السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عندي نوع من الإعاقة قلما نرى من يتحدث عنها أو لنقل قل وندر أن نتصوره موجودا، ولكنه حسب رأيي يبقى إعاقة وتشمل صاحبه كلمة معوق رغم سلامته وإلا فما رأيكم؟
عندما كنت صغيرة كنت أعود مع أصدقائي من المدرسة فنمر على جثث قطط أو كلاب صدمتهم السيارات
كنت أرى أصدقائي يسدون أنوفهم فأفعل ما يفعلون دون أن أفهم شيئا
واسمعهم يتأففون من الروائح النتنة فأسألهم فلا يجبون ساعتها بل تتسارع خطانا حتى نتخطى المكان وإذا ما تخطيناه ألقيت السؤال مجددا فيقولون ألم تشمي؟
وكبرت لا ألقي للأمر بالا يتحدثون عن روائح وعن عطور أحيانا تستبشر ملامحهم وأحيانا يقطبون ويعبسون
صراحة كنت استغرب وإذا ما سألت يقولون ألا تشمين؟
طبعا أنا أشم فاستنشق الهواء بعمق ظنا مني أن ما أفعل يعتبر شما
وذات يوم جلست في المطبخ بعد أن وضعت الطعام على النار لينضج، أطالع كتابا في انتظار أن يستوي الطعام، وإذا بأهلي يسارعون إلى المطبخ مهرولين، بل والى الموقد مباشرة يطفئونه يا إلهي ماذا حدث؟؟
نظرت إليهم وإذا بالدخان حجبهم عني، دخان كثيف أسود، ماذا حدث من أين تصاعد الدخان؟؟
وانطلق أحدهم بالآنية خارج المطبخ سوداء مظلمة فيها بعض الجمرات
كل القصة كانت أني انسجمت مع الكتاب ونسيت كل الدنيا ولم توقظني حاسة الشم لما بدأ الطعام بالاحتراق لأنها لم تكن تعمل
حمدنا الله جميعا أني لم أكن بمفردي في البيت وإلا لأحترقت واحترق كل البيت
وكانت لهذه الحادثة اثر بيّن في فهم وتفسير العديد من المواقف سواء استقبلتها أو قمت بها
أنا ظاهريا أسلم ما يكون وأنفي الذي يزين وجهي يستقبل الروائح مع جملة الهواء الذي يستنشق ولكنه عاجز عن تمييز بعضها عن بعض
ولأن كل ذو نعمة محسود فأحيانا يغبطني من حولي إذا اضطرتهم بعض الروائح إلى التأفف والتضايق وقد يصل الأمر إلى القيء ولكن ولأن الأمر ليس طبيعيا فغالبا ما يشعر من يحيط بي بالشفقة نحوي لأني لا استمتع بما شذا وفاح من عطور الكون
أما عني فشفقتهم تضحكني لأني اعتقد بإيمان راسخ أن من حرم شيئا في الدنيا سيعوضه الله سبحانه وتعالى في الآخرة فقط عليه أن يعمل بما يجعله أهلا لهذا التعويض فاسأل الله سبحانه وتعالى بصوت مسموع أن لا يحرمنا روائح الجنة فيؤمّن الجميع، اللهم آمين
ولكن عندما يغبطونني ينتابني إحساس غريب وأفكر بعمق سبحان الذي خلق المتضادات وذات الشيء نقيصة في حال كمال في حال أخر
وغالبا ما أقوم بإبعاد أيديهم عن أنوفهم عنوة ويدور صراع خفيف الظل ويسود المرح وقد ينسى الجميع ما ملأ الجو من روائح
وقد حصل لي من النوادر الشيء الكثير اقص عليكم اثنين منها فعندما كنت في المدرسة وصلت صباح ذات يوم إلى القسم متأخرة -أحمل معي زهرة جميلة جدا نسميها في تونس دفلة اقتطفتها من الطريق لأهديها لمعلمتي حتى لا تعاقبني على التأخير-
جميع التلاميذ مستقرين في مقاعدهم اقتربت من مكتب المعلمة ابتسم وإذا بها تسد أنفها وتدفع بي خارج القسم قائلة ارم بهذه الزهرة فرائحتها كريهة
مسكينة لم تكن تعرف أني سأمدها بها عربون حب وطلبا للسماح
وخطبني في سنوات مضت شابا، فأخذنا نتعرف على بعض، فأخبرته عن حاسة الشم عندي فاستحسن الأمر وقال بهذا لا تكلفيني شيئا وأي نوع من العطور أجود به عليك يرضيك
مسكين نسي انه من سيتمتع بالرائحة ولست معنية بهذا الكرم مهما كانت حاسة الشم عندي
والآن أنتم هل تملكون هذه الحاسة؟؟ إذا فاحمدوا الله عليها وكفى بها من نعمة تستوجب أن لا يمل الواحد شكرها
ثمّ هل تراني معاقة؟
إذا ترونني معاقة فعليكم أن تدرجوا ضمن ما تطالبون به أن لا يعكروا صفو الجو بروائح أيا كان نوعها عطرة او كريهة
ههههههه
شكرا لكل من اطلع على الموضوع والشكر أوفر لكل من أضاف له شيئا
