريد شيئاً . لا علاج لا موهوبين لا مستقبل .. أريد أن أعيش باقي حياتي بسلام ..


        أصرَّت علي بأن لا أستسلِم فلم تكن معتادة أن تراني بهذا الضعف وقالت لي بأني مثلها الأعلى في الصبر والكفاح ..


        فضحكت ساخراً :- ماذا تقولين أنتِ ؟! .. نحن مجتمع كذَّاب وعودنا كاذبة ليس لدينا ضمير لانرسم الإبتسامة على وجه المحتاج , فقط لدينا إعلام نحب أن نظهر وجوهاً مبتسمة جميلة وكلها تمثيل بتمثيل ..


        توسَّلت أن أجرب للمرَّة الأخيرة وأن أبعد التشاؤم مني واليأس وأن أحاول , ورضيت لأنها أعتبرها كأختي وهي تعرفني أكثر من 6 سنوات ومؤمنة بما لديّ ..


        وأرسلت رسالة لإحدى الأخوات تعمل في قناة فضائية فكانت من خيرة نساء الأرض التي عرفتهم في حياتي والحمدلله ..


        فيها مواهبي المتعدَّدة وصوري وكل شيء ورقم جوَّالي ..


        بعد أسبوع من تماطلي ويأسي من أي موضوع في حياتي أحسست بأن هناك خبر يجب أن أعرفه وكان النت لديّ صعب لدخوله فأذهب إلى مكان بعيد عن بيتنا لكي أدخل المقهى من هناك ..


        ووجدت رسالة بمبروك لقد تم إختيارك ..


        لم أصدِّق ذلك حينما قرأت الرسالة ولم أعيره إهتماماً فأتى إلي الإتصال من القناة بتفاجئي بالخبر فقد كان صحيحاً ..


        إنذهلت وفرحت وذهبت إلى البيت لأصلي شكراً وحمداً لله ...


        بعد شهر من تنسيق القناة معي ووضع كل تفاصيل مواهبي وحياتي ..


        ---


        كنت نائماً فحلمت ///


        حلمت في منامي بأني كنت بداخل أعماق المحيط ..


        وجدت قوَّة المحيط بالداخل كان يتحرَّك بقوَّة وإذا أتفاجأ بشخص كبير عظيم الهيئة , كان ضخماً لدرجة لاتوصف كنت أمامه كالنملة من كبر حجمه ..


        كان وجهه جميلاً يسجد ويقوم من سجوده ..


        وإذا جد عالِماً من العلماء بجانبي وسألته :- من هذا ؟! ..


        وأنا منذهلاً من عِظَم حركته ..


        فقال لي :- هذا ملك من الملائكة يدعى بملك البحر ..


        إنهمرت دموعي من الخشوع لدرجة بكيت بشدَّة مبتسماً وذهبت إلى جانبه لكي أسجد معه ..


        صحوت من نومي وعلامة الإستغراب في وجهي ..


        لأول مرًَّة أشعر براحة داخل صدري ..


        بدأت ألمس صدري ورأسي وقمت أحرك خصلات شعري بإحساسي بشيء غريب بداخلي ..


        خرجت من الغرفه ولم أغسل وجهي .. رأيت والدتي وقلت لها عن حلمي , بعدها قلت :- أشعر بأن قراراً من السماء سوف يأتي ..


        إستغربت والدتي من كلامي ولم تعيرني إهتماماً , فقلت لها مرَّة أخرى :- أمي سيأتي خبر سيسرّني من الله تعالى سترين ذلِك ..


        مرَّت 3 أيام وأنا أنتظِر نتيجة حلمي ..


        ذهبت إلى صلاة الظهر وحينما سجدت بخشوع دعوت قائلاً :- يارب أسمعني اليوم بخبر سعيد في حياتي ..


        بعدما خرجت من المسجد وإذا بعشر دقائق يأتيني إتصالاً !!


        لم أهتم وتردّدت أن أرفع السمَّاعة .. فقلت سأجرِّب :- نعم ..


        / الأخ عبدالله العوَّاد ؟ ..


        قطبت حاجبي :- نعم انا هـو من معي ؟! ..


        وإذا يقول لي :- إذهب لكي تستلِم وظيفتك في المكان الفلاني ..


        لم أصدقه فقلت له :- من أنت ؟ أرجوك لاتمزح معي فأنا لم أعد أشتهي المزاح ..


        فأصر علي بتصديقه وقال إنتظر إتصالاً من مدير الفرع في منطقتك سيتّصِل عليك ..


        سألته :- هل تعرفني ؟ من أنت ؟ أو من أرسلك إلي ؟! ..

        لم يجاوب علي وقفل الجوال ..


        وقفت كالمحنَّط .. كنت ممسكاً بجوَّالي واضعها على أذني لم أنزلها .. ,


        إنهمرت دموعي , إرتعش صدري .. رفعت رأسي إلى السماء متعجِّباً وابتسمت ..


        كنت كالمجنون في حركتي هذه ..


        ومن شدَّة سعادتي واستغرابي بأن ربِّي كان سيفاجأني بنتيجة ستسرّني على صبري وغير دعائي الذي لم يتأخر بخمس دقائق . بسرعة أشَّرت لليموزين ليوجّهني بسرعة إلى المستشفى ..


        خفقان قلبي من السعادة إزدادت ولم أستطع أن أتنفس ..


        على صعوبة الأمر كنت مبتسماً ودموعي تنهمر بغزارة ..


        قائلاً بخشوع وأنا أبكي :- سبحانك سبحانك سبحانك ..



        ما العمى أن تفقد العين الضياء
        العمى أن تفقد النفس الأمل
        والذي يسمع أصوات الرجاء
        لا يبالي إن عرى السمع كلل



        أودع الرحمن أرواح العباد
        طاقة هازئة بالمستحيل
        فإذا ما لامست عزم الفؤاد
        حققت كل عظيم وجليل


        جزى الله أختي في القناة خير جزاء ووفقها في حياتها ووفق من تحبهم يارب ..


        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعلامية الاخبارية
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اعلامية الاخبارية


        اخي عبدالله أو معانق الظلام

        استغرقت وقتا في التفكير والرد هنا

        فمن وقت قراءتي لموضوعك هذا وحتى هذه اللحظة , لا أعرف ماذا اكتب لكم
        لذا سأكتب كل كلمة تخطر .. ولن أعيد قراءة ماسأكتبه إلا بعد إرساله كرد في الموضوع

        عبدالله العواد

        كما هي الصدفة دائما وأقدار نجبر طوعا في خوضها لنستمتع بمعاني الأمل والنجاح من خلال مسيرتنا في الحياة

        هكذا هي الحياة .. طريق مستقيم لها فروع وإستراحات
        لها مشاعر مختلطة بين الإندفاع والتروي .. بين الحكمة والتجارب .. بين الفرح والحزن ..

