تعتبر الآم الظهر من أمراض العصر الشائعة التي تجبر الإنسان على الراحة والكف عن الحركة وممارسة التمارين الرياضية. و تشير الكثير من الاحصات الصحية الى ان ما يقارب خمسمائة مليون شخص بالعالم يشكون من هذه الآم بدرجات مختلفة. ان التركيب الوظيفي و التشريحي للعمود الفقري بجسم الإنسان و الممتد من الرقبة الى نهاية العصص يبين ان الفقرات الخمس الأخيرة مندمجة ( ملتصقة ) مع بعضها البعض لتكون العجز والتي مهيأة بشكل منحني لتعطي المرونة أثناء الجلوس.و العمود الفقري يتألف من العظام ، الغضاريف و الأقراص مدعمة بالعضلات و الأربطة الصغيرة . تحمل هذه الفقرات الوزن فهي قوية جداً ، اما الأقراص (الديسكات) بين الفقرات تعمل كسلسة من الواقيات ضد الصدمات ، يوجد بينها مادة هلامية مما يعطي الظهر الحرية بالحركة كافة الاتجاهات فهي تتأقلم و تغير شكلها مع حركة العمود الفقري. اما الأربطة فهي أحزمة قاسية من الأنسجة وهي تتميز بقدر معين من المرونة و التمغط وفي حالة تجاوز ذلك تتقطع هذه الأربطة. اما بالنسبة للعضلات و التي يبلغ عددها 140 عضلة موصلة بالعمود الفقري، فدورها الدعم ، الحماية، و التوازن والتحرك. فلها القدرة اللامتناهية على التكييف المستمر مع حاجات الجسد.
ان من أسباب آلام الظهر العادات السيئة التي يتعامل بها الإنسان مع جسمه أثناء الجلوس و النوم والحركة وغيرة ، وتعتبر من اكثر الأسباب المؤدية لآلام الظهر، ومن الأسباب الأخرى : العيوب الخلقية للعمود الفقري ، أسباب هرمونيه ، او نفسية ، او إصابات ميكروبية ، وكذلك الأسباب التي تتعلق بالغذاء و تمثيله مثل مرض النقرس او السمنة.
كيف يحدث ألم الظهر؟؟
يرجع السبب الى عدة أسباب منها إذا حدث انزلاق غضروفي لفقرات الظهر – وهو الأكثر شيوعاً - نتيجة التوى فجائي قوي عند إجراء تمارين رياضية او عند حمل الأشياء الثقيلة فهذا يؤدي الى يتفتق القرص و يقذف ( يزيح ) المادة الجلاتينية من داخل الديسك ( الديسك لا ينزلق ) عن مكانها لتحط بين الفقرات فإذا حدث و ضغط على أحد الأعصاب فيؤدي ذلك للشعور بألم شديد و يمكن ان يمتد الألم الى جذور العصب و يشعر بألم شديد في عمق العمود الفقري من دون تحديد مركزه. فأي حركة تزيد الألم حتى المشي يصبح موجعاً جداً. فيحدث الألم المتنقل وهو الألم الذي يبدأ في ناحية من الجسد و يلاحظ في ناحية أخرى، فعندما يزداد الضغط على الأعصاب الحركية ينقبض الظهر في عدة تشنجات ويشعر الشخص بالألم و التنميل ( الخدر ) فوق الأوراك و خلف الفخذ نزولاً الى القدمين. فيؤدي الإهمال في العلاج الى حالات خطيرة مثل ( اللومباجو ) و عرق النسا و التهاب المفاصل .
اما إذا كان السبب هو انزلاق الفقرة في هذه الحالة تنزلق العظمة فعلياً من مكانها و تنتقل لتضغط على الفقرة الموجودة تحتها. وهذه الحالة ليست شائعة كحالات انزلاق القرص فهي موجعة نوعاً ما و تتطلب الجراحة في الحالات المتقدمة. ففي بعض الأحيان تكون الحالة موجودة و لا تسبب ألم ولا تكتشف الا بعمل بعض الفحوصات الطبية كالأشعة. اما إذا كان نتيجة الالتواء لعضلات و أربطة الظهر فهذا يستدعي الراحة فقط.
من هنا يمكننا التعرف على ان آلام الظهر يمكن ان تكون حادة كالتواء الظهر نتيجة القيام بالأعمال لشخص معتاد على قلة الحركة و نظراً لكثرة التوتر في الحياة اليومية يكون التواء الظهر أحد المشاكل العديدة التي يتعرض لها الفرد. فالتواء الظهر يكون مؤلماً و لكنه يعتبر مشكلة بسيطة اما إذا كان الالتواء شديد فيؤدي الى التهاب في عضلات و أنسجة المنطقة المصابة، مما يؤدي الى الحد من الحركة لعدة أيام.
أما آلام الظهر المزمنة فهي الآلام التي ترافق الإنسان لفترات طويلة، مثل ألم القطنية ( اسفل الظهر ) ، وكذلك ألم عرق النسا، الديسك المفتوق او المتمزق.
العــــــلاج
تعتبر الراحة القصيرة من أهم الوسائل في تخفيف الألم لان الاستلقاء في السرير لفترة طويلة يسبب اضراراً للظهر و الصحة العامة الأدوية المسكنة و المضادة للالتهابات، و العلاج الطبيعي و النصائح و الإرشادات ثم الجراحة في الحالات المتقدمة.
فالعلاج الطبيعي يلعب دوراً هاماً في المعالجة و الوقاية من آلام الظهر. فهناك الكثير من وسائل العلاج الطبيعي لمعالجة ألم الظهر سوى كان من النوع الحاد او المزمن و يعطي النتائج الممتازة و الملموسة في التخلص من هذه الآلام المزعجة فهناك المعالجة الكهربائية و المائية و الشد الكهربائي و التمارين العلاجية و الوقائية و أيضا بعض أنواع التدليك الطبي باستخدام الأجهزة. ومن الإرشادات و النصائح التي يقدمها لك أخصائي العلاج الطبيعي ، تخفيف الوزن ، و النوم على سطح مستوِ و عدم حمل الأشياء الثقيلة و المحافظة على الوضع الصحيح في الجلوس و النوم و القيادة و الغذاء و مزاولة التمارين الرياضية كالجري و السباحة. فإذا كنت ممن يعانون من آلام الظهر فلا تبخل على نفسك بمراجعة المختصين .
تعليق