جاءوا ومعهم أمل ...
بينما كنت جالساً بالقرب من النافذة مطلقاً العنان للأفكار تسرح وتمرح في رأسي كيفما تشاء وبينما كنت أنظر متأملاً في النجوم في السماء قلت في نفسي : سبحان الله العظيم ما أعظم الخالق وما أجمل وأروع ما خلق الله ، فهذا الليل عندما يأتي بثوبه الأسود ليغطي وجه الأرض تأبى النجوم إلا أن تزين هذا الثوب وتمنح الجمال والهداية " وبالنجم هم يهتدون " ما أصعب أن نتجاهل الآيات المعبرة وأن نغمض أعيننا عنها وننسى أن في هذه الدنيا آيات تقول لنا تفكروا قليلاً وافهموا الحكمة من هذه الحياة .
وينقطع فجأة حبل التفكير والتأمل بسماع قرع الباب فتذهب أم العبد جزاها الله خيراً لتسأل من الطارق وتعود مسرعة قائلة : إنهم أصحابك جاءوا على غير موعد !
- يا أم العبد هؤلاء يحق لهم أن يأتوا ويزوروني وقتما شاءوا وأنا من قصّر معهم فهم قد جاءوا ليطمئنوا علي حياهم الله .
تحركتُ بسرعة نحو الباب وما أن فتحت الباب فإذا بأبي الهمة وفريقه قد جاءوا مجتمعين ومعهم أمل . طار قلبي من الفرحة عندما شاهدتهم ولا أدري كيف احتضنني أبو الهمة وقبل رأسي وكذلك فعل أبو العيون وغضبان وأشارت لي بيدها أمل وأنشدت ببسمتها أجمل الكلمات ورددت عليها بتحية وإشارة بيدي وبسمة حاولت رسمها على وجهي قدر المستطاع وقلت لهم .
- ما أجمل هذه المفاجأة ! تفضلوا إلى بيتي المتواضع .
أبو الهمة يقول :
- باركَ الله فيكَ و ولكن يا أبا العبد من لا يسأل عنا فإننا نسأل عنه .
أبو العبد - سامحك الله يا أبا الهمة ولكن الحياة لا تخلو من بعض المشاغل والهم .
أبو الهمة - وهل هذا شيء جديدٌ على الدنيا !
- تفضلوا الآن وبعد ذلك نعاتب بعضنا .
دخلنا وجلسنا في غرفة الضيوف وبعد قليل جاءت أم العبد ورحبت بالضيوف قائلة : ما أجمل هذه المناسبة غير المتوقعة فأبو العبد دائم الحديث عنكم حتى أنني صرت أغار من ذلك .
أبو العيون : لا تخافي يا أم العبد فحصتك عند أبي العبد محفوظة ولا نستطيع أن نأخذ منها شيء .
أم العبد : أنا متأكدة من ذلك لذلك فإنني لا أعاتبه عندما يتأخر معكم !
أبو الهمة : أين أنت يا أبا العبد فبعد شهر رمضان لم نشاهدك ولم تأت لزيارتنا فماذا حصل لك .
أبو العبد – أنتم تعلمون كم أحبكم وأرحب بكم في منزلي المتواضع :
منزلنا رحبٌ لمن زاره نحن سواءٌ فيه والطارقُ
وكل ما فيه حلال له إلا الذي حرّمه الخالق
فأهلاً وسهلاً بكم في منزل أخيكم .
أبو العيون – أنت كعادتك يا أبا العبد تحب أن تسمع منا ولا تحدثنا كثيراً عما يجول في خاطرك .
أبو العبد – لا يا أبا العيون ولكن المشكلة تظهر أحياناً عندما أضحك فتفضحني العيون التي تأبى إلا أن تظهر الحزن المكنون .
أبو العيون : ولماذا الحزن وهل على هذه الدنيا أسف !
أبو العبد : هناك في الدنيا أشياء نحبها ونتعلق بها فإذا فقدناها نحزن على الفراق !