دمتم في حفظ الرحمن
عندي نوع من الإعاقة قلما نرى من يتحدث عنها أو لنقل قل وندر أن نتصوره موجودا، ولكنه حسب رأيي يبقى إعاقة وتشمل صاحبه كلمة معوق رغم سلامته وإلا فما رأيكم؟
عندما كنت صغيرة كنت أعود مع أصدقائي من المدرسة فنمر على جثث قطط أو كلاب صدمتهم السيارات
كنت أرى أصدقائي يسدون أنوفهم فأفعل ما يفعلون دون أن أفهم شيئا
واسمعهم يتأففون من الروائح النتنة فأسألهم فلا يجبون ساعتها بل تتسارع خطانا حتى نتخطى المكان وإذا ما تخطيناه ألقيت السؤال مجددا فيقولون ألم تشمي؟
وكبرت لا ألقي للأمر بالا يتحدثون عن روائح وعن عطور أحيانا تستبشر ملامحهم وأحيانا يقطبون ويعبسون
صراحة كنت استغرب وإذا ما سألت يقولون ألا تشمين؟
طبعا أنا أشم فاستنشق الهواء بعمق ظنا مني أن ما أفعل يعتبر شما
وذات يوم جلست في المطبخ بعد أن وضعت الطعام على النار لينضج، أطالع كتابا في انتظار أن يستوي الطعام، وإذا بأهلي يسارعون إلى المطبخ مهرولين، بل والى الموقد مباشرة يطفئونه يا إلهي ماذا حدث؟؟
نظرت إليهم وإذا بالدخان حجبهم عني، دخان كثيف أسود، ماذا حدث من أين تصاعد الدخان؟؟
وانطلق أحدهم بالآنية خارج المطبخ سوداء مظلمة فيها بعض الجمرات
كل القصة كانت أني انسجمت مع الكتاب ونسيت كل الدنيا ولم توقظني حاسة الشم لما بدأ الطعام بالاحتراق لأنها لم تكن تعمل
حمدنا الله جميعا أني لم أكن بمفردي في البيت وإلا لأحترقت واحترق كل البيت
وكانت لهذه الحادثة اثر بيّن في فهم وتفسير العديد من المواقف سواء استقبلتها أو قمت بها
أنا ظاهريا أسلم ما يكون وأنفي الذي يزين وجهي يستقبل الروائح مع جملة الهواء الذي يستنشق ولكنه عاجز عن تمييز بعضها عن بعض
ولأن كل ذو نعمة محسود فأحيانا يغبطني من حولي إذا اضطرتهم بعض الروائح إلى التأفف والتضايق وقد يصل الأمر إلى القيء ولكن ولأن الأمر ليس طبيعيا فغالبا ما يشعر من يحيط بي بالشفقة نحوي لأني لا استمتع بما شذا وفاح من عطور الكون
أما عني فشفقتهم تضحكني لأني اعتقد بإيمان راسخ أن من حرم شيئا في الدنيا سيعوضه الله سبحانه وتعالى في الآخرة فقط عليه أن يعمل بما يجعله أهلا لهذا التعويض فاسأل الله سبحانه وتعالى بصوت مسموع أن لا يحرمنا روائح الجنة فيؤمّن الجميع، اللهم آمين
ولكن عندما يغبطونني ينتابني إحساس غريب وأفكر بعمق سبحان الذي خلق المتضادات وذات الشيء نقيصة في حال كمال في حال أخر
وغالبا ما أقوم بإبعاد أيديهم عن أنوفهم عنوة ويدور صراع خفيف الظل ويسود المرح وقد ينسى الجميع ما ملأ الجو من روائح
وقد حصل لي من النوادر الشيء الكثير اقص عليكم اثنين منها فعندما كنت في المدرسة وصلت صباح ذات يوم إلى القسم متأخرة -أحمل معي زهرة جميلة جدا نسميها في تونس دفلة اقتطفتها من الطريق لأهديها لمعلمتي حتى لا تعاقبني على التأخير-
جميع التلاميذ مستقرين في مقاعدهم اقتربت من مكتب المعلمة ابتسم وإذا بها تسد أنفها وتدفع بي خارج القسم قائلة ارم بهذه الزهرة فرائحتها كريهة
مسكينة لم تكن تعرف أني سأمدها بها عربون حب وطلبا للسماح
وخطبني في سنوات مضت شابا، فأخذنا نتعرف على بعض، فأخبرته عن حاسة الشم عندي فاستحسن الأمر وقال بهذا لا تكلفيني شيئا وأي نوع من العطور أجود به عليك يرضيك
مسكين نسي انه من سيتمتع بالرائحة ولست معنية بهذا الكرم مهما كانت حاسة الشم عندي
والآن أنتم هل تملكون هذه الحاسة؟؟ إذا فاحمدوا الله عليها وكفى بها من نعمة تستوجب أن لا يمل الواحد شكرها
ثمّ هل تراني معاقة؟
إذا ترونني معاقة فعليكم أن تدرجوا ضمن ما تطالبون به أن لا يعكروا صفو الجو بروائح أيا كان نوعها عطرة او كريهة
ههههههه
شكرا لكل من اطلع على الموضوع والشكر أوفر لكل من أضاف له شيئا
دمتم في حفظ الرحمن
تعليق