لا أدري من أين أبدأ أشعر بأن الكلمات لا تعينني هذه المرة في وصف ما ألم بي كل ما أشعر به الآن هو أن بشرة وجهي وأنفي تحرقني من كثرة البكاء لخبر سمعته عن شخص التقيت معه مرة واحدة في منزل صديقة للعائلة وهو أخ لهذه الصديقة هذه الصديقة من جيل والدتي وأنا كنت وقتها طالبة جامعية ولا يشغل اهتمامي سوى دراستي فتحدثت لي هذه الصديقة عن أخيها كان في زيارة لها لمدة شهر فهذه هي حياته بعد أن توفيت والدته يزور عند كل أخ من أخوته شهر وله ثلاث أخوات و أخوان أحدهما طبيب والآخر مهندس . هذا الرجل المسكين والذي كان يبلغ من العمر وقتها خمسين عاما يقولون أنه على البركة كان يجلس إلى جانب أخته لا يشارك في الحديث هادئ جدا ويقوم ببعض الإشارات والهمهمة لوحده بين الحين والآخر والدته قبل وفاتها كتبت الجزء الأكبر من أملاكها بإسمه فهو من أسرة غنية وبذلك أمنت له حياة مادية جيدة وهو يحتاج لمن يساعده في الاستحمام وفي حلق ذقنه وفي الأكل . في ذلك الوقت لا أخفيكم لم تشغلني أبدا هذه القصة تعاطفت مع الوضع بوقت تلك الزيارة فقط ومضت الأيام تزوجت وسافرت وأصبح لدي أسرة يعني مضى على رؤيتي لهذا الشخص خمسة عشر عاما وبالأمس كانت تحدثني والدتي على الهاتف عن أن حنان البنت لأهلها ولهفتها يظل هو الطبع الغالب هذه الأيام وضربت لي مثلا هذا الرجل الذي أحدثكم عنه بأنه يكبر وأخوته يكبرون أيضا وأصبحت قوتهم على إعانته أقل فقرر أخواه أن يعطوه وجبات أكل خفيفة لإنقاص وزنه فبعد أن أنهى زيارته عند أخويه كان قد وصل وزنه الأربعين كيلو جرام فجاء دور أخته التي هي صديقتنا فحزنت عليه كثيرا با لرغم من ضعفها هي أيضا واعتنت بإطعامه ونجحت في أن يستعيد بعض ماخسره من وزنه خلال زيارته عندها . أنا عندما علمت بذلك عادت ذاكرتي إلى الوراء إلى تلك الزيارة وأظن أن هذا الشخص متوحد وعلى كل أيا كانت إصابته أنا تأثرت لهذه القصة لأني أم لطفل أعرف أنه بحاجتي مع أنه يكبر ومهما تعبت معه تغمرني الفرحة لتحسن صحته وتطوره ودائما أدعو الله أن يحسنه ولو بقدر أن لا يحيجه إلى أحد ومع ذلك أعلم أولادي أن يحبوه ويعينوه فلا غنى له عن إخوته أخا كان أو أختا يارب اجعل مستقبل أبناءنا أفضل من حاضرنا وسخر لهم الإعانة ولا تحيجهم أن يطلبوها