لم يكمل طبيبي السابعة بعد ولكني معه عشت سبعين سنة قضيناها بتجربة كل ما يسره الله لي ثم اقتنعت به , قضيت أول عامين من عمره أعده ليكون رجلي القائد لعائلتي الصغيرة , فكم طلبت من أخته الكبرى الإستئذان منه عند الخروج وهو في عمر الأربع شهور فكنت أقول لها أنت وحظك إن أشار برأسه بالموافقة ذهبت فكانت تمسك برأسه وتهزه إلى الأسفل بمعنى نعم , صار طبيبي يكبر أمامي , يقلد من يرى , لايستغني عن شماغه وعقاله يلبسها ويقلد شعراء المحاورة وإذا فقدها وضع المنشفة على رأسه وبدأ بالمحاورة , ولكن طبيبي تغير وأصبح هو من يحتاج الطبيب , تخبطت به كثيرا بدأت افقده في عالم مظلم مجهول لا نعرف منه في بلادنا إلا ذلك الاسم المرعب التوحد , قرأت , بحثت وغالطت نفسي كثيرا لأقول لها لا ابني لا يعاني منه فأغلب السمات ليست بابني ولكني أتخبط معه في عالمه المظلم ساعدني الكثير ولاأنكر فضل أحد تطور ابني قليلا ولكن ليس كما أتمنى , كنت أتمنى أن يبدأ هذا العام ويدخل الصف الأول مع أقرانه ولكن الحمد لله على كل حال وأشكر كل من ساعدني ولو بكلمة أو معلومة حتى إن لم تجدي نفعا معى ابني وأخص بالشكر الأخ الكشاف الذي كنت أقول لنفسي أنه قد يكون اختار هذا الاسم ليكون عونا لأطفالنا في ظلمات التوحد ولكني أرى أنه شمس أشرقت على عالم أطفالنا لتخرجهم من هذه الظلمات , فهنيئا لك هذا الأجر وهنيئا لإبنك هكذا أب يبحث الخير لابنه ولأقرانه فمن كل قلبي شكراوعن ابني شكراوعن كل توحدي شكرا