الحمد لله ربي ومولاي وكفى
وصلاة وسلاما على الخليل المصطفى
أما بعد فأقول
لقد عُرف ابن الجوزي إماما فحلا في العلم متمكنا واعظا أسلم على يديه الكثيرون وتاب بوعظه وآب جمهور عريض من الغافلين كانت تعقد لمجالسه الاماكن العامة وكان حضوره يعد بالألوف العديدة
لوعظه رونق خاص ولمعاني كلماته ذوق راقٍ ورفيع
مواعظه كالأمثال السائرة.. ونصائحة كالدرر النادرة
فأردت زرع شيء من كلماته لتنمو بذرا طيبا على صفحات هذا المنتدى العزيز
وأرجو أن تكون اختياراتي من كتبه سهلة المأخذ وأن تروقكم كما راقت لي
مجاهدة النفس
يا مقهورا بغلبة النفس
صُل عليها بسوط العزيمة
فإنها إن عرفت جدك اِستأسرت لك
وامنعها ملذوذ مباحها ليقع الإصطلاح على ترك الحرام
فإذا صبرت على ترك المباح (فَإِما مناً بَعدُ وَإِما فِداء)
الدنيا والشيطان خارجان عنك، والنفس عدو مباطن، ومن أدب الجهاد (قاتِلوا الَّذَينَ يَلونَكُم)
إِن مالَت إٍلى الشَهوات فاكبِحها بِلِجامِ التَقوى، وإِن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة
وإن استحلت شراب التواني، واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم
فإن رمقت نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل
فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك، لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك
وقد إجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس، فأحكمت حصن البطالة
فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم، وادخلوا عليهم الباب
من كتابه "اللطائف"
{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}
تعليق