        مفارقات كثيرة ومصادفات أكثر تلون أيامنا بكل جميل مفرح

        لكن الإنسان الناجح هو من يستغل كل الظروف ويجلب معه مجموعة من الأصدقاءالذين إلتقوا ببعضم صدفة... ليواصلوا مشوارهم ويتميزوا بين قرنائهم

        كل إنسان له مميزات كثيرة ونقاط جميلة ... المهم الدفعة الأولى والأقوى من ذات الشخص حتى يكتشف مابنفسه من روائع

        وماوجدته في أخي عبدالله العواد
        نقاط كثيرة تجعله جميلا رائعا ....كروعة الماء وسط السحاب
        تحتاج تلك السحب الى محفزات حتى تتساقط منها حبات المطر وتشعر الأرض كلها بها

        فلم أفعل شئ حتى الآن سوى إنني صادفت كلمات منه عبر رسالة صامتة تحمل بين سطورها معاني كثيرة ... فهو من قدم نفسه وبادر طمعا في التميز

        أنت من يستحق كل هذا الموضوع ... فأنت رجل من نور .. ساعدتني في الوصول إليك

        وكل يوم أقدم قصة عنك لأولادي وزوجي وأضرب لهم المثل بك ، وحين تجتاحني ظروف قاسية لا أستطيع تحملها ... أفتح رسالتك وأقرأها بتكرار
        لأتأقلم مع ظروفي وأوظفها حتى أستطيع أن أقف على أول عتبة القوة والنجاح



        فأنا مازلت قزمة في عالم أخي عبدالله العواد ..........

        مازلت قزمة بالنسبة للقب إعلامية ... صدقاً فأنا أبسط من ذلك
        موظفة بسيطة .. لا يطلق علي مسمى إعلامية أبداً

        عبدالله العواد علمني أشياء كثيرة ، تعلمت القوة والعزيمة والإصرار على النجاح
        .
        .
        .
        .
        ومازلت أتعلم ....






        وأشكرك على كلامك عني والله كثير عليا
        -"اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي مالا يعلمون [واجعلني خيراً مما يظنون]"

        أرجو من الله بأن أكون عند حسن ظن الجميع

        شكرا لكم
        كتب عني كل هذا الكلام الذي اخجلني حقا
        شكرا لمن قرأ ولمن عقب

        شكرا لإستضافتكم لي
        شكرا لأخي عبدالله العواد شكرا
        شكرا للوقت الذي خسرتموه لقراءة ردي

        وقبل كل هذا الشكر لله على نعمه علي وبلغني الله مقاصدي وبلغكم


        لكم الود







        وتوّظفت وشعرت بسعادة لم أشعر بها من قبل وتوالت الإتصالات علي من كل جهة بأخبار سعيدة بحياتي ..


        والآن أعيش حياة جميلة والحمدلله .. أتمنى بأن قصّتي الحقيقيَّة تزرع لكم الأمل وأن لاتتذمّروا بأتفه الأمور وأن تعلموا بأن الله مع الصَّابرين كما قال تعالى وبشِّر الصابرين .. فقد أحببني الناس بِلا شعور وكثيراً ماقال لي بأنه أحبني وانجذب لي بدون شعور أو سبب والحمدلله الذي أحبني وأحبب الناس بي ..




        وسأحكي لكم بعض المواقف التي مرّت علي فقصّتي غريبة جداً وأعلم ليس الجميع قد صدّقها .
        وتمَّت قصَّة حياتي ..




        وشكراً لحسن القراءة وجزاكم الله خير ..

        عبدالله العوَّاد - معانِق الظلامـ ..


        تعليق


        • Font Size
          #5
          رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

          ]

          ( .-+-. ليمُـوزِينْ و اسْتِخْبـارَاتْ .-+-. )

          .
          /

          كـان يومـي شاقـاً غير وقوفـي لفتـرَة طويلة في الطَّريق لبحـث عن سيَّارة ليموزيـن في الحادية عشـر ليلاً .
          في الريـاض ,.
          كان ليـلاً قارِساً مع هطـول المطـر يتساقَـط على رأسي .. فحينما تتوقَّف لي سيَّارة ليموزين وانحني لكي أفتح البـاب بحمـاس يهرب سريعـاً قبل أن أكلّمـه ..
          أكثر مِن 3 سيَّارات ليموزيـن بنفس الطريقة , بعدها أشرت بيدي غير آبِهـاً لتتوقَّف سيارة ليموزين أخرى فلم أفتح البـاب لكي أكّلمه فإذا فتح لي النافذة يسألني :- إلى أين ,.
          فقلت له :- المطـار ..
          فوافق لكي أركب , لا أعلم حتى وإن ركبنا السيَّارة بمالنا ننتظِر منهم الموافقة وكأنهم يخدموننا مجَّاناً ! ..
          بدأت بالسلام .. وكانت كتفاي ترتعش من البرد ..
          كان وجهي نحو الأمام لا أريد أن ألتفت إلى أي شيء , أريد فقط أن أرخي أعصابي قليلاً . كنت أحتاج إلى كأس دافيء من القهوة ولكن ليس لديَّ وقت لكي أوقفه إلى كوفي شوب لكي أشتري لي كوباً صغيراً ربَّما الـ ( موكا ) أو الـ ( كابتشينو )

          فقال لي لكي يلفت إنتباهي :- كيف حالك يا أخي ؟! ..
          فقلت له بإجابة سريعة :- بخير ..
          فوجّهت ناظري كالعادة إلى جمال الإضاءات واللافتات الإعلانيَّة , فكانت إنعكاس الإضاءات الهادئة تلفت إنتباهي مع قطرات المطر تعكس الألوان على أرض الشوارع ..
          كنت دائِماً أسرح في السيَّارة وإلى الآن ..
          أفكِّر بأشياء كثيرة بـ ( لا شيء ) ..!
          فقال لي بصوت عالي متحمساً وهو يقـود السيَّارة :- الحياة متعبة أليس كذلِك ؟! ..
          فقلت له بصوت خافِت :- الناس سيئة , فالحياة جميلة ..
          فضحك وقال لي :- النَّاس , النَّاس .. أضحكتني .. لاتقل أنا منهم ! ..
          ---
          لم أجب عليه ..
          فقال لي :- الناس تخطيء ومنهم من يظلم نفسه كثيراً , فقد أركبت شخصين كانوا في وضع سُـكْر لم أكن أعلم .. فسترت عليهم ومن ستر على أخيه المسلم فرَّج كربته يوم القيامة ..
          بعدها إلتفت إليه ..!
          لأول مرَّة ألتفت إليه وشد إنتباهي بعد أكثر من ربع ساعة ..
          فقال لي وأصبح دوره بأن رأسه لم يكن موجهاً نحوي وأكمل :-
          صدّقني أنا أحسدك يارجل ..
          قطبت حاجبي بإستغراب وابتسمت بإبتسامة سخرية فقلت له :-
          ماذا ؟؟؟! ..
          سائق الليموزين :- والله أحسدك ..
          لم أستوعب على ماذا يحسدني فسألني :- ماذا أخذ الله منك وأعطاك ؟ ..
          فقلت :- جمالي ..
          فقال :- وماذا أعطاك ..!
          فقلت :- الكثير والكثير .. أنا رسَّام وأكتب وكل شيء وغير ذلِك أحب الناس وأشعر بالآخرين وأحب الخير أشياء كثيرة لا أستطيع ذكرها ..
          فقال لي :- فقط هذه الأشياء ؟! ..
          فرفعت حاجبي مستغرباً ..
          فقال لي :- وروحك ؟ ..
          لم أجيب عليه لأني أعلم بأن الناس لاترى الروح ..
          فقال :- روح تجذب عزيزي , اعلم هذا الشيء , صدّقني أنا أحسدك ..
          فقلت له :- لاتحسدني ولا شيء , فإن أردت هذه الأشياء مني خذها لك أعلم بأنك تغبطني ليس حسـداً ..
          فقال :- لا بل أحسدك هههه .. ليس هذا المهم عندي , المهم محبَّة الله لك ..
          فاصغيت وأنا أنظر أمامي السيَّارات كيف إجتمعت في مكان واحِد عند إشارة المرور ..
          فكانت فرصة أن أصغي أكثر حينما ذكر الله تعالى ..
          وأكمل :- أنا مثلاً لو رأيت محتاج سأعطيه عشرة ريالات , فالله سيعطيني أجره , ولكن في نفس الوقت إن أعطيت نفس هذا المحتاج عشرة ريالات ستأخذ أضعاف ما أعطاني الله من أجر مني هل تعلم ؟! ..
          نظرت إليه مركزاًً بصري في عينه ..
          فقال :- إن أصابتني شوكة في رجلي ستمحى لي بعضاً من ذنوبي , ولكن أنت ستمحى لكَ أكثر ولكن لاتطمع أن تدوس الشوك كلَّه وتبلشنا معاك ..
          فضحكت .. وضحك معي ..
          شعرت بعدها بالطمأنينة دخلت إلى قلبي , برغم أني لم أخلوا
          من الحسد حتى في مظهري ..
          وكانت سعادتي بأن الله تعالى لم يبلي أي إنسان على وجه الأرض إلا وله شأن عظيم من بين كل الناس وبنعمة كبيرة يحسد عليها وهم لايعلمون ..
          بعدها حينما وصلت إلى المطار , أوقفني قليلاً ثم أخرج محفظته ليريني هويّته الشخصيَّة وإذا هو

















