الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إثبات صفة القدم لله في السنَّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    إثبات صفة القدم لله في السنَّة

    إثبات صفة القدم لله في السنَّة

    الحمد لله وأفضل الصلاة على رسوله وحبيبه ومجتباه محمد وآله وصحبه ومن والاه, وبعـد:

    روى أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تزال جهنمُ يلّقَى فيها ، وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع ربُّ العرش - وفي رواية : ربُّ العزةِ - فيها قدَمَه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قطْ قطْ ، بعزَّتِك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فضْل حتى ينْشِئ لها خلقا ، فيُسْكِنَهُمّ فضْلَ الجنة». متفق عليه.

    وفي رواية : أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال جهنم تقول: هلّ مِنّ مزيد ؟ حتى يضع رب العزَّة فيها قدَمَه ، فتقول : قطْ قَطْ وعِزَّتِكَ ، ويُزْوَي بعضها إلى بعض». أخرجه البخاري ومسلم ، وللبخاري نحو الأولى.

    الرِّجْلُ وَالْقَدَمَانِ : صفةٌ ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بصحيح السنة, كما تقدَّم.

    وقد ثبت في الأثر عن أثر ابن عباس -رضي الله عنه- قال : « الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره ». رواه : ابن خزيمة, وابن أبي شيبة، والدارمي, والحاكم في المستدرك, وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في مختصر العلو، وأحمد شاكر في عمدة التفسير.



    وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ؛ قال : « الكرسي موضع القدمين، وله أطيطٌ كأطيطِ الرَّحْل ». رواه : عبد الله ابن الإمام أحمد، وأبو الشيخ، وابن أبي شيبة، وابن جرير، والبيهقي، وغيرهم ، وصحح إسناده موقوفاً الألباني -رحمه الله- في مختصر العلو.

    وبهذه الأحاديث والآثار الصحيحة نثبت لله عَزَّ وجَلَّ صفة القَدَم والرِّجل ، وأن لله عَزَّ وجَلَّ قدمين تليقانِ به وبعظمته ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } .

    قال شيخ الإسلام: « وقد غَلِطَ في هذا الحديث المعطلةُ الذين أوَّلوا قوله "قدمه" بنوع من الخلق، كما قالوا: الذين تقدَّم في علمِه أنهم أهل النار. حتى قالوا في قوله "رجله": كما يقال: رِجْل من جَرادٍ. وغَلَطُهم من وجوهٍ:

    فإنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "حتى يضع"، ولم يقل: حتى يُلقي، كما قال في قوله: "لا يَزَال يُلقَى فيها".

    الثاني: أن قوله "قدمه" لا يُفْهَم منه هذا، لا حقيقةً ولا مجازًا، كما تَدُلُّ عليه الإضافة.

    الثالث: أن أولئك المؤخرين إن كانوا من أصاغر المعذَّبين فلا وجهَ لانزوائِها واكتفائها بهم، فإنّ ذلك إنما يكون بأمرٍ عظيمٍ، وإن كانوا من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفلِ، وفي أوّلِ المعذَّبين لا في أواخرِهم.

    الرابع: أن قوله "فينزوي بعضُها إلى بعض" دليلٌ على أنها تَنضمُّ على من فيها، فتضيقُ بهم من غيرِ أن يُلقَى فيها شيء.

    الخامس: أن قوله "لا يزال يُلقَى فيها، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يَضَعَ فيها قدمَه" جَعَلَ الوضعَ الغايةَ التي إليها ينتهي الإلقاءُ، ويكون عندها الانزواءُ، فيقتضي ذلك أن تكون الغايةُ أعظمَ مما قبلَها.

    وليس في قول المعطِّلةِ معنًى للفظ "قدمه" إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر، والأوّل أحقُّ به من الآخر.

    وقد يَغْلَط في الحديث قومٌ آخرون مُمثِّلةٌ أو غيرُهم، فيتوهَّمون أن "قَدمَ الربِّ" تَدخُلُ جَهنَّم. وقد توهَّم ذلك على أهل الإثبات قومٌ من المعطِّلة، حتى قالوا: كيف يَدخُل بعضُ الربِّ النَّارَ واللهُ تعالى يقول: (لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا) [الأنبياء: 99]. وهذا جهل ممن توهَّمه أو نَقَلَه عن أهل السنة والحديث، فإنّ الحديث: "حتى يضع ربُّ العزّة عليها -وفي رواية: فيها-، فينزوي بعضُها إلى بعضٍ، وتقول: قط قط وعزَّتِك"، فدلَّ ذلك على أنها تضايقت على من كان فيها فامتلأتْ بهم، كما أقسم على نفسه إنّه ليملأنَّها من الجثة والناس أجمعين، فكيف تمتلئ بشيء غيرِ ذلك من خالقٍ أو مَخلوق؟. وإنما المعنى أنه تُوضَع القدمُ المضافُ إلى الربِّ تعالى، فتَنزوي وتَضِيقُ بمن فيها. والواحدُ من الخلق قد يَركُضُ متحركًا من الأجسام فيسكن، أو ساكنًا فيتحرك، ويَركضُ جبلاً فيتفجَّر منه ماءٌ، كما قال تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)[ص: 42]، وقد يضع يَدَه على المريض فيبرأ، وعلى الغضبان فيرضى ». جامع المسائل (مج2/239-240).

  • Font Size
    #2
    رد: إثبات صفة القدم لله في السنَّة

    بارك االله فيج في ميزان حسناتج

    تعليق

    Loading...


    يعمل...
    X