.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يسعدكم ويُيسّر أموركم
صدقوني لم آتي هنا مرشداً وواعظاً فربما أكون أقلّكم علماً ووعياً وإدراكاً ,, بل أتيت مذكّراً بأمر قد تكونوا غفلتم عنه والمسلم مرآة أخيه دائماً
هناك أمور نغفل عنها وأمور نتذكرها ,, فمن هذا الباب كلٌ منا يذكّر أخيه بما غفِل عنه الآخر .
أعود لصلب الموضوع وهو خاص لكل من ينشد السعادة الزوجية مبتدئاً بهذا الحديث الشريف :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفـْرِك مؤمنٌ مؤمنةً , إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر )) رواه مسلم .
لو طبّقنا هذا الحديث كما ينبغي لأصبح (( التسامح )) هو شعارنا ومنهجنا .
الرسول يقول : ( كل ابن آدم خطـّاء ، وخير الخطـَّائين التوّابون ) .
فمن منا لا يُخطيء ؟؟
إذا أزعجك تصرّف ( ما ) من زوجتك تذكّر أن لديك عيوب كثيرة انت تغفل عنها أو تتغافلها .. وهي تدرك تلك العيوب ولكنها تسكت على مضض .
وتذكّر أيضاً أن هذه الزوجة أم أولادك وكاتمة أسرارك وقاضية حاجاتك من ملبس ومأكل ومشرب ,, عصمتك عن الحرام وأعانتك على ظروف الحياة وعاشت معك على الحلوة والمُرّة .
وتذكّر أيضاً أن لها حسنات تفوق بكثييييييير سيئاتها .. وهنا ( بيت القصيد ) :
يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ( من لم يتغافل تنغّصت عيشته ) ,, يعني بالعامية ( لا تدقق على كل شي ) غض الطرف عن كثير من الأمور لتعيش حياتك بالشكل الذي يرضيك .
كل ما ساءك تصرّف منها ,, تذكّر فوراً هذا الحديث واسترجع حسناتها .
مثلاً :
لو كانت شديدة الغيرة بشكل منفـّر وتضايقت من هذا التصرف ,, بادر فوراً باسترجاع أخلاقها الجميلة التي تعجبك كالبشاشة في وجهك واكرامها لأهلك وتشريفها لك عند ضيوفك بحسن النظافة والطهي والتدبير .
لو كانت عصبية المزاج ,, تذكر حرصها على دينها وحسن تربيتها لأطفالك .
لو كانت مسرفة ومبذرة ,, تذكر حسن استقبالها لك عند قدومك للمنزل وتوفير سبل الراحة لك بعد عناء العمل .
المهم في الأمر هو كونها تملك الكثير من الأخلاق الفاضلة التي تغطي أخطائها وسيئاتها ,, وليس لنا أن ننشد الكمال .
ولا تنسى - وأعيد وأكرر - أنك ربما لديك من العيوب أكثر منها ومع ذلك تجدها صابرة لاتريد هدم البيت وتفكيك الأسرة ,, فمن ( ثمِّن وقدّر ) هذا لها ,, وطبّق قوله تعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) عاش سعيداً مطمئناً مرتاح البال .
أختم كلامي بكلمات جميلة قالها الشيخ محمود شلتوت أعجبتني وترجَمَتْ ما وددت قوله باختصار غير مخلّ :
(( لا توجد امرأة إلا ولها بعض المزايا وفيها بعض العيوب ,, وإن من التمس امرأة كاملة من جميع النواحي فقد التمس محالاً .
وهب الله هذه حظاً من الجمال وإن كان في خلقها شيء ,، ووهب هذه حظاً من الخلق وإن كان في جمالها شيء ,، وفاوت بين هذه الحظوظ والأقسام كما قضت بذلك مشيئته : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار , ما كان لهم الخيرة )
هذه حقيقة من عرفها استراح وأراح ، وأمكنه أن يغض عن العيوب المحتملة بجانب المزايا ، وأن يغفر بعض نواحي الضعف لما يجبرها من نواحي القوة ، وهذا هو معنى قوله (ص) : ( إن كره منها خلقاً رضي منها غيره ) ,, وفي ذلك يقول الله سبحانه : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )
ينسى بعض الأزواج هذه الحقيقة الواقعة فيركز اهتمامه بناحية الضعف في زوجته متناسياً كل المحاسن فيشقيه ذلك ويشقيها ,، ويظل من ناحيته يجسم هذا العيب ، ويتتبع مظاهره ويتألم له حتى ينغص على نفسه حياته ، ويغرس في قلبه كراهية زوجته ، ويظهر ذلك في تصرفاته معها قصداً أو عفواً فتتألم هي أيضاً من ناحيتها وتبادله كرهاً بكره ، وإيلاماً بإيلام ,, وحينئذٍ يدب دبيب الخلاف ، وتسري عوامل الشقاء فإما اعتلال بعد ذلك وإما انحلال )) .. انتهى كلامه رحمه الله .