          ( يعمل في الإستخبارات ) ..
          تفاجأت وانصدمت في تلك اللحظة ..
          فسألته :- لماذا إذاً تقود الليموزين وتبحث عن رزقك ؟! ..
          فقال :- أنا لا أحتاج إلى الليموزين ولكِن هذا جزء من عملي في الإستخبارات , المهم لأول مرَّة أعطيك هذا الخبر فقط أنت
          وأي خدمة تريدها فأنا موجود واعتبرني أخوك الكبير.. أصابني الذهول وأعطاني رقم هاتفه وقال بيوم من الأيام سوف يأتي إلى المنطقة الشرقيَّة مع عائلته ويريد أن يراني هناك , وبعد عدَّة أيام هاتفني وقال بأنه متواجد بكورنيش الدمَّام وحاولت أن آتيه ولكن لم أجد مواصلات وانحرجت كثيراً وغير ذلِك بعد أيام ضاع رقمه من جوَّالي ! ..




          جمال الخلق أفضل من جمال ... يغطي قبح خلق في مليح
          فكم من سوء خلق في جميل ... وكم من حسن نفس في قبيح

          مسعود سماحة



          تعليق


          • Font Size
            #6
            رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

            ( -_. وارتَفَع صَوْتُ الحَـقّ ._-)



            ( -_. وارتَفَع صَوْتُ الحَـقّ ._-)
            هذه القِصَّـة ليست بـمنسوخَة مِن عالم الخيال , أنها حقيقة حدَثَت لي في إمارَة الرِّياضْ
            حيث ذهبت بتقاريـري الصحيَّة هُناك وشهاداتي . لأريهم بأني لم أعد أريد أن أكمل عمليَّات التجميل أريد فقط وظيفة كي أحفظ ماء وجهي ..
            لماذا لا أريد أن أكمل علاجي؟ فهم حوّلوني إلى مستشفى القوَّات المسلَّحة وهم يعلموا بأن جميع المستشفيات السعوديَّة هي من دمَّرت مستقبل علاجي وعقّدوها بتجاربهم السخيفة ..
            إنتظرت طويلاً بعدما سلَّمت أوراقي هُناك . إلى أن نادوا بي وفرحت متجهاً إليهم , ولكِن وجّهوني إلى مسؤول كبير هُناك فقالوا دعه فقط يوقِّع على ورقة طلبك للوظيفة .
            فذهبت إليه واستقبلني بإستقبال عادي وقال :- ماذا تريد؟ ..
            فقلت له :- أريد وظيفة كي أحفظ ماء وجهي . لا أريد شيئاً آخراً بعد الآن .. لقد تنازلت عن كل شيء من أجل أن أعيش بسلام ..
            فقال لي :- سأوّجه لكَ خِطاباً إلى مكتب العمل ..
            فقلت له مقاطِعاً :- أرجوك لا .. إنهم لايبالون لأحد خاصة مثل وضعي .. أريد فقط منك توجيهاً إلى أي وظيفة . فقلمكَ يكفي وقلمك صوت دولة بأكملها ..
            فقال لي :- أعدكَ إن لم يعملوا بورقتي هذه . عد لي وستجد مايسرّك ..
            أخذت خطابة بالقلم ( الأخضـر ) لا أعلم لماذا إستخدَم هذا اللون بالذات وختم الورقة بعدها وذهبت متوجهاً إلى مكتب العمل لأعطي الخطاب لمدير مكتب العمل . وأنا مستغرب بمظهره . لحية طويلة ثوب قصير ملامح حادَّة غرور إلى درجة الغطرسة .. أخذ ورقتي قرأها بلمح البصر وكأن يعلم عن اللون الأخضر ماتفسيره ووضعها جانِباً ..
            استغربت منه وقلت :- إنها ورقة مِن الإمارة ! ..
            فقال :- أعلم ..
            فقلت :- إنه خطاب موجَّه لكَ أنت عنِّي ! ..
            فقال :- أعلم . تعال لنا بعد أسبوع ..
            فقلت له :- لن أبرح مكاني . فالمسؤول قال لي إن لم تجد منهم تجاوباً تعال لي غداً ..
            فأعطاني مدير مكتب العمل الورقة غير مبالياً فقال خذها وعد إليه إذن ..
            نظرت إليه نظرة غضب واستحقار على وقاحة تصرفه معي وانتظرت اليوم الثاني صباحاً لم أنم من الغضب ..
            دخلت عليه في الساعة الـ 10 صباحاً إلى المسؤول في الإمارة وطرقت الباب ودخلت بورقتي له فقال لي بوجه غاضب :- نعم خير أبوي ؟! ..
            إستغربت منه فقلت :- لقد وعدتني إن لم يتجاوبوا معي آتيك مرَّة أخرى وستساعدني ..
            فقال لي بسرعة :- أخرج مِن هنا ..
            تسمَّرت مكاني ! .. فقلت له :- تطردني؟! ..
            فقال :- قلت لك اخرج من هنا الآن ..
            فقلت له :- أين كلمة الرجال ؟! .. وثانياً أنت مسؤول فالله لم يضعك هنا إلا لكي تخدم المواطنين فقط ليكن بعلمك فلم يضعك الله تعالى إلا إختباراً لك ..
            فلا تفرح ..
            وكرر علي بصوت أقوى :- قلت لك إمسك الباب ..
            نظرت إليه بعين غضب والدموع انهمرت سريعاً وارتجف صوتي قائلاً له :- حسبي الله ونعم الوكيل فيك . رفعت يدي داعياً ربي عليه :- يارب يحترق قلبك ويعاقبك بأحد أبنائك بالحريق . ياحي ياقيوم الله لايوفقك ..
            خرجت من مكتبه بغضب وكنت أبكي إلى أن وجدت عسكري كان يتابعني منذ زمن . كان متعاطفاً بسبب حالتي فمسك كتفي وهدّأني قليلاً وسحب الورقة من يدي ونظر إليها وقال لي :- باللون الأخضر ..
            فضحك بسخرية ..
            مسحت دموعي ونظرت إليه فقلت :- مامعناها ؟
            فقال لي :- معنى اللون الأخضر . يعني جاملوه وطنّشـوووه ..
            انصدمت ولم أصدّقه :- صحيييييييييييييح؟؟؟؟
            فقال لي :- لو كان باللون الأحمر معناها إعملوا الآن حالاً ..
            أخذت ورقتي لأدعها دليلاً عليه ليوم القيامة ..
            أتاني إتصالاً من أحد الأصدقاء يسألني ماذا فعلوا لي الإمارة وقلت له كل القصة وأنا أبكي من القهر وغير مالي الذي إستنفذ من المواصلات لكي أبحث عن لقمة عيشي وإثبات وجودي في هذه الحياة . فقلت له :- دعيت عليه . دعيت عليه يامحمَّد ربي بياخذ حقي منه .. جالس بخواتم الألماس في كل أصابعه كأنه بنت وبتوقيع واحد منه قلمه صوت دولة .. حاطينه مسؤول بس جالس يعمل صفقات مع ناس تلبس بشوت ودق سوالف وشرب قهاوي . بس اصبر عليه إذا هو قوي ربي أقوى منه ..
            ----
            أقسم بالله لم أنم في تلك الليلة إلا و أوراقي بجانبي من القهر ..
            لم يمـر أسبوعين أتاني إتصال من الصديق محمَّد قائلاً :- عبدالله وش سوّيت إنت ؟! ..
            إستغربت فلم أستوعب كلامه فقال :- دعوتك سبحان ربك صابته ..
            قلت له :- مين ؟! ..
            فقال :- المسؤول ..!
            فقلت :- كيف ؟! ..
            فقال لي :- إبنه إحترق ومات ..
            لم أصدِّق . شعرت بقشعريرة في بدني من الصدمة ..
            فقلت له :- تكذب أنتَ تكذب ..
            فقال لي :- يوم أمس حصل حادثة تفجير من الإرهابيين في مجمع قرطبة .. وهناك كان ابن المسؤول إحترق ومات من التفجير . واذا لا تصدِّق اشتري الجريدة واقرأ الخبر ويكون بعلمك بأن هذا ولده الوحيد وفلذَّة كبده وهو في العشرينات قد مات مخموراً وبوضع غير محترم مع فتيات ..
            ذهبت سريعاً لكي أشتري الجريدة وفعلاً قرأت بأن ابن فلان قد مات ..
            أصابتني قشعريرة في بدني بخوفي من الله وبإستجابته لدعوة المظلوم .. ارتجفت يداي من الخوف والخشوع والذل تجاه ربي ..
            بكيت نادِماً على دعوتي عليه .. ندمت ندماً شديداً بذلِك ..
            ---
            بعد أيَّام ذهبت للسؤول مرَّة أخرى .. ودخلت عليه .. فنظر إلي متألِّماً ونادِماً على تصرفه معي في السابق ..
            نظرت إليه وسألته :- لم آتي لكي أتشمَّت عليك . أتيت لأعزّيك وأقوم بالواجب علي .. ولكِن هُناك كلمة يجب أن تسمعها بأن الله فوق الجميع ..
            وقف المسؤول لكي يخدمني فقلت له :- لا أريد شيئاً منكَ بعد الآن .. ولكِن دع هذه التجربة في قاموس حياتك ..
            خرجت وقبل أن أغلق الباب وجدت وجهه أصابه التعب والدموع قد سالت من عيناه فدمعت عيني وأغلقت الباب وعدت إلى حيث ما أتيت ..


