السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرحة المعدة لا تأتي مما تأكله ، بل مما يأكلك .
إنه القلق و الاكتئاب و الهم و الحزن هم ما يأكلون المرء منا يا صديقي !.
فالقلق يسبب توتر الأعصاب و اعتلال المزاج.. و توتر الأعصاب يحول العصارة الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانها فتصيبها بالقرحة، و كثير من الأطباء يُرجع بعض الأمراض كالسكر و بعض أمراض القلب و بعض أمراض المخ إلى القلق و الاكتئاب و الخوف من المجهول.
إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا هي أن نُسلم هذه النفس إلى القلق و الاكتئاب و مشاعر الإخفاق و الإحباط.
كثير منا يقفون مكتوفي اليد أمام أول عقبة تعترض طريقهم، فيُسيلون الدمع مدرارا، و يكتنفهم الحزن و الألم، و كأنهم ينتقمون من أنفسهم بالهم و الأرق و الاكتئاب.
و بالرغم من أن عجلة الحياة تدور.. إلا أننا كثيرا ما نقف عند لحظات التعاسة و الشقاء، و لا نَعْبرها إلى أيام السعادة و الهناء.. نأخذ نصيبنا من الألم كاملا و لا نصبر حتى ننال حظنا من السعادة.. و نأكل أنفسنا في شراهة عجيبة!.
كل البشر يواجهون مشاكل و عراقيل، لكن تعاملهم مع هذه المشاكل هو الذي يحدد معدن الرجال، و عمق نضجهم.
إن مما يروى من حكم الأولين أن
( لا تغضب من شيء لا تستطيع تغييره )
إن عقبات الحياة لا يجب أن نقابلها بضيق و قلق، بل نأخذها على أنها دروس نتعلم منها.
لقد طبقت هذا الأمر في حياتي و هالني حجم الفوائد التي تعود علي منه، فكل تجربة غير موفقة هي درس، و أي خسارة يجب أن نأخذها على أنها مصل يقوينا ضد أزمات الحياة.
و دروس الحياة يا صديقي ليست بالمجان، لذا فلا تتأفف و تحزن حينما تدفع تكاليف تلك الدروس، بل كن واعيا نبيها، و تقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت و تعلمت.
و ليكن ثأرك الحقيقي من ملمات الحياة و مشكلاتها هو النجاح الكاسح، فلا ترض بسواه بديلا، ليكن ردك على الخسائر بتكرار المحاولة و عدم اليأس.
أما البكاء و القلق و الخوف فتلك بضاعة قليلي الحيلة و الضعفاء، اتركها لهم ... و لينعموا بها .
أختكم : دمعة عمر
تعليق