أيـهــا الحــــال .. أعلم يقيـنـا ً أنــك لم تعد قــــادر على المشي
والسير على قدميك لكنني فقط أجمـّلـك حين أردد
أمامــهــم " ماشي الحال " كي لا تلمح أعينهم عـجـزك وعكــازتــك
مــاشــي الــــحــــــال ,,,
كلمة نستخدمها حتى لو كان الحال غير ماشي ..
فقد نردد ماشي الحال
ونحن نعلم ان الحال قد لفظ اخر انفاسه
نرددها في قمة الالم ..
برغم ان الالم قد حول الحال بنا الى رجل مسن مقعد
نرددها في قمة الحنين ...
برغم ان الحنين قد حول قلوبنا الى مجموعة من اطفال
شيب الفقد شعورهم
نرددها في قمة الحاجة ...
برغم ان الحال عند الحاجة قد تستر خلفنا ضعفا ً وتوازى
تعففا عن السؤال .
نرددها في قمة الخذلان
برغم ان المواقف المخذلة تحيط بنا كجهات الارض
الاربع
نرددها في قمة الحزن ..
برغم ان خطوط الحزن تحفر في ملامحنا من الحال
المحزن خنادق مرعبة .
نرددها في قمة احباطنا ..
برغم ان غربان الاحباط تنعق في رؤوسنا صباح ومساء
نرددها في قمة الفقد ...
برغم ان الفقد بنا قد تحول الى طفل ملهوث اتكأ على
صدر الليالي ليبكي على صدرهــا بحرقة .
فــ مـاشــي الـــحــــــال ...
عبارة اصبحت مع الوقت ... رفيق لسان أثقل الحزن حروفه
عبارة تاتي لحيقة بسؤال يقذف به احدهم في وجوهنا
ذات تحية ويمضي دون ان ينتظر الاجابة او يهتم بطبيعة
الحال الذي سأل عنه ... فلم يعد الزمن يتسع لانتظــار
اجابات اسئلة اصبحنا نوجهها من باب العادة والتعود
ولا هو يتسع لوصف الحال الذي اصبحنا عليه او
للخوض بتفاصيل لاتعني لسوانا شيئا .
لهذا فنحن نرددها بابتسامة برغم ان الدموع تملأ أعيننا
فــ مـاشــي الـــحــــــال ...
نرددها نحن كذوي إعاقة
بتحدٍ رغم ان الأختناق يُحيط بنا
نرددها بنجاح برغم ان الصعاب قد كثُرت علينا
نرددها بقوة برغم ان أيامنا تمـر بأصعب لحظاتهـــا .
وهي عزاؤنا عندما نسأل عن أحوالنا المريرة
ومع الوقت اصبحنا نرددها كحالة من الرضا المفتعل
نلجا اليها .... لنستر بها مالا يجب ان يكشف
لنواري بها مالا يجب ان يضعف
ليبقى الجميل جميلا ً والقوي قويــــا ً
والنقي نقيا ً ..
من منكم يملك القدرة على الاعتراف بالحال الحقيقي ؟
من منكم يملك القدرة على وصف الحال بدقة ؟
من منكم يملك القدرة على تجريد الحال من عكازه ؟
من منكم يتسع وقته لاحترام قدرة الاخرين في وصف
حالهم غير الماشي ؟
ايها الحال استمر في مشيك فكل الاشياء سواك توقفت .
تم النقل مع بعض التعديل
مع تمنياتي لكم
بـ حياة ملؤها السعادة والهناء
تعليق