أبو العيون : طبعاً أنا أقول لك انظر إلى الأشياء الجميلة الأخرى التي ما زالت موجودة حولك وأنت غير مكترث بها حتى لا تبكي عليها غداً إذا فقدتها . ويصبح حالك كما قال الشاعر :
عتبت على سعد ، فلما افتقدته وجربت أقواماً بكيت على سعد
أبو العبد : الحمد لله على كل حال وأهلاً وسهلاً بكم ومجيء أمل معكم أسعدني كثيراً والآن الدور على أم العبد أن تتواصل معها .
غضبان يتحدث مع أبي الهمة وأبو الهمة يقول : يسألكم غضبان هل ستكون هذه الأمسية أمسية شعرية ! وهل سيأخذ أبو العيون حصته فيها ؟
أبو العبد : أنا متأسف يا غضبان لكننا الليلة سوف نعطي المجال لأبي العيون حتى يتحفنا بما لديه :
أبو العيون : سأحدثكم قليلاً عن نفسي ولن أطيل عليكم فقصتي طويلة ولكن سأكتفي الليلة ببعض المقاطع :
- يا أبا العبد والكلام للجميع سأخبرك كيف أرى العالم وأتخيل البشر أنتم بعيونكم ترون الأشياء فتحتفظون بهذه الصور في ذاكرتكم وأنتم تميزون الجمال والقبح بعيونكم أيضاً ولكنني لستُ مثلكم فأنا أتعامل مع الأصوات ومن خلال الأذن أميز الجميل من القبيح وأحاول أن أتعرف على شخصيات الآخرين من أصواتهم فالناس في مخيلتي صورهم متشابهة لا أستطيع وضع ملامح لكل واحد منهم أو أن أحدد ما يميز واحداً عن الآخر بصورته إلا إنني أعتمد على أذني في التمييز والتعرف على الآخرين بأصواتهم كما تميزون أنتم بعيونكم وأتعرف أيضاً على شخصياتكم من خلال لمس أيديكم فأتزود بالمزيد من المعلومات عمن أصافحه من ملمس يده . أنتم لديكم ذكريات مصورة وأنا لا توجد لدي صور ، أنتم لديكم المجال لتشاهدوا جمال الكون والكائنات بمختلف الألوان أنتم تستطيعون أن تستمتعوا بمشاهدة المناظر الجميلة الخلابة وأن تحفظوها في ذاكرتكم وأن تتخيلوها وقتما شئتم ولكنني أنا أعيش في عالم بلا ألوان أعيش في ليل دائم ، لا يختلف الليل عندي عن النهار ، فأنتم تستمتعون بمولد الصباح وبالضياء والبهاء الذي يأتي معه وأنا محروم من مشاهدة تلك اللحظة . ولكن ما يؤسفني حقاً أن الكثير من المبصرين يغمضون أعينهم عن تلك اللحظات الجميلة وتظل عيونهم نائمة ! وإن من السخريات ما يحدث عندما ينقطع التيارالكهربائي في مكان أكون موجوداً فيه فيحصل الارتباك لدى الناس بينما أنا أوشك أن أضحك إذا قالوا أصبح المكان مظلماً لا شماتة بل لعلهم يدركون ولو للحظات قليلة كيف ستكون الحياة بلا ضوء وأشعر أنني في تلك اللحظة أنني سيد الموقف فباستطاعتي أن أرشد الضال وأن أدله على ما يريد فالآن جاء دوري لأرد الجميل .
ولكن يا أخوة بصدق الإعاقة لا تعني بأي شكل من الأشكال عدم التواصل والإنعزال عن الحياة فأقول :
- تبسمّ الثغرُ عن أوصافكم فغدا من طيب ذكركم نشراً فأحيانا
- فمن هناك عشقناكم ، ولم نركم والأذن تعشق قبل العين أحيانا
جاءت أم العبد بإبريق الشاي فأخذه منها غضبان وقلنا آن لأبي العيون أن يأخذ قسطاً من الراحة ليكمل الكلام عما قليل إن شاء الله .