أسأل الله سبحانه أن يصلح أحوالنا جميعاً ,, وأن يجعلنا دائماً من المتحابَّين المتسامحين حتى ننال السعادة في الدنيا والجنة في الآخرة ,, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يسعدكم ويُيسّر أموركم
صدقوني لم آتي هنا مرشداً وواعظاً فربما أكون أقلّكم علماً ووعياً وإدراكاً ,, بل أتيت مذكّراً بأمر قد تكونوا غفلتم عنه والمسلم مرآة أخيه دائماً
هناك أمور نغفل عنها وأمور نتذكرها ,, فمن هذا الباب كلٌ منا يذكّر أخيه بما غفِل عنه الآخر .
أعود لصلب الموضوع وهو خاص لكل من ينشد السعادة الزوجية مبتدئاً بهذا الحديث الشريف :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يَفـْرِك مؤمنٌ مؤمنةً , إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر )) رواه مسلم .
لو طبّقنا هذا الحديث كما ينبغي لأصبح (( التسامح )) هو شعارنا ومنهجنا .
الرسول يقول : ( كل ابن آدم خطـّاء ، وخير الخطـَّائين التوّابون ) .
فمن منا لا يُخطيء ؟؟
إذا أزعجك تصرّف ( ما ) من زوجتك تذكّر أن لديك عيوب كثيرة انت تغفل عنها أو تتغافلها .. وهي تدرك تلك العيوب ولكنها تسكت على مضض .
وتذكّر أيضاً أن هذه الزوجة أم أولادك وكاتمة أسرارك وقاضية حاجاتك من ملبس ومأكل ومشرب ,, عصمتك عن الحرام وأعانتك على ظروف الحياة وعاشت معك على الحلوة والمُرّة .
وتذكّر أيضاً أن لها حسنات تفوق بكثييييييير سيئاتها .. وهنا ( بيت القصيد ) :
يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه : ( من لم يتغافل تنغّصت عيشته ) ,, يعني بالعامية ( لا تدقق على كل شي ) غض الطرف عن كثير من الأمور لتعيش حياتك بالشكل الذي يرضيك .
كل ما ساءك تصرّف منها ,, تذكّر فوراً هذا الحديث واسترجع حسناتها .
مثلاً :
لو كانت شديدة الغيرة بشكل منفـّر وتضايقت من هذا التصرف ,, بادر فوراً باسترجاع أخلاقها الجميلة التي تعجبك كالبشاشة في وجهك واكرامها لأهلك وتشريفها لك عند ضيوفك بحسن النظافة والطهي والتدبير .
لو كانت عصبية المزاج ,, تذكر حرصها على دينها وحسن تربيتها لأطفالك .
لو كانت مسرفة ومبذرة ,, تذكر حسن استقبالها لك عند قدومك للمنزل وتوفير سبل الراحة لك بعد عناء العمل .
المهم في الأمر هو كونها تملك الكثير من الأخلاق الفاضلة التي تغطي أخطائها وسيئاتها ,, وليس لنا أن ننشد الكمال .
ولا تنسى - وأعيد وأكرر - أنك ربما لديك من العيوب أكثر منها ومع ذلك تجدها صابرة لاتريد هدم البيت وتفكيك الأسرة ,, فمن ( ثمِّن وقدّر ) هذا لها ,, وطبّق قوله تعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) عاش سعيداً مطمئناً مرتاح البال .
أختم كلامي بكلمات جميلة قالها الشيخ محمود شلتوت أعجبتني وترجَمَتْ ما وددت قوله باختصار غير مخلّ :
(( لا توجد امرأة إلا ولها بعض المزايا وفيها بعض العيوب ,, وإن من التمس امرأة كاملة من جميع النواحي فقد التمس محالاً .
وهب الله هذه حظاً من الجمال وإن كان في خلقها شيء ,، ووهب هذه حظاً من الخلق وإن كان في جمالها شيء ,، وفاوت بين هذه الحظوظ والأقسام كما قضت بذلك مشيئته : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار , ما كان لهم الخيرة )
هذه حقيقة من عرفها استراح وأراح ، وأمكنه أن يغض عن العيوب المحتملة بجانب المزايا ، وأن يغفر بعض نواحي الضعف لما يجبرها من نواحي القوة ، وهذا هو معنى قوله (ص) : ( إن كره منها خلقاً رضي منها غيره ) ,, وفي ذلك يقول الله سبحانه : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً )
ينسى بعض الأزواج هذه الحقيقة الواقعة فيركز اهتمامه بناحية الضعف في زوجته متناسياً كل المحاسن فيشقيه ذلك ويشقيها ,، ويظل من ناحيته يجسم هذا العيب ، ويتتبع مظاهره ويتألم له حتى ينغص على نفسه حياته ، ويغرس في قلبه كراهية زوجته ، ويظهر ذلك في تصرفاته معها قصداً أو عفواً فتتألم هي أيضاً من ناحيتها وتبادله كرهاً بكره ، وإيلاماً بإيلام ,, وحينئذٍ يدب دبيب الخلاف ، وتسري عوامل الشقاء فإما اعتلال بعد ذلك وإما انحلال )) .. انتهى كلامه رحمه الله .
أسأل الله سبحانه أن يصلح أحوالنا جميعاً ,, وأن يجعلنا دائماً من المتحابَّين المتسامحين حتى ننال السعادة في الدنيا والجنة في الآخرة ,, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تعليق