            عبدالله العوَّاد ..




            تعليق


            • Font Size
              #7
              رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

              بَعد كُلّ هذهِ المراحِل مِن ذكرياتي . حينما أعدت شريط آلامي إلى الوراء أيقَنت بأنني لَم أُخلَقَ عظيماً إلا حينَما أمسَكت " سيفي " و " خوذتي " وواجهت أناس أقسى مِن الوحوش المذكورَة في الأساطير والروايات نعم ,. لَم تحرِّك بهم الإنسانيَّة بداخلهم بِشعرَة لَم تكُن بداخلهم " ذرَّة " أو " شقّ تَمرَة " مِن خشيتهُم لربّ السَّماء نعم أنا واجهت وكافحت , برغم وصولي لأشياء لَم يصلوها غيري .. ولكنني خسرت الكَثير وأنا أعترِف بذلك .ضيَّعت عمري وحياتي ليس من أجل أحد . بل ماجعلني أن أواصل مسيرتي في الظلام الحالِك هو النّور الذي يبعد عني بأميال كَثيرَة إنه " نور ربِّي " هذا ماجعلني لا أتعب وأنا أسير وأحياناً أركض وأهدأ بخطواتي كُنت خائفاً أن أفتح كِتابي الذي لَم يعرفه أحد
              خوفاً من شعور النَّاس بالشّفقَة عليّ أو نحو ذلِك فرأيت الكثير من هُموم البَشَر وأحببت أن أساعد الكثير وكتابي لايعرفه أحد . وطَببت غيري وهذا مايشعرني بالرَّاحة تجاه نفسي فحينما طَلبت الأستاذة والأخت العزيزة علي الإعلاميَّة في التلفزيون أن أكتب قصّتي على الإنترنت وهي تريد أن تعرف عن حياتي بشغف . أجبتها بأنها لَن تحتمِل صدمَتها نحوي
              لَن تعي ما أكتبه بأن الرّجل الذي يقف أمامها الآن لازال بخير, فقلت :- كل ما أريده أن تصدِّقي ما أقوله حرفاً حرفا فحياتي بها الكَثير من الغرائب والعجائب فلن تصدّقي بأن مجتمعنا لديه الكثير الخناجر لكي يطعن بِلا رحمَة .
              ما أريده أن تعرفي بكل حكايتي " الأمل بالله " هو ماجعلني بطل أمامكِ فاستعدَّت أستاذتي الكريمة أن أكتب قصّتي على الإنترنت لكي تقرأها هي أوّلاً من ضمن القرّاء لا أنكر بأنني قد خفت في البداية لأنها ذكريات تؤلمني كثيراً وبها الكثير لَم أكتبها إلى الآن أشعلت شمعتي الموضوعة أمامي , ونزعت قميصي , مع تعرًّق كتفيّ الموسومَة بأسياط القَدر وخناجِر الناس في ظهري وأمام صدري وقلبي وبدأت بكلمة " بسم الله الرحمن الرّحيم , اللهم اعطني قوَّة أن أكمِل تفاصيل حياتي للناس "
              وبدأت أكتب وأكتب من غير شعور وأحياناً أبتسِم وأحياناً تذرف عيني وأقوم وأكففها من جديد كل مافي الأمر أريد أن يعرف النّاس كيف الأمل بالله والتفاؤل به فحياتي علّمتني الكثير وجعلت بي روح عَجوز كهل في جسد طفل حتى ملامحي إلى الآن طفوليَّة برغم تصرّفاتي كعجوز كبير السّن , رُبَّما لَم أتوفَّى مع أخي لِحكمَة لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولهذا أنا الآن أقف فوق سطح الأرض فيا قلوب قد أتعبتها الحياة . فلا تيأس يا إنسان فلديك بادرة أمل لم ينتهي بعد . وكما قال أحد الفلاسفة ( To Be Or Not To Be )
              فأنا لَم أكافح وأواصل لحبّي لملّذات الدنيا وأوهامها . بل من أجل أن أحافظ على هوّيتي وكياني كرجل لايرضى بالإستسلام والتقليل من شأنه
              فأنا رجل لن يتكرّر مرّتين ..