بينما كنت جالساً بالقرب من النافذة مطلقاً العنان للأفكار تسرح وتمرح في رأسي كيفما تشاء وبينما كنت أنظر متأملاً في النجوم في السماء قلت في نفسي : سبحان الله العظيم ما أعظم الخالق وما أجمل وأروع ما خلق الله ، فهذا الليل عندما يأتي بثوبه الأسود ليغطي وجه الأرض تأبى النجوم إلا أن تزين هذا الثوب وتمنح الجمال والهداية " وبالنجم هم يهتدون " ما أصعب أن نتجاهل الآيات المعبرة وأن نغمض أعيننا عنها وننسى أن في هذه الدنيا آيات تقول لنا تفكروا قليلاً وافهموا الحكمة من هذه الحياة .
وينقطع فجأة حبل التفكير والتأمل بسماع قرع الباب فتذهب أم العبد جزاها الله خيراً لتسأل من الطارق وتعود مسرعة قائلة : إنهم أصحابك جاءوا على غير موعد !
- يا أم العبد هؤلاء يحق لهم أن يأتوا ويزوروني وقتما شاءوا وأنا من قصّر معهم فهم قد جاءوا ليطمئنوا علي حياهم الله .
تحركتُ بسرعة نحو الباب وما أن فتحت الباب فإذا بأبي الهمة وفريقه قد جاءوا مجتمعين ومعهم أمل . طار قلبي من الفرحة عندما شاهدتهم ولا أدري كيف احتضنني أبو الهمة وقبل رأسي وكذلك فعل أبو العيون وغضبان وأشارت لي بيدها أمل وأنشدت ببسمتها أجمل الكلمات ورددت عليها بتحية وإشارة بيدي وبسمة حاولت رسمها على وجهي قدر المستطاع وقلت لهم .
- ما أجمل هذه المفاجأة ! تفضلوا إلى بيتي المتواضع .
أبو الهمة يقول :
- باركَ الله فيكَ و ولكن يا أبا العبد من لا يسأل عنا فإننا نسأل عنه .
أبو العبد - سامحك الله يا أبا الهمة ولكن الحياة لا تخلو من بعض المشاغل والهم .
أبو الهمة - وهل هذا شيء جديدٌ على الدنيا !
- تفضلوا الآن وبعد ذلك نعاتب بعضنا .
دخلنا وجلسنا في غرفة الضيوف وبعد قليل جاءت أم العبد ورحبت بالضيوف قائلة : ما أجمل هذه المناسبة غير المتوقعة فأبو العبد دائم الحديث عنكم حتى أنني صرت أغار من ذلك .
أبو العيون : لا تخافي يا أم العبد فحصتك عند أبي العبد محفوظة ولا نستطيع أن نأخذ منها شيء .
أم العبد : أنا متأكدة من ذلك لذلك فإنني لا أعاتبه عندما يتأخر معكم !
أبو الهمة : أين أنت يا أبا العبد فبعد شهر رمضان لم نشاهدك ولم تأت لزيارتنا فماذا حصل لك .
أبو العبد – أنتم تعلمون كم أحبكم وأرحب بكم في منزلي المتواضع :
منزلنا رحبٌ لمن زاره نحن سواءٌ فيه والطارقُ
وكل ما فيه حلال له إلا الذي حرّمه الخالق
فأهلاً وسهلاً بكم في منزل أخيكم .
أبو العيون – أنت كعادتك يا أبا العبد تحب أن تسمع منا ولا تحدثنا كثيراً عما يجول في خاطرك .
أبو العبد – لا يا أبا العيون ولكن المشكلة تظهر أحياناً عندما أضحك فتفضحني العيون التي تأبى إلا أن تظهر الحزن المكنون .
أبو العيون : ولماذا الحزن وهل على هذه الدنيا أسف !
أبو العبد : هناك في الدنيا أشياء نحبها ونتعلق بها فإذا فقدناها نحزن على الفراق !
أبو العيون : طبعاً أنا أقول لك انظر إلى الأشياء الجميلة الأخرى التي ما زالت موجودة حولك وأنت غير مكترث بها حتى لا تبكي عليها غداً إذا فقدتها . ويصبح حالك كما قال الشاعر :
عتبت على سعد ، فلما افتقدته وجربت أقواماً بكيت على سعد
أبو العبد : الحمد لله على كل حال وأهلاً وسهلاً بكم ومجيء أمل معكم أسعدني كثيراً والآن الدور على أم العبد أن تتواصل معها .
غضبان يتحدث مع أبي الهمة وأبو الهمة يقول : يسألكم غضبان هل ستكون هذه الأمسية أمسية شعرية ! وهل سيأخذ أبو العيون حصته فيها ؟
أبو العبد : أنا متأسف يا غضبان لكننا الليلة سوف نعطي المجال لأبي العيون حتى يتحفنا بما لديه :
أبو العيون : سأحدثكم قليلاً عن نفسي ولن أطيل عليكم فقصتي طويلة ولكن سأكتفي الليلة ببعض المقاطع :
- يا أبا العبد والكلام للجميع سأخبرك كيف أرى العالم وأتخيل البشر أنتم بعيونكم ترون الأشياء فتحتفظون بهذه الصور في ذاكرتكم وأنتم تميزون الجمال والقبح بعيونكم أيضاً ولكنني لستُ مثلكم فأنا أتعامل مع الأصوات ومن خلال الأذن أميز الجميل من القبيح وأحاول أن أتعرف على شخصيات الآخرين من أصواتهم فالناس في مخيلتي صورهم متشابهة لا أستطيع وضع ملامح لكل واحد منهم أو أن أحدد ما يميز واحداً عن الآخر بصورته إلا إنني أعتمد على أذني في التمييز والتعرف على الآخرين بأصواتهم كما تميزون أنتم بعيونكم وأتعرف أيضاً على شخصياتكم من خلال لمس أيديكم فأتزود بالمزيد من المعلومات عمن أصافحه من ملمس يده . أنتم لديكم ذكريات مصورة وأنا لا توجد لدي صور ، أنتم لديكم المجال لتشاهدوا جمال الكون والكائنات بمختلف الألوان أنتم تستطيعون أن تستمتعوا بمشاهدة المناظر الجميلة الخلابة وأن تحفظوها في ذاكرتكم وأن تتخيلوها وقتما شئتم ولكنني أنا أعيش في عالم بلا ألوان أعيش في ليل دائم ، لا يختلف الليل عندي عن النهار ، فأنتم تستمتعون بمولد الصباح وبالضياء والبهاء الذي يأتي معه وأنا محروم من مشاهدة تلك اللحظة . ولكن ما يؤسفني حقاً أن الكثير من المبصرين يغمضون أعينهم عن تلك اللحظات الجميلة وتظل عيونهم نائمة ! وإن من السخريات ما يحدث عندما ينقطع التيارالكهربائي في مكان أكون موجوداً فيه فيحصل الارتباك لدى الناس بينما أنا أوشك أن أضحك إذا قالوا أصبح المكان مظلماً لا شماتة بل لعلهم يدركون ولو للحظات قليلة كيف ستكون الحياة بلا ضوء وأشعر أنني في تلك اللحظة أنني سيد الموقف فباستطاعتي أن أرشد الضال وأن أدله على ما يريد فالآن جاء دوري لأرد الجميل .
ولكن يا أخوة بصدق الإعاقة لا تعني بأي شكل من الأشكال عدم التواصل والإنعزال عن الحياة فأقول :
- تبسمّ الثغرُ عن أوصافكم فغدا من طيب ذكركم نشراً فأحيانا
- فمن هناك عشقناكم ، ولم نركم والأذن تعشق قبل العين أحيانا
جاءت أم العبد بإبريق الشاي فأخذه منها غضبان وقلنا آن لأبي العيون أن يأخذ قسطاً من الراحة ليكمل الكلام عما قليل إن شاء الله .
تحياتي
تعليق