              لكم إحترامي وتقديري

              تعليق


              • Font Size
                #8
                رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟




                ( - ثـَورَة الشَّــكـ - )



                مَن يُريد أن يَقطِف الوَرد . لابُدّ أن تجرحه الأشواك ..
                الحُبّ أجمَل مافي الوجُود . ولكِن دَمي أصبح نوعه ( يعطي ولا يأخذ ) ..
                وقَد جَرَّبناه ورأينا بأنَّ كل الأقنعة " مُتشابهة " ,
                لَم أعرف ماهو معنى الحُبّ إلا في أغاني " أم كلثوم " اعتدت أن أسمع هذا الحبّ مِنها ..
                فشعرائها كانوا " مُتيّمين " و " هائمين " وكانوا يسيرون على مذهب واحد ألا وهو مذهب الـ " حبّ العذري " ..
                حبّ نَظيف وشريف أبيَض نقيّ .. عَكس هذه الأيَّام يشمل في الحُب المَظاهِر والوظيفة وبعدها يأتي الحبّ ويتدفّق في الأعماق ..
                فقد كُنت مُتيَّماً في حُب خَيالي . لكي لايصله العالم . لأنَّ من الصَّعب أحداً أن يَمتَلِك قلبي ..
                فعشقت فتاة أن تكون من خيالي فقط وقد كنت أرسمها دائِماً ..
                ولكِن حينما كَبرت قلت لنفسي " مِن حَقِّي أن أحب كغيري " هذه الكَلِمَة دائِماً تترَدَّد في مَسمعي " مِن حَقّك ياعبدالله أن تفعل كذا مثلك مثل غيرك " ..
                فبعد مُجاهدة النَّفس أن أحب مثلي مثل غيري إستمرّيت سنتين أدفع هذا الحبّ بعيداً عَنِّي إلى أن وقعت به .
                كانت فتاة ليست كغيرها , فهي نادرة الوجود وأنا كثيراً ما أبحث عن النَّادِر في حياتي .
                كُنَّا إخوة . ثم أصبحنا أصدقاء . ثم أصبحنا عاشقين ..
                استمرّ حبّنا " 8 سَنوات " . نَقضي دقائق اليوم مع بعض ..
                لانفوَّت فرصة كل ساعة أن نعيشها مَعاً ..
                ولكِن بعد كل هذه الأحلام الوَرديَّة وحلمي كنت أريدها زَوْجَة لي ..
                اكتشفت بأنها تحادث غيري وتحبّه وأنا كنت مُجرَّد " مصدر أمانها " فقد كنت الوَحيد التي تشعر معه بالأمان .
                رأيتها يتقلبّ مزاجها بين الحين والأخرى . فحينما تتضايق مع عشيقها تعود إليّ ..
                شعرت بعدم الأمان معها برغم كنت لها مصدر الأمان والثِّقَة ..
                شعرت بأن هُناك شيء خفي في حياتها ..
                أصبحت غامضة أكثر بعدما كنا كتاب مَفتوح . أصبحت تقضي ساعاتها بدوني . وتدّعي بأنها كانت نائِمَة من التّعب والإرهاق ..


                وكنت أداري وأداري وأداري


                أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
                أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
                يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
                وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
                وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
                ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
                وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
                يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
                وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
                بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
                كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
                عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
                يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
                وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
                وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
                أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
                كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
                يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
                عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
                وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
                وَمَاأَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
                وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
                وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ
                مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
                تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
                وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي
                أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
                حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي

                ثم بعد سؤالي المتكرر لها " هل قصَّرت معك بشيء؟ " ..
                كانت تَصرخ وتغضب وأنا أصمت أمامها .
                إلى أن إعترفت بعدما تغيِّرت عني بسنتين بأنها " كانت تُجاملني . وتسايرني "
                كانت تخونني سنتين وبأني كنت مُغَفل وأنا لم ولم أشعر ولم أحس . وأنا أسمع لا أتكلم مُجرَّد كانت هًناك غصَّات شعرت بها وضربات قلب متسارعة ..
                إنها لحظة " نهاية كل رجل شُجاع " , أظلمت الدنيا أمام عَيني فليس هناك سبب مقنع منها وهذا ماجعلني أستغرب
                ..
                العصافير التي كانت تتغنَّى في عالمي وتغرِّد أصبحت ( خَفافيش ) والورود التي تغطِّي أرضي ذبلَت أمام عيني بلمح البَصر .. فاتَّسَعت حَدقَة عيني بعدم تقبّلي ما أسمعه ..
                فلًَم أندَمُ عليها . بَل نَدمت على العمر وعلى الثواني والسَّاعات يومياً ..
                نَدمت على وفائي لها وثقتي .
                نَدمت على كل شيء وأوّلها سوء إختياري ..
                كَرهت " أم كلثوم " كرهت " سيرة الحُبّ " .
                اتجهت إلى باب قَصري وأغلقته مع الشَّمع الأحمَر . أطفأت شموعي بدموعي .
                رَميت دواوين خَواطري .
                كَسرت مَرايات قَصري بعدما كنت أظن روحها بها ..
                حتَّى لوحاتي مَزّقتها ورَميت كل أدوات الرَّسِم .
                وبدأت أداوي كًلّ جروحي بنفسي برغم كان جِدّاً صعب . صعب . صعب ..
                ففتحت " تابوتي " واستغرقت بسبات عَميق لكي أعود كَما كنت .
                فاقِد الذَّاكِرَة . نعم نَسيت الآن ملامحها وصوتها ويدها التي كنت أعشقها حينما تمسك لوحاتي ..
                وعدت إلى العالم " بِلا حُبّ " ( بِلا مشاعر ) " بِلا دموع " فقَد جّفت وأنا نائم 5 سَنوات ..
                وأصبحت أسمع لأم كلثوم . فقد ظلمتها وظلمت الحبّ التي كانت تتغنّى عنه .
                كما قالت أم كلثوم " ظلمنا الحُب بإيدينا " .
                وبعدها أصبحت رَدَّة
                فعلي لكل شخص قال لي ( أحبّك ) = إنت فين والحُبّ فين ؟! ..
                وأمرت أن تُفرَش أرض حَرَم قصري بالورود وتغيَّرت السَّماء بألوان الطّيف .
                فالعيب ليس بالحبّ بل العيب بإختياراتنا بِمَن نحبّ ..


                -----


                (-:

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟





                  ( ضَجيـ ج السّكـون و بابا نويـل ) ..


                  يالها مِن شَغَب طفولة جَميلَة عشتها في بريطانيا . فقد كنت متأثِّراً بأجواء الخيال وكانت شخصيَّة " بابا نويل أو بسانتا كلوز " مِن الشخصيَّات المُفَضَّلَة لديّ بعد معشوقتي الأولى " سنووايت " وسوبرمان وباتمان وكان يجب علي بأن أحلِّل هذه الشخصيَّة عَن قُربْ .
                  فبعد أن ركبت الكُرات المُلوَّنَة على شَجَرة المُستشفى مع قَليلاً من السَّكاكِر أو الحلوى كما يقولون في كل غصن مِن شَجرَة " رأس السَّنَة " فقد كنت مشغولاً بمقابلة " بابا نويل " أكثر من سعادتي بهذا اليوم مع غناء الأطفال وأنا أتغنى معهم ولم أكن أعرف ماهذا اليوم بالضّبط!! ..
                  فكان سؤالي :- هل سيأتي بابا نويل هذه الليلة؟ ..
                  ( نعم ياعبدالله )
                  أنا :- هل سأركب العَرَبَة معه وأمسك بقرون الغزلان؟..
                  ( نعم ياعبدالله ) .
                  فرحت كَثيراً وسألت الممرِّضَة :- هل سيعطيني هداياي برغم يدي هكذا؟ ..
                  فقالت :- نعم ياعبدالله ستحصل على ماتتمنَّاه ..
                  أوف . بصراحة جعلت تِلك الليلة ليلة لاتُنسى لـ " بابا نويل " جعلتها ذكريات أليمة له . كم كنت مُشاغب ! .
                  رأيت كل الأطفال ذهبوا إلى غرفهم ليناموا باكِراً لكي يتفاجئوا في اليوم الثاني على هداياهم إلا أنا .
                  فقد ذهبت باكِراً ( لأمثِّل بالنوم ) .
                  أتت المُمرِّضَة صديقتي الحَنونة وسألتني :- عبدالله لَم تأخذ مشروبك المفضِّل قبل النوم ! ..
                  فقد كنت آكل قِطَع من بسكويت الشوكولاته مع الحليب السَّاخِن قبل النوم .
                  فقد مثلت بالتثاؤب وقلت :- لالا لا أريد , أريد أن أخلد إلى النوم فأنا متحمِّس لكي أرى هديّتي ..
                  أغلقت الممرضة الإضاءة واغلقت الباب خلفها وفتحت عيني أفكر كثيراً بـ بابا نويل .
                  كنت أحبّه كثيراً . كنت أتخيَّل شكله بضخامة جسده مع إنتفاخ بطنه وضحكته ( هو هو هو )
                  سأرى الغزلان ذات القرون الكَبيرة ولكن تذكَّرت شيئاً فغرفتي ليست بها " مِدخَنَة " ! ..
                  مِن أين سيدخل؟! ..
                  فكّرت وقلت :- يستطيع أن يدخل بطريقته ..

                  بعد ساعات من الإنتظار وأنا أحارب النّوم وأقاوم جفوني . فإذا بشخص يطل من خلف نافذة باب غرفتي , وبسرعة أغمضت عيني ..
                  إنه كان " بابا نويل " قَد أتى !!! ..
                  وإذا أقوم من فراشي في لحظة دخوله بشكل مفاجيء وإذا يرتعب مني لأني لم أكن نائماً " ياهلا والله بفاذر كريستمس "
                  وهَرَب سريعاً إلى الخارج ولحقته وهو يحمل بقماش كبيرة بداخلها الهدايا وهو يحاول أن يضغط " الليفت "

                  سريعاً لكي يدخل بسرعة واذا هرب وأنا لَم أستطع الإمساك به ..
                  وشعرت بالإحباط وكنت مصدوماً قليلاً منه .
                  ماهذا البابا نويل؟ أعتقد هو يلبس أحمَر ! وهذا يرتدي قميص ممرضيّن ولونه أخضر ! ..
                  وهو ضخم الجسم وهذا نحيف كجدّي عبدالله رحمه الله ! ..
                  عدت إلى غرفتي وانا مُحبَط من هذا اليوم وغضبت كثيراً بسبب حماسي كان أكبر من المتوقّع وكنت أظن سنجلس سويَّة وسنركب العربة وسنجوب وسنطير فوق السَّماء ! ..
                  وإذا شعرت بحركة جديدة كانت تسير خارج غرفتي وخرجت مهرولاً واذا بابا نويل نفسه ولحقته وأنا أناديه " بابا نويل بابا نويل أين تذهب أريدك في كلمة " وبابا يركض ويركض إلى أن أختفى من جديد .
                  غضتب كثيراً وقلت له " تباً لك يابابا نويل يا أحمق " ..
                  وخلدت إلى النوم سريعاً وقد كنت غاضباً بشدَّة . وكنت أريد الصباح أن يأتي سريعاً لكي أخبر صديقتي بأنني صدمت من بابا نويل وليس هو الحقيقي بل كان المزيَّف .

                  ( عقوبة بابا نويليَّة )
                  لقد غاب بابا نويل عن توزيع الهدايا يوم واحد وصحوا الأطفال يبكون بأن ليس بجرابات أبوابهم وتحت أسرّتهم هدايا وألعاب والسبب هو " أنا " ,,, ( ميشال ) و ( أمل ) و ( بدر ) أصدقائي المقرّبين لم يعد يحادثوني ..
                  وبعدها ....
                  صحوت مِن نومي لَم أشتهي أن أأكل الكورن فليكس كعادتي .
                  كنت أريد أن أمتنع من الأكل لكي أذهب سريعاً للممرضة لإخبارها بما حصل قبل ليلة البارحة وخرجت من غرفتي لأتفاجأ بالأطفال فَرحين بألعابهم .
                  أنا لحتَّى الآن لَم أستوعِب شيء . فإذا بوجه صديقتي المُمرّضَة نظرة مَعاتبة لي . فعرفت من نظرتها بأن بابا نويل قال لها شيئاً عنّي ..
                  فحاولت أن أغيِّر الموضوع وقلت :- أين هَدِيّتي ؟! ..
                  فقالت وهي تخرج هدّيتي الخاصة من بابا نويل الذي أرسلها لي :- ماذا فعلت ياعبدالله لبابا نويل ليلة البارِحَة ؟ ..
                  فقلت لها :- تبّاً إنه يكذب إنه ليس بابا نويل . لأول مرَّة أرى بابا نويل يرتدي زي المُمَرّضين .
                  وأكملت أنا بحماس :- غير ذلك لَم يدخل من مدخنة المستشفى ! .
                  فقالت :- عبدالله المستشفى ليست بها مِدخنة؟ ..
                  فقلت :- بل لديها مدخنة في مطبخ المستشفى .
                  أمسكت الممرضة نفسها من الضحك لكي تشعرني بالخطأ الذي اقترفته .
                  فأخرجت هدّيتي فقد كانت إنسايبيَّة كَثيراً ومستطيلة , شعرت بالخيانة وقلت لها :- ماهذه الهديَّة الصغيرة لماذا ليست بكبيرة كأصدقائي الأطفال؟ ..
                  كان الحوار طبعاً كله باللَّهجة البريطانيّة البحتة أنا مع الممرضة ..
                  فقالت :- إفتحها .
                  شعرت بنظرتها كانت خبيثة لترى ردَّة فعلي بعدها ,لأنها كانت عقوبة مِن بابا نويل لي أنا بالذات .
                  شعرت بخفَّة الهديَّة وحرّكتها يميناً وشمالاً وفتحتها بسرعة وإذا أتفاجأ بصورة " رجل من الهنود الحُمُر " يرتدي الريش على رأسه وبعنوان مكتوب " تعرَّف على حياة الهنود الحُمر " وقلت وأنا أصرخ وبلهجة سعوديَّة شرقاويَّة بحتة ( شنووووووووووووو هذاااااااااااا ؟؟؟؟ ) ..
                  وأكملت :- هنود حمر؟ وماذا شأني بالهنود الحُمر؟ ومادخلي في ذلك ولماذا أتعرف على حياتهم هل هم أهلي؟؟ ..
                  مع قليل من الدموع أكملت قائلاً وممرضتي تضحك علي ولا تستطيع أن تمسك نفسها من الضحك :- أكره الهنود الحمر مع عاداتهم الغريبة وتلك السيجارة الطويلة التي يشربوها ورقصتهم السخيفة حول النار أكره بابا نويل معهم لقد كنت أعلم بأنه ليس بالحقيقي إنه مزيف إنه مِن المستشفى سأريه ذلك ..
                  وامسكت بالكتاب ورميته ودخلت غرفتي سريعاً وبكيت .
                  وصديقتي الممرضة تحضنني وأنا أبكي على حضنها وهي تضحك محاولة تهدأتي ههههههههه ..

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟





                    ( مسباحِك ياقـَدَر ) ..!

                    كُنت مُعجَباً ولازلت أحب الـ " مَسابيـح " ولكن قبل سنوات بَسيطة إختلَفَت نظرتي تجاهها .
                    أصبَحت أتحسَّس مِن الأيادي التي لوَّثت معنى الـ " رجولة " وكل صِفات الرَّجل الحَميدَة .
                    كا إحترام نفسه والكَرَم . والفزعة . والصِّدق . والخ .
                    أصبح المِسباح " مَسخرَة " في يد كل شخص وضاعت " هيبته " في المَجَالس وأصبحت أرى مُسمَّى الرَّجل مُجرَّد إسم وليس لديه أي مَعنى ولَم يفعل في حياته " ذَرَّة مِن خير " ينم في هذا ويغتاب في ذاك .ويبحث عَن الأخبار ويقتله الفضول . يقابلك بوجه مُبتسِم ويعطيك ظَهره بوجه حاقِد جَبان ولا أعلم كيف لديه الجرأة بأن يحمل المسباح الذي هو من نفسه قد خجل منه . .
                    غير ذلِك لَم يعلّمه القَدر " الحياة وتجارِب الحياة " .
                    فأصبح المسباح لا شيء أمامي وأصبحت أتحسَّس بأن أحمله معي في المناسبات وماكان مني إلا أن أحتفظ بالمسابيح واشتريها ولا أستعملها أو أستخدمها أكثر شيء بيني وبين نفسي ولو شئت لعملت لهم مَقابِر مُرَتَّبَة لأدفن مسبحَة تلو مَسبحَة لأن زمن الرِّجال قد وَلَّى وأصبحت المظاهر والديكورات هي الحَكَم والمتصرِّف الوَحيد بأفلاك الكّذِب .
                    أنا لا أعمّ في كلامي ولكن هذه من إحدى يَوميَّاتي .
                    فأنا أخجل أن أمسك المسباح أمام طاعن في السِّن أو أكبر مِنّي سِنّاً أو أمام صاحِب شهادَة كَبيرة .
                    وأوّلهم " أبـي " ..


                    عبدالله العَوَّاد

                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

                      بعض من مقابلاتي :-/

                      برنامج " ألـوان " قناة الإخباريَّة ..

                      http://www.youtube.com/watch?v=zbyamr6jg8c


                      عبدالله العوَّاد القنـاة الأولى برنامج " مكسَّرات " ..

                      http://www.youtube.com/watch?v=gcmFaVieEPQ&feature=related


                      عبدالله العوَّاد - برنامج " ’Mish mash " :-/

                      http://www.youtube.com/watch?v=xu3NQZpjRSs&feature=related

                      تعليق


                      • Font Size
                        #12
                        رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

                        << الـ " بــرواز " بريشـة معانِـق الـظلامـ .. NeW FaCe >>







                        السلامـ عليـكُـم ..


                        مسـاء الـورد .,


                        أخبـاركُـم أحبـاب قلبـي ..


                        جبـت لكُـم إحـدى رسومـاتـي الجديـدة بالنسبـة لكـُمـ وقديمـة بالنسبـة لي كانت بدايـة


                        عامـ ( 2007 ) ..


                        ماعليـش إعذروني على اللوحـة , فيها أخطـاء كثيـرة لأني كِنت راسمـهـا وأنا مريـض


                        وأعانـي مِن مرض الـ " قـلب " وكانت يـدي فيها " إرتعـاش " لأسبـاب كثيـرة يصاحبها هبـوط فـي الضغـط ..


                        وغير كذا أنا مـُش متمـرِّس للرسِـم , أرسـم نـادِراً ..


                        حتى العيـن اليمنـى مارسمتها عـدِل . وغير كذا شفاة الطفِـل به عيـوب , والـذقِـن .. واعذرونـي ..


                        واعـذروني ع التقصيـر ..


                        .


                        .


                        أسميـت هاللـوحة الـ " بـرواز " ,..


                        إن شاء الله إنها تحـوز على رضاكـُـمـ ..



                        واختـرت لكمـ هذه الكلمـات مِن كلمـات الشاعِـر المحبـوب لـديّ :-


                        الأميـر ( عبدالرحمـن بِـن مساعَـد ) , لقصيـدهـ الأسطـورة الـ " بـرواز " :-/



                        :: :: ::



                        قلتـي لـي إنسـى ..


                        مِن يومهـا وأنا كِـل ليلـة ..


                        قِدَّامـي الـ " بـرواز " ..


                        حِبـر العيـون ودمـع الـ " قلـم " في دفتـري .


                        وصورتِـك , رغم الألـم .ورغمـ إنها خـذت مِن أطباعِـك كثيـر ..


                        وخانَـت الـ " بـرواز " .. أشوفها في خاطـري ..


                        حبيبتـي مابيـدي حيلـه .. لاصرتـي الصـورة , وعيونـي الـ " بـرواز " ..






                        وشلـون أبنسـى ؟ ..


                        أتعبتـي الصـورة مشاويـر ..


                        وتعبـت أنا بلقـى لغـدرِك معاذيـر ..


                        وصورتِـك إللي إسجنـت بروازهـا طـول السنيـن ..


                        كانت جسـد وبروازهـا الـروح ..


                        ويوم إنزعـت مِنها الجسـد , تجرَّحـت أطرافـها ..


                        وبـ جروحهـا راحت لـ ميـن ؟! ..


                        لـ بروازهـا الثانـي ! ..





                        مسكيـن مِين يسجنِـك ويبقـى سجيـن , مسكيـن ..


                        تشبـه لـك أقـدارهـ , وصورتِـك ..


                        يجـي يـوم وتخـونـه ..


                        حبيبتـي , أو للأسـف .. حبيبتـهـ ! ..


                        لاصرتـي الصـورة وجفونهـا الـ " بــرواز " ..


                        وشلـون بنسـى ؟ ..






                        حبيبتـي لأجل أنسـى جرحِـك واستريـح ببكـي ..


                        وبعـد البكـا ببكـي ..


                        وأكيـد في لحـظـة بتجـي ..


                        وبيجـف دمعـي ..


                        وعندهـا صورتِـك إللي في عيـوني ..


                        بتمـوت مِن ظلـم العطـش ..


                        بروازهـا بيصبـح " نعـش " ..


                        وبتمرّنـي الدمعـة الأخيـرة ..


                        تاخِـذ معاهـا صورتِـك وبتطيـح ..


                        وكنِّـي بالمسافـة تطـول مابيـن دمعتـي وخـدِّي ..


                        وكنِّـي بقلبـي الحايـر الـمسكيـن ..


                        نبضـه يقـول :- لاتـودِّع الفرقـى , الدمـع مايرقـى ..


                        وعندهـا .!


                        لانزلـت الدمعـه مِن الـجرح الأخيـر ..


                        وفارقـت وجهـي أنـا ..


                        بغمـِّض عيـوني وأكسِّـر الـ " بـرواز " ..


                        وأكيـد أبنســى ..!








                        .•:*¨ مـ.·.عـ.·.ـانـ.·.ـق ¨*:•.






                        تعليق


                        • Font Size
                          #13
                          رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

                          :: دَمعَةُ طِفِل , لوحَة قديمـة بـ .. ريشة , عنُّــوقـ ::




                          :: دَمعَةُ طِفِل , لوحَة قديمـة بـ .. ريشة , معانق الظلام ::







                          رَسَمتُ لوحَتِي لكم .. مِن قَلم مَكسُور مَع عُلبَة ألوان ..


                          تَدحْرجت من ياقوتةٍ .. كالجمَّانِ ,


                          تَجري .. والأسَى يُلاحُقها ..


                          والَقهر في الأعمَاق .. كالبُركان ,


                          تَدَحَرجَت .. تَساقطَت .. تَكَّسَرت


                          ثّم تاهَت .. في سَرَاِديب عالَمُ , الِّنسيان


                          تَبحَث عن مأوى َلها .. تَبحَثُ عَن أحضان الأمان ..


                          تِلك هي , َدمعَة ألم .. تِلك هي َدمعَة ِطفل .. !



                          :: :: :: :: :: :: :: :: ::



                          ( دُموع ملوّنَة على مَلامِح مُقسَّمَه )







                          :: :: :: :: :: :: :: :: ::






                          :: :: :: :: :: :: :: :: ::







                          ( تَحيّاتي القَلبيّة , أنتظِر إنتقاداتكم على لوحَتِي المتواضِعَة )



                          " حُقوق اللَّوحة محفوظة لـ .. مُعانق الَّظلام "



                          ( M * Q )



                          .•:*¨ مـ.·.عـ.·.ـانـ.·.ـق ¨*:•.

                          تعليق


                          • Font Size
                            #14
                            رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

                            الـ ع ـينْ الثَّالِثـهـ ../ بـ ع ـدسَـة مـ ع ـانِق ..





                            الـسلامـ عليكُـمـ ورحمَـة اللهـ وبركاتُـهـ ..
                            مسـاء الـ خ ـيـر جميع ـاً ..
                            أتيـت إليكُـم حامِـلاً مع ـي مافي جُعبتـي مِـن صـور أُخـرى بعدستـي ..
                            أتمنـى أن تحـوز على رضاكُـمـ ..
                            التصوير كان بجوَّال N80




                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            .
                            ,
                            //


                            هذه الصـورة كـانت في الصَّبـاح قـبل شهَـر , في السَّاعـة السَّابِعَـة ..

                            .
                            .



                            واللـه الجفـا بَـرد , وقـِـلِّ الوفـا بَـرد ,. والموعِـد المهجـُـور ماينبِت الـوَرد .

                            .
                            .


                            جـرح الجـِفـا ياصـاح سبَّب لي أغبـان , والـقلب مِن زود همَّهـ للأحـزان عافـي ..

                            .
                            .


                            بكـورنيش الواجِـهَة البحريَّـة بالـ " خُـبـَر " ..

                            .
                            .


                            ولايـة D.R.D SunSet ..
                            .
                            .



                            لو قيل لي إنالقمـر ياطـا على متن الغيـوم ..
                            والـشمس لاجـا الليـل ترخِـي جوانِحهـا وتنـوم ..
                            وإن الغيـوم .. قلبٍ على الصحـرا حنـون ..
                            أصدِّق ,, وما أصدِّق تجيـهـ !! ..

                            .
                            .


                            ليمتـَى أصبِـر وحيـدٍ لحالـي أطالِـع مِن الشبَّـاك أسيـر بشـارعٍ فاضـي قاعـدٍ لحالـي !
                            لاصـديق ولا حبيــب ..

                            ؟
                            .
                            .

                            بعدمـا أغمـضت عيـنـاي , كـان لهذا المكـان خيـال آخـَـر .!

                            .
                            .

                            دمتُمـ بخ ــير ,


                            تعليق


                            • Font Size
                              #15
                              رد: من هو عبد الله العواد ؟؟؟

                              خمسـة ريالات ريالـ فقـط ! .. )



                              -------

                              بصراحة جَميع تفاصيـل آلامي عشتها في مَدينَة الـ " ريـاض " .! //
                              والله كانَ قسم بالله ليس بجيبي ِوى ( 5 ريالات ) لا أعرِف كيف أتصرَّف بِها ! . فقد كنت جائِعاً تحت عين الشَّمس ..
                              كانت الحرارة شَديدة بعد وقوفي لساعات طويلَة في الشَّارِع أريد أن أذهب إلى قصر " الملك عبدالله " لكي أقدِّم طلبي بوظيفة وبإكمال عمليَّات التَجميل في بريطانيـا ..
                              قتلني الجَوع . وبدأت أفكِّر ماذا أشتري بهذه الخمسة ريالات لكي أوفِّر لنفسي الكثير بها ..
                              فذهبت سَريعاً إلى السّوبر ماركِت واشتريت بها " خُبز عادي " ولَم أستطع أن أشتري شيء آخر لكي تتبقى لي بعض الريالات ..
                              إلى الآن أتذكَّر هذه المأساة مِن صبري واحتمالي .
                              فقد كان ثوبي رَطِباً من العَرَق إلا بأنني لا أحب أن تتسِّخ ملابسي فدائِماً أحب أن أحافظ على نظافة ما ألبسه دائِماً ..
                              فنظرت أمامي بمسجد بِهِ " ماء سبيل " فقلت لنفسي :- رائِع هذا الماء بعدما أنتهي من أكل خبزي !..
                              أخرجت الخبز وأكلته بنهم وشراهة .. كنت جائِعاً فلم آكل مِنذ ليلة كامِلَة شيء .
                              أكلت قرص واحِد فقط . واحتفظت بـ 3 أقراص لكي أتعشَّى بها ..
                              ذهبت سريعاً أشرب مِن ماء السبيـل . لَم أشرب في حياتي بمثل هذا القدر مِن الماء ..
                              شربت كثيراً وعلمت بأن جسمي قد فقد الكثير من الماء وتبخّر بسبب سيري على قدمي تحت أشعَّة الشَّمس ..
                              جلست على الرَّصيف أدعوا ربي إن توفِّيت أن يرزقني صبر كِفاحي وسعيي .. فقد شعرت بدوار شديد إلى أن وجدت أمامي حديقة أمام قصر الملك عبدالله فذهبت سريعاً وألقيت ظهري على العشب . فقد كانت خفقان قلبي تتسارع بسبب الحرارة وكنت أتنفس بصعوبة وشفتاي كانت جافة جِدّاً ..
                              ولكن الحمدلله بعدها عادت إليّ صحّتي ونشاطي وعاودت الوقوف أمام القصر كالعادة لكي أتابع مسلسل " ألف ليلة وليلة " مع العساكِر والجبابرة الموظّفين ..

                              هذه القصة حدثت لي في عام 2000م

                              أقسم بالحي الذي لايموت بأنني لا أكذب عليكم

                              تعليق

                              Loading...


                              يعمل...